قرية الشعيبة.. الأستاذ سلطان الباهلي - عبدالله خلف
عبدالله خلف - الوطن
2011/12/11
كتاب قيم يرصد تاريخ قرية قديمة تقع في الساحل الجنوبي ضمن بر العدان وشطآنه الممتدة الى حدود الكويت الجنوبية.. ذكرها الاستاذ عبدالعزيز الرشيد وقال عنها انها اقصى قرية في جنوب البلاد وتطل على الساحل الغربي من الخليج العربي واتخذتها شركة «أمين أويل» مقرا لاعمالها فأزيلت على الرغم من انها استكملت كل مقومات المدن الحديثة كالمدارس والمنشآت الصحية.. وكان الاجدر ان تضع الشركة المذكورة اعمالها جنوب الشعيبة على الرغم من ان كل الساحل الجنوبي يخلو من البناء، هكذا ازيلت بعد ان قاربت ان تكون من المدن العامرة.
ذكر المؤلف الاستاذ سلطان الباهلي الشعيبة بقوله: لقد مرت الشعيبة تاريخيا بعدة عصور (ويقصد المؤلف المكان الشرقي للجزيرة والقبائل التي سكنتها كتميم وأسد وربيعة، وورد اسم الشعيبة في عديد من الكتب:
-1 «التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية» سنة 1949، زار الكويت المؤلف الشيخ محمد خليفة النبهان عدة مرات واورد ذكر الشعيبة.
-2 والانجليزي «لوريمر» في كتابه الموسوعي دليل الخليج، القسم الجغرافي والذي نشره في سنة 1909، ذكر ان الشعيبة قرية ساحلية صغيرة بمنطقة العدان في امارة الكويت وتقع على بعد 24 ميلا في الجنوب الشرقي لمدينة الكويت، وتتكون من خمسة عشر منزلا بجوار حصن مخرب – هذا في آخر القرن (19) التاسع عشر، وسكانها عبارة عن عشرين اسرة من قبائل مختلفة وبها عشرة آبار عذبة و150 نخلة وظهر اسم الشعيبة لأول مرة بالخرائط الاوروبية في العام 1818 حينما نشرها الالماني كارل ريتر C.Ritter في أطلسه.
ورتر هذا رسم الخرائط للجزيرة العربية في القرن التاسع عشر، وذكر الكويت تحت مسمى (جمهورية الكويت) وذلك لأنه عرف من الشعب الكويتي انهم هم الذين اختاروا الحاكم. وهناك اشارة للدكتور عبدالله يوسف الغنيم، قراءة في الخرائط التاريخية – مركز البحوث والدراسات الكويتية – 1994 ط2 ص35/32. كما اشار الى ذلك الدكتور يوسف عبد المعطي المستشار بالمركز في كتابه: (الكويت بعيون الآخرين) في صفحة 31 تحت عنوان الكويت تظهر في خرائط العالم في القرن التاسع عشر تحت مسمى (جمهورية الكويت).
كما اشار الكسندر جونستون البريطاني (A.R.Jonsten) في خرائطه سنة 1874 الى امارة الكويت تحت اسم جمهورية الكويت وذكر ان اهل الكويت هم الذين اختاروا حاكمهم.. واسلوب الحكم يقوم على الشورى.
ويقول كتاب (قرية الشعيبة) ان سبب ازالة قرية الشعيبة هو انبعاث رذاذ حامض الكبريت في اجواء القرية مما تسبب في ظاهرة الاختناق لسكان القرية، واخد الاهالي بالنزوح منها ابتداء من سنة 1970 حتى سنة 1974.
وتم ازالة القرية في سنة 1977.. والشيخ الاديب احمد الشرباصي قد عاش في الكويت ضمن البعثة الازهرية المرسلة لامارة الكويت، على الرغم من صعوبة العيش في تلك السنوات حيث لا كهرباء ولا ماء مصفى والسكن البسيط الا انه ترك مجهودات ثقافية من كتابه (ايام في الكويت) الى العديد من القصائد في «مجلة البعثة» ومجلة المدرسة المباركية ذكر الاستاذ سلطان الباهلي في كتاب «قرية الشعيبة» ان الشيخ أحمد الشرباصي قد زار قرية الشعيبة في رحلة مدرسية في شهر يناير سنة 1953، وكتب عنها في المجلة المدرسية انها قرية عذراء تشعرك بالروح العذرية في كثير من امورها في خصب تربتها وبكارتها، وفي طباع اهلها وخصالهم الحميدة وفي صمتها وعزلتها وفي حيائها وانزوائها، هكذا تغني بعشقها الشيخ الشرباصي القادم من بلاد نهر النيل ذات الخضرة الوافرة وجنانها وحقولها ومزارعها المعطاءة لصنوف الاغذية.
|