الآثار والتراث المعماري للمساجد القديمة في الكويت لبشار خليفوه
مساجد الكويت القديمة.. العمارة شكل وروح
تعد عمارة المساجد في إطار التراث العربي والاسلامي إحدى أهم أشكال العمارة دلالة على طبيعة هذا التراث، لما تمثله من ثقافة تتعلق بالجانب الروحي من جهة، وطبيعة المكان من جهة أخرى، وأسلوب التطور الحضاري من جهة ثالثة. في هذا السياق يأتي كتاب الباحث بشار محمد خالد خليفوه «الآثار والتراث المعماري للمساجد القديمة في الكويت»، الذي صدر برعاية الأمانة العامة للأوقاف.
يرى معد الكتاب أن ثمة نقلة نوعية في معمار المساجد القديمة في الكويت، حيث أدت دائرة الأوقاف حين نشأتها في عام 1949 دورا فعالا في اضفاء هذا النوع الجديد الذي لم يسبق له عهد في النمط المعماري للمساجد التراثية، وذلك بتوسع المساجد وبناء المآذن الشاهقة.
رصد ميداني
وتتناول الدراسة التطور الملحوظ حول عمارة المساجد في الكويت، مشيرة إلى الدور الذي لعبته دائرة الأوقاف، مع التركيز على الآثار المعمارية الموجودة في المساجد القديمة آنذاك، منذ نشأتها الأولى على أرض الكويت، وحتى وصولها إلى هذا النمط التراثي المعني منذ عام 1949.
وقد اعتمد المؤلف بحسب ما جاء في مقدمته على سجل دائرة الأوقاف، كما اعتمد على جولات ميدانية لدراسة وتوثيق تصاميم المآذن ومعرفة الزخرفة والآثار لذلك النمط المعماري السائد فيها، من خلال المشاهدة والرصد والتصوير وعمل المقارنة والدراسة.
ويعمد المؤلف الى عدم الاكتفاء بالرصد، بل الخروج بنتائج وتعميمات وتحليلات تطبيقية تخدم الظاهرة المعمارية المراد تفسيرها، واستعان المؤلف بالفنان التشكيلي أسعد أحمد بوناشي، وذلك في تصميم الرسومات التوضيحية التي جاءت على شكل هندسي وفني تترجم ذلك المعنى وتزيد من قوة التفسير.
النشأة والتطور
وقد قسم الباحث بشار خليفوه كتابه إلى قسمين؛ الأول: نشأة وتطور النمط المعماري في المساجد التراثية. وهو بدوره يحتوي على مبحثين: مساجد الكويت الأولى والنقلة النوعية في تغير الأثر المعماري، والتطور العملي للمآذن والآثار المعمارية لدى دائرة الأوقاف العامة.
أما الجزء الثاني من الكتاب فهو: الآثار المعمارية، دراسة فنية تاريخية. ويتناول هذا القسم دراسة المعالم الفنية والجمالية من الناحية المعمارية نحو دراسة أنواع الزخرفة والنقوش كافة، ودراسة نمط الأعمدة والأبواب وأنواعها وأشكال النوافذ، اضافة الى دراسة فنية حول المآذن والقباب والمنابر والمحاريب.
بساطة الذوق وعمقه
ويخلص الباحث الى استكناه الذوق الجمالي الذي عرفه الجيل القديم الذي أسس الكويت واجتهد في تعميرها، رغم بساطة هذا الذوق، كما سيلاحظ القارئ الآثار الجمالية للمساجد في فترة الخمسينات، التي عكست معمارا أعطى روحا وبناء معنويا.
الكتاب الذي جاء في تصميم أنيق في 142 صفحة من القطع الكبير، اشتمل على العديد من النماذج والصور التوثيقية والرسوم التوضيحية، التي تعطي مجالا وفسحة للقارئ للمضاهاة والمقارنة، وتلمس جماليات العمارة الاسلامية في الكويت، وطبيعة التطور الذي آلت اليه.
القبس 4/10/2011
__________________
www.flickr.com/photos/aljamea
|