راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > القسم العام
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-07-2009, 01:41 AM
احمد الشطي احمد الشطي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 12
افتراضي الخميسية

الخميسية إمارة أقامها العقيلات في جنوب العراق
العقيلات هم تجار من منطقة نجد يسيرون بقوافلهم التجارية من مناطقهم إلى المشرق العربي يقايضون جمالهم وخيولهم وبضائعهم بالحبوب والملابس والأقمشة وبعضهم يستقر في تلك الأصقاع لفترة معينة، وقد ظل العقيلات قوة اقتصادية لا يستهان بها في البلدان التي يحلون فيها و كذلك فإن قوافلهم التجارية كانت تغذي وسط جزيرة العرب بكثير من حاجاتها الأساسية.
وقد امتـد دور العقيلات مدة قرنين من الزمان حيث عاد أكثرهم إلى ديارهم بعد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز آل سعود ، والتقدم الذي حصل بعد اكتشاف النفط و التوسع في استخدام الموانئ لاستيراد البضائع و تصدير المنتجات.
وسوف نتحدث عن إمارة أقامها العقيلات في جنوب العراق تسمى الخميسية في منطقة الأهوار وعلى بعد سبعة عشر كيلومترا جنوب غربي مدينة سوق الشيوخ أسسها " عبد الله بن صالح بن محمد الخميس " وسماها نسبة لاسم عائلته، وهو رجلٌ من نجد، هاجر من قريته القصيعة التابعة لمدينة بريدة إلى قرية شيرون في منطقة المنتفك حيث كان مع جماعة فاضلة من العقيلات يزاولون التجارة في حماية الشيخ فالح السعدون شيخ قبائل المنتفق الذي رحب بهم وأكرمهم وكان للشيخ فالح السعدون كلمة نافذة في بلاد المنتفق وماجاورها ولكن ساءت أمور الشيخ فالح السعدون بعد ان تغيرت علاقته بالعثمانيين فضُيّق عليه الأمر لفترة محدودة، ونظراً لما يتمتع به الشيخ عبدالله الخميس من قوة شخصية وبعد نظر فقد قرر أن يختط في عام 1303هـ، 1881م لجماعته العقيلات مدينة خاصة بهم على حافة البادية النجدية على حدود العراق وفي منطقة كانت وما جاورها مهد الحضارة السومرية وفي سنةٍ حدث فيها فيضان عظيم لنهر الفرات حاصر مدينة سوق الشيوخ وقطع اتصالاتها من جهة البر فانقلبت عنها القوافل التجارية الآتية من بادية العراق وجزيرة العرب، واختار لمدينته موقعاً مرتفعاً تحيط به الأهوار، التي تأخذ مياهها من نهر الفرات، من ثلاث جهات عدا الجهة الغربية فتتصل بالبر الموصّل إلى الجزيرة العربية حيث تنحدر الأرض بعض الشيء ويتوغل هذا الانحدار بعيدا إلى بوادي جزيرة العرب وقلبها نجد.
اكتسبت الخميسية أهميتها حينذاك من كونها محطة للقوافل القادمة من الجزيرة العربية وبادية العراق وسوقا واسعة لعرض البضائع ومقايضتها حيث تقوم قبائل عنزة وشمر والعجمان والظفير ومطير وغيرها من قبائل الجزيرة العربية وبادية العراق بجلب الجمال والخيول والبضائع مثل السمن والصوف والوبر والجلود وتتم مقايضتها بالرز والقمح والشعير والذرة والتمور المنتجة في منطقة الأهوار المحيطة بالخميسية، وكذلك الملابس والأقمشة.
وهكذا أصبحت هذه الإمارة مقاما صالحا لكثير من العقيلات وبعض أبناء بادية العراق والجزيرة العربية ومع مرور الأيام اتسع نطاقها وشاع اسمها وذاع صيتها وأصبح عليها إقبال شديد من كل الأصقاع والأقطار نظراً لدورها الاقتصادي واستتباب الأمن بها. لذلك أرسلت الحكومة البريطانية حين احتلالها جنوب العراق في عام 1333هـ، 1915م الكابتن كول سميث كمندوب لها في الخميسية ثم تحسنت علاقة بريطانيا بعشائر المنتفك فأرسلت الميجر ديكسن كحاكم سياسي لعموم لواء المنتفك والذي أصبح بعد ذلك في بداية الثلاثينيات من القرن الميلادي الماضي مندوبًا ساميًا في إمارة الكويت حين علمت بريطانيا بوجود نفط فيها.
وقد ذكر الصحفي سليمان الدخيل الذي أسس وأصدر جريدة الرياض في بغداد في بداية القرن الميلادي الماضي عند زيارته الخميسية في مقالة له في مجلة لغة العرب الصادرة في عام 1330، 1912م أن عدد سكان الخميسية حوالي خمسة آلاف نسمة جلهم من العقيلات.
ويسكن العقيلات في الجزء الغربي من المدينة بينما يسكن صيادو الأسماك وأصحاب السفن الصغيرة في بيوت تسمى " صرائف " من البردي وسعف النخيل في الجانب الشرقي من المدينة على الهور المطل على الخميسية ويسمى " الشِريعة " وكانت حينذاك السفن هي وسيلة النقل الوحيدة بين الخميسية ومناطق الأهوار المحيطة بها ومن أشهر من سكن الخميسية الشاعر المعروف محمد عبد الله العوني.
كان تواصل الشيخ عبدالله الخميس وأبنائه قوياً مع الملك عبد العزيز آل سعود وهذا ما توثقه الرسالة أدناه المؤرخة في 6/صفر/1341هـ من الملك عبدالعزيز إلى الشيخ حمد بن عبدالله الخميس يحثه فيها على أخذ حق سعيد البعير من ناصر بن خزيم وهم جميعاً من رعايا المملكة.
كما كان للشيخ حمد بن عبدالله الخميس صلات قوية مع الشيخ/أحمد الجابر الصباح أمير الكويت حينذاك وهذا ما توثقه الرسالة المؤرخة في شوال 1333هـ والمرسلة من الشيخ/أحمد الجابر الصباح إلى الشيخ حمد بن عبدالله الخميس يذكر فيها أنه استلم خطابه المرسل مع الابن صالح الخميس الذي مرََّ في الكويت في طريقه إلى زيارة الإمام عبدالعزيز آل سعود في الرياض.
معلومات عن مدينة الخميسية : يتوسط مدينة الخميسية قصر الخميس الذي بني في عام 1303هـ - 1881م ، ببابه الخشبي الضخم يليه دهليز طويل يوصلك إلى باحة فسيحة محاطة بليوان في جهاتها الشرقية والجنوبية والغربية وتوجد في الجهة الغربية من الليوان حجرة كبيرة تسمى مجلس الشيخ يستقبل فيها مواطنيه ويحل مشكلاتهم اليومية وبجانبها من الجنوب حجرة الطعام، ويوجد على يسار الباحة حجرة مظلمة تسمى "التيسية" وهي سجن الإمارة أخذت اسمها من مشاغب أوقف فيها نسب إلى فخذ التيوس من عشيرة الجوارين فغدى اسمها التيسية وكان مجرد ذكر اسمها كافياً للحد ممن يريد بالأمن خللاً، كما يوجد في الجهة الشرقية من الليوان حجرة مزينة بنقوش ويعد ذلك مجلساً إفرنجياً يستخدم لاستقبال خاصة الضيوف وتسمى هذه الحجرة "المربعة" وتوجد خلف المربعة ومن جهتها الشرقية حجرات عديدة لنوم وإقامة الضيوف.
وفي الجهة الشرقية من الليوان في شمال المربعة سلالم تأخذك إلى الطابق الثاني من القصر والذي يحتل نصفه مجلس كبير وفيه جزء يطلق عليه "المختصر" أمامه شرفة خشبية محفور عليها نقوش وزخارف، وفي أعلاها برج حديدي تعلوه سارية عليها مروحة يحركها الريح فتشّغل مولداً صغيراً يشحن بطارية يعمل عليها مذياع كبير وهو المذياع الوحيد في تلك الأصقاع حينذاك وصلها من الهند مع أحد العقيلات ممن كانوا يتاجرون بالخيول هناك وهكذا يسمع الخميس أخبار العالم وُينقل عنهم ما سمعوه إلى القرى والبوادي المحيطة.
وقد ذكرت كريتيد بل سكرتيرة المندوب السامي البريطاني في بغداد لشؤون الشرق في مذكراتها أنها استمعت إلى أخبار لندن باللغة العربية في عام 1334هـ، 1916 م من هذا المذياع في جلسة في المختصر مع الشيخ حمود بن سويط شيخ قبيلة الظفير الذي كان في زيارة إمارة الخميسية حينئذ وكذلك الجنرال تدزويل قائد القوات البريطانية في المنطقة . كما عرف أهل الخميسية بوفاة الملك غازي بن فيصل الأول ملك العراق في عام 1358هـ، 1939م بواسطة هذا المذياع وانتقل الخبر بعد ذلك إلى سوق الشيوخ والأصقاع المجاورة.
وكان المذياع حينئذ هو الصلة اليومية الوحيدة التي تربطهم ببلدهم الأصلي حيث يبدؤون الصيام بعد أن يعلموا أن الصيام قد بدأ فيها ويحتفلون بأعيادهم اعتماداً على رؤية الهلال في بلدهم الأصلي.
وبجنوب ذلك القصر العتيد بيت كبير للحُرُم وعلى مقربة منه بيت للعبيد والخدم وفي شرقه توجد إسطبلات الخيول.
وعبر شارع امتاز عن بقية شوارع المدينة باستقامته يوجد جامع الخميسية الشهير بمئذنته الشامخة... والتي يزيدها روعة وخيالا ميلان ظاهر نحو الغرب حيث أصبحت مع قصر الخميس أحد المآثر المعروفة في جنوب العراق حينذاك .
وقد بنى هذا الجامع الشيخ فالح السعدون شيخ قبائل المنتفك في عام 1305هـ، 1883م وتم إنشاء مدرسة تدُرس بها مبادئ العلوم الدينية على مذهب الشيخ أحمد بن حنبل وجُلب الشيخ علي العرفج من أحد البيوت الكريمة من منطقة القصيم للتدريس والإفتاء وأقام الشيخ هناك حتى توفاه الله في عام 1328هـ، 1910م، فحضر شيخ آخر من القصيم هو الشيخ إبراهيم الجاسر قاضي بريدة حينذاك ليقوم بوظيفة الإفتاء والتدريس واستمر الشيخ في عمله حتى توفاه الله، فحضر بعده الشيخ بن سويلم من القصيم للقيام بمهمة الإفتاء والتدريس أيضاً.
أما أول مؤذن في جامع الخميسية فهو الشيخ ناصر الزويّد وآخر مؤذن الشيخ سليمان المسفر الذي كان يعتلي المنارة على سلم حلزوني صعب خمس مرات يومياً بالرغم من كونه كفيفا.
يحيط بمدينة الخميسية سور كبير تُفتح بوابته أثناء النهار وتغلق في الليل . كما يوجد في وسط المدينة "الصفاة" أي سوق المدينة وبالقرب منه وفي جهته الجنوبية يوجد ما يسمى "الِسيف" حيث يتم تجميع الحبوب القادمة من مناطق الأهوار لغرض بيعها كما توجد بعض البساتين في جهتها الشمالية الغربية وجهتها الجنوبية الغربية وتسقى هذه البساتين من نهر الفرات. ويوجد أيضاً في أقصى جهتها الشمالية الغربية غابة من الأثل تسمى أثل الرميان. كما يوجد في شمال المدينة ما يسمى "دوغ" لإنتاج الطابوق المستخدم في البناء وتوجد مجموعة من الممالح لإنتاج كمية كبيرة من الملح في الجهة الغربية.
ولقد تم إنشاء أول مدرسة ابتدائية في الخميسية عام 1345هـ، 1927م حيث تم استئجار منزل الشيخ/ عبدالله تركي الخميس الذي يقع في شرق المدينة بالقرب من السِيف لهذا الغرض بعد ذلك ثم بناء مبنى حديث للمدرسة في غرب المدينة حيث انتقلت المدرسة إليه في عام 1376هـ، 1957م.
أما من ناحية الرعاية الصحية فقد افتتح أول مستوصف صحي في عام 1362هـ، 1944 م.
وعلى بعد عدة كيلو مترات من الخميسية توجد مدينة تُعد توأماً للخميسية هي مدينة سوق الشيوخ التي أسسها في عام 1175هـ، 1761م شيخ عشائر المنتفك الشيخ ثويني بن محمد السعدون. والسعدون عائلة عربية عريقة من أشراف مكة هاجروا إلى جنوب العراق منذ ثلاثة قرون او أكثر وهم على المذهب المالكي، وأصبحت لهم الزعامة على جمهرة القبائل المتحدة المسماة عشائر المنتفك، وكان لهذه العائلة الكريمة دور كبير ومهم في تاريخ العراق الحديث، وكان صاحب المعالي عبد المحسن السعدون رئيساً لوزراء العراق في عام 1341هـ، 1923م في بداية تكوين الدولة العراقية الحديثة. وكانت علاقة عشائر المنتفك مع إمارة الخميسية على أحسن ما تكون.
ويوجد كثير من أهل نجد ممن استقر في مدينة سوق الشيوخ العريقة المجاورة للخميسية وتوجد منطقة في هذه المدينة تسمى منطقة "النجادة" ومازالت تحمل هذا الاسم حتى الآن. وعلى رأس من سكن من أهل نجد في هذه المدينة عائلة أبا الخيل، حيث من المعروف أن اسرة أبا الخيل تولت أمارة مدينة بريدة سابقاً، كما أن الشاعر الكويتي المعروف محمد الفايز قد وُلد هناك. وكانت العلاقة بين أهل نجد في سوق الشيوخ وإمارة الخميسية علاقة تواصل وتعاون وتحالف ويشارك بعضهم بعضًا الأفراح والأتراح. ومن العوائل النجدية التي سكنت الخميسية وسـوق الشـيوخ على سـبيل الذكر لا الحصر:
أبا الخيل، التويجري، البسام، العنقري، العثيم، الزمام، البسي، الحصان، المسفر، الربيش، العميريني، المزيرعي، الطرباق، الهذلول، الحميضي، العوني، الشملان، الرميان، الصنِات، الصلال، العضاض، السعيد المنفوحي، السويلم، الخضير، الدليقان، أباحسين، المعيض، السويد، الفايز، العثمان، السيف، الدهيم، السعيد، الفهد، النفيسي، العرفج، الجاسر، الضبيعي، العماري، السريع، العياف، الحصين، النامي، النافع، الجطيلي، الدايل، المزيني، المحارب، الحربي، السبيعي، البقعاوي، البصري، السريهيد، المرداس و عوائل أخرى. وقد استمرت إمارة الشيخ عبد الله الخميس حتى وفاته عام 1326هـ، 1908م فخلفه ابنه الشيخ حمد الخميس الذي ولد في عنيزة عام 1352هـ، 1870م وبقي لدى أخواله حتى بلغ سنه 12 عاما فالتحق بأبيه في الخميسية واستمر حمد الخميس في الحكم حتى وفاته عام 1363هـ، 1945م فخلفه أخوه الشيخ أحمد الخميس والذي توفي في عام 1375هـ، 1956م.
وقد تراجعت الخميسية في نهاية الأربعينيات من القرن الميلادي الماضي وذلك بسبب تقلص دورها في كونها محطة للقوافل القادمة من الجزيرة العربية وبادية العراق بعد التوسع في استخدام الموانئ في الخليج العربي لجلب البضائع وتصدير المنتجات بعد ظهور الزيت في المملكة والكويت والعراق.
ورب سائل عن الخميسية ماذا حدث لها الآن فنقول إنها مازالت موجودة حتى الآن وتحمل الاسم نفسه ولكنها تحولت إلى قرية عراقية بعد أن هجرها كل النجديين من أهلها.
المصدر : المجلة العربية
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-07-2009, 02:05 AM
الصورة الرمزية متصفح
متصفح متصفح غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 1,165
افتراضي

مشكور اخوي الشطي على الموضوع
لو تتكرم تحط خريطة تبين موقع الخميسية في العراق
وهل تعتبر امارة مستقلة مثل الزبير اسسها النجديون
وما كانت علاقتهم بالزبير والدولة العثمانية
__________________
بـيـض صـنائعنا سـود وقـائعنا *** خـضر مـرابعنا حـمر مـواضينا

التعديل الأخير تم بواسطة متصفح ; 14-07-2009 الساعة 02:07 AM.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14-07-2009, 02:30 AM
احمد الشطي احمد الشطي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 12
افتراضي

اظن انها كانت تعتبر مثل الزبير امارة مستقلة

و موقع الخميسية بجنوب العراق بالقرب من سوق الشيوخ

التعديل الأخير تم بواسطة احمد الشطي ; 14-07-2009 الساعة 06:14 AM.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14-07-2009, 04:22 PM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي حصري لتاريخ الكويت




الصور منقولة من كتاب لأحد أبناء أسرة الخميس حصلت عليه من هذا الموقع (هنا) .
ـ الخميسية منطقة تقع في جنوب غرب سوق الشيوخ محاذية للبادية ويفصل بينها وبين مدينة سوق الشيوخ مياه من الاهوار على بعد سبعة عشر كيلو متر .
ـ هناك بحث قيم لأحد الإخوة من العراق يتحدث عن الخميسية و من سكنها على امتداد تاريخ تأسيسها و إن كان لا يخلو من الأخطاء و لكنه إجمالا بحث مفيد و الخميسية تختلف عن الزبير بأنها أحدث نشأة فالخميسية نشأة عام 1858م ومن أنشاها هم العقيلات و السعدون و عبدالله صالح الخميس و الدولة العثمانية, أما الزبير فنشأة منذ القرن السادس عشر تقريبا عام 1571م عندما أمرالسلطان سليم بن سليمان الثاني أن يقام مسجد بجوار قبر الصحابي الجليل الزبير بن العوام في شهر رجب من نفس السنة الهجرية فبدأ توافد الناس إلى السكن هناك , أما الخميسية فهي أصغر مساحة و أقل سكانا و الحكم فيها وراثي و محصور بأسرة واحدة تحديدا ذرية عبدالله صالح محمد إبراهيم الخميس , و نسبة النجادة أقل من الزبير و أهل الزبير غالبيتهم من سدير أما أهل الخميسية فهم يسمون العقيلات و أغلبهم من بريدة وهم تجار كما هو معروف و حسب ما سمعت أنهم كانوا يصلون في رحلاتهم إلى دير الزور في سوريا و بلبيس في مصر فتجد للأسر في بريدة خصوصا العقيلات فروع صغيرة لأسر العقيلات في الخميسية أو سورية أو حتى مصر لممارسة التجارة و تعتبر الخميسية هي إمارة العقيلات تجار نجد و بعض الأسر النجدية ممن سكن الخميسية سكنوها لفترات تتراوح بين 20- 40 سنة كحد أقصى بعد نزوحهم لها من القصيم لأسباب تجارية وسياسية ثم نزحوا بعدها إلى الكويت و السعودية و الهجرات من الخميسية إلى الكويت و السعودية ابتدأت منذ أواخر الثلاثينات بشكل قليل و زادت في الأربعينات وما بعدها خصوصا بعد وفاة شيخ الخميسية حمد الخميس عام 1942م , و في عام 1919م بايع شيخ الخميسية حمد عبدالله الخميس الإمام عبدالعزيز بن سعود أما علاقتهم بالكويت فهي علاقة صداقة بين شيخ الخميسة حمد الخميس وأسرة الصباح الكرام شيوخ الكويت وكذلك هناك علاقات تجارية بين عوائل المدينتين قديما فكثيرا ما تاجر العقيلات بين المدينتين سواء العقيلات الساكنين في بريدة أو العقيلات الساكنين في الخميسية كما هو معروف ضمن نشاط العقيلات التجاري فهم كثيرا ما تاجروا مع الكويت أما العلاقة بالزبير فهي علاقة صداقة متينة بين الخميس شيوخ الخميسية و الابراهيم الراشد شيوخ الزبير و بقية الأسر في المدينتين كما هو الحال بالنجادة عموما وكذلك هناك علاقات تجارية بين المدينتين تحديدا و غيرها من المدن في نجد أو الكويت أو العراق أو الشام ومصر أما عن العلاقة بالدولة العثمانية فهي علاقة صداقة و كما هو مبين بالخارطة تجد حامية عثمانية على أبواب الخميسية لحمايتها من الغزوات و سمعت أن أسرة الخميس تحتفظ بصك من الدولة العثمانية بامارتهم للخميسية , أما الزبير فتجد فيها العوائل القديمة التي سكنتها منذ القرن السابع عشر و بعده خصوصا الهجرات الجماعية في منتصف القرن الثامن عشر بعد الاضطرابات التي حصلت في نجد وحتى بدايات القرن الماضي و إن اختلف الأمر من أسرة لأخرى .

ـ البحث مسجل باسم عبدالستار المهاوش الغبيني .

قصيدة منقولة في مدح القصمان و العقيلات


قالت قصيمـي قلـت فخـر ومعـزة = أهل الكرم والعلم والحلـم والبـاس


قالت قصيمـي قصدهـا بـي تهـزه = ما تدري إني بأفتخر وأرفـع الـراس


الـحـمـد لله روسـنــا دوم رزة = للي خلقنا بس نحنـي لـه الـراس


صافي نسبنا والحسـب فيـه عـزة = أصل أصيل وفصل والعـرق دسـاس


أهل الوفـا والديـن صافـي منـزه = عن كل ما شاب العقيدة من أدنـاس


حنا العقيلات انشـدي رجـال غـزة = حنـا هـل الدنيـا وللديـن حـراس


حنا سنايـد نجـد فـي كـل حـزه = لا خانت حلوق الرجاجيـل الأنفـاس


حنـا اجبـال يعجـز الريـح هـزه = حنا لنجد حـزام وعصابـة الـراس


نـارد حيـاض المرجـلات ونلـزه = ما نمشي دروب الرذيلـه والأدنـاس


مـن يغلـط لسانـه علينـا نجـزه = واللي يحقر قدر الرجاجيـل ينـداس


منـا العـدو تكفيـه بالعيـن خـزه = يقضي عليه الخوف مع كل هوجاس


من ذكرنـا فـي قلبـه تثـور نـزه = من طاري القصمان يبـلاه وسـواس


نومـه كوابيـس وروعـه وفــزه = دقت نواقيس الخطر لـه والأجـراس


وإن هو لقي له مـن علينـا يـوزه = هون له الصعبات وإبليـس خنـاس


مـا يـدري إنـه للمهالـك يــدزه = عجل علي مبناه يمحي من السـاس


يـا بنـت حنـا مـن نخانـا نعـزه = يأمن بنا الملهوف وتهابنـا النـاس


مرسولنـا للخيـر دايــم نـكـزه = ولصرخة المحتاج نرخـي للأكيـاس


تاريخنـا مـجـد لبسـنـاه بــزه = نمشي بوسط السوق ما ندحم الساس


لك ما تركنا بكـاس الأمجـاد مـزه = واجد عليك ومثلـك حثالـة الكـاس


وش جاب حـر الطيـر لفريـخ وزه = منهو يساوي جوهر الماس بنحـاس


لا تحسبيـن إنـك لنـا مستـفـزه = وش ياخذ الباعوض من ريش قرناس



الشاعر محمد عبدالله العوني عاب عليه أخوه وهو الفارس الذي كان يخرج مع العقيلات لحماية إبلهم و يغزو مع القبائل (( ليش ما تشد على الفرس و تغزي حالك حال هالناس)) فرد عليه العوني ((الفخر يا خوي ماهو باللي يغزي الفخر - وأنا أخوك - باللي يحرك مغزى كامل و هو قاعد(ن) على مركاه ما تحرك)) !! وقد صدق بقوله هذا فهو من خلال وجوده في قصر السيف في دولة الكويت قال قصيدته المسمّاة "الخلوج" في "أبناء علي" وهي النخوة المعروفة للعقيلات من أهل القصيم على عبدالعزيز المتعب الرشيد فثاروا ضده وقد بنى قصيدته على منظر ناقة وقفت "تخولج" أي تحن بصوت مؤثر على حوار لها قد مات قبل سنة فرجعت إلى مكانه الذي تركته فيه ميتا وأخذت تخولج و تحن راى ذلك العوني فتأثر وبنى قصيدته و شبّه القصيم بالناقة الخلوج و بنى عليها تلك القصيدة.

قصيدة الشاعر محمد العوني (الخلوج) لحث العقيلات على العودة

خلوج تجذ القلب باتلا اعواله = تكسر بعبرات تحطم اسهالها
تهيض مفجوع الضماير بحسها = الى طوحت صوت تزايد اهجالها
جد قلت له يابقا بسك من البكا = لاتبحثين النفس عن ماجرالها
وصفه من الخفرات بيضا عفيفه = يفوق كل البيض باهر جمالها
حسودها يغضي الى مرحولها = من خوف اعيال تربوا بجالها
هي امنا واحلوا مطعوم درها = غذتنا وربتنا وحنا اعيالها
بر وربنا مامثلها بكرم الضنى = بر وربنا لكن نسينا اوصافها
تلقى علينا الجوخ والشال فوقنا = وهي عريانه تبكي ولحد بكالها
ولحد جزع من صيحته يوم سلبت = ولحد نشد من بعدنا وش جرالها
وقلن آه واويلاه ياخيبة الرجا = كيف امنا تهضم وحنا اقبالها
ياطارشي من فوق سراقة الوطا = هميمة الى سارت ذعرها اظلالها
حايل ثمان اسنين مامس حبلها = ولابركت للشيل ولا ارتكالها
الى من بدا لي لازم قلت شدها = واضبط عن الفزات مقضت حبالها
ولاتعتني الخرج ماذي بحزته = شل قربتك واجعل زهابك واعدالها
فالى شلت خذلي بالرسن قدر ساعه = ابلغك عن دق المسائل جالها
اوصيك مامرسال بالسير والسرى = حاذور نوم الليل عينك ينالها
الى سرتها خمس وعشر مغرب = مرواحك الميدان منهى منالها
فوق بسوق العصر ياتيك غلمة = تخشع بزينات البرسيم افعالها
يقولون ياصاح عطنا أعلومك = وبلدان نجد عقبنا وش جرى لها
فقل كل بلدان القصيم وغيرها = كل دار رمت دون جالها ارجالها
غير امكم من بعدكم تندب الثرى= تبكي على الماضين واعزتا لها
لعبوا بها الأجناب لارحم حيكم = والبيض بالبلدان شتت اشمالها
وشيابكم تضرب على غير موجب = من عقب كبر الجاه تجذب اسبالها
اولاد علي اليوم ذا وقت نفعكم = لارحم ابو نفس اتاجر بمالها
اولاد علي اليوم ماهو بباكر = تقدماو بعزم الليث خلوا رزالها
لاتتعبون الهون والعجز والعسا = او ربما أوليت يتعب سوالها
او كود والا ارجي قولة إلا = هاذيك مالحقوا هل العجز جالها
وذي قالت ماينطحه كود نادر = ألاود علي من هو اللي قال انالها
ترى مركب الأخطار هو مصعد العلا = ولايدرك العليا غيور اشكالها
ارووا سيوف العز والمال والبقا = الجنة الخضرا بخضرة اضلالها
مادام ابو جابر على العز والبقا = عنا ثقيلات الحمول وارتكالها
إلى احترك سبع الجزاير تحركت = والى رسا ترسي رواسي اجبالها
قوموا براي الله واقضوا دينكم = انتم هل القالات مانتم ارذالها
قوموا براي الله ثم براي ابو ثامر= ابو كلمة يا في حين قالها
عرق الوفا بحر الندا مرهق العدا = وان هاجت الهيجا تعرفه اجمالها
هيج اسباع الحرب بالبر والبحر= والشمس تشكي من عجة ينالها
ومصقلات الهند تدعي له البقا = لولاء كان بغمدها اصدت اسلالها
نشا مولع بالحرب والضرب ماشكا = والخيل والعيرات يشكي اهزالها
من كثر مامسهن على السير والسرا = من كثر ماخاضن مهمات سهالها
قوي باس مايلين المعضله وان اصكحت = صعبات الأحوال شالها
شال الحمول الكايدة يوم جدعت = وعفا زمول جدعتها ارجالها
عفا مراعيها وبرد اظهورها وان جيدلت = بالسيف عدل جدالها
تذلل له السرحان والنمر والفهد = من هيبته كل برك في اظلالها
اقسمت بالنور والكرسي والضحى = واشهدت بسكاب المطر من خيالها
فلا جابت الخفرات سعدون او مشى = مثله على وجه الوطا من ارجالها
من مثل ابو ثامر الى ضبضب القهر = والخيل زاد من البلا ارتجالها
له هدت ماقبله ابا زيد هدها = ولاعنتر المشهور ماقيل نالها
على سابق تعي على مايريدها = وتكره صناديد القبايل قبالها
كن لطام العرانين فوقها = وغياهب السعدون تتبع مجالها
شبيبة تروي مقادم احرابها = وذا قديم طبع جدها وخالها
الى صاح بالنشاما على الموت سلبوا = وردو كما سيل تحدر من اجبالها
نشامى يرون الموت بالعز مفتخر= وجاول الفرسان غابت سوالها
اوى والله لابة تروي النقا = وهم ذروة الدنيا وذروة افعالها
أولواهم مشافيق على عز شيخهم = والى عز شيخ القوم عزت ارذالها
ابا نسف على بعض الشبيبي ملامه = وتكرم على شيل الملامه اسبالها
هالكيف عبدالله احما الخيل وابنه = ملحق قصيرات السبايا اطوالها
تركوا بنقيان الصريف ترودهم = الضبعا العرجا وتندب اعيالها
وهم يزرعون العيش ماكن كارهم = وبلاه ياعين تزايد همالها
ولولا ابو ثامر برد حر خاطري= فرض سنة الشغوم ميتم اطفالها
سنة مهلهل عن كليب خليصة = فرضها ابو ثامر وجدد اسمالها
ذبحوا العبدالله شيوخ ضحى اللقا = مصابيح ظلما الدجى ينعالها
ومن عقبهم اميه وتسعين لحية = نفسه وعينه ماقضوا عشر مالها
وان عاش ابو ثامر وسانع له الهوى = كم خفرة ترمي الغطا عن جمالها
تبكي قصايرها وتبكي حليلها = وتبكي مشافيقه وترمي اعيالها
هذا وتم القيل والله بالرجا صلوا = على المختار ماهمي خيالها


حقوق الطبع و النسخ لـ عنك , موقع تاريخ الكويت .
القصيدتان منقولتان من منتدى السادة الأشراف و الثانية من أكثر من منتدى .

التعديل الأخير تم بواسطة عنك ; 20-07-2009 الساعة 09:18 AM.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14-07-2009, 05:35 PM
الصورة الرمزية متصفح
متصفح متصفح غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 1,165
افتراضي

ما قصرت يا اخونا العزيز
عنك
ثاني سؤال اطرحه وتجاوب عليه في وقت قياسي
__________________
بـيـض صـنائعنا سـود وقـائعنا *** خـضر مـرابعنا حـمر مـواضينا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14-07-2009, 07:27 PM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متصفح
   ما قصرت يا اخونا العزيز
عنك
ثاني سؤال اطرحه وتجاوب عليه في وقت قياسي

حياك الله أخي العزيز متصفح

هذا رابط لموضوع الخميس "ماضي" هنا فيه معلومات عن الخميسية .

مع التنويه أن البحث المسجل باسم عبدالستار المهاوش الغبيني و إن كان جيد إلا أنه يحتوي على بعض الأخطاء بخصوص بعض الأسر سواء في نسبها أو فترة بقائها, و إن كنت كما أسلفت من أنه جيد .

التعديل الأخير تم بواسطة عنك ; 03-08-2009 الساعة 10:36 PM.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03-07-2012, 06:44 AM
يعربي يعربي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 13
افتراضي

«العقيلات».. نجديون مهاجرون تحولوا إلى تجار ومحاربين
لعبوا دورا في التجارة والسياسة داخل الجزيرة العربية وخارجها طيلة 4 قرون

عرض حديث لحال رجالات العقيلات خلال رحلاتهم التجارية («الشرق الأوسط»)أحد رجالات العقيلات خلال نزوله على إحدى القبائل في طريق رحلاتهم الصيفية أو الشتوية خطاب مرسل من أحد مشايخ العقيلات الممتد سلطانه من نجد والحجاز وحتى سوريةإحدى المراسلات بين الملك عبد العزيز وخليل الرواف تعود لعام 1350 هـ
الرياض: بدر الخريف وعبد الإله الخليفي
أعاد المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 23) «العقيلات» إلى الواجهة مجدداً، حين قدم المهرجان لوحة حية عن أولئك الرجال الذين انطلقوا من نجد قبل عدة قرون وجابوا أنحاء المعمورة على ظهور الإبل أو المراكب تجاراً ومحاربين وتركوا بصمات في الدول التي وصلوا إليها. وشارك في هذه اللوحة التراثية أحفاد «العقيلات» تتويجاً لمسيرة الآباء والأجداد وتعريفاً بالجيل الجديد لما قام به هؤلاء الرجال من جهود لدعم اقتصاد بلادهم ونقل ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم إلى البلدان التي كانت محطاتهم طيلة القرون التي شهدت مسيرتهم اللافتة.
وشكل «العقيلات» أحد أبرز وأهم طلائع المهاجرين النجديين الذين ساحوا في الأرض طيلة أربعة قرون طلباً للرزق وجلب الخير، وتمكنت هذه الجماعة من خلال نشاطها التجاري على ظهور الإبل من إيجاد عصر استمر 400 عام، يمكن أن يعرف بـ«اقتصاد العقيلات» القائم أساساً على الإبل والخيول والأغنام والسمن والأقمشة والتوابل والبهارات، وعمروا من خلاله طرق التجارة بين الشرق والغرب وغيرها من الطرق التي كانت شريان التجارة عبر العقود الماضية.
وأوضح لـ «الشرق الأوسط» عبد اللطيف صالح الوهيبي التميمي الباحث في شؤون العقيلات ونائب المشرف العام على مجموعة أحفاد العقيلات بأن العقيلات هم تجار من نجد وبالأخص القصيم وبالتحديد بريدة، لا ينتمون إلى قبيلة أو عائله معينة، وهم من الحاضرة يتاجرون بالإبل بالدرجة الأولى والخيل والتجارة العامة، يصدرون الإبل والخيل والأغنام والسمن إلى بلاد الكويت والعراق والشام والأردن وفلسطين وتركيا ومصر ويستوردون الملابس، الاسلحة، القهوة، الشاي، السكر، التمّن وجميع الأشياء التي يفتقدونها في بلادهم، وعملوا ما يقارب من أربعمائة سنة بهذه التجارة وحتى عام 1949 حين انقرضت هذه التجارة، وتمكنوا من ربط الدول العربية والإسلامية اقتصادياً وتجارياً وسياسياً، كما وضع العقيلات ماضياً مجيداً ومشرفاً لبلادهم في الخارج مثل الامانة والشجاعة والصبر والتعاون ومعرفة الطرق والإيثار والمروءة وحب الوطن والإخلاص والصدق في المعاملة وكان العقيلات يضرب بهم المثل في الأمانة والصدق، يقولون في المعاملة في البيع والشراء في بلاد الشام وغيرها من البلاد، مثالاً( خلك عقيلي) وهم من حاضرة القصيم الاّ أن أهل بريدة كانوا يحتلون المكانة الأولى عدداً ونشاطاً تجاريّاً. أفراد رحلات العقيلات
* تضم قوافل العقيلات أفراداً يحملون مسميات منها: «العقيلي» وهو التاجر صاحب المال، و«الراعي» الذي يتولى الرعي للإبل والمحافظة عليها، و«الملحاق» ويقوم بخدمة الرحلة، و»القهوجي» كمسؤول عن القهوة و«الشراع» الذي يعرف حالياً بالخيمة و«الخوي» ويكون من أفراد القبيلة التي تمر القافلة على أراضيها، كما أن هناك مسميات تطلق أثناء الرحلة فكلمة (غرّبوا) تعني سفرهم إلى الشام والأردن وفلسطين ومصر، أما كلمة «شرّقوا» فتعني عودتهم إلى بلادهم مشرقين، فيما تعني كلمة «عدوا» أي عبروا وادي الأردن، كما أن هناك مسميات أخرى تطلق، كـ «معدية» وهم رجال من العقيلات يعدون الإبل من الجهة الشرقية من القنطرة إلى الجهة الغربية وإيصال الإبل إلى الأسواق في جميع البلاد وخبرتهم في الطرق وهم يقيمون في هذه البلاد، وكلمة «شراع» مجموعة من العقيلات ويقال (سافر أمير العقيلات فلان إلى الشام أو إلى العراق ومعه كذا «شراع» أي كذا تاجر من العقيلات)، كما يطلقون كلمة «مضحّي» على مكان الاستراحة والإقامة ضحى لتناول الغداء، و«معشّي» حيث تطلق على الاستراحة والإقامة مساءً لتناول طعام العشاء.
واختلفت الطرق التي سلكها العقيلات خاصة والمسافرون عامة حسب الوقت الذي تسير فيه القوافل، ففي فصل الصيف تحتاج القوافل إلى الماء الكثير، سواء بالنسبة للمسافرين أو الإبل والخيل، ولذلك تجدهم يتابعون الموارد حتى ولو طال عليهم الطريق في خلاف فصل الشتاء الذي لا تحتاج الإبل فيه إلى الماء مدة طويلة، ولذلك فهم يختصرون الطريق والموارد اختصاراً واضحاً وهنا نوضح بعض طرقهم التي سلكوها في مسيراتهم. بداية يكون منطلق السفر من الجردة في بريدة، وعندما يتجهز العقيلات للمسير يخيم الحزن على أهاليهم وعلى أهالي بريدة عامةً بسبب فراق الأقارب والأصحاب والأحباب. ويسلك «العقيلات» طرقاً على حسب أماكن شراء الإبل ومنها طريق صيفي، وهو طريق بريدة عمان، وطريق القصيم إلى فلسطين ومصر في الشتاء، وطريق القصيم عمان في الشتاء.
ويتعرض العقيلات لبعض المواقف الصعبة ويتمثل أبرزها في عدم العثور على موارد المياه، إضافة إلى العواصف الصحراوية الشديدة والشمس الملتهبة، وقطاع الطرق وأساليب غدرهم المتنوعة والمفاجئة.
وتذكر الكتب التاريخية بأنه رغم ذلك ومع كل هذه المواقف والمعوقات فالعقيلات يتصرفون بحكمة ودراية. ومن تلك المواقف أنهم كانوا متجهين إلى الشام وقد انتابت منصور العبد الرحمن الشريدة ريبة في أثناء السفر من وجود قطاع طريق فقال لمرافقه (حط بالبريق مويه) أي نريد أن تعمل لنا أبريقاً من الشاي فقال له ان ركب العقيلات قد انطلق فقال (حط بالبريق مويه) فتسبب ذلك بتأخرهم عن الركب أكثر من ساعتين ثم لحقوا قريبين من الركب وإذا بقطاع طرق يطلقون النار على القافلة فقال منصور لمرافقه اقترب مني واحمِ ظهري فبدأ بإطلاق النار على قطاع الطرق وقتل عدداً منهم واستسلم الباقون بسبب شجاعة الرجل ومفاجأته لهم لأنهم لم يكونوا يتوقعون من يهاجمهم من الخلف ثم أمر بإشعال النار إشعارا بانتهاء المشكلة.
تجارة العقيلات
* ولرحلات «العقيلات» مستلزمات كثيرة عرفوا باصطحابها معهم في جميع تنقلاتهم، بدءاً بأدوات الركوب التي تشتمل على الأشدة، والهودج، والخروج والحدائج، والمسامات وغيرها، مروراً بأدوات السقي بكل ما تحتويه من القربة، الراوية، الرشاء، المحال، ووصولاً إلى أدوات الراحة والرحلة والقهوة ومستلزمات الطبخ.
وتفرض الحكومات رسوماً على تجار الإبل، وتختلف هذه الرسوم باختلاف هذه الدول ففي الأردن يباع البعير في العاصمة عمان بسبعة قروش أردنية والدينار مائة قرش، أما سوريا فيأخذون على الجمل ليرتين أما مصر فهي أقل البلاد رسوماً فقد كانت الحكومة المصرية تأخذ على الجمل ثلاثة قروش وكانت أعلى قيمة للجمل عندهم ثلاثين جنيهاً وهذا ما جعل التجارة في مصر أكثر رواجاً من غيرها.
كانت تجارة الإبل هي الركيزة العظمى في تجارة العقيلات، حيث يشترون الإبل من جميع انحاء الجزيرة العربية ثم يتجهون إلى الأردن وبلاد الشام، ومقر البيع والشراء مصر في السوق الأعظم. كما يتاجرون بالخيول العربية الأصيلة.
وفي التجارة العامة كان «العقيلات» يشترون البضائع من بلاد الهلال الخصيب ويوردونها إلى نجد لبيعها، مثل الاقمشة والأصواف والأواني والأرز والتمّن والسكر والشاي والاسلحة وغيرها من البضائع. وحمل سجل «العقيلات» قائمة طويلة من أمرائهم واسرهم ورجالاتهم الذين جابوا الأرض، ومن أبرز أمرائهم: حجيلان بن حمد آل أبو عليان، ومحمد بن علي العرفج آل ابو عليان، ومهنا بن صالح ابا الخيل، صالح بن حسن ابا الخيل، وسليمان بن حسن المهنا ابا الخيل، واحمد بن عبد الله الروّاف، حمد بن أحمد الرواف، فوزان السابق، عبد الله الرميح، سليمان الرميح، عيسى الرميح، منصور بن سليمان الجربوع، ابراهيم بن سليمان الجربوع، منصور بن عبد الرحمن الشريدة، صالح السليمان المطوع، محمد بن عبد العزيز المديفر، علي بن ابراهيم الرشودي، إبراهيم بن علي الرشودي، سليمان النجيدي، محمد بن عبد الله البسام، محمد بن عبد الله بن تركي العطيشان، سليمان النجيدي، محمد بن عبد العزيز الربدي، إبراهيم بن عبد الرحمن الشريدة، يحيى بن عبد الرحمن الشريدة، حمود البراك، محمد بن علي الشويهي، صالح بن عبد الله بن تركي العطيشان، حمود النجيدي، جار الله البريدي وصالح بن عبد العزيز بن عبد الله الحليسي.
ومن أشهر أسر العقيلات كل من: آل الربدي، آل الجربوع، آل الرواف، آل الشريدة، آل حجيلان، آل فوزان السابق، آل مطوع، آل النجيدي، آل الرميح، آل الفايز، آل سمحان، آل المشيقح، آل الربيش، آل العمري، آل عيسى، آل عطيشان، آل حصين، آل خليفة، الحويطي، آل غصن، آل السعيد ـ آل البازعي، آل البراك، آل الرشودي، آل العجاجي، آل الدبيخي، آل القرعاوي، آل أبا الخيل، آل السويلم، آل يحيى، آل الرشيد، آل المطلق، آل شويرخ، آل الغنام، آل المديفر، آل المنجم، آل طويان، آل الوشمي، الحبلين، آل الصبيحي، آل ابن أحمد، آل البليهي، آل سعيد، آل صغير، آل قسومي، آل حميد، آل نودلي، آل لهيب، آل مهلب، آل الفرنجي، آل دبيان، آل سلطان، آل مبارك، آل هدلق، آل قطامي، آل الجاسر، آل نويصر، آل نصار، آل فيروز، آل بابطين، آل الحليسي، آل الظالع، آل العجلان، آل الديسمان، آل الصقير، آل عمرو، آل جلاجل، آل القحيمي، آل الزايدي، آل الأشقر، آل رشود، آل ثويني، آل القفيدي، آل الصانع، آل عباس، آل عمير، آل التويجري، آل حميدان، آل خضر، آل الحسين، آل الحمر، آل الدخيل، آل الخطاف، آل هويمل، آل بديوي، آل حمود، آل سيف، آل جارالله، آل الشرياني، آل قصير، آل خلف، آل الشويهي، آل مديهش، آل الدريبي، آل الصقعبي، آل حمزة، آل رشيد، آل شيبان، آل هزاع، آل طرباق، آل العبيري،

آل الضبيعي ، آل العليط، آل العويد، آل حماد، آل رميان، آل حميدة، الباحوث، المشوح، العبيد، آل فضل، آل راشد، آل فرج، آل سويد، آل عبد المنعم، الشايع، آل خضير، آل منيف، آل نمير.
خواطر عقيلية
* ويوضح الشيخ صالح السليمان العمري في خواطر نشرت في كتاب «نجديون وراء الحدود» بأن العقيلات يصدرون الخيل النجدية التي تستخدم في صفوف الجيش الانجليزي في بومباي ولركوب البشوات في مصر كما يتعاملون بيعاً وشراءً في الابل والغنم والسمن ويأتون بنقودهم معهم من الشام أحياناً، وأحياناً أخرى عن طريق التحويل على البصرة أو الكويت أو العقير، مضيفاً بأن العقيلات لايسافرون إلا في فصل الشتاء ولكنهم قد يسافرون أحياناً في فصل الربيع. كما أنهم لا يسافرون إلى جماعة للدفاع عن أموالهم وذلك قبل مرحلة استتباب الأمن في البلاد وكان البعض منهم يسافر برعية واحدة وفي بعض الأحايين بعشرات الرعايا وذكر أنه في عام 1345 هجرية عبر قناة السويس 125 ألف بعير في شهر واحد.
وفي خواطر مماثلة ذكر الشيخ محمد بن ناصر الوشمي بأن جماعة العقيلات يعرفون ديار مصر والشام أكثر من أهلهم لأنهم كانوا يسافرون كثيراً إليهما وقد استخدموا طرقاً كثيرة منها طريق دمشق وحلب وحمص وحماة وجبل الدروز وإذا تبقى شيء من الإبل يصدر إلى فلسطين.
أما الشيخ عمر البراك فذكر بأن والده جاء من «الشقة» في بريدة وانضم إلى العقيلات وكان يتعامل معهم في تجارتهم بكل أنواعها وخاصة الإبل، وقد استقر في بلبيس الشرقية وهي مقر إقامة «عقيل» حيث جمال نجد كلها تأتي إلى بلبيس ثم تتوزع بعد إذ في أسواق مصر. ويصف الرحالة داوتي مدينة بريدة وهي طالعة فوق ربوة عالية في النفود بقوله: «تبدت لنا كما تتبدى الرؤيا في الأحلام من على بعد، مدينة طينية عظيمة تقوم على ذلك التيه محاطة بأسوار وأبراج ثم طالعتنا المدينة بشوارعها ومنازلها، نعم تلك هي بريدة، وتلك هي المئذنة المربعة التي ترتفع على مسجدها القديم. لقد خيل إلي وكأني أنظر من على جبل الزيتون قدساً أخرى قامت في الصحراء»، ويقدر الرحالة عدد سكان بريدة عام 1879 بحوالي 5 آلاف نسمة وقد راعه أن يجد حبال السجق الطويلة التي ربما قد تكون جلبت من بلاد الرافدين تتدلى على أبواب المطاعم الواقعة خلف سوق العلف. كما وجد داوتي في كثير من الحوانيت سلالاً ممتلئة بالجراد المجفف. وفي هذه المطاعم يستطيع من يبذل نقوده أن يستمتع بوجبة ساخنة من الأرز ولحم الضأن، أو لحم الإبل المسلوق ويزيد داوتي بالقول: «لقد أدركت أن الإنسان يمكن أن يعيش هنا في بريدة في قلب شبه جزيرة العرب وسط بدوها كما يعيش في بلاد الرافدين، مع فارق واحد وهو عدم وجود مقاه عامة. ولاحظ داوتي أن بعض نساء بريدة يعملن في بيع الخضراوات وقال: «أجد هنا أن دمشق ليست بمثل هذا التحضر». أما عنيزة التي استأثرت باهتمام العديد من الرحالة فقد وصف داوتي وصول قافلة أهل عنيزة من الكويت واسترعى انتباهه أن أحد أفراد القافلة عاد بسبعة عشر جملاً محملة بالأقمشة تزن نحو ثلاثة أطنان وهي خاصة بابنه التاجر في الكويت أرسلها ليسدد بها ديناً مقداره ثلاثة آلاف ريال مستحقة لورثة القاضي أحد أصدقائه توفاه الله قبل أن يستخلص دينه، مضيفاً أن القوافل تأتي لعنيزة محملة بكل شيء حتى الأدوية الانجليزية وذلك عن طريق الهند عبر الخليج. ويحكي بأنه وصف لمريض استعمال زيت كبد الحوت ووجد الرجل في اليوم نفسه زجاجة منه في السوق.
وصحب مجموعة من الاوروبيين العقيلات في رحلاتهم ووصفوهم بأنهم مثل ابلهم يتحملون التعب ومشاق الصحراء، كما أنهم يتميزون بقوة البنية وقد عرفوا بالشجاعة وبالوفاء والأمانة فلا تضيع عندهم الوديعة أبداً يدافعون عن أموال الغير بالغيرة نفسها التي يدافعون بها عن أموالهم جديرون بالثقة التامة النابعة من روح المسؤولية. كما تتصف العقيلات بالقناعة في تناول الطعام وبالبساطة في عاداتهم كما يتميز سلوكهم بالخلو من كافة أنواع التكلف ويتصرفون على سجيتهم. ويبذلون شتى ضروب الفدا وهم غيورون على دينهم في غير تعصب ويبتعدون تماماً عن تناول المشروبات الروحية وكل المسكرات، ويحكي داوتي عن شخص يدعى إبراهيم عمل في حفر قناة السويس فيقول: «إن بعض جيرانه في المعسكر من الأوروبيين دعوه إلى تناول الخمر فرفض ولكنه قبل دعوتهم لتناول الطعام دون حرج، لم يكن في العقيلات تعصب يبعدهم عن مخالطة الأقوام الآخرين ولا تهاون يجعلهم يتركون تراثهم انبهاراً بالآخرين. وكانت لهم مجالس هزلهم حين يلتقون في المدن الكبيرة يتبارون فيها بشعرهم في براءة وعفوية». وحظي «العقيلات» بتقدير واهتمام القيادة السعودية، منذ زمن بعيد، وتميزت علاقاتهم بذوي الشأن والقرار، عبر الزيارات المتبادلة والمراسلات والوثائق، كما حظي أحفادهم الذين يعيشون اليوم بالتقدير ذاته، حيث سبق وأن أطلق عليهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال زيارة له لمنطقة القصيم لقب «سفراء الوطن

http://www.aawsat.com/details.asp?is...article=462529



رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:13 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت