يكثر الحديث عن امتداد الحدود الكويتيه فيما قبل مرحلة العقير، و تكثر اصوات الحسره و التحلطم مع هذه السيره، لكنها مشاعر غير واقعيه ولا داعي لها، فالايام دول و ليس هناك حدود ثابته لأي دوله في التاريخ، و لربما الدوله العثمانيه خير دليل ، وصلت مساحتها في عهد السلطان سليم الثاني الى ما يقارب 20 مليون كيلومتر مربع، و في عهد مصطفى كمال اضمحلت الى مساحة تركيا الحاليه.
ليست العبره في امتداد الكويت الجيوسياسي السابق، فمناقشة هذا الموضوع لا تتعدى المعلومات العامه، و لا يفيد البكاء على اللبن المسكوب، لكن العبره في ان يراجع كل شخص نفسه، ماذا قدم لوطنه في العصر الحاضر؟
و العبره في ان يتعلم الساسه عندنا ان مسائل الحدود يجب ان لا تكون ماده للنقاش و التنازلات. فهاهو العراق يتنصل من قرارات الامم المتحده الحاسمه و النهائية بشأن الحدود و يشيع انها قابله للتفاوض و انها ملف شائك و لم ينتهى (طبعاً حتى يضفي صبغة اللاشرعيه على ترسيم الامم المتحده المقر في 1994). و للأسف صحافتنا و بعض الاصوات لدينا تنجرف خلف هذه الجعجعه العراقيه و تنشر تصريحات الساسه العراقيين عن حدودنا (تسوي لكلامهم دعايه) ، على العكس مما هو واجب على حكومتنا و اعلامنا ... فعلى اعلامنا تجاهل هذه التوتيرات الاعلاميه العراقيه، و على حكومتنا ان تبسط مظاهر سيادتها على التخوم الشماليه من البلاد و تجعل كويتية هذه الاراضي امراً محسوماً ولا شك فيه ... لكن نرى سياجاً يخلي 5 كيلومترات من خط الحدود الشمالي مع العراق بحجة منع القناصه و الباحثين عن الفقع من الوصول الى الحدود، و هي حجه بايخه تترك هذه الخمسة كيلومترات لأطماع العراق .. فالاراضي السايبه تعلم السرقه كما هو المال السائب ..
الشاهد من الموضوع، التاريخ مدرسة الحاضر، فاذا اصبح التاريخ مجرد اطلال يتحسر امامها الناس على امجاد بلدهم، فلن يكون النجاح حليف تلاميذ مدرسة التاريخ حينها.
|