راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > المعلومات العامة
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-04-2012, 01:36 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي لن نسكت عن تزوير تاريخ الكويت - د.خليفة الوقيان

القبس - اليوم

رداً على د. الطبطبائي والأستاذ البحر:
لن نسكت عن تزوير تاريخ الكويت


بقلم د. خليفة الوقيان
اطلعت على رد الاستاذ بدر خالد البحر على الملاحظات التي نشرتها في عددي القبس الصادرين بتاريخ 2012/4/1و2 عن الاخطاء الجسيمة التي وقع فيها د. محمد الطبطبائي العميد السابق لكلية الشريعة، في المقدمة التي وضعها لديوان السيد عبد الجليل الطبطبائي، وبخاصة ما يتعلق منها بتاريخ الحياة العلمية في الكويت، وتاريخ القضاء والمساجد.
وقد رجّح كثير من الزملاء ان في الرد املاء وتنفيذاً، وليس يعنيني ان كان هذا الاحتمال صحيحاً ام لا، فالامر المهم لدي هو تصحيح الاخطاء، وتنقية تاريخ الكويت الثقافي بخاصة من الشوائب، وسيكون كلامي موجها الى صاحب الرد ايا كان اسمه، ولن استجيب لمحاولة جرّي الى مواقع اخرى، واشغالي بالاشتباك مع اشخاص آخرين.

وفي حال وجود من ينتصر له لاسباب اجتماعية او ايديولوجية، او وجود من يختلف معي، للاسباب نفسها، لن انصرف الى معارك جانبية معهم.
واود ان اشير الى قضية عامة، تتصل بمعاناة الباحثين والنقاد في بلدان العالم الثالث، الصغيرة في حجمها وعدد سكانها، فالمواطنون في هذه البلدان محكومون بعلاقات اجتماعية ومفاهيم قبلية، وعوامل اخرى تجعل مهمة الباحث والناقد شاقة، ومحفوفة بالمحاذير والمخاطر، ولذلك يُعدّ الخلاف في الرأي عداء شخصياً، وتفسر الجهود العلمية الموثقة في تصويب الاخطاء بأنها اساءة شخصية، ولهذه الاسباب تتفشى الاخطاء، ويُظن - بمرور الزمن - انها الحق، وما عداها باطل، وتتعثر مسيرة تطور البحث العلمي والابداع.

وقد ادت تلك المفاهيم المغلوطة الى شيوع ثقافة اللامبالاة والاستسلام واتباع مبدأ «ماكاري» كما يقول الكويتيون - اي لا يعنيني - نأياً بالنفس عن مواضع الاذى والتجريح الشخصي.
وفي ما يتعلق بي، احسب اني فرغت من التفكير في عواقب قول كلمة الحق، فضلا عن ثقتي ان الزبد يذهب جفاء، وان ما ينفع الناس يبقى في الارض، وليقيني ان الناس يملكون القدرة على التمييز بين الحق والباطل، وبين البحث الموثق والكلام المرسل من دون دليل، ثم ان التاريخ لا يرحم من يتعدى على حرمته، وان بعد حين.

نماذج من أخطاء د. الطبطبائي
نعود الى القضية الاساسية، وهي الملاحظات التي ابديتها بشأن الاخطاء التي وقع فيها د. محمد الطبطبائي في المقدمة التي كتبها لديوان جده السيد عبد الجليل الطبطبائي، فقد انكر وجود العلماء والادباء في الكويت، قبل وصول جده اليها في عام 1843م، ووفاته فيها عام 1853م.
وحين انتقل د. محمد الى القضاء في الكويت، قال «كان من اوائل القضاة في الكويت السيد ابراهيم بن السيد طه الطبطبائي.. اذ كان قاضياً ابان السلطنة العثمانية على البصرة، وما يتبعها، والتي منها الكويت والقطيف والبحرين والزبارة ونجد..».

ويقول د. محمد «ان مسجد عبد الجليل قد اسس قبل عام 1843م، ومؤسسه هو السيد عبدالجليل الطبطبائي، وقيل اسسه ابنه السيد أحمد»، ويضيف الى المسجد نقعة العبد الجليل فينسبها الى جده.

كانت تلك نماذج من الاخطاء الكثيرة التي وقع فيها د. محمد الطبطبائي، وقد نبهته اليها كي يصوبها في الطبعات المقبلة للديوان، وكنت اتوقع منه الشكر، ولكنه لم يفعل، ولم يعتذر عن الاخطاء، ولم يتمكن من الرد على الملاحظات الموثقة، ولجأ بدلا من ذلك الى الاستنجاد بالآخرين، كما يعتقد بعض الزملاء - لكي يقوموا بتغطية اخطائه والتستر عليها، والرد بأسلوب مضطرب، واقوال مرسلة لا تقوم بمقارعة الحجة الموثقة، بحجة موثقة مثلها، فضلا عن التهرب من الرد على كثير من الملاحظات المهمة.

نسَّاخ المخطوطات
ينكر صاحب الرد ان يكون وجود النساخ الاوائل في الكويت مؤشرا لوجود حياة علمية، وان يكون منهم من يستحق لقب العالم، ويأتي ذلك الانكار لهدف الوصول الى فرض تصوّر مغلوط، وهو ان الكويت كما يقول «لم يكن فيها عالم ولا أديب»، قبل ان يصل جده اليها في عام 1843م، ويقضي فيها عشر سنوات متقطعة، اذ كان كثير السفر والاقامة في البصرة خلال تلك السنوات لرعاية املاكه فيها».
ان قيام من ذكرنا اسماءهم بنسخ المخطوطات، لا ينفي عنهم صفة العلم: فقد وجدوا في زمن لم تظهر فيه الطباعة، واذا لم تكن هناك حياة علمية، فلماذا ينسخون المخطوطات اذن؟ ثم ان من ذكرنا من النساخ ينتمون الى اسر علمية معروفة مثل القناعي (عثمان بن سري)، والعدساني والتركيت والفارس والمطوع وغيرهم.

وحين نعود الى أقدم ما وصلنا من مخطوطات نسخت في الكويت، وهي «موطأ الامام مالك»، التي نسخها الشيخ مسيعيد بن أحمد بن مساعد بن عبدالله بن سالم فسوف نجد انه لم يكتف بنسخ المخطوطة، بل وضع لها بعض الحواشي. يقول الشيخ محمد بن ناصر العجمي، الذي أعد المخطوطة للنشر «وقد نسخت بخط أنيق مشكول، اعتنى بها ناسخها، وقد جعل نص الكتاب في اطار بالخط الأحمر، كما انه حلاه ببعض الحواشي خصوصاً في أول النسخة، والحق فيه ما فاته من بعض الكلمات أو السطور، وذكر في أول المخطوطة، وقبل العنوان بعض الفوائد والفضائل حول الموطأ، ثم ذكر انه برواية يحيى بن يحيى الليثي عن مالك، وأشار الى ما اشتمل عليه الموطأ من الكتب.. » الموطأ ص11.
فهل يستكثر صاحب الرد على الشيخ مسيعيد بعدئذ ان يكون عالماً بمقاييس زمانه؟ على حين نرى في هذا الزمن الذي كثرت فيه الجامعات شباباً في العقد الثاني أو الثالث من أعمارهم يطلقون على أنفسهم لقب الشيخ والعالم، ويرتجلون الفتاوى في أعقد القضايا.

وقد امتد نسخ المخطوطات الى زمن عالم الكويت الشيخ عبدالله خلف الدحيان، الذي قال عنه الشيخ محمد بن ناصر العجمي «وأما الشيخ عبدالله بن خلف دحيان فانه في هذا الباب بيت القصيد وأول العدد وواسطة القلادة، ودرة التاج، فقد كان رحمه الله تعالى حفياً بالمخطوطات ونسخها»، روضة الأرواح ص74 - 75. فهل نستبعد الشيخ عبدالله خلف الدحيان من طائفة العلماء لأنه قام بنسخ المخطوطات؟

التشكيك في الشيخ مسيعيد
يقول صاحب الرد: ان الشيخ يوسف بن عيسى لم يذكر اسم الشيخ مسيعيد بن أحمد في كتابه «صفحات من تاريخ الكويت»، وكذلك لم يذكر في كتاب «علماء الكويت وأعلامها خلال ثلاثة قرون» للاستاذ عدنان الرومي، كما يعترض صاحب الرد على قولي عن الشيخ مسيعيد «اعتقد انه من العوازم»، واعتراضاته تلك لا يقول بها من له أدنى صلة بالبحث العلمي، فكيف يتسنى للشيخ يوسف بن عيسى ان يتكلم في عام 1946م وهو تاريخ صدور كتابه «صفحات من تاريخ الكويت» عن مخطوطة نشرت في عام 1997، علماً بان الكشف عن تلك المخطوطة كان بفضل جهود الاستاذ خالد سالم محمد، الذي حصل عليها من الاستاذ عبدالعزيز حسين، واشار اليها في كتابه «جزيرة فيلكا صفحات من الماضي» الصادر في عام 1987م؟

أما عدم ذكر الشيخ مسيعيد في كتاب الاستاذ عدنان الرومي فلا يقوم حجة على من ذكره، ولا يعني انه غير موجود، فقد ذكرته مصادر اخرى عديدة، ولعله لم يطلع على المخطوطة عند اعداد كتابه.
ويحتج صاحب الرد على قولي «اعتقد ان الشيخ مسيعيد من العوازم»، فيقول حسب تعبيره «وبرأينا لا يصح نسب الأشخاص الى القبائل من غير بينة»،
ويبدو ان صاحب الرد لا يجد وقتاً للقراءة، والتأكد من الأحكام التي يطلقها، وهو يعتقد ان الباحثين يشتركون معه في ارسال الكلام من دون بينة، وقولي أعتقد، أو كما يبدو، أو ومن المرجح تسنده أدلة ذُكرت في كتابي الثقافة في الكويت ص67-68 الطبعة الخامسة، اذ قلت ما نصه «والشيخ مسيعيد - ناسخ المخطوطة - من قبيلة العوازم كما يبدو، ويُعدُّ أفراد هذه القبيلة من أوائل سكان الكويت، ومن المرجح ان يكون جداً للشيخ مساعد العازمي، الذي كان من أوائل الكويتيين الذين درسوا في الأزهر خلال القرن التاسع عشر، وقد أكد لي صلة القرابة بين العالمين السيد حمد بن عبدالله بن مساعد العازمي، حفيد الشيخ مساعد، ومما يرجح صحة انتساب الشيخ مسيعيد الى قبيلة العوازم، ان القبيلة تتبع مذهب الإمام مالك، وان المؤلفين والنساخ الأوائل في الكويت كانوا أكثر ميلا للبدء بنسخ وتأليف الكتب التي تمثل المذهب الذي ينتمون اليه لحاجتهم العملية اليه والأمثلة عديدة في هذا المجال..».
وكان بامكاني الاكتفاء بما ذكره السيد حمد حفيد الشيخ مساعد العازمي لكنني اتبعت قوله بأدلة أخرى.


التشكيك في الشيخ عثمان بن سند
يقول صاحب الرد «أما عثمان بن سند الذي أفاد د. الوقيان بانه ولد قبل السيد عبدالجليل فان اسمه لم يرد أيضاً في كتاب صفحات من تاريخ الكويت».
ما كنت أظن ان يصل صاحب الرد الى الحد الذي يلغي فيه نسبة عالم كبير ولد في الكويت، وقضى فيها نحو أربعة عقود حسب رأي كثير من الباحثين، وانتج أكثر من أربعين مؤلفاً لكي يحل محله السيد عبدالجليل.

ولم يجد صاحب الرد حجة لإلغاء نسبة ابن سند الى التاريخ العلمي للكويت سوى القول انه لم يرد في كتاب «صفحات من تاريخ الكويت»، ولعله لا يعلم ان الشيخ يوسف بن عيسى ألف هذا الكتاب «الكراس» المكون من 92 صفحة من القطع الصغير لابناء المدارس كما قال في المقدمة، وهو دقيق في تسميته «صفحات من.. ».
وإذا كان صاحب الرد يعد هذا الكتاب المرجع الأساس في ذكر العلماء، فلماذا لم يسأل نفسه؟ لماذا لم يذكر الكتاب السيد عبدالجليل ايضا خلال حديثه عن العلماء؟
ويلتمس صاحب الرد الأسباب لنفي نسبة ابن سند الى الكويت، فيلجأ الى اقتباس جملة وردت في كتاب الاستاذ عدنان الرومي «علماء الكويت وإعلامها».. تقول: «نشأ وشب في البصرة»، ويضيف إليها جملة صنعها هو تقول: «ومات فيها وليس في الكويت».
وفات صاحب الرد ان هذه الجملة لم يقلها الاستاذ الرومي، بل قالها الاستاذ عبدالصاحب الدجيلي، وهي منسوبة إليه في الحاشية 7، ص 21 من الكتاب، فهل انتبه صاحب الرد الى الحاشية او انه تعمد تجاهلها؟ والحقيقة ان الاستاذ الرومي لا يتبنى هذا الرأي، بدليل قوله في الصفحة نفسها: «ولد الشيخ عثمان في جزيرة فيلكا في قرية الدشت عام 1180هــ 1766م»، وقوله في ص34 من الكتاب نفسه: «نزل ابن سند البصرة سنة 1220هــ 1805م: أي انه نزل البصرة حين كان في التاسعة والثلاثين أو الاربعين من عمره. اما الاضافة التي وضعها صاحب الرد بقوله انه توفي في بغداد فهي مغلوطة، اذ انه توفي في بغداد في عام 1827م.

واذا اراد صاحب الرد مزيدا من المعلومات عن ابن سند، فبإمكانه الرجوع الى عشرات المراجع، ومنها كتاب مستقل عن ابن سند، كتبه الاستاذ خالد سالم محمد.

السيد عبدالجليل الطبطبائي
إن مخالفتي الاراء التي نسبت للسيد عبدالجليل دوراً لم يقم به في الحياة الثقافية في الكويت ليست بجديدة، وهي تعود إلى عقد السبعينات من القرن المنصرم، وليست ناتجة عن خلاف مزعوم مع د. محمد كما حاول صاحب الرد ان يقول. فانا لا اعرف د. محمد معرفة شخصية، اما آرائي عن دور السيد عبدالجليل فقد جاءت ضمن رسالتي للماجستير التي اجيزت في عام 1974، ولا ادري ان كان د. محمد قد خرج الى الحياة خلال ذلك التاريخ ام لا.

وقد رددت في تلك الرسالة على الاستاذة الفاضلة المرحومة عواطف العذبي الصباح وغيرها فيما يتعلق بالسيد عبدالجليل.
ويقول صاحب الرد: «وفيما يتعلق باستقرار السيد عبدالجليل في الكويت، فقد ذكر د. الوقيان عبارة تجمع المصادر جازمةً انه استقر في الزبارة ثم بالبحرين، وهذا الجزم لا يؤخذ به لان المؤرخين المعتبرين لا يعتدون بالتاريخ المروي لأكثر من مائتي سنة علاوة على وجود من يخالف هذا الرأي».

ان المعلومات التي ذكرتها عن سيرة السيد عبدالجليل لا تقوم على الرواية الشفوية المرسلة دون بينة، كما فعل د. محمد، بل هي موثقة تحمل اسم المصدر واسم مؤلفه، وسوف اذكر فيما يلي بعض المصادر التي تناولت سيرة حياته، وسيجد فيها صاحب الرد توكيدا للمعلومات التي ذكرتها، فمن تلك المصادر:
ادباء الكويت في قرنين - خالد سعود الزيد.
القضية العربية في الشعر الكويتي - خليفة الوقيان.
علماء الكويت واعلامها في ثلاثة قرون - عدنان الرومي.
ديوان السيد عبدالجليل، طبعة البحرين وطبعة قطر.
الثقافة في الكويت - بواكير اتجاهات ريادات ـ خليفة الوقيان.
فهرس الأعلام - خير الدين الزركلي.
أعيان القرن الثالث عشر - خليل مردم بك.
الأدب العربي في العراق- عباس العزاوي.
الشعر السياسي العراقي في القرن الثالث عشر ـ د. إبراهيم الوائلي.
الشعر العراقي: أهدافه وخصائصه في القرن التاسع عشر ـ د. يوسف عز الدين.

وبعد، فاذا لم يكن السيد عبدالجليل ولد في البصرة، ثم انتقل الى الزبارة ومنها الى البحرين، وانتهى به المطاف في الكويت فأين كان استقراره اذاً منذ مغادرته البصرة الى حين استقراره في الكويت؟ وما المصادر التي تذهب الى غير هذا الرأي؟
ولم يعترض صاحب الرد على مكان ولادة السيد عبدالجليل وهو البصرة، ولكنه يعترض على ما ذكرته عن انتقاله الى الزبارة ثم البحرين، ان توكيد ما هو بغير حاجة للتوكيد أمر مرهق، لانه معروف ولا يحتاج الى اضاعة الوقت في التدليل على صحته، فقد أكد الشاعر نفسه تلك المعلومات في شعره ورسائله، فضلا عن توكيدها في المصادر العديدة التي تناولت سيرته.

وبعد، فقد انتقل السيد عبدالجليل الى الزبارة وهو دون السابعة والعشرين من عمره، اذ جاء في ديوانه، طبعة قطر، ما يلي: «بعد ان اختار الناظم الاقامة في أهله وأولاده في بلدة الزبارة، حضر في سنة 1217 هـ الى البصرة لتعهد أملاكه وزيارة وطنه الأول، وترك في الزبارة أهله وأولاده، فلما أراد الرجوع الى الزبارة حال بينه وبينها محاصرة سلطان بن سعيد امام عُمان لها، فقلق الناظم لذلك وجادت قريحته بالقصيدة البائية:

لك الله إني من فراق الحبائب
لفي لا عج بين الأضالع لاهب
هواي «زباري» ولست بمنكر
هواي ولا مُصغ للاح وعاتب

وبقي في الزبارة الى حين احتلالها من سليمان بن طوق في عام 1224 هــ 1809م، وفي عام 1225 هــ 1810م ارتحل الى البحرين مع من غادروا الزبارة بعد ان عفت معالمها وامست اطلالا. اما البحرين فقد بقي فيها حتى نشب الخلاف بين امرائها، وكتب عن ذلك الخلاف قصيدة سبقتها مقدمة تقول: «لما وقع الخلاف بين الامراء من آل خليفة في جزيرة البحرين قال ناظم هذا الديوان يؤرخ هذه الواقعة في 21 من شهر جمادى الآخرة سنة 1258هــ 1842م وكان فيها شاهد عيان لانه كان ساكنا بأهله هناك:

لفرقة القوم جرى القتال
وعمَّ في الناس لها وبال

فهل بعد هذا البيان بيان، واذا كان الشاعر نفسه يذكر هواه وحنينه الى الزبارة التي ترك فيها اسرته فهل نكذبه ونصدق صاحب الرد، وكذلك الحال في ما يتعلق بوصفه الخلاف الذي وقع بين الامراء في البحرين، وكان شاهد عيان.

ابن فيروز القاضي وحفيده
لم يستطع صاحب الرد ايجاد مخرج من مأزق الخلط بين ابن فيروز قاضي الكويت المتوفى في عام 1722م وحفيده ابن فيروز العالم الاحسائي نزيل البصرة المتوفى في عام 1801م.

فقد جعل د. محمد قاضي الكويت محمد بن فيروز المتوفى في عام 1722 استاذاً لجده السيد عبد الجليل الذي ولد في عام 1776. الامر الذي يستحيل تحقيقه، وكان عليه الاعتذار عن ذلك الخطأ، ولكنه لم يفعل، ولست ادري ما حكاية القول الذي يردده صاحب الرد، حين تحاصره الحجج وهو «لا يصح ان تأخذ الاحداث محل الظن في التاريخ المروي لاكثر من مائتي عام»، فنحن نستشهد بالمصادر، اسم الكتاب ورقم الصفحة واسم المؤلف، فيعدّ صاحب الرد ما نقوله ظناً، اما ما يقوله د. محمد من ظنون لا تستند الى اي مصدر، ولا تقوم وفق اي منهج في البحث العلمي، ولا تتفق مع العقل والامانة العلمية فهي مقبولة لديه.

ان الخلط بين القاضي محمد بن فيروز وحفيده محمد بن فيروز لدى بعض الكتاب، ومنهم د. محمد، ناتج عن تشابه الاسماء، ولكن وظيفة المحقق تتطلب منه التحقق من التواريخ، وهل يمكن ان يتتلمذ رجل ولد في عام 1776م على يد رجل توفي في عام 1722م.

من جهة اخرى، يحاول صاحب الرد الاستنجاد بأي مصدر لترسيخ الخطأ الذي وقع فيه، او التملص منه، فيقول، ان احفاد الشيخ محمد بن فيروز قالوا في جريدة «الراي» انه - يقصد محمد بن فيروز الحفيد - اول قاض في الكويت، ومن تلامذته رائد النهضة الفكرية عبدالجليل الطبطبائي، وهو ما تم ذكره في كتاب عبدالمحسن الخرافي «مربون من بلدي» عند ترجمة عثمان بن سند. انتهى كلامه.

ويلاحظ ان صاحب الرد يخالف رأيه السابق، ويقبل بالقول ان محمد بن فيروز اول قاض في الكويت، كما يقبل بعثمان بن سند الذي ذكره د. عبد المحسن الخرافي ضمن المربين الكويتيين، لكي يسوغ بهذا الاقتباس الخطأ الذي وقع في ما يتعلق بابن فيروز.

وردنا عليه هو اذا كان احفاد ابن فيروز قالوا هذا الكلام في جريدة الراي فقد خلطوا بين الرجلين وكذلك فعل الاخ الكريم د. عبدالمحسن الخرافي، وكنت نبهت الى ان عددا من الباحثين والكتاب خلطوا بينهما ومنهم د. عبدالمحسن الخرافي ود. احمد ابو حاكمة وغيرهما.

وينهي صاحب الرد رده بالقول «فقد لفت انتباهنا اساءة واضحة في الملاحظات للمحقق فضيلة أ.د الطبطبائي العميد السابق لكلية الشريعة في عبارة، وهذه معلومات ما كان ينبغي ان تخفى على طالب في كلية الشريعة.. ومما جعلنا نشك في وجود خلاف قديم بين الشخصين، وبذلك فإن بيان هذا السبب برأينا الشخصي يجعلنا نتوقف عن التعليق على باقي الملاحظات».
ان قولي «وهذه معلومات ما كان ينبغي ان تخفى على طالب في كلية الشريعة- عند الكلام عن تاريخ القضاء وتاريخ المساجد ليس فيه اي اساءة، انما هو توصيف للواقع بأسلوب لم تستخدم فيه صفات مثل «تدليس وتزوير وافتراء وما شابه ذلك».
اما الامر الطريف فهو ان صاحب الرد تناول قضايا عديدة بالرد الذي لا يقوم على دليل، وحين وصل الى موضوع قيام د. محمد بنسبة مسجد العبد الجليل ونقعة العبد الجليل الى جده، وغير ذلك من قضايا دقيقة، فرَّ من المواجهة. وان كان صاحب الرد يشك في وجود خلاف قديم بين الشخصين، فلماذا الرد على بعض الملاحظات اذاً.. ولم يرد على غيرها؟

وبعد، فأحسب اني اديت واجبي العلمي والوطني، وأرحت ضميري في ما يتعلق بالتنبيه الى الاخطاء الواردة في مقدمة د. محمد الطبطبائي لديوان السيد عبد الجليل الطبطبائي المتعلقة بتاريخ الكويت وتاريخ الحياة العلمية والقضاء والمساجد، فإن اخذته ومن يناصرة العزة بالاثم فهم احرار فيما يختارون.
وقد شكرته في بداية مقالتي السابقة، واشرت الى الاعمال الطبية لرجال من عائلته الكريمة في نهاية المقالة. اما المهاترات فليس لدي وقت للدخول فيها مستقبلا.
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16-04-2012, 04:23 AM
عبدالرحمن محمد ناصر الإبراهيم عبدالرحمن محمد ناصر الإبراهيم غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 200
افتراضي

رد د.الوقيان رد مبني على الادلة والحقائق

والرأي ينقضه الدليل وأجد في رد الدكتور خليفه حقائق واضحة اشكالنا هذه الايام في الكويت خصوصاً أن التاريخ اصبح هاجساً لدى الجميع كما أننا بدأنا نفتقد ثقافة تقبل النقد البناء فجزى الله الدكتور خليفه خير الجزاء على مهنيته ورده وأتمنى أن نجد رداً علمياً عليه ينقض ادلته بأدلة أقوى أو اعتذار ممن اجتهد فلم يحالفه الصواب

ملاحظه واحدة لي على رد الدكتور خليفه ليته لم يذكر هذه العباره "فقد جاءت ضمن رسالتي للماجستير التي اجيزت في عام 1974، ولا ادري ان كان د. محمد قد خرج الى الحياة خلال ذلك التاريخ ام لا"

الف شكر اخي الحبيب احمد على جهودك الواضحة في اثراء صفحات هذا الصرح الشامخ

مودتي
__________________
My twitter : alibrahem_ a
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17-04-2012, 01:37 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي

يا هلا بالغالي .. و حي الله بومحمد ..

ورأيك في الموضوع يثري النقاش .. فمثل هذه المواضيع ترى وتحكم على الرؤيه الثقافية للباحثين والمهتمين .. ومدى تفاعلهم مع قضايا الساحة المهمة ذات الشأن .. وأما ملاحظتك فهي في محلها ..

و يرى الدكتور خليفة الوقيان هنا .. أن البعض أتجه لتحويل الموضوع على أنه أساسه خلاف شخصي وليس بخلاف تاريخي .. فعنون موضوعه هنا ب" لن نسكت عن تزوير تاريخ الكويت " .. وكأنه يوجهه رساله للطرف الآخر .. وكما قرأنا جميعاً فقد أثاره رد الأستاذ بدر خالد البحر عليه والذي كان واضحاً أنه مليء عليه ما يقول .. ولم يكن ردا محايدا وكما يريد أن يظهر في مقالته بالأسبوع الفائت ..

المهم عاد الوقيان و برسالة أقوى ظاهرها التعقيب والتوضيح وباطنها بعدم السماح لإستخدام لمثل تلك الردود .. والتي أطلق عليها ب "المهاترات " ..

لك تحياتي

اقتباس:
كانت تلك نماذج من الاخطاء الكثيرة التي وقع فيها د. محمد الطبطبائي، وقد نبهته اليها كي يصوبها في الطبعات المقبلة للديوان، وكنت اتوقع منه الشكر، ولكنه لم يفعل، ولم يعتذر عن الاخطاء، ولم يتمكن من الرد على الملاحظات الموثقة، ولجأ بدلا من ذلك الى الاستنجاد بالآخرين، كما يعتقد بعض الزملاء - لكي يقوموا بتغطية اخطائه والتستر عليها، والرد بأسلوب مضطرب، واقوال مرسلة لا تقوم بمقارعة الحجة الموثقة، بحجة موثقة مثلها، فضلا عن التهرب من الرد على كثير من الملاحظات المهمة.

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الثقافة في الكويت بواكير واتجاهات - د. خليفة الوقيان جون الكويت البحوث والمؤلفات 18 20-10-2013 08:29 AM
قراءة في تحقيق د. محمد الطبطبائي لديوان السيد عبدالجليل الطبطبائي - د. خليفة الوقيان IE البحوث والمؤلفات 7 31-05-2012 05:57 PM
محلات تصوير الفوتغرافي قديما في الكويت رود القسم العام 2 14-08-2010 06:06 PM
قراءة أخرى لوثيقة في تاريخ العلاقات الكويتية - السعودية بقلم د. خليفة الوقيان جون الكويت الوثائق والبروات والعدسانيات 14 17-04-2010 08:40 AM
المواطنة في الكويت دراسة للباحث د.فارس مطر الوقيان الشمري جون الكويت البحوث والمؤلفات 1 02-11-2009 10:06 PM


الساعة الآن 04:07 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت