13-10-2013, 09:17 PM
|
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
|
|
تاريخ الطيران في الكويت - ين الماضي والحاضر في الذكرى الـ85
القبس - علي الهاشم
عد ربع قرن من بداية عهد البشرية بالطيران هبطت أول طائرة على ارض الكويت في عام 1928 في موقع خارج اسوارها لتشكل نواة عهد الدولة بالطيران والنقل الجوي تشكلت مع مرور الزمن، فتنشأ عنها هيئات ومؤسسات ومواقع تخدم هذا القطاع الحيوي؛ ورغم ما مر به مجال الطيران في الكويت من تطور، إلا أنه لم يخل من العقبات والأزمات التي عصفت به فعرقلت من نموه، وبمناسبة مرور 85 عاما على هبوط أول طائرة على أرض الوطن نستعرض في السطور التالية أهم تلك الإنجازات.
ترجع الروايات القديمة إلى أن أول طائرة هبطت في الكويت فعليا إلى عام 1928، لكن الاختلاف يكمن في أن هناك رواية مفادها أن أول طائرة هبطت في الكويت وتعرف عليها سكانها كانت طائرة بحرية هبطت على الماء، وذلك حسب ما أفاد به الاستاذ مصطفى مراد المؤمن في كتابه «مبادئ الطيران للشباب» حيث ذكر أن طائرة بحرية -أو قاربا طائرا- يقودها طياران إنكليزيان هبطا بطائرتهما في 20 أبريل من عام 1928 بالقرب من مرفأ للسفن بالكويت وفور وصولهما طلبا من الحكومة أن تأذن لهما بوضع طائرتهما تحت تصرف من يرغب في تجربة ركوب الطائرة، وعند ترخيص ذلك من قبل الحكومة أقبل بعض من الكويتيين على ركوبها والتحليق بواسطة أولئك الطيارين نظير أجر وقدره 15 روبية (العملة المتداولة للكويت قبل الدينار آنذاك) عن كل راكب؛ لكن الرواية الأدق أو المعلومة المثبتة أفادنا بها اللواء الركن الطيار (متقاعد) صابر السويدان عبر مكالمة هاتفية أجريت معه بأن أول طائرة هبطت في الكويت كانت طائرة من طراز «ديهافيلاند دي أتش – 9 إيه» بتاريخ 27 فبراير 1928 على أرض منطقة خارج السور تسمى الدسمة، وبالتالي تعتبر هذه أول طائرة تهبط على أرض الكويت. هذا وقد عاصر الكويتيون الطائرة قبل ذلك التاريخ، لكن بمشاهدتها وهي تحلق في اجواء البلاد من دون أن تهبط، وخصوصا خلال معركة الجهراء عام 1920 وقد كانت تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.
البداية الحقيقية
ترتبط البداية الحقيقية للطيران في الكويت ارتباطا وثيقا باكتشاف النفط في باطن الأرض، فحينما تأسست شركة نفط الكويت عام 1932 كانت هناك حاجة لنقل الفنيين والعمال والمؤن إلى الكويت، فقامت الشركة بشراء أو استئجار عدد من الطائرات، في حين كانت شركة «أمبيريال إيرويز» البريطانية، والتي تحولت فيما بعد إلى شركة الخطوط الجوية البريطانية، تستخدم مطار الدسمة كنقطة للتوقف والتزود بالوقود في رحلاتها من بريطانيا إلى الهند والعكس. ونتيجة لتزايد الحركة الجوية ارتأت حكومة الكويت في عام 1947 بأن هناك ضرورة لبناء مطار ملائم لذلك، فقامت بتخصيص أرض خلف السور أيضا، بالقرب من مكان مخصص لحرق وصناعة الجص (الآجر) فسمي بمطار المجاص أولا ثم النقرة بعد ذلك، نتيجة لقربه من هذه المنطقة وتم ذلك حتى عام 1962.
مرحلة الازدهار
تعرف فترة الخمسينات من القرن الماضي بالنهضة المباركية، حيث تأسست مدرسة ونادي طيران الكويت وذلك عام 1953 وذلك رغبة من الحكومة في نشر وتعميم علوم الطيران بين الشباب الكويتي، ونتج عن تأسيس ذلك النادي تشكيل نواة القوة الجوية الكويتية وشركة الخطوط الجوية الكويتية في عام 1954، والأخيرة أسسها رجال أعمال كويتيون، كشركة وطنية للنقل الجوي تأخذ مكانها بين شركات الطيران العالمية الأخرى.
العصر الذهبي
تسمى فترة الستينات بالعصر النفاث، حيث ازدهر ظهور الطائرات ذات الدفع النفاث الأسرع والأبعد مدى والأكثر ضجيجا وضوضاء، وهو ما دفع الحكومة الكويتية الى العمل على نقل موقع المطار من منطقة النقرة إلى مقره الحالي بالقرب من منطقة الضجيج، واشتمل التطوير على مرحلتين الأولى عام 1962وشهدت خلالها عملية نقل ملكية الخطوط الجوية الكويتية إلى الحكومة بعد اجتماع غير عادي لمجلس ادارة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية في مايو عام 1962، وبعد سنة من استقلال دولة الكويت، قرر المساهمون بيع الأسهم الخاصة الى الحكومة وبذلك أصبحت المؤسسة مملوكة بالكامل للحكومة وسميت رسميا «مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية»، واصبحت تحت اشراف وزارة المالية وما زالت، وبلغ رأس مالها في تلك السنة 17 مليون دينار كويتيِ، وانهت المؤسسة اتفاقها السابق المبرم مع الخطوط الجوية البريطانية لما وراء البحار في عام 1963، لتصبح مستقلة تماما، وانضمت الى عضوية الاتحاد الدولي للنقل الجوي (الأياتا/IATA) وتوالت انجازاتها مع مرور الوقت وفي عام 1981تم بناء مبنى الركاب الجديد للمطار مما شكل نقلة نوعية في ذلك الوقت بالنسبة للطيران في الدولة.
نكسة الغزو
ربما لم يعرف قطاع الطيران في الكويت أسوأ مرحلة من تلك التي مر بها أثناء الغزو العراقي للكويت عام 1990وما تلاها من تداعيات. لكن مع تحرير البلاد عام 1991ومرحلة ما بعد البناء، التي استغرقت مدة طويلة وأضرت بعجلة التقدم للقطاع، الأمر الذي أخره عن ركب المنافسة وأحدث خللا في ميزان التنافس بالنسبة له، لم تشهد تلك الفترة فترة التسعينات أي نقطة تحول عدا عن لملمة الجراح والشتات وإعادة ترميم ما خلفه الاحتلال، فلم يحرز قطاع الطيران في تلك الفترة أي تقدم.
بعد الحادي عشر من سبتمبر
شكلت فترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 مرحلة تقدم غير ملموس وبوتيرة بطيئة ما لبثت أن تأزمت، فرغم توسعة المطار بشكل بسيط جدا وإضافة مركز تجاري فيه عام 2001 وتأسيس شركة للطيران الاقتصادي هي الجزيرة عام 2004 وشركة أخرى منافسة للكويتية هي الوطنية عام 2005، مالبثت أن تعرقلت عملية خصخصة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية لفترة أضرت بقيمتها السوقية وأفقدتها قدرة المنافسة الحقيقية، في حين علقت الوطنية أعمالها عام 2011 واوقفت تشغيل رحلاتها الجوية بعد خسائر فادحة، في حين لم يتم حتى هذه اللحظة بناء ولو عمود واحد لمبنى المطار الجديد المزمع انشاؤه، ولا يعد مبنى مطار الشيخ سعد سوى نقطة في بحر مشاريع لم تر النور إلى الآن.
فما مصير الطيران في الكويت بعد 85 عاما على بداية العهد به؟
نادي طيران كويتي.. حلم أم حقيقة؟
هل يسمح الوضع الحالي للكويت بإنشاء نادي طيران؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تعتبر مهمة شاقة وغير أكيدة، لماذا؟ لأن هناك العديد من الامور التي يجب وضعها في الحسبان قبل مناقشة فكرة اعادة انشاء، «نادي ومدرسة الطيران الكويتي»، الذي كان في السابقِ فلنأخذ مساحة الكويت الكلية على سبيل المثال، سنجد انها 17820 كلم مربعا %92 منها صحراء خالية، أما سواحلها فهي 499 كلم، ومطالبها البحرية 22 كلم فقط، حتما تعتبر هذه المساحة ضيقة نوعا ما كما ان التعقيدات الدفاعية للدولة فرضت قيودا على حركة الطيران المدنية، وقد يعتبر البعض أن الخطر الذي كان يتمثل في نظام صدام قد زال مع سقوط نظامه في العراق إلا أن عدم الاستقرار الحالي لا يصب في مصلحة تخصيص منطقة قد يستغلها البعض في تنفيذ أعمال مشبوهة، وبالتالي لم يعد هناك سوى استثمار مناطق للطيران خارج دولة الكويت وبالطبع ستكون مكلفة لكنها قد تمنح أبناء الوطن فرصة لمزاولة هواية لطالما شكلت الأساس نحو بناء نواة للقوة الجوية والناقلات الوطنية بالدولة.
|