الشاعر (ضويحي بن رميح الهرشاني) ولد في الكويت حوالي عام 1840م وتوفي عام 1907م قضى جل حياته في ركوب البحر والبحث عن اللؤلؤ له قصائد كثيرة يرددها الناس أشهرها (قصيدة الغربة) تقول أبياتها:
عديت في مركب(1) واللي ممسيني
بديار غرب لعل السيل ماجاها
في وسط سيلان لي اليوم شهريني
من بين ناس يضيق بالي إلغاها(2)
أضحك مع اللي ضحك والهم طاويني
طية شنون(3) العرب لاقطروا ماها
متى يقولون عن سيلان ماشيني
والنوخذة عدته للسفن دناها
لولا الحيا كان هل دمع من عيني
على هنوف جديد اللبس يزهاها
اللي صفت لي عن الأدنى ولا قصيني
مصيونة عن عربها تقصر خطاها
لعل من لامني يطعن يرمحيني
يحما على شلفة والملح ما جاها
تاخذ حلاله قروم توفي الديني
ما خلوا إلا خلوج يبلش اطلاها
البيض تخضع له شيوخ وسلاطيني
وتخضع لها روس ناس يدخل حماها
ومن قصائد ضويحي المشهورة هذه القصيدة التي يحن فيها إلى بلده:
هبت علينا الشمال وزادت الموجه
ياكبدي اللي من القلاب حاديها
القاع فيها(4) العسام، وصار به روجه
علايم الشيت(5) غير الدول(6) كاسيها
أخير من شوف أبو عينين وبروجه
شوفه غميضة(7) ومسكنها وأهاليها
نفس بوسط الكويت اتصير مبهوجه
بلادي اللي من الأوطان مغليها
عيني عن البعد با الأجواد مزعوجة
هني من شاف داره واهتنا فيها
وله هذه القصيدة عندما حل العيد، وهو في الهند هلى شاطئ بومباي تذكر أهله وأحبابه ووطنه، فقال هذه الأبيات:
بالهند جانا العيد يا شين عيده
لو قالوا أنه عيد ما ظنتي عيد
عيد بليا صاحبي ما نريده
يعل عيده عاد لو أنه بعيد
أنا في بمباي عنه داري بعيده
وهو بدار مطوعين الا واليد
دار الصباح أهل الفعول الحميده
وأقول لهل الدار مبروك العيد
مبروك ياللي وسط قلبي وحيده
عسى عليك العيد مبروك وسعيد
عيدية بالعيد هذا قصيده
عيديتن مني لمتعب هل الصيد
في غربتي سويت أنا هالنشيده
يوم أن حبه بالحشي دايم يزيد
-----------------------------------
(1) المركب: السفينة، وفي بعض الروايات مرقب وهو البناء الطويل الذي يشبه المقصورة.
(2) ألغاها: الكلام.
(3) الشنون: قربة الماء.
(4) القاع: هو قاع البحر.
(5) الشيت: حيوان بحري شوكي يسكن قاع البحر.
(6) الدول: حيوان بحري يعيش فوق الماء يخافه الغواصون.
(7) غميضة: بئر ماء يقع في عاصمة الكويت قرب شارع الشيخ فهد السالم.
المصدر: (النجديون وعلاقتهم بالبحر - صفحات مطوية من تاريخ الغوص) لـ(عبدالله بن عبدالعزيز الضويحي).
التعديل الأخير تم بواسطة المتقصي ; 21-03-2008 الساعة 03:25 AM.
وهذه معلومات إضافية عن هذا الشاعر البحار السيب الغيص
ضويحي الهرشاني
ولد الشاعر ضويحي بن رميح الهرشاني في فريج البدر في منطقة القبلة في الكويت في عام 1840م ودرس في الكتاتيب وعمل بحارا إذ دخل «السفر» و«الغوص» وهو في الخامسة عشرة من عمره وتدرج في المراتب البحرية من تباب إلى بحار ثم إلى سيب ثم إلى غيص.
كتب الشعر مع بداية شبابه ولعل طبيعة حياة الشقاء والمعاناة هي أكثر سمات شعره وقد أطلق عليه الأديب عبد الرزاق العدساني لقب «شاعر البحر» لأنه كان كثيرا ما يكتب الشعر وهو في البحر والتي تتضمن حنينه لوطنه الكويت ولأهله ولأصحابه.
ومن مميزات شعره أنه مجدد مع المزج بين ألفاظ المدينة والبداوة وله الفضل في ابتكار فن «القلطة».
ولم يحصل على حقه كمبدع لأسباب عدة منها انه توفي في عام 1907م ولا توجد له صورة إضافة إلى عدم تطرق الباحثين إليه لولا أن قام الأديب عبد الرزاق العدساني بتدوين سيرته وجمع ما استطاع من شعره في كتاب في عام 1998م.
وللشاعر قصائد رائعة منها «يا بن سالم» و«يا جر قلبي لدن الغصون» التي غنتها الكثير من الفرق الشعبية كما أن له قصيدة باتت جزء من الثقافة الكويتية الشعبية هي أغنية «مباركين عرس الأثنين» وهي فن الفريسني ويتم ترديدها في كل عرس مع التحريف من قبل الفرق النسائية الشعبية التي تردد خطأ
مباركين عرس الأثنين
ليلة ربيع عينه قمره
بينما النص الأصلي هو:
مبارك عرس الاثنين
ليلة ربيع وقامه
يا المعرس اذبح خروفين
حتى تعدى الملامه
وان كان ما تقدر اثنين
عيش وكثر ايدامه
من عانك الله له يعين
ربعك رجال الشهامه
عقب العشا جابوا الزين
زفوا اضبي العدامه
عروسنا زينة العين
بنت الشرف والكرامه
ومن روائعه أيضا قصيدة «يا جر قلبي لدن الغصون» التي انتشرت في الكويت وبعض الدول الخليجية في روايات عدة والفنان إبراهيم الصولة أشهر من غناها كما غنتها الكثير من الفرق الشعبية الكويتية إضافة إلى بعض المطربين الشعبيين في المملكة العربية السعودية منهم الفنان حجاب بن نحيت.
مشكووور أخوي االمتقصي على الموضوع الجميل للشاعر الكبير ضويحي الهرشاني .. وشعرة رهيب و سلس ...
قبل أمس جلست أجمع عدة مواضيع عن الشعراء الكويتيين فوجدت نبذة بسيطة عن هذا الشاعر ووجدت بأن له كتاب من جمع وبحث عبدالرزاق العدساني وكما ذكرت ..ولكن لم أجد لديه قصائد وللأسف .. فقط ذكر نبذة بسيطة عنه وعن مولدة ووفاتة ..
وهناك لدي ملاحظة بخصوص القصيدة والسامرية (( ياجر قلبٍ جر لدن الغصوني ,,, أغصون سدراً جرها السيل جرا )) هذه للشاعر السعودي دخيل الله الدجيما العتيبي وليست لشاعرنا .. ومع ذلك يلزم منّا البحث والتصحيح لأن القصيدة والتي أصبحت ومن المنظور الشعبي للشاعر الدجيما ..والجدير بالذكر بأن الشعرين كانوا معاصريين لبعض فالهرشاني توفى بعام 1909م والدجيما توفى بعام 1919م .... ولكن الله أعلم لمن له هذه السامرية الجميلة ..
شكراً لمجهودك وشكراً على المعلومات التي أفادتنا وخصوصاً الأبيات الجميلة في السفر والحنين للوطن ..
خلف الحربي لا يعرف البحر إلا من صارع اهواله، ولعل ركوب البحر يعد واحدا من اقدم مواجهات الانسان مع الطبيعة، وفيه تتجلى الارادة الانسانية القديمة باتجاه التغيير والبحث عن ارض جديدة وفرصة جديدة وبشر آخرين.
وعلى الرغم من ان القصائد التي تتناول حياة البحر تعد اثرا مهما في الشعر النبطي، الا ان كل الاعمال التوثيقية لهذا الشعر حاولت -للاسف الشديد- القفز فوق هذا الاثر الكبير، وركزت على قصائد الصحراء والقرية، بالاضافة الى القصائد التي تتحدث عن الحوادث التاريخية الكبيرة.
وقد احسن الشاعر عبدالرزاق العدساني صنعًا، حين قام بتجميع قصائد الشاعر ضويحي الهرشاني (1840-1907)، وهو الشاعر الذي كادت قصائده ان تذهب ادراج الرياح، بسبب سوء التوثيق وتركيز العاملين في نطاق الشعر النبطي على شعراء دون غيرهم.
وعائلة رميح والد الشاعر من اهل «جبلة»، ومن سكان فريج البدر، ويملك اهله سفنا شراعية صغيرة، وقد وهب الشيخ مبارك الصباح لرميح الهرشاني مزرعة في حي «جبلة»، وكان لشقيق الشاعر سعد بن رميح دور بارز في معركة الجهراء، حيث كان يحمل اهل الكويت على سفينته الى «الخويسات» و«كاظمة» ليشاركوا في تلك المعركة.
يا بحر فيك الرزق
ركب الشاعر ضويحي البحر في مرحلة مبكرة، فقد كان البحر مصدر رزقه وركبه تبابا وسببا وغواصا وبحارا، وعرف خفايا هذا العالم الغريب وواجه مصاعبه واهواله، وهو يلخص حياة البحر بهذا الحوار الصريح مع الموج:
يا بحر فيك الرزق لاشك مخطور
اكبر خطر غوص البحور الغزيره
واكبر مصيبة عندنا يا بو منصور
لا هبت رياح ٍقوية خطيره
وإلا نساك السيب في جمة بحور
اما نعس والا تعومس مريره
والنوخذة لا صار ضايق ومحشور
نضيق من ضيقه ونعجب نظيره
لعيون خلي سيد البيض والحور
سيد البنات اللي نهوده صغيره
لزيد في ذاك الخطر سبع شهور
ان كان ذا يرضي خوافي ضميره
ويتضح من خلال الابيات الاخيرة مدى حاجة الانسان الى معانقة هذا الخطر المرعب، حين يصبح ركوب البحر سبيلا وحيدا للحصول على الرزق والوصول الى الحبيبة وتحقيق الاحلام المشتركة، مهما بلغت صعوبة الامر، فهو يقول في احدى قصائده:
والله جزاما راح يمسح دموعه
اني لخلي روحتي يم سيلان
والرحيل الى الموانئ البعيدة يرافق ركوب البحر، وفي مدينة بومبي الهندية احدى اشهر المحطات التي كان يقصدها الكويتيون في ذلك الزمان، يأتي العيد فيتذكر الشاعر الحبيبة والوطن ويقول:
بالهند جانا العيد يا شين عيده
لو قالوا انه عيد ما ظنتي عيد
عيد بليا صاحبي ما نريده
يعل عيده عاد لو انه بعيد
انا في بمبي عنه داري بعيده
وهو بدار مطوعين الاواليد
دار الصباح اهل الفعول الحميده
واقول لهل الدار مبروك العيد
مبروك يااللي وسط قلبي وحيده
عسى عليك العيد مبروك وسعيد
عيدتي بالعيد هذا قصيده
عيدية مني لمتعب هل الصيد
في غربتي سويت انا هالنشيده
يوم ان حبه بالحشا دايم يزيد
هني من شاف داره
ويتملك حب الكويت قلب هذا الشاعر الذي اجبرته حياة البحر على فراق بلاده، فيحاول الالتصاق بها من خلال قصائده:
هبت علينا الشمال وزادت الموجه
يا كبدي اللي من القلاب حاميها
القاع فيها العسام وصار به روجه
علايم الشيت غير الدول كاسيها
اخيرا من شوف «ابو عينين» وبروجه
شوفة «غميضة» ومسكنها واهاليها
نفسي بوسط الكويت تصير مبهوجه
بلادي اللي من الاوطان مغليها
عيني من البعد يا الاجواد مزعوجه
هني من شاف داره واهتنا فيها
وفي قصيدة اخرى، يحاول ابن رميح ان يتغلب على وجده وشوقه لبلاده، ويستعيض عن ذلك بالدعاء لها بالخير والمطر، من دون ان ينسى بالطبع محبوبته التي تنتظره هناك:
ياالله عسى برق ٍتزايد لميعه
يمطر على جبلة وشرق الغمامي
عله من الاجواد يضفي ربيعه
يضفي على دار الشيوخ الحشامي
دار الصباح من البحر للوريعه
ومن الوريعة لين ياصل سنامي
يجيب عشبه من عيون ٍوسيعه
من سندو ابه ما لفتني علامي
ابو شفادة ٍمثل حمر الوشيعه
ما شفتها الا يوم طاح اللثامي
من العام حالي يا بن سالم وجيعه
حالي من الفرقا طواها اليهامي
كانه نسي يا الله عساه القطيعه
وكانه صدق يا الله عليه السلامي
وبما ان ضويحي من الرجال الذين عرفوا البحر واهواله، نجده يفاخر بذلك بقوله:
ركب البحر صعب ما داسوه شردان الرجاجيل
ما داسه الا شجاع ٍما يهين النفس لا احتاج
وهو يصف الحالة الصعبة التي يكون عليها الغواص، ويذكر رحيله وتنقله بين المغاصات العميقة، فيقول:
البارحة مرقدي في راس تنوره
واليوم بالهير قطوا فوقي حبالي
وفي موقع خاص داخل السفينة (بين التعاريض والسكان) يتذكر محبوبته، فيقول:
انا البارحه بين التعاريض والسكان
تلاقيت انا واللي عيوني يودنه
هجدني وانا في مشغلة بندر الخشبان
شمالي ابو عينين وشرقّي من جنه
سرى الليل كله ما سرى مدمج السيقان
انا والغضي في مرقدي مع هل الفنه
وانا اصبحت بالبيضة وهو مع هل الطرشان
على كوكب حرش ٍالعراقيب يردنه
منقولة من مجلة «الزمن» العدد 33 - 22/5/1999.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ