وثائق الحميضي والخالد تصحح ما كتبه المؤرخون
2013/03/04
حمزة عليان
من خلال وثائق أسرتي الحميضي والخالد التي صدرت في كتاب بعنوان «سور الكويت الثالث» عن مركز البحوث والدراسات الكويتية توصل الباحث ورئيس المركز الدكتور عبدالله يوسف الغنيم إلى معرفة جوانب أغفلها الذين كتبوا عن بناء السور الثالث من حيث حجمه وتكاليف بنائه ودور خزينة الحكومة في تمويله، وبعضها الآخر يتصل بأعمال حراسة السور عندما كان الشيخ سالم المبارك الصباح يوكل إلى أعيان البلاد في كل حي من أحياء الكويت مهمة الإشراف على المتطوعين وتوزيع السلاح عليهم وتنظيم عملهم،
جاء في مقدمة الكتاب الصادر حديثاً ويتضمن ثلاثة فصول رئيسية، أولاً: بناء السور في وثائق الحميضي. ثانياً: حماية السور في وثائق الخالد. وأخيراً: سور الكويت البحري.
البناء بوثائق الحميضي
يقدم الدكتور عبدالله الغنيم خلفية عن المرحوم أحمد محمد صالح الحميضي والوثائق الخاصة به باعتبارها من أهم الوثائق المتعلقة بحكومة الكويت ومصروفاتها من عهد الشيخ مبارك الصباح إلى بداية عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح، حيث عمل مع خمسة من أمراء الكويت منحوه ثقتهم.
يبلغ عدد الوثائق التي وصلت إلى مركز البحوث عن طريق الوزير الأسبق السيد بدر مشاري الحميضي 380 وثيقة تبدأ من 1902 إلى 4 ديسمبر 1950، تتبعها قوائم بجميع مصروفات الخزينة الحكومية وتنقسم إلى مجموعتين، الأولى خاصة بأوامر الصرف من خزينة الحكومة، جزء منها مصروفات الحاكم ومشترياته وجزء آخر منح وقروض، أما المجموعة الثانية فتتعلق بتجارة السيد أحمد الحميضي ومعاملاته الخاصة. ومن بين وثائق المجموعة الاولى هناك حوالي 30 دقيقة تقدم معلومات جديدة حول سور الكويت الثالث تصحح ما كتبه بعض المؤرخين او الباحثين.
بدأ العمل في بناء السور يوم 21 مايو 1920 في عهد الشيخ سالم المبارك الصباح، وفي حينه تسلم السيد محمد بن حمد العتيقي بحسب وثائق الحميضي مبلغا قدره 10 الاف روبية لدفع اجرة العمال الذين بدأوا العمل بالفعل، تم بناء السور في شهر سبتمبر، اي بمدة اربعة اشهر امتد مسافة تزيد على ثلاثة اميال وعزل المدينة تماما من ناحية البر، وجرى مد طرفيه الى داخل البحر، وله ثلاث بوابات ورابعة خاصة بالامير قرب قصر دسمان.
اشترك في البناء جميع اهالي الكويت وكان صورة رائعة من التعاون والتآزر بين ابناء الوطن، على حد وصف الدكتور عبدالله الغنيم.
ما بين 3 و10 الاف روبية
تبين من وثائق الحميضي ان ما تم صرفه من خزانة الحكومة بلغ 208 الاف روبية، وكان الآمر بالصرف الشيخ سالم المبارك الصباح، اما الاشخاص الذين صرفت لهم الاموال فهم: حمد الخالد الخضير، محمد بن حمد العتيقي، عبدالله راشد الهاجري، محمد علي بن حيدر محمد رفيع معرفي، الشيخ سالم الحمود الصباح.
يتراوح مبلغ كل سند للصرف ما بين 3 و10 الاف روبية، يعود تاريخ اول سند منها الى 21 مايو 1920 واخر سنة الى تاريخ 25 ابريل 1921، وتدل الوثائق على ان شهر رمضان في عام 1920، وهو التاريخ الذي بدأ العمل به بلغت المصروفات 60 الف روبية وان العبء الاكبر في اعمال البناء، وقع على السيد حمد خالد الخضير %36 يليه السيد محمد بن حمد العتيقي %9.6 ثم السيد محمد علي بن حيدر معرفي %19.2 ثم الشيخ سالم الحمود الصباح %9.6 واخيرا السيد عبدالله الهاجري %8.2.
حماية السور في وثائق الخالد
خصص الدكتور عبدالله يوسف الغنيم الفصل الرئيسي الثاني من الكتاب لوثائق اسرة الخالد والخاصة بحراسة سور الكويت، حيث قدمت تلك الوثائق صورة مكملة للحوادث التي تم نقلها عن يوميات المعتمدية البريطانية عام 1927، فقد عثر على دفتر صغير ضمن مجموعة وثائق الخالد كتب عليه «دفتر النطارة سنة 1346 هـ» اي الحراسة ويحتوي على ثماني صفحات تحت العناوين التالية:
1 - «اصل السلاح المقبوض من الشيوخ وخارجه، وتحتوي على قائمة بعدد البنادق و«الفشق» الذي تم تسلحه من الشيوخ، 2ــ الحوايل على الشيوخ الى الرؤساء بالسلاح وفيها اسماء المسؤولين عن السلاح وتاريخ استلام البنادق، 3ــ اسماء الجماعة الذين لنطارة البدن وتشتمل على اسماء الاشخاص المكلفين بحراسة السور وهم مجموعات يتراوح عدد كل مجموعة ما بين 26512 شخصاً وهم: مجموعة الخالد ومجموعة الفليج ومجموعة السيد احمد السيد ابراهيم ومجموعة عبد العزيز بن ياقوت ومجموعة راشد حمادة ومجموعة سنان محمد السنان ومجموعة عبدالله بن ياقوت ومجموعة علي بن سمحان ومجموعة المرزوق».
رواية الشايع
يختم الدكتور عبدالله الغنيم هذا الفصل بالاشارة الى انه هناك مجموعات اخرى كانت مسؤولة عن نواحي السور الاخرى مستشهداً بمقابلة مع المرحوم صالح علي الحمود الشايع وحديثه عن دور عمه محمد الحمود الشايع وهو من اصحاب الديوانيات الكبيرة في المرقاب، اوكل اليه الشيخ احمد الجابر الصباح الدفاع عن السور من جهة المرقاب ومسؤولية عمه في الاشراف على عملية دفن الحفر المتخلفة عن استخراج الجبس في منطقة «المجاص» جنوب المرقاب حتى لا تستغل تلك الحفر سواتر للمعتدين، متمنيا ان يعثر آل الشايع في وثائقهم على بعض التفصيلات في هذا الموضوع.
تبقى الاشارة الى انه سبق لـ القبس ونشرت التحقيق كاملاً عن البلط البحري.
(القبس)
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
|