السالمية (جلبان الخرّاره)
السلام عليكم
قد يبدو العنوان غريباً للبعض لكنه يحمل في طياته الكثير من المعاناة التي كان يعانيها أهل الكويت بسبب قلة مصادر المياه,حتى أذكر أنه في بيتنا كان يوجد جليب ماؤه مالح وكنا نستخدمه في الغسيل فقط أما الماء العذب فكان يأتينا بواسطة عربانة اليمني لذلك كان هذا الموضوع الشغل الشاغل للناس في ذلك الوقت فقد دأب بعض قاطني منطقة السالمية بحفر قلبان (جلبان) لأن بعض الكلمات في اللهجة الكويتية تقلب القاف جيماً مثل قليب (جليب) و قريب (جريب) و قدر (جدر) .و جاء في الغطاية البدوية: سداح امك على الجلبان, و حله الجربة.
وكانت هذه الجلبان مبنية من الطين والصخر وتعتبر مركزاً لتجمع مياه الأمطار التي تسقط في موسم الشتاء وتكون السيول و يستخدمها الناس في أيام القيظ والجفاف, وكان موقع الخرِِّاره حاليا حديقة السالمية مقابل إدارة التحقيقات (مدرسة السالمية المتوسطة للبنين سابقا) وهي مدرستي التي درست بها,فإذا ذهبت الى مجمع الفنار بسيارتك الكشخة فحول على حديقة السالمية لكي ترى موقع الخراره بأم عينك وليتك رأيتها قبل ستين عاما, وكانت الخراره محاطة بسور من الطين (حوطة) وفي السالمية بعض الحوط المعروفة التي كنا نحبل فيها للطيور مثل: حوطة الحصان وكانت قريبة من مجمع الفنار, حوطة سعيد بالقرب من بيت لوذان و حوطة الربيعان القريبة من منزل عائلة الربيعان على شاطئ البحر, بالاضافة الى حوطة الطحيح وقد كانت قريبة من مستوصف السالمية . ولم يكن هناك أشجار في هذه الحوط بل كنا نستخدم فيها الشبج وهو عبارة عن شجرة جرداء نثبتها على ربوة و توضع حولها الفخاخ وننتظر الطير حتى يوقّّع عليها , كانت لنا طريقة في حد الطير نحو الفخ بأن يأتي الصبي خلف هذا الطائر فاتحا ذراعيه مع تصفير خفيف حتى يتجه الطائر نحو الشبج. في السابق في الزمن البعيد كانت الفخة عبارة عن حديدة على شكل نصف دائرة ثم الطارة نصف دائرة مصنوعة من الخيزران و العمود وهو قاعدة الفخ و السير المطاطي الذي يشد به الفخة ثم المد والخرزة التي يوضع فيها الطّعُم و غالبا ما يكون الزهيوي أو الغُبّي وكانت الفخة المصنوعة من الحديد عترة تقتل الطائر في كثير من الأحيان ثم تطورت الفخاخ وأصبحت فخة أم شبك وهي تصطاد الطائر دون أن تلحق به الأذى . وأما الطيور التي لا تضرب على الفخ غالبا مثل الرقيعي و الزّعرة فكنا نصطادها بواسطة النباطة ثم بعد ذلك البندقية الهوائية ( ام صجمة) وكان عندي ام صجمة ألمانية ماركة ديانا وكنا نشتري الصجم من سوق السلاح.و أذكر أنه كنا نصيد الذبابي بالفخ ولكن بطريقة غريبة نوعا ما ,حيث معروف انه هذا الطائر مولع بأكل الذباب لذلك سمي الذبابي, ومن أجل اصطياده كنا نصطاد الذباب بأيدينا ونشكه بسلك رفيع ونضعه بالفخة طعم خاص لهذا الطائر العيار الذي كان يتفنن في تث الفخة فكثيرا ما كان يحمل حجرا صغيرا برجله ويلقيه على الفخة ويتثها ثم يأكل الطعم ويهرب.
وطالما تكلمنا عن شاطئ البحر و الشيء بالشيء يذكر كان شارع البلاجات هو مكان للكازينوهات المبنية من العريش(عرزالة) وظلت هذه الكازينوهات تستقبل روادها في الستينيات و أزيلت في بداية السبعينيات, ويعرفها معظم الكويتيين وخاصة جيل الشباب في ذلك الوقت .... يتبع
|