وثيقة لها تاريخ : وثيقة أسرة «بن حِجِّي» النواخذة سنة 1877م - باسم اللوغاني
باسم اللوغاني - جريدة الجريدة
14 مارس 2015م
من عوائل الكويت التي لم تحظ باهتمام الدارسين والباحثين كثيراً، رغم قدمها واشتغالها بالسفر الشراعي عائلة بن حِجِّي النواخذة سكان فريج بن خميس بالحي الشرقي. هذه العائلة التميمية الأصل قدمت إلى الكويت قبل أكثر من 200 سنة، وبنت منازلها على البحر مباشرة في الموقع الذي يقابل مبنى وزارة الخارجية الحالية. من أشهر أعلام عائلة بن حِجِّي النواخذة القدماء النوخذة والتاجر ناصر بن حِجِّي بن ناصر، الذي أوقف عمارة تطل على البحر في عام 1877م، واستمرت العمارة وقفاً حتى تم إنهاؤه في الستينيات من القرن الماضي. ولا نعلم متى تُوفي النوخذة ناصر بن حِجِّي على وجه اليقين، ولكن من المحتمل أن يكون ذلك في ثمانينيات القرن التاسع عشر (1880-1890م) وعمره يزيد على التسعين عاماً. ومن أعلام أسرة بن حِجِّي أيضاً النوخذة مبارك بن ناصر بن حِجِّي، وابن أخيه التاجر يوسف بن حِجِّي بن ناصر بن حِجِّي المتوفى في عام 1960 وعمره ستة وثمانون عاماً (مواليد عام 1875)، وكانت له عمارة أخشاب في فريج بن خميس في حي الشرق تطل على البحر وأسكلة (رصيف بحري) في البحر أمام عمارته التي تجاور عمارة النوخذة الكبير عبداللطيف بن عيسى. ودفن النوخذة يوسف بن حِجِّي مع أول مجموعة من الموتى في مقبرة الصليبيخات، وكان يملك عدداً من السفن السفارة منها سفينة "فتح الخير"، وسفينة "طوبز".
وأنجب التاجر والنوخذة يوسف بن حِجِّي بن ناصر من الأولاد ستة هم: النوخذة حِجِّي، والنوخذة عبدالوهاب، وعبدالعزيز، ومحمد، والنوخذة ناصر، وعبدالرحمن. وعثر منذ فترة على وثيقة عدسانية تشير إلى الوقف القديم للنوخذة ناصر بن حِجِّي في عام 1294هـ الموافق عام 1877م، إليكم نصها:
"الحمد لله سبحانه، جرا كما ذكر لدي وانا العبد الفاني محمد بن عبدالله العدساني...
السبب الداعي الى تحرير هذه الأحرف الشرعية هو انه قد أوقف وحبس ناصر ابن حجي العمارة المحدودة قبلتا الطريق النافذ وشمالا ساحل البحر وشرقا بيت حسن وعبداللطيف وعلي البن فهد وجنوبا بيت البن فهد المذكورين على ذريته الذكور ما تناسلوا وقفا صحيحا شرعيا محبسا لا يباع ولا يورث ولا يرهن فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه وذالك بعدما خلص مع محمد ابن خالد المشهدي بوكالته عن أخوه عبدالله وخواته شيخة وحمدة ومريم بنات خالد المذكور حتى لا يخفى جرا وحرر في 3 ربيع الأول سنة 1294".
ويتبين من الوثيقة أن العمارة الوقف المشار إليها تقع على ساحل البحر، ويحدها بيت أسرة الفهد شرقاً، وبيت آخر لأسرة الفهد جنوباً، وطريق من الغرب، أي أنها تقع على زاوية مقابل البحر، وليس أمامها أملاك مبنية أو غير مبنية. ويوجد لديّ أيضاً وثيقة أخرى تؤكد إنهاء هذا الوقف بتاريخ 30 مارس 1980، وفيها تم استملاك الوقف لصالح ورثة ناصر بن حِجِّي، وورثة مبارك بن ناصر بن حِجِّي، وورثة يوسف بن حِجِّي بن ناصر (الذكور فقط)، كما نصت على ذلك وثيقة الوقف الأصلية. في المقال المقبل سنورد بإذن الله وثيقة وقف عدسانية أخرى لآل بن حِجِّي، وسنتحدث عن النوخذة حجي بن يوسف بن حِجِّي، وأخيه النوخذة ناصر بن يوسف بن حِجِّي.