فريق كويتي ـ إيطالي يكتشف وحدات سكنية بموقع القرينية في فيلكا تعود للقرن الـ 18
الأنباء - 27 فبراير 2012
أعلن مدير إدارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب شهاب عبدالحميد الشهاب عن اكتشاف عدد من الوحدات السكنية بموقع تل القرينية في جزيرة فيلكا تعود الى القرنين الـ 18 والـ 19 وذلك خلال أعمال بعثة التنقيب الكويتية ـ الايطالية الممتدة من عام 2010 حتى الآن.
وقال الشهاب في بيان صحافي اليوم إن (القرينية) إحدى المستوطنات المنتشرة في جزيرة فيلكا خلال القرنين الـ 18 والـ 19 الميلاديين وهي معاصرة لمنطقة (خرابت الدشت وقرية السعيدة وأم الدخان ومنطقة الصباحية) وذلك لتشابه اللقى الاثرية المنتشرة في تلك المواقع.
وأضاف ان أعمال التنقيب الأثرية للبعثة الكويتية ـ الايطالية في هذا الموقع كشفت عن عدد من الوحدات السكنية بنيت جدرانها من الحجارة البحرية ورصفت أرضياتها بطابوق اللبن المجفف بالشمس.
وأوضح ان هذه الوحدات يغطيها سطح التل (أي تل القرينية) وجانبه الجنوبي وغالبيتها مكونة من فناء وغرف للسكن والخدمات التابعة لها واستخدم الجص في كساء بعض جدرانها ويبين تمثيل الهندسة المعمارية للوحدات المكتشفة البناء التقليدي في تلك الفترة.
وعن المكتشفات التي تم العثور عليها أفاد الشهاب بأنه تم جمع كمية من الكسر الفخارية والبورسلان ومنها ما هو مرجح انه يعود الى الحقبة نفسها من الزمن.
وذكر أن البعثة الآثارية من جامعة (فينسيا) الايطالية من أولى البعثات الايطالية التي عملت في الكويت وجزيرة فيلكا عام 1976 ونفذت أعمالها الميدانية من مسح وتنقيب.
وبين ان البعثة أجرت مسحا جويا للمواقع الاثرية في الجزيرة علاوة على المسح العلمي لمواقع الآثار ونفذت أعمال تنقيب أثري في موقع تل الخزنة وموقع القصور ونشرت أعمالها عام 1984.
وقال الشهاب انه تم في عام 2010 عقد اتفاق تعاون أثري بين المجلس الوطني وجامعة بروجيا الايطالية لتنفيذ أعمال المسح والتنقيب الاثري في تل القرينية الواقع وسط الساحل الشمالي لجزيرة فيلكا والذي يصل طوله الى 600 متر تقريبا وعرضه نحو 35 مترا وهو مواز ويكاد يلامس ساحل البحر وتنتشر على سطح هذا التل شواهد اثرية معمارية ولقى أثرية.
وعن البعد التاريخي لتل القرينية أوضح ان أول ذكر له أورده (كارستين نيبور) في النصف الثاني من القرن الـ 18 عن «قلعة برتغالية قرب القرين» ويقصد بذلك القرينية وتقع هذه القلعة الى الشرق من التل الاثري وتبعد عنه مسافة مائة متر تقريبا.
وقال ان ذكرها ورد أيضا عند (ديسكون) من انها قرية صغيرة تقطنها عدة عائلات كما ورد ذكرها عند (جيوفري بي) عضو البعثة الدنماركية عام 1957 من ان «القرينية منبسطة من الوادي غير العميق على الساحل الشمالي للجزيرة وأظهرت أحجارها المنهارة وكسر الفخار الخشنة المزججة باللون الفيروزي الذي تميزت به في السنوات الـ 200 الاخيرة».
وذكر ان بعض المصادر تحدثت عن ان البرتغاليين عندما احتلوا الجزيرة أخذوا يتاجرون من هناك أي من «القرينية» مع بر الكويت وكانت تقطنها عدة عائلات كما أشارت المصادر الى «وجود أطلال مسجد كبير هناك، وان هذا المسجد كان عاليا حتى عام 1839».
|