15-03-2017, 10:40 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 10
|
|
أحمد خميس جاسم بن خميس - مرآة الأمة(1116)
السبت _ 9 مايو 1998
شريط الذكريات
إن ايقاع الحياة ايقاع سريع جدا لا يترك للمرء فرصة للتأمل أو للبحث في ثنايا الذاكرة ...
والحياة ذاتها تواصل بين سابق ولاحق .. ويخطئ المرء حين يعتقد أنه نتاج وقته فقط .. ان في داخل كل فرد منا روابط بالماضي بما يويه من تجارب وخبرات وذكريات بيد أن الايقاع السريع يحول بيننا وبين ذلك الماضي ... ولو عدنا الى الماضي قليلا فإننا سنجد فيه زادا يغنينا عن تجارب جديدة .. عن مغامرات لا طائل من ورائها .. يزودنا بتجارب الآخرين التي يمكن لنا أن نطورها أو نحاكيها أو نبتعد عنها .. المهم أن نعود إليها .. في هذه المقابلة نحاول - مجتهدين - أن نصل الحاضر بالماضي .. أن نبرز تجارب الغير من خلال شريط الذكريات.
المرحوم -أحمد بن خميس بن جاسم بن أحمد الخميس
واحد من رجالات الكويت الذين عايشوا ماضيها بكفاح وجهد دؤوب تمثل في انتقاله بين أعمال كثيرة مضنية. وهو أيضا رجل عاصر المرحلة الحالية بعد أن من الله على الكويت بالخير الوفير. بين الأمس واليوم ذكريات عديدة يرويها لنا السيد أحمد الخميس في هذا اللقاء الذي بدأه قائلا :
بنيت (مدوَرة) الشيخ صباح السالم وشاركت في بناء (قوس) دسمان
أحمد الخميس في بداية الاربعينات
ولدت في منطقة المطبة فريج "غميضة" وكان منزلنا يقع بالقرب من منزل عبدالوهاب القطامي وباسم المسقطي وعلي الفودري ومسعود البناي وعبدالوهاب الغضة ومرزوق بن خميس، وكان يتميز فريجنا بكثرة الدكاكين التي تباع فيها بعض الخضروات والفواكة وجميع متطلبات الأسر وكان أشهر المحلات آنذاك محل للسيد مبارك الهدهود.
وقد كان أهل الفريج يتجمعون عادة بالقرب من منزل النجدي بجانب مسجد المطبة الذي لا يزال موجودا حتى الآن.
بعد ذلك انتقلنا للسكن في منطقة الدسمة وكان ذلك في عام 1960م تقريبا وكانت تسمى في ذلك الوقت منطقة (واو) ولأن مناطق الكويت كانت موزعة حسب الحروف الأبجدية وقد سميت بالدسمة في وقت لاحق وكان فيها الكثير من مزارع العوازم. وكان جيراننا بيت سلطان وداود الباز وعلي جركو، ومحمد النجادة والميال والزنكي والصفار.
والدي توفى في رحلة غوص ودفن في (السفانية) - درست علوم القرآن والحساب في بداية حياتي عند ملا عبدالوهاب وملا بلال، لكنني تعلمت منهما - يرحمهما الله سبحانه - الكثير، لكنني لم أكمل دراستي عندهم لأن والدي أراد أن يصحبني معه للغوص وقد ذهبنا مع النوخذة حمد العميري وبعدها مع أحمد العميري وكان (تبَاب) ثم ذهبت اخيرا مع سالم العميري، وقد توفى والدي رحمه الله أثناء رحلة الغوص ودفن في "السفانية" وكان عمري آنذاك اثنتي عشرة سنة لذلك تحملت مسؤولية الأسرة وأنا صغير في السن.
بعد ذلك اشتغلت مع نسيبي مبارك البريك في جلب الماء من البصرة إلى الكويت وكان ذلك في الأربعينات حيث كانت الكويت تعاني من نقص المياه العذبة.
وبعد ذلك اشتغلت مع عبدالعزيز القطامي في التجارة وكنا نسافر إلى دول الخليج والهند ونحضر البضائع الى الكويت.
كما سافرت مع عيسى بن نخي إلى (بومبي) واشترينا الكثير من البضائع مثل الخشب والشاي والأصباغ، وبهارات وأقمشة من الهند.
- ولكن من المعروف إنك عملت في البناء أيضا؟
- عملت في بناء المنازل بعد ابتعادي عن العمل التجاري لأنني تعبت من السفر وكذلك كي أبقى قريبا من أسرتي التي كنت مسؤولا عنها بعد وفاة والدي في الغوص، لذلك اشتغلت مع محمد المسعود كعامل بناء، وأول عمل لي هو بناء (القوس) الموجود في قصر الأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر وهو لا يزال موجودا حتى يومنا هذا (1998م)في قصر دسمان.
إضافة الى ذلك عملت أستاذ مساعد في شركة النفط، وبعد أن اكتسبت الخبرة الكافية عملت مقاول بناء وشاركت في بناء المعهد الديني مع الأساتذة إبن رحيم والطبيخ و(نسيبي) محمد ذياب الصالح الذياب وغيرهم.
كما عملنا في بناء قصر الشيخ صباح السالم وتم اختياري كأستاذ بناء وقمت بعمل (المدوَرة) وهي عبارة عن بناء دائري إختار شكله المرحوم الشيخ صباح السالم وقد أطلق علي رحمه الله لقب (أحمد السَريع) لأنني كنت سريع العمل وكثير الحركة.
ثم عملت أيضا في بناء قصر الشيخ عبدالله المبارك في منطقة مشرف وقصر الشيخ صباح الناصر.
بعد ذلك تنقلت من عمل إلى آخر، فقدعملت في وزارة الأشغال ثم الاسكان ثم ميناء الشويخ إلى أن تقاعدت عام 1982م.
(أحمد السَريع) لقب اطلقه علي الشيخ صباح السالم لسرعة عملي وكثرة حركتي
- هلا حدثتنا عن عملك في الميناء؟
- في البداية عملت سائقا في الميناء كما كنت أقوم بتوزيع الحراس، ثم تنقلت في أداء مهام كثيرة حيث عملت ككاتب مستودعات، ومراقب مرسى، ومراقب دورية، ومراقب مباشر، وناظر على النقل، وبعدها تمت ترقيتي إلى رئيس نظار.
أحمد بن خميس عندما كان يعمل في الميناء
- هل كانت لك أعمال إضافية غير التي ذكرت؟
- إضافة إلى عملي في الميناء كنت أعمل ي بيع الخضار والفواكة في شبرة الخضار التي كانت تقع على البحر، وكانت أغلب المواد الغذائية تأتينا من إيران والعراق.
أما (الرقِي) فكنا نجلبه من المملكة العربية السعودية، وعملت أيضا في الشبرة بعد إنتقالها إلى الشويخ واشتغلت في بيع الجملة وكان معي شريك هو السيد ابراهيم عبدالله الريحان و كان معنا من الكويتيين عبدالله البصيري وغلوم ميرزا وآخرون. و قد كان أغلب الباعة من إيران.
أصحاب حق
أحمد بن خميس مع احد اصدقائه
- كيف كانت الأوضاع الأمنية في تلك الفترة من تاريخ الكويت؟
- كانت الكويت في السابق تعيش في أمن و أمان و لم نكن نسمع بالحوادث ولا الجرائم التي تقع هذه الأيام، فقد كان أهل الكويت متعاونين ومتكاتفين لا يعرفون الحسد ولا البغضاء، وكان صاحب الحق ياخذ حقه بأسرع الطرق.
أما الآن فتلجأ إلى المحكمة وتنتظر سنة كاملة أو سنوات حتى تحصل على حقك.
كان أهل الكويت أمناء يؤدون الأمانة إلى أهلها حتى لو لم يجد أي مستند أو إثبات.
أما هذه الأيام فالأمر مخجل، تعطي الشخص البضاعة وتأخذ عليه مستندا ورغم ذلك لا يسدد لك ويأكل حقك!
أما حوادث السير لم نكن نعرفها، لقد بدأت قيادة السيارة عام 1949م والذي اختبرني هو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح ولا أتذكر أن عملت حادثا مروريا أو صدمت أحدا من الناس.
ذكريات السفر
أحمد الخميس أيام الشباب
- بصفتك كنت كثير السفر فلا بد ان لديك الكثير من الذكريات؟
- كنا نسافر كثيرا في السابق وذلك لطلب الرزق واحضار البضائع الى الكويت، أما بعد أن رزقنا الله سبحانه بالنفط فقد كنا نسافر للسياحة والنزهة.
فقد سافرت سنة 1963م إلى القاهرة والأردن وكان يرافقني في السفر اصدقاء كثيرون منهم عبدالرحمن العجمي وعبداللطيف الرباح وناصر حيدر، كما سافرت إلى ايران مع ناصر حيدر، وذهبت الى بلغاريا في السيارة مع خالد العبيد و(عديلي) راشد اسماعيل جمعة الياسين، ثم ذهبنا إلى لبنان وسوريا وقد كان أغلب أهل الكويت في بداية الستينات يسافرون الى سوريا و لبنان وكان غالبيتهم يستقلون السيارات في سفراتهم.
حادثة لا تنسى
أحمد الخميس مع مجموعة من الاصدقاء في أحمد المقاهي في الخمسينيات
- مالشيء الذي مازلت تذكره ويصعب عليك نسيانه؟
- بعد وفاة والدي في الغوص ودفنه في "السفانية" إتضح إنه كان مدينا لبعض التجار فأراد هؤلاء بيع منزلنا لكي يحصلوا على ديونهم فاستدعاني أحدهم وكنت صغيرا وقال لي نريد منك أن تحضر لنا البروة ( ورقة البيت) فرفضت ذلك. وذهبت الى الشيخ صباح الناصر -رحمه الله- واخبرته ان فلانا وفلانا وآخرين يريدون بيع منزلنا وقد طلبوا مني اعطاءهم ورقة البيت فما كان منه إلا ان استدعاهم وقال لهم ابتعدوا عن الأولاد وعن منزلهم حتى يكبروا وبعد ذلك طالبوهم بما تشاءون، فقد كان لهذه الحادثة الأثر الكبير في نفسي ولو وقعت في هذه الأيام لرأينا العجب العجاب.
- أطماع العراق بالكويت ليست جديدة، فهل كنتم تشعرون بذلك قديما؟
- لقد كانت الكويت منذ نشأتها محل طمع بالنسبة للدول المحيطة وبشكل خاص العراق، فكل الذين تعاقبوا على الحكم كانوا يطالبون بالكويت، وبهذه المناسبة لابد أن اذكر حادثة وقعت في بداية السبعينات، فقد ذهبنا الى بغداد كممثلين عن نقابة عمال الكويت وشاركنا في المؤتمر المنعقد هناك وبعد انتهاء المؤتمر دعوت بعض الزملاء الى العشاء وكان بينهم رئيس الاتحاد العراقي ويدعى على ما اذكر محمد جاسم فقلت له لماذا لا تقوون بترسيم حدودكم معنا؟ فرد علي قائلا أن حدودكم الى بغداد لأننا سنعطيكم الجنسية العراقية، فقلت له نحن نرفض هذه الجنسية العراقية، فقال : نعطيكم الجنسية(بالعافية) أي بالقوة!! وقد تحقق ذلك في عام 1990م وكفانا الله شرهم.
- بعد ان تقاعدت من العمل الحكومي عملت في التجارة وافتتحت مؤسسة تقوم بأعمال (القرطاسية) وحاليا أزود أغلب الجمعيات والمكتبات ببعض المواد والبضائع، لكن الفرق بين الماضي والحاضر هو إننا في الماضي كنا نعمل على البركة ونثق بالجميع ولم نكن نعرف قضايا النصب والاحتيال ولا خيانة الأمانة ولا الشيكات بدون رصيد. أما هذه الأيام فالثقة معدومة وقد بتدل الحال لكن مع ذلك كله لا يزال بعض شبابنا الذين يعملون في الأعمال التجارية يتميزون بالصدق والثقة والأمانة.
- اسأل الله العلي القدير أن يحفظ الكويت من كل مكروه وان يمن علينا بالخير والرفاهية ويكفيا شر اعدائنا.
روابط ذات صلة
بن خميس (بوخميس)
|