يرد ذكر يهود الكويت على شكل أشارات مختصرة في كتاب العلامة الشيخ عبدالعزيز الرشيد عند ذكره أحياء الكويت ص 24 ( حي الشرق هو القسم الشرقي من البلد يضم أخلاطاً من الفارسيين و الآسر التي هاجرت مع آل الصباح ...... و فيه طائفة من الأعاجم السنيين و الشيعة و ثلة من اليهود ) – تاريخ الكويت ، عبدالعزيز الرشيد الطبعة الثالثة 1999 ( الكويت ) .
لم نستطع العثور في المصادر على أعدادهم الحقيقية و لكن الثابت أن أعدادهم كانت تقدر بالمئات فحسب و لعل هذا العد كان كبيراً بالنسبة لعدد أهل الكويت قديماً ،
نقلاً من ( كتاب اليهود في الشرق الأوسط ل مأمون كيوان ) أنه كانت تسكن في الكويت 100 عائلة يهودية مع أن هناك من يقول أن عددهم فاق المئة إلى 300 أو حتى 400 عائلة لكنني لم أعثر على مصدر يؤكد هذا الزعم و لكن قد يكون صحيحاً أن عددهم 300 ( فرد ) أو يزيد حيث ذكر الكتاب أنهم 100 عائلة ، ولكن يذكر العلامة الرشيد أن عددهم نحو مائة و خمسين فرداً و أقل ( ص 64 – تاريخ الكويت ) ، و كان لهم سوق شهير في الكويت يعرف بسوق اليهود ، و أغلب هذه العائلات نزحت من العراق بهدف التجارة ، فقد تاجروا في الذهب و الأقمشة و التبغ ، و يشير ذلك إلى أزدهار الكويت أقتصادياً في تلك الفترة الأمر الذي دفع هذه العائلات للنزوح لها أن وضعنا في عين الأعتبار براعة اليهود المعهودة في التجارة ، و قد يكون السبب هو في ذلك النزوح إحتلال مدينة البصرة في العام 1776 م ،
و يرد ذكر يهود الكويت أيضاً في كتاب العلامة الشيخ عبدالعزيز الرشيد صفحة 310 باب ( أهتمام مبارك بمصالح رعايه ) فيذكر رحمه الله حادثة بين يهود الكويت و الشيخ مبارك الصباح فيقول : (( و أخذ بعض قطاع الطرق بين الكويت و الزبير شيئاً من الخام لبعض اليهود في الكويت فما هدأ له بال حتى عرف الآخذ و أرجع ما أخذ لصاحبه ))
هذا كل ما يرد عن اليهود في الكويت في كتاب العلامة الشيخ عبدالعزيز الرشيد ، و لو نظرنا إلى ما تقدم بعين فاحصة لأستطعنا أن نستنتج أن تواجد اليهود قديم في الكويت و أنهم من أهل التجارة فيها و هذا مؤكد كما يرد في المصادر التي أطلعنا عليها ، كما أن عددهم من القلة بحيث نجد أنه من النادر أن تتطرق لذكرهم تلك المصادر ، ولعل بسبب قلة أعدادهم أيضاً فلم يكن ظهورهم واضحاً في أحداث الكويت التاريخية ، و لكن الذي نستطيع التأكيد عليه أنهم كانوا متعايشين مع أهل الكويت بشكل طبيعي و سلمي ، و الظاهر أيضاً أن أهل الكويت كان ينظرون إليهم على أنهم منهم و لعل ما يدل على ذلك تلك الحادثة التي ذكرها المؤرخ الكبير عبدالعزيز الرشيد من تعرضهم للسرقة – و على ما يبدوا أنهم لجأوا للشيخ مبارك ( الكبير ) الذي رد لهم حقهم من الذي سرقهم .
وفي تقرير نشره الأستاذ محمد الشيباني حول اليهود في الكويت قديماً عبر و المنشور بتاريخ 26/ أكتوبر / 2001م :
أن الأستاذ يوسف الشهاب سأل الشيخ عبدالله الجابر الصباح عن موقع سوق اليهود و أشياء أخرى فأجاب : أن موقعه
كان موقعه عند " الكاركة"عند مسجد السوق ومنه الى بيت الصانع وبيت مراد بهبهاني ، والسوق كبير يمارسون فيه تجارتهم اليومية ، أما يوم السبت فان السوق مغلق لان عيدهم في هذا اليوم والتجارة تتوقف ايضا لانها في يدهم ! وسأله هل كانوا يعملون بالحكومة ، فقال : أبدا .. كانوا تجارا ولم يعملوا في الوظائف الحكومية .. وحتى أولادهم لم يدخلوا مدارس الحكومة لانهم كانوا يتعلمون في كنيستهم أو معبدهم .
و للرجوع للتقرير كاملاً و الذي نشره مشكوراً الأخ / جون الكويت على الرابط التالي حيث جاء التقرير كرد على موضوع عضو منتدى ( تاريخ الكويت ) الأخ / بوبدر الغيص تاريخ اليهود في الكويت و ننصح بالأطلاع على الموضوع و التقرير للأستزادة :
و في تحقيق نشرته جريدة القبس للأستاذ / جاسم عباس جاء فيه للعلامة نقلاً عن الدكتور صالح محمد العجيري :
أنا من مواليد 1921 شاهدتهم في طفولتي وكانت آثارهم واضحة، هم تجار الأقمشة قرب مسجد السوق، ولهم قيصرية عبارة عن سوق مسقوف باسمهم، وكانت تسمى ب'سوق القطان'، وكانت المرأة الكويتية دائما تقول: أنا ذاهبة أو قادمة من سوق اليهود وهنا يعرف . انها ذهبت إلى سوق الأقمشة.
وقال العجيري: كان الكويتي ينظر لهم على انهم اصحاب دين سماوي ولهم كتاب منزل من السماء وهم ابناء يهوذا، وهم من انساب اسباط اسرائيل. دينهم اليهودية، والعبرية لغتهم الاولى، وهي احدى اللغات السامية، واليهودية من الاديان القديمة القائلة بالتوحيد .
واضاف: كنا ننظر لهم في الكويت هكذا وليس كصهاينة، فلذلك كان التعامل معهم كمقيمين يقدمون الخدمات للبلد، والشراء والبيع والتساهل والتسامح من صفات الكويتيين مع هؤلاء، وحتى الحكومة كانت تعاملهم بالتساوي مع الآخرين
حمام يهودي .
وتذكر العجيري قول خاله محمد عبدالرحمن الحوطي الذي قال له: اليهود في الكويت كانوا دئما يبتعدون عن شراء اللحوم المذبوحة في سوق الكويت، ومأكلهم الوحيد من اللحوم كانوا يشترون الحمام الحي، وهم يقومون بالذبح، ولا ندري هل لا يأكلون من ذبحنا أم لهم قصة مع الحمام الحي؟
وقال خالي الحوطي: كانوا يبحثون عن الحمامة السمينة المتعافية التي تتحرك وغير خاملة، وكنت أعرض عليهم الحمام القلابي التي تطير الى ارتفاع عال ثم تقلب عدة قلبات في الفضاء، وتعتبر من الاسعار الثمينة، واسمعهم يقولون 'ما أريد القلابي، ما أريده، قلابي.. قلابي'. والجملة تدل على أنهم من العراق.
وذكر العجيري على لسان خاله: ان احد الحماملين ابوجلة (زنبيل كبير يضعه الحمالون فوق ظهورهم لحمل الاشياء، ويقال لصاحبه حمالي ابو جلة) هرب ببضاعة اليهودي، وأخذ ينادي بأعلى صوته 'حمالي وين قحت' أي وين رحت وذهبت.. كانوا يلفظون الراء 'قاف .'
و للأطلاع على بقية التحقيق للأستزادة على الرابط التالي :
و هذه أحدى الوثيقة الهامة التي نشرتها جريدة القبس و رفعها على المنتدى الأخ عضو منتدى تاريخ الكويت ( الأديب ) فله جزيل الشكر وهي وثيقة مبايعة بين رجل يدعى يعقوب اليهودي و عبدالرحمن بن سلمان وهي على الرابط التالي :
و هنا ما نشرته جريدة الوطن وهي رسالة موجة إلى الأستاذ فؤاد الهاشم و فيها يتطرق المرسل للحديث عن مقبرة اليهود و التي نشرها على منتدى تاريخ الكويت الأخ العضو الكريم ( مسلم 1 ) على الرابط التالي :
هذا و الله تعالى أعلم ..
عبدالله بن حواف