ولد النوخذة فهد المضحي في الكويت بعد هجرة والده مضحي بن محمد الى الكويت برفقة ابن عمه هيف بن حسن بن حجرف، وكانت ولادته في المدينة حيث سكن والده عند قدومه في بيت الجلاهمة ولم يسكن مع ابن عمه في الجهراء وكان لذلك بالغ الاثر بنشأته على ركوب البحر بخلاف طبيعة عمل اجداده من العجمان. عمل في الغوص بداية عمره مع والده الذي كان نوخذة لجالبوت يملكه ويرتحل به للغوص والتجارة، ثم استقل النوخذة فهد المضحي بعمله كنوخذة على بوم للغوص حتى نهاية الربع الأول من القرن العشرين وذلك مع انحصار صناعة الغوص على اللؤلؤ وكسادها بعد ظهور اللؤلؤ الصناعي. بعدها عمل كأول مدير للميناء في الكويت (مدير حمال باشي) حيث كان المسؤول عن الجمارك والافراج عن البضائع المستوردة للكويت واستمر بعمله هذا حتى وفاته عام 1939.
اتى ذكره ووالده في كتب التاريخ التي كتبها سيف مرزوق الشملان كنواخذة من منطقة شرق بإسم فهد مضحي الجلاهمة نسبة لسكنهم في بيت الجلاهمة في الفترات الأولى . ثم كان من اوائل من سكن المنطقة البحرية في شرق والمقابلة لمقبرة هلال . حيث اسس بيت وديوان المضحي وجيرانه الملاصقين هم مشاري الروضان حيث لا يزال ديوانهم قائما الى يومنا هذا، وبيوت المضف والمناعي والذي تحول للمعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية حاليا. كان
النوخذة ممن ساهم في ازدهار التجارة وجلب البضائع الى الكويت ثم تخصص بصناعة الغوص على اللؤلؤ مما اكسبه الخبرة الكافية للعمل بقية حياته كمسؤول للميناء في الكويت. وكان له الفخر بالمشاركة مع اهل الكويت في بناء الاسوار والحروب التي خاضتها البلاد دفاعا عن بقائها وعزتها وكرامتها.
عرف عن النوخذه فهد عمل الخير حيث كان من المساهمين في بناء المساجد في الأحياء الجديدة في الكويت القديمة وترميم القديم منها هو مجموعه أخرى من زملاءه رواد مسجد الناهض في الكويت القديمة كذلك ديوانه كان مفتوحاً طوال السنة لزوار الكويت ولعابري السبيل حيث يتم تقديم الغداء بشكل يومي ومفتوح لكل من يلج للديوان دون تحديد وقد جبل على ذلك طوال فترة حياته ، وكون النوخذه يعتبر ولياً لأمر البحارة على مركبه ومسؤولا عنهم فقد امتدت رعايته لأسرهم وبيوتهم خصوصاً في فترة الغوص والسفر من خلال توصية العاملين معه والخدم بالسؤال عن بيوت البحارة وتفقد أحوالهم وقضاء حوائجهم . وكان تتويج أمانته وحرصه وميله لأعمال الخير بأن اختاره حاكم الكويت آنذاك الشيخ أحمد الجابر بعد العمل الطويل كنوخذه بأن ولاه إدارة الجمارك من منفذها الرئيسي وهو الميناء البحري( كمدير حمال باشي ) وهو الشخص المسؤول عن الجانب الإداري من إدخال وتصدير جميع أنواع البضائع للكويت وهو المنصب الذي يتطلب الأمانة والإخلاص لأهميته كمورد للبلد الى جانب أهميته الأمنية . وما اختيار ابنه البكر محمد لتولي نفس المنصب بعد وفاته إلا دليلاً على حسن أخلاق وأمانة النوخذه فهد طوال فترة توليه المنصب مواصلاً ما أشتهر به طوال حياته بين أهل الكويت وناقلاً اياها لأبنائه تربيةً وخلقاً .
كان رحمه الله صاحب فضل ومعروف بين جيرانه حيث إقتطع جزء من بيته ليتوسع أحد جيرانه الملاصقين وذلك لإتاحة الفرصة لابنهم للزواج والسكن بنفس البيت وما عمله هذا ببعيد عن حرصه على تفقد حاجيات( مقبرة هلال ) المقابلة لبيته والتأكد من توفر الحاجيات الأساسية لأهالي الموتى والعمل على التخفيف عليهم في مصابهم ومد المعزين في المقبرة ما ييسر عليهم ذلك واستضافتهم في الديوان المفتوح متى ما دعت الظروف لذلك ويأتي ذلك تأصيلاً لحرصه على الجيرة وشعوره بالمسؤولية حتى للأموات في قبورهم وقد أكرمه الله بأن دفن في نفس المقبرة .
كان رحمه الله ذو مشورة ورأي وقد حرص الشيخ محمد الأحمد على مجالسته حتى وفاته وحيث أنه كان يتصدر مجلس وديوان الشيخ محمد الأحمد بشكل يومي في سنواته الأخيرة من ثلاثينيات القرن الماضي لما لأحاديثه من استماع وحرص متابعة ولما لآرائه من صدى عند رواد الديوان وقد روى سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح عدداً من أحاديث النوخذه فهد نقلاً عن والده الذي افتقد النوخذه وآراءه بعد وفاته .
إن ممن يزكي النوخذه فهد مضحي المضحي ويعرفه ويعرف ابناءه ويثني على ما ذكر في هذا الكتاب من الأفاضل في وقتنا الحالي :
- سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح
- العم روضان خالد الروضان
- العم بدر خالد الروضان
- العم سيف مرزوق الشملان
- ناصر عبد الله الروضان
- أحمد يوسف الروضان
- العم إبراهيم الشطي
- العم عبدالمحسن سعود المضف
- العم عبدالعزيز سعود المضف
- عبدالوهاب عبدالله الزيد
- مضف أحمد المضف
- علي حسين بورسلي
- سالم محمد بورسلي
- عيسى عبدالله الغانم
- خليفه العميري
- أحمد إبراهيم المناعي
- خليفة يوسف الرومي
النوخذة فهد مضحي المضحي كان معروفا لدى كبار أهل شرق وديوانه كان مفتوحا للجميع بكرمه الذي عهدوه فيه، وله صداقة أخوية مع الشيخ محمد الأحمد الجابر الصباح رحمه الله حيث كان من رواد ديوانه العامر الدائمين طوال فترة حياته. ولم يعرف عنه الا الكرم والخير لهذه الأرض التي اعطته فلم يقدم لها الا كل كريم وطيب، وهذا ما نقله لابنائه الذين اكملوا ما علمهم عليه، بداية من ابنه البكر محمد الذي اخير ليشغل وظيفة والده تأصيلا لسمة وحسن خلق النوخذة فهد المضحي في الميناء ثم ابنه حمد الذي ايضا تولى نفس الوظيفة بعد وفاة محمد عام 1957 مما يؤكد ثقة حاكم الكويت بالنوخذة فهد وابناءه من بعده واخيرا إبنه مضحي الذي كان من أوائل من التحق في البعثات العسكرية في المملكة المتحدة عام 1960 وشارك كقائد برتبة نقيب ضمن لواء اليرموك في حرب 1973 مدافعا عن الكرامة العربية ممثلا وزملاءه عن جيش دولة الكويت.
كما عاش النوخذة فهد المضحي طوال حياته محبا للكويت عاملاً لها لم يعرف عنه خلاف ذلك. اطلق اسمه على الشارع الرئيسي لمدخل منطقة السلام وذلك عام 2013 تكريما لمساهماته.
__________________
جاء في الحديث إن الله سبحانه وتعالي يقول يوم ألقيامه
: كل نسب منقطع إلا نسبي وهو التقوى.
وجاء في الحديث : تعلموا من أنسابكم ما تعرفون به أحسابكم وتصلون به أرحامكم .
مقبره هلال فى الحى الشرقى من مدينه الكويت يحدها من الشمال اى بينها وبين شاطى البحر
اربع بيوت لعوائل كويتيه قديمه اولا بيت هلال نفسه وبيت القطامى وبيت مرا د ثم بيت المضحى والمدرسه الشرقيه للبنين وبعد بيت المضحى من الشمال ياتى بيت سنان اللذى اصبح بعد ذلك بيت العصفور وبعد بيت العصفور ياتى بيت الروضان مقابل البحر اما من ناحيه الغرب يحدها مسجد امامه طريق ممتد الى الجنوب حتى المطبه الى مدرسه تسمى مدرسه النجاح مقابله لمخفر شرق الحالى