أحد رجالات الكويت الموهوبين والمبدعين الذين قدموا أعمالاً جليلة ومتميزة، في فترة كان الكثير من أهل الكويت مشغولين بالبحث عن لقمة العيش. لقد كان محمد حسين قبازرد -رحمه الله- من الكويتيين الجادين، الذين أسهموا في الحفاظ على التراث القديم بتصويره الفوتوغرافي والسينمائي لكويت الأربعينيات والخمسينيات، وكان له دور واضح في إدارة الموانئ الكويتية وتطويرها. ولد محمد قبازرد في حي الوسط في سكة "بن فيد" في مدينة الكويت القديمة عام 1918، في أسرة عرفت بامتهانها للتجارة، فوالده كان تاجراً يستورد العديد من البضائع من إيران ويبيعها في الكويت، وتُوفي عام 1920، ثم تسلم تجارة العائلة ابنه علي، الذي نجح في توسيع وتطوير تجارتهم.
وانتقلت أسرة قبازرد من وسط مدينة الكويت إلى الحي الشرقي (فريج القضيبي) في منتصف الأربعينيات تقريباً، وكان منزلهم يطل على ساحل البحر، بجوار بيت بن غيث، وبيت جاسم الجبر الغانم (المرسم الحر حالياً)، وبيت النوخذة عبدالوهاب يوسف بن حجي، والنوخذة حجي بن يوسف بن حجي، وناصر بن يوسف بن حجي، وبيت الشيخ عبدالله الأحمد الجابر الصباح. تتلمذ محمد قبازرد على يد عدد من المعلمين القدماء المعروفين منهم الأستاذ ميرزا حسن الشيرازي، الذي علّمه اللغة العربية وقواعدها، والأستاذ سيد عمر السيد عاصم الذي علّمه اللغة الإنكليزية، واللغة التركية.
وفي ما يتعلق بتاريخه المهني، فإنه التحق بالعمل في دائرة الجمارك وهو في سن السادسة عشرة، أي في عام 1934، وتدرج في المناصب والوظائف فيها، وعين مديراً لشركة النقل والتنزيل المعروفة باسم "حمال باشي". وفي عام 1953، تم تأميم الشركة، وعين الشيخ خالد عبدالله السالم رئيساً لدائرة الموانئ والجمارك، وعين محمد قبازرد مديراً للميناء. ويعتبر محمد قبازرد صاحب فكرة إنشاء ميناء الشويخ، حيث كتب مقالاً نشر في مجلة "كاظمة" في سبتمبر عام 1948 تحت عنوان "حاجة الكويت إلى مرفأ"، ذكر فيه ضرورة إنشاء ميناء متطور للكويت ليواكب النمو الكبير في البلاد. واستمر في منصبه مديراً للميناء حتى 20 يونيو 1961، عندما نقل مديراً للنفط في دائرة المالية والاقتصاد.
شارك -رحمه الله- في الدفاع عن استقلالية الكويت، عندما أعلنت الحكومة العراقية آنذاك تهديداتها الجوفاء بخصوص تبعية الكويت للعراق، فسافر ضمن وفد رسمي إلى عدد من دول آسيا، وأوضح لقادة هذه الدول الحقائق التاريخية لاستقلالية الكويت. شارك كذلك في أول انتخابات برلمانية عام 1963، ففاز بعضوية مجلس الأمة عن الدائرة الأولى، وكان ترتيبه الأول في الدائرة، لكنه خاض التجربة مرة أخرى في عام 1967 ولم يحالفه الحظ.
ويرتبط اسم محمد قبازرد بهواية التصوير، فبدأ في عام 1941 بتصوير الكويت القديمة فوتوغرافياً، وبعدها في نهاية الأربعينيات سينمائياً، وتعتبر لقطاته الفوتوغرافية والسينمائية من التراث النادر الذي يتناوله المهتمون بالتاريخ الكويتي. ومن مواهب محمد قبازرد أنه كان محباً للغات، فتعلم سبعاً منها هي العربية، والإنكليزية، والفرنسية، والأوردية، والفارسية، والتركية، والروسية، وكان تعليماً ذاتياً في بعض الأحيان. كما كان له ذوق رفيع وحس جميل في الفنون والموسيقى، ولذلك بنى في منزله بالمنصورية صالات صممت بأشكال فنية رائعة، واحتوت على العديد من المقتنيات والأعمال المذهلة في وقتها. اشترى أرضاً كبيرة في المنصورية (5000 متر مربع) في قطعة (1) عام 1965، وبنى جزءاً منها (مساحة 1600م) وسكنها مع أولاده عام 1969. ويقع منزله على شارع القاهرة وشارع المنصورية (حالياً شارع جاسم الوزان). توفي -رحمه الله- بتاريخ 22-6-1987، وله من الذرية جاسم، وعبدالله، وعبدالمجيد، وعبدالحميد، وعبدالرحمن، وابنة واحدة هي أسمهان.