راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > الشخصيات الكويتية > مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-10-2008, 03:33 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي العم محمد المرزوق (المرزوقي) - عالم اليوم

آخر نوخذة لبوم المهلب يحكي لـ « عالم اليوم » ذكرياته
العم محمد المرزوق: تزوجت واحدة من كل بلد ولا أتذكر عددهن ولا أسماءهن



حوار هالة عمران

في منزله الكائن بمنطقة القادسية استقبلني ورغم كبر سنه إلا أني وجدته يتمتع بروح الشباب المتجددة والذاكرة التي أعادته إلى الماضي بذكرياته الجميلة، أضف إلى ذلك وما وجدته في استقباله لي من ترحاب حار وبشاشة وسعة صدر، هو رمز من رموز أهل البحر الذين هم رجال بما تحمله هذه الكلمة من معنى، يستحق الكتابة عن حياته ونشاطه البحري المميز، ابتعد عن الوطن وتغرب عن الأهل لشهور طويلة فكابد غربة مؤلمة للنفس يشده الحنين الجارف لنسمات وهواء الوطن، وليس ذلك فحسب فتلك السفرات محفوفة بالمخاطر والأنواء والعواصف البحرية التي راح ضحيتها الكثير من الرجال.. هو من مواليد ساحل لنجة 1920، تعلم على يد الملا الشيخ محمد بن سيف القاسمي في مدرسة الفلاح، منذ طفولته تعلم من والده ركوب البحر، وفي سن العشرين أصبح نوخذة على الابوام الكويتية الخاصة بتجار أهل الكويت، مثل الخرافي والصقر والغانم والعثمان والعميري، وكان آخرها رحلة يوم مهلب، ذكرياته مليئة بالأحداث منها الجميل ومنها الأليم التي عرفناه من النوخذة، محمد سالم المرزوق في حوارنا معه.

< بداية نود منك بطاقة تعارف..؟
- اسمي النوخذة محمد ماجد سالم المرزوق، من مواليد ساحل لنجة سنة 1920 حسب تسنين الصحة للمسنين علماً بأن عمري أكبر بعشرة سنين من المسجل وتوطنت بعدها في عمان ساحل صور حيث يسكنها المرازيق المشهورين بفنون الإبحار.

< حدثنا عن التعليم بالماضي.. وعلى يد من تعلمت؟
- تعلمت أول حياتي على يد الملا الشيخ محمد بن سيف القاسمي في مدرسة الفلاح ببر ديرة بدبي لمدة خمس سنوات منذ كان عمري 13 سنة حيث تعلمت القرآن والعربي والحساب كان التعليم بسيطا عند الكتاتيب وهي عبارة عن مدارس بسيطة للغاية ويديرها شخص مؤهل يسمى الملا أو المطوع وكانت الكتاتيب كثيرة ولا يوجد غيرها لتعليم الأطفال، ففي كل حي فريج لابد وأن يكون هناك مطوع أو مطوعة ليقوما بتعليم التلاميذ الصغار وتلقينهم دروسا مبسطة في الدين وحفظ القرآن، بالإضافة إلى الكتابة والقراءة وشيء من مبادئ الحساب، فتلك العلوم تعتبر من المحظورات والبدع مثل الفنون والشعر واللغة الإنكليزية وليس ذلك فحسب فتلك العلوم تعتبر خارجة عن التقاليد والأعراف، والمطوع كي يكون مؤهلاً لفتح مدرسة يجب أن يتمتع بحسن السيرة وأن يتصف بالإصلاح والتقوى والمحافظة على الصلاة وملماً بأصول الدين واللغة العربية والحساب، حتى المكان المخصص للتدريس، بسيط للغاية حيث يجلس الأطفال على الأرض فوق الحصير المصنوع من سعف النخيل، بعد ذلك بدأ التعليم يتطور ويأخذ مجراه عندما أدرك المجتمع أهمية التعليم والثقافة.


< حدثنا عن بداية قصتك مع ركوب البحر؟
- علمني والدي رحمه الله ركوب البحر عندما كان عمري 7 إلى 8 سنوات وأصبحت نوخذة وأنا بسن العشرين حيث اشتغلت بسنبوك بن آل علي من أهل دبي ثم في بغلة والدي حيث أبحر بسواحل الخليج وعمان والهند ابتداء من البصرة لتحميل التمور، فكانت المرة الأولى التي أبدأ فيها ركوب البحر من القبلة بالكويت أيام المرحوم الشيخ أحمد الجابر الصباح، حيث عملت نوخذة على الأبوام الكويتية الخاصة بتجار أهل الكويت، مثل الخرافي والصقر والغانم والعثمان والعميري، وكان آخرها رحلة بوم مهلب حق ثنيان الغانم وذلك للفترة من 24 ديسمبر 1965 حتى 15 فبراير 1957 من الكويت عبر مسقط إلى كلكوت بالهند ثم العودة للكويت.


النولون المتفق تحميله
< ما هي أنواع البضائع التي كنتم تحرصون على جلبها؟
- كانت الأحمال عبارة عن أخشاب وعموما التجارة البحرية متعددة حسب النولون المتفق تحميله من سواحل الهند والبنغال والأندونيسي أو سواحل أفريقيا الشرقية من الصومال وكينيا وتنزانيا والزنجبار وموزامبيق وجزر موريشص أو من سواحل البحر الأحمر بأنواع عديدة من الأخشاب والمواد التموينية الغذائية على سبيل المثال لا الحصر «الرز والسكر والتوابل والقهوة والشاي وزيوت الطبخ والحبوب بأنواعها» والأقمشة والملابس والآثاث المصنع ومواد البناء والبخارة والحدادة والأواني والأدوات المنزلية وغيرها حيث يتم تبادلها مع ما يتم تحميله من سواحل الخليج العربي بدءا من البصرة وعبادان حتى عمان على بحر العرب والساحل الفارسي من صادرات التمور والأسماك المجففة واللؤلؤ والأصواف والملح والزيوت وغيرها من مواد مصنعة حيث الأساطيل البحرية الكويتية أدت الدور الكبير في النشاط التجاري مع تلك الدول وخصوصا أيام انقطاع خطوط التموين أيام الحرب العالمية الثانية بسبب التفتيش على السفن، ومخاطر تعرضها للقصف والهلاك من قبل الأساطيل الحربية المتخاصمة في المحيط الهندي وسواحل أفريقيا حيث بجرأة نواخذة ورجال الكويت بتوفير جميع احتياجات الكويت من واردات تلك الدول دون إنقطاع مع دور السفن الكويتية بتوصيل المواد الأساسية لدول الخليج العربية التي عانت من نقص إمدادات المواد الغذائية بسبب الحرب وأذكر بأن الناس حمصت الشعير وشربوه بدل القهوة وأكلوا دقيق الشعير بدل الحنطة. وكنا نشتري ما نحتاجه لبيعه في سوق آخر ونبيع ما لدينا في السوق الحالي وهكذا كل بلد نصل إليه وكنا على معرفة قوية بالتجار ممن نتعامل معهم ونعرف كذلك احتياجات كل سوق وكل بلد والمكسب يظهر في نهاية الرحلة، ومن ضمن الأمور التي كنا نعمل فيها قديماً تهريب الأموال والذهب لدول مرتفعة اسعارها خوفاً من الضرائب فقد كانت سفن عديدة ان لم تكن كل السفن تهرب الاموال لصالح اناس معينين لان مصلحة الجمارك في الدول التي نقصدها تشدد بمراقبة الأموال والذهب المهرب لما لها من قمة عالية جداً خصوصاً أيام الحرب العالمية الثانية وكنا نبيعها بالسوق السوداء بأسعار باهظة والاستفادة من ريعها لجلب القوت في تلك الفترة العصبية.

المهلب والبغلة
< «النواخذة» ماذا تعني لك وماهي اشكال السفن التي كنتم تسافرون عليها؟
- كلمة نوخذة بالمحلي تعني ربان سفينة وكانت السفن في ذلك الوقت شراعية ومصنوعة من الاخشاب الخاصة والتي تورد من الهند والسفن انواع منها لصيد السمك ولصيد اللؤلؤة وسفن القطاعية لنقل المياه ولنقل المواد بين دول الجوار وأكبرها سفن الاسفار للتجارة ونقل البضائع عبر البحار وكانت اشهرها البوم والبغلة حيث تصل حمولتها أكثر من «400» طن تقريبا وكذلك النواخذة درجات اعلاهم نوخذة السفر ثم القطاع ثم صيد اللؤلؤ ثم صيد السمك ولكل دوره البارز في مساهمته بتوفير مصادر الرزق والنشاط الاقتصادي ان ذاك. صناعة السفن الخشبية بحد ذاته فقد اشتهرت الكويت بتلك الصناعة لانشاء اساطيلها من جميع انواع السفن الشراعية واشهرها البوم حيث تمتاز بسرعته والبغلة بحجم حمولتها والسفينة الشراعية بهندسة معمارية مميزة ومتقنة لاداء الغرض من انشائها وكانت جميع اجزاء السفينة تسمى بأسمائها ليسهل العامل معها اثناء الايجار أو لتصليحها.


بقيادتي
< هل تتذكر حادثة اثناء احد رحلاتك.. وما هي آخر رحله قمت بها، وما هي اخطر المواقف التي تعرضت لها؟
- اذكر بأن بوم مهلب انكسر بيصه «العمود الفقري والجزء السفلي بطول البوم» على قصار مدخل شط العرب أثناء تواجده بالبصرة بقيادة احد النواخذة الكويتيين وتم اصلاحه بتركيب وصلة بالبيص واصبح البوم في خطر لوتم الابحار فيه بحمولات ثقيلة وكلفت بأن اقوم بالسفر لكلكوت بالهند لتحميل حلال من الاخشاب بعد ان اعتذر نواخذة كثر عن القيام بتلك السفرة، وفعلاً تمت اخر رحله لمهلب بقيادتي على خير والقيام بالواجب على أكمل وجه بالرغم من الصعاب التي واجهتها حيث ان البوم كان يسرب ماء البحر ولم يعد يصلح للاسفار ومنها تم اهداؤه للدولة حيث وقف شامخاً بثانوية الشويخ عند تأسيسها ثم نقل إلى المتحف الوطني مقابل مجلس الأمة الحالي، حيث حرقته يد الغدر اثناء الغزو الصدامي وبعد التحرير أمر المرحوم الشيخ جابر الاحمد الصباح طيب الله ثراه لاساتذة الكويت «مهندسي صناعة البوم» لاعادة بناء بوم مهلب مرة آخرى بالنسخة الموجودة الحالية لما لها من عراقة وارتباط بماضي وتاريخ الكويت البحري والتجاري والبحر اجمالاً تعب وشقاء ونظرا لحبي لوالدي اصرت على تسمية ابني على اسمه واتذكر من اخطر المواقف التي تعرضت لها في البحر عندما وقعت من البوم في الماء وكان وقتها الجو شتاء فأسرعوا وانقذوني وأدفؤوني



الغانم والصقر
< من اساتذتك في هذا المضمار..؟
- كان الاستاذ محمد الطويل مدرسي في العمل بالتجارة البحرية، بعدها انخرطت واستمريت لهذا الزمن وصولاً إلى بوم «المهلب» آخر بوم كنت نوخذته وكان ملك الغانم والصقر، وكانوا من اشهر تجار الكويت في زمني.


< ما وقودكم في الاسفار.. وما الامتعة التي كنتم تحرصون عليها في اسفاركم.. وكيف كانت ايامكم تمر في البحر...؟
- يحرص النوخذة على الروزنامة الخاصة به والسجل البري لتدوين الاحداث اليومية وعدة القياس كالفرجار والقلم والمسطرة والديرة «البوصلة» والكمال والخريطة للبلاد لقياس الاعماق والدربيل للرؤية الليلية والمسافات البعيدة، وفي سفراتنا كنا نننقل ونتاجر في القهوة والتوابل والاخشاب فكنا نتنقل في رحلة العودة من افريقيا من زنجبار إلى اليمن حيث نستقر بـ«عدن» لمدة يومين أو ثلاثة ايام وبالأخير نعود مرة أخرى ونركب البحر ولم يكن لنا مقر دائم طالما بدأت رحلة العمل الشاق على سطح السفينة ثم نستريح في بر المهر بالمكلا على بحر العرب مثلاً ونشتري من عند المهرة الاغنام والمواشي ونعود بها إلى الكويت ثم نتوقف بمسقط لمدة من «10 إلى 15» يوماً ومن هناك يبدأ كل منا في مراسلة اهله وذويه بالبرقيات لطمأنتهم وكنا نستغل هذه المدة ونشتري كل متطلباتنا من اغراض كالتمر والعيش وكل ما تشتهي انفسنا من مأكولات ضرورية نحتاجها في سفرنا وفي الكويت وبمجرد وصولنا إلى البلاد سالمين توصل البضائع لاهلها ونتسلم المقابل المادي من السفرة من صاحب البوم ويقوم البحارة ببيع الاغراض التي جلبوها لهم وتحصيل المقابل المادي كذلك وكان من اهم الاشياء التي نصطحبها الدواء نتيجة لكثرة احتمالات اصابة طاقم المركب بنزلات البرد إلى جانب الجروح وهي أكثر المشكلات التي كانت صيبهم فكان لكل داء دواء نحرص عليه باستمرار معنا الاعشاب والطب العربي القديم المستخدم للتداوي واذكر مرة اصاب احد البحارة رمد في عينيه ونحن وسط البحر هو يعاني ولايعمل وحاولنا تطبيبه بما لدينا من اعشاب مؤقتا لحين الوصول إلى الهند بعد ايام لكن ضجر وتذمر البحارة كان بالمرصاد حيث ان نصيب المصاب نفس نصيبهم في الرزق ولا يعمل كثرهم حتى نادي احدهم بأن لديه بودرة الشفاء لعيني المصاب احضرها من والدته فوافق المريض على نية الشفاء العاجل وعندما ذرت البودرة في عيني البحار صرخ من شدة الحرقان وفز من شدة الألم حتى سقط من البوم في البحر وتصوروا لمن يبلل ماء البحر عينه الرمداء تداركنا الموقف بسرعة وتم ايقاف البوم وانزال القارب الصغير وانقاذ البحار من الغرق ونام بعدها من شدة التعب لليوم التالي وكانت المفاجأة بأن العينين صفت من الاحمرار وشفيت بعدها من الرمد حسب نيته بذلك الدواء واكتشفنا بأن البودرة كانت عبارة عن فلفل احمر مطحون.



< ما أهم اجزاء السفينة..؟
- طبعاً في أسفارنا كان الشراع هو الجزء الاساسي والرئيسي والذي لايمكن للسفينة ان تبحر بدونه، فكانت الاشرعة هي الموجه الرئيسي للدفة والمنظم الوحيد للسرعة في وقت لم تكن هناك ميكنة حديثة قد طرأت على هذه السفن، وكنا نحافظ على الاشرعة ونهتم بها كل الاهتمام من رعاية بغسيلها واصلاحها طول الرحلة ورغم اننا لم نعلم المسافة بين المكان والاخر إلا ان الوقت لايمكن تحديده لأن الهواء والرياح كان لهما الدور الرئيسي في تحديد مدة الرحلة فإن كان الهواء قويا ومع اتجاهنا نصل بسرعة وان كان ابطأ نستغرق وقتا اطول اما ان كان معاكسا أو مضادا فهذا هو ماكان يؤخرنا وربما اننا كنا نواجه صعابا عدة عند ارتفاع شدة الرياح المضاد لوجهة السفينة وبالتالي تأخير وصولنا إلى القصد في الوقت المفترض، ومن هنا استطيع القول ان مقولة «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن» كانت متطابقة مع احوالنا في البحر في ذلك الزمن الذي كان زاخرا بالاهوال البحرية. وكنا دائماً نحاول الهروب من مسارات العواصف البحرية حتى لو كلفنا ذلك تغيير مقصدنا مؤتقاً حتى موعد انتهاء العاصفة ثم نعاود سلوك دربنا المعتاد. ورغم كثرة المخاطر التي كنا وغيرنا من البحارة نصادفها إلا انني لم اخف قط من البحر. وقد كان بكل سفينة «13» شراعا كل واحد منها لغرضه وجميعهم ضروريين لاستمرار سير السفينة، منها شراع العود، الصفديرة، التركين الجب، وغيرها.


< هل صادفك دخول شهر رمضان وانتم بالبحر.. وكيف كنتم تستطلعون رؤية الهلال؟
- كثيرا ما صادفنا رمضان في البحر وقتها كنا نعرف مولد الهلال من التقويم والشمس والقمر وكنا نفطر تبعاً لغروب الشمس في المكان الذي نكون فيه وكذلك كنا احيانا نسمع مدفع الافطار عندما نكون بالقرب من الشاطئ، ونعرف مواقيت الصلاة من الشروق والغروب وحركة الشمس، الى ذلك كان على ظهر السفينة أناس خاصين بالطبخ وآخرون لعمل الخبز وباقي طاقم السفينة لكل دوره سواء في رمضان او غيره من الشهور.

العيد بعيداً عن الأهل
< وكيف كنتم تقضون العيد على ظهر السفينة؟
- فكثيرة هي المرات التي مر علينا فيها العيد ونحن بعيدون عن ديارنا وأهلنا لكن كنا صبورين على لقمة العيش فكنا نعايد بعضنا البعض وننزل الى البلد القريب منا ونستقر فيه يومين وأربعة ايام حيث نشتري ذبائح وخراف العيد ونتزود بالمؤن ثم نكمل رحلتنا.


< ما ابعد شاطئ وطأتها قدماك؟
- ابعد مكان وصلت اليه اثناء عملي لمدة «50» سنة في البحر كان جزيرة موزمبيق قبالة السواحل الجنوبية الشرقية لافريقيا.

عرف دولي
< هل يفترض بالنواخذة او اي بحار ان يجيد السباحة وأمور البحر؟
- طبعا كان يشترط في النوخذة ان يكون متعلما وخصوصا الملاحة البحرية حيث مارسها مع نوخذة استاذ وان يعرف السباحة معرفة جيدة، واقل وقت كان يسمح للفرد بتعلمه ما يوازي السباحة لمدة خمس ساعات وهي المدة التي تجعل الفرد يصل لاقرب شاطئ او ينتظر المساعدة من السفن المارة القريبة منا في حالة غرق السفينة، ويعرف كذلك المسافات بين الشواطئ والمراسي والبلدان المختلفة والغوص كان مطلبا من اهم الصفات التي يجب ان يجيدها البحار والإغاثة البحرية للسفن المنكوبة تعتبر عرفا دوليا وواجبا على كل نوخذة السفن القريبة ومد يد المساعدة لإغاثة المنكوبين مهما كانت جنسياتهم.


< قراصنة البحار ممن نراهم في السينما هل صادفوك؟
- في احدى المرات قابلتنا سفينة المانية في بحر العرب للتفتيش عن الاسلحة المهربة والتفتيش امرتنا بمواصلة الرحلة وكانت احيانا تصادفنا تلك السفن العسكرية ونحن منقطعين وسط المحيط الهندي بسبب اتجاه الريح حيث تقوم بتزويدنا من نواقص المؤن ومياه الشرب التي كانت الأهم.

بومباي وكراتشي
< هل كنتم تلتزمون بالمياه الاقليمية؟
- كان لكل دولة مياهها الاقليمية والتي كانت تحترم من قبل اهل المهنة وكان هناك بلدان معروفة بالتجارة والسماح للسفن بالمرور ومن اشهرها بومباي في الهند وكراتشي في باكستان.


< مواسم السفر متى كانت تبدأ وما هي طقوس استقبالكم عند العودة؟
- لم يكن هناك فصل محدد للسفر خلاله، ففي الشتاء والصيف وباقي العام نسافر ونرتحل فالرزق لا ينتظر ولا يعرف الفصول والتعب لم يكن وارد بيننا لأن الحياة كانت صعبة والزمن لا يرحم.
وعند العودة كان جميع اهل الكويت ينتظروننا تبعاً للموعد الافتراضي فان تاخر المسافرون لظروف البحر كانوا يعاودون ادراجهم الى البيت مرة اخرى ويأتون في اليوم الثاني وهكذا الى ان نصل فيذهب كل منا مع اهله ومنتظريه الى البيت وهذه اسعد اللحظات التي كنا نشعر بها بعد سفرنا الطويل.

جامبو
< ما اغرب الشعوب التي صادفتها خلال رحلاتك وكيف كنتم تتعاملون معهم؟
- كنت ومن هو في هذا المجال نتكلم مع اهل كل بلد بلغتهم الخاصة سواء في الهند او في افريقيا او غيرها من البلدان بل ان لغات بعض البلدان تختلف من منطقة لاخرى وهذا ما جعلني اتقن لغات كثيرة جدا منها الهندية والسواحلية والصومالية واذكر كلمة «جامبو» تعني كيف حالك بالافريقية وبعد رحلة عمل طويلة كان نصيب النوخذة «4» حصص بما يعادل «4» او «5» آلاف روبية في الوقت الذي كان البيت بخس الثمن بالنسبة لليوم اي ما يعادل «20» الف روبية.



زوجة في كل بلد
< حدثني عن زواجك؟
- كنت في كل بلد اذهب اليه اتزوج واحدة زواجا شرعيا لدرجة انني لا اتذكر كم عددهن ولا حتى اسماؤهن من طول المدة الزمنية التي مضت اما زواجي في الكويت فكانت لي زوجة واحدة على ذمتي حيث تدير البيت في غيابي وتحمل هم الاولاد ومأكلهم ومشربهم ورعايتهم الصحية والدراسة والتعليم طيلة فترة غيابي، لذلك كانت وبحق هي نصف الاسرة والمجتمع، وعندما اسافر كنت اترك لزوجتي ما يعادل «50 – 60» روبية اضافة الى كل مستلزمات البيت المعيشية من سكر ودقيق وعيش ودهن، ولم يرزقني الله إلا بابني ماجد وابنتي عائشة ولي 6 أحفاد.

اكتب الشعر
< كيف كانت حياتكم على سطح المركب... وهل كان لديكم وقت فراغ؟
- العيش على ظهر السفينة ممتع مختلف تماماً عن المجتمع البري فان مات احدنا على ظهر السفينة كنا نغسله ونكفنه وننزل في اقرب بلد لنا حيث ندفنه بعد اخذ موافقة المسؤولين ونرسل البرقيات لاهله لنعلمهم بالوفاة ونعزيهم، كانت قوة فريق عمل السفينة مكون من «37» شخصاً كان منهم «3» افراد لتحريك الدفة ويسمون السكونية وكان في مقدمة البوم المجدمي، اما انا فكنت الربان ويساعدني نوخذة الشراع واوزع الادوار على الاشخاص وكل يلتزم بما يطلب منه، فالتعاون مطلوب وبدونه لن تصل السفينة لبر الأمان في البحر وفي وقت الفراغ كنت اشغل نفسي بالشعر فأكتبه فأنا محب وعاشق له واليوم لا اتمنى شيئاً قط سوى الصحة والعافية لكي استطيع الذهاب للمسجد.


حبيب لا عدو

< بعد تجربة طويلة عرفت فيها البحر عن قرب.. ماذا تعلمت منه وماذا اخذ منك... وهل البحر عدو أم حبيب؟
- بعد رحلة عمل شاقة دامت «50» عاما تنقلت فيها من بلد لآخر وبعت وشريت تعلمت وعلمت استطيع ان اقول انني شبعت من البحر وانه هو الموت والقهر والغثة والصبر لفراق الاهل وهذا ما علمني اياه وهو في نفس الوقت الحبيب لا العدو لانه نقلني من مكان لآخر ومصدر رزقي وعلمني وأراني أشياء عديدة لم أكن لآرها لولاه وهذا في حد ذاته سعادة.


< لو عاد بك الزمن الى الوراء هل كنت ستختار البحر مهنة؟
- لو عاد بي الزمن لم اكن لاختار العمل في البحر بل اظل في الكويت مع اهلي واعمل في اي مجال آخر مثلما كان يفعل غيري في الاعمال الحرة مثل بسيطي التعليم الذين كانوا يمتهنون الحرف العديدة ويظل بالكويت ولا يركب البحر، فمنهم من يعمل في نقل الاخشاب والمياه ونقل الاغراض على ظهورهم او على ظهر الدواب كالحمير والحصن والجمال لقد كان مجتمع الزمن الماضي مجتمعا متحابا فيما بينه الكبير يحنو على الصغير والصغير يحترم ويوقر الكبير والحياة بشكل عام كانت جميلة.


< من خلال رحلاتك للبلاد المختلفة هل احتفظت بتذكار من كل بلد زرته؟
- رغم كثرة اسفارنا وتنقلنا بين البلدان لم نكن نحرص على اقتناء التذكارات من البلدان المختلفة فقط كنت اشتري اشياء بسيطة جدا لا تتعدى مستلزمات البيت الاساسية فالرفاهية كانت حلما بعيد المنال في ظل ظروف صعبة.



شكراً لمحاكاتي

< كيف تقضي يومك الآن.. وهل تتواصل مع الاصدقاء؟
- لقد زرعت كصدقة جارية والحمد لله «150» نخلة بلح حول مسجد القادسية الكبير الرئيس و«120» نخلة زرعتها حول مسجد شيخه الصقر وصديقي الوحيد الباقي على قيد الحياة هو الملا حمادة اطال الله بعمره وبعض من يعزوني من اهل المنطقة والاقارب الذين مازالوا متواصلين في زيارتي وانا مقعد وكفيف لا اغادر غرفتي وعمري الحقيقي اكثر من «90» عاما وبالنهاية احب ان اشكركم كل الشكر لتقديركم لي ومحاكاتي عن ماضي وذكريات لاتزال في صدر تاريخ الكويت البحري.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13-12-2010, 01:23 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي

الفلكي السعدون ينتهي من إعداد ونشر مرشد ورزنامة النوخذة محمد المرزوق
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-10-2017, 11:36 AM
فهد القصيم الاول فهد القصيم الاول غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 319
افتراضي

أه يازمن ,,فعلا نقلنا النوخذه الى عالم أخر من الكفاح والمعالي ,,الله المستعان ,,
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العم براك خالد المرزوق في ذمة الله PAC3 الشخصيات الكويتية 6 26-04-2021 03:01 PM
عبدالرزاق محمد صالح إبراهيم العدساني - عالم اليوم AHMAD مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 5 01-10-2017 11:26 AM
الباحث محمد غريب حاتم- عالم اليوم AHMAD مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 10 29-04-2011 01:29 AM
الشيخ أحمد الغنام - عالم اليوم AHMAD مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 5 30-04-2010 01:47 PM
العم لافي فهد اللافي - عالم اليوم للحق رجاله مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 3 04-02-2010 10:24 PM


الساعة الآن 04:29 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت