الأمثال البحرية

[الصوري]

الأمثال البحرية
من كتاب من الفلكلور البحري الكويتي
د. يعقوب يوسف الحجي

الأمثال البحرية كثيرة في دول الخليج و ليس المقصود هنا جمعها و التعليق عليها ، ولكن مجرد إعطاء فكرة عنها ، فالشاعر زيد الحرب يقول في قصيدة له إن السفينة إذا وصل الماء إلى الواحها العليا فلا فائدة من وضع حواجز من الحصير على جانبيها (( إذا غط تريجه ما تفيد التلابيس)).
و التريج هو اعلى لوح خارجي في جسد السفينة العلوي، و التلابيس حصران توضع فوقها لحجب الماء عنها أو لحمايتها.
و مثله (( إذا طبع دوس على تريجه)) – أي إذا دخل الماء السفينة بحيث يصعب انقاذها فلا فائدة من المقاومة، و لا يضيرها إذا وقفت على أعلى لوح فيها – فهي غارقة لا محاله.
ومنها المثل الذي يقول : (( عومه ماكوله و مذمومه )) – أي يعيبون على الشيء و لكنهم ينتفعون منه ، مثل سمك السردين الذي ينعتونه سمك رديء وهم مع ذلك يأكلونه.
وحين يكون الشيء حد الكفاف ( حده .. حده ) ينقص قليلاً عن المطلوب يقال (( عمار سته و بحر سته )) ، و العمار
(بفتح العين ) هو حبل المرساة و طوله ستة أمتار ، و كذلك عمق البحر حول السفينة ( 6 أمتار ) فكيف يتسنى لهذه المرساه أن تمسك السفينة فلا تتحرك من مكانها على سطح الماء .
ولعل أروع الأمثال البحرية مادار بين شاعرين من الكويت ، و هما محمد بن فوزان لصديقه عبدالله الفرج قصيدة يقول أحد ابياتها:
ومنين ما تلتاح فالرق حواش ... والبلد حذفه ما يجديه راعيه

فرد عليه الشاعر عبدالله الفرج بقصيدة منها هذا البيت :
من يطلب العالي يصبر على الراش ... و ما كاد اوله هان تاليه

ولقد جرى هذان البيتان مجرى الامثال ، فمن يسعى للأمور العظيمة لابد أن يتحمل المصاعب ( أي من يطلب العالي، و المقصود به العوده إلى الأهل و الوطن) لابد أن يصبر على الرذاذ الذي يلفح وجوه البحاره بفعل الهواء وماء البحر ، و ما كان اوله صعبا فقد يتعود على صعوبته الإنسان ، فلا يبقى امامه سوى السهل
كذلك (( ومنين ما تلتاح فالرق حواش )) ، أي أن المياه الضحلة لابد أن تواجهك ( حين تقترب من الساحل ) و كيف لك أن تهرب منها ، كذلك الموت (( حواش )) فأين تهرب منه ؟