حوار: هالة عمران : جريدة عالم اليوم
منذ صغره بالخط والرسم وبرع فيهما، لكن شغفه بالتاريخ كان أكثر وبخاصة تاريخ عائلة الصباح، فكان يبحث ويدقق ويحلل ويجمع المعلومات من كتب التاريخ ومن كبار السن من العائلة حتى أصبحت لديه حصيلة عظيمة من المعلومات القيمة الموثقة، راودته فكرة تسلطت على ذهنه سنوات طويلة وهي إصدار خريطة لشجرة العائلة لتكون مرجعا لمن أراد أي معلومات عن أنساب هذه العائلة الكريمة، وظلت الفكرة تتبلور حتى برزت إلى الوجود أول شجرة كاملة لعائلة الصباح في عام 1978، ورغم هذا الإنجاز إلا أنه لم يكتف بذلك بل ظل يتابع ويسجل حتى أصدر الشجرة الثانية عام 1988 فكان إصدارا جامعا منذ الشيخ صباح الأول وحتى أصغر طفل في العائلة، هو من مواليد حي المرقاب، درس المرحلة الابتدائية في مدرسة المرقاب، ثم المتوسطة في مدرستي صلاح الدين وعمر بن العاص ثم الثانوية التجارية بعدها واصل دراسته الجامعية بجامعة القاهرة، عمل موظفا في وزارة التجارة وتدرج في الوظيفة حتى ترقى إلى رئيس قسم المخازن في الوزارة طموحه لا يقف عند حد، يحب الأغاني القديمة، ونداؤه العاجل يوجه لجميع المسلمين بالعالم، يتميز أسلوبه بالبساطة، ويتعامل بوجه واحد، هوايته الرسم وصيد البر والبحر، ويستمتع بالسفر مع الأصدقاء والأهل.. كل هذا تعرفنا عليه من خلال حوارنا مع أول من أصدر شجرة لعائلة الصباح، الشيخ نايف أحمد عبدالله المالك الصباح ولكن من الوجه الآخر.
سيدي صاحب السمو
< بماذا.. تحب أن نبدأ اللقاء..؟
- بداية أود توجيه الشكر لسيدي صاحب السمو الأميري الشيخ صباح الأحمد الصباح، وندعو له بوافر
الصحة والعافية وطول العمر، كذلك سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وعميد الأسرة الشيخ سالم العلي الصباح شفاه الله وعافاه ورده إلى الكويت سالما مُعافى، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح وجميع أفراد الأسرة والشعب الكويتي.
< حدثنا عن تاريخ الأسرة وكيف جاءت فكرة شجرة العائلة وكم استغرق إنجازها وهل أنت ماض في ذلك وكيف؟
- فكرة شجرة الأسرة كاملة بدأت لديّ منذ بداية السبعينيات، وقد لاحظت أن كل من ساروا في هذا المنحى عملوا شجرة فرعية، فصباح الأول رزق بخمسة أولاد، ومن العائلة من تناول فقط سلالة الأسرة الحاكمة، فيما إخوانه غير موجودين، أي فقط يتناولون بالدراسة الحُكام فقط، كانت الفكرة التي راودتني أن أجمع الأسرة كلها في شجرة واحدة من مؤرخ الكويت المرحوم الشيخ عبدالعزيز الرشيد في عهد الشيخ أحمد الجابر رحمه الله، وكان المرحوم الرشيد قد أصدر كتابا عن تاريخ الكويت سنة 1926، ومن هذا الكتاب اقتبست أبناء الشيخ صباح الأول وهم خمسة الأكبر منهم سلمان ثم محمد ومبارك ومالك وأخيرا عبدالله والذي منه تسلسل الحكام، بدأت العمل في هذا المشروع، وقد استعملت الوسائل البدائية مثل المقابلات والتليفونات، واستمر العمل لنحو 6-7 سنوات بجهد شخصي، وكلما اكتشفت خطأ أحرق كل عملي وأبدأ من البداية، وأخيرا خرجت الشجرة خاصة بالذكور ولم تكن الإناث مدرجة بالشجرة في أول عهد المرحوم الشيخ جابر الأحمد عام 1978 فأهديته الشجرة، وقبل أن أهديها للديوان الأميري الذي كان يترأسه آنذاك العم الشيخ خالد الأحمد الجابر الصباح، فدرسوها من كل جوانبها وبعد تأكدهم من اكتمالها، ومن ثم تقابلت مع الأمير، وجمعت العائلة لكي يتعارفوا على بعضهم من خلال تسلسل العائلة الذي وضح حاليا في الشجرة، بعد عشر سنوات أصدرت الشجرة، وقد لاقت ردود فعل قوية، وبدأت الناس تتحدث عن الشجرة وفروعها، وتساءلوا عن كل تفاصيلها وفي عام 1988 أصدرت شجرة أيضا مدرج فيها الذكور، انتشرت الشجرة، وبدأت الناس تسألني لماذا لا أدرج الإناث بالشجرة، وكان مرجعي في ذلك الأسرة أي الديوان الأميري، والذي إذا وافق على شيء لا أتردد فيه، فأصدر رحمة الله عليه الشيخ جابر الأحمد في بداية 2005 أمرا ساميا بأنه يريد أن تشتمل الشجرة على الذكور والإناث، ومن ثم اتصل بي المسؤولون بالديوان الأميري، وأخبروني بالأمر السامي، وبذلك يعد الشيخ جابر رحمه الله هو من حولها إلى ذكور وإناث، بذلت كل الجهد، وطلبت من الديوان الأميري في عهد العم الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح رئيس الديوان تعجيلا لإعداد الشجرة، كتابا للهيئة العامة للمعلومات المدنية لأخذ الأسماء بسرعة وتسهيل هذه المهمة، وتم إرسال الكتاب إلى الهيئة، حتى خرجت الشجرة بصورة متكاملة مدرج بها كل الإناث والذكور.
سأكمل المسيرة
< أرخت شجرة العائلة.. هل مازلت متابعا لهذا التأريخ.. وهل لديك إحصائية بعددهم؟
- نعم وكل من يُولد أتابعه وأكمل المسيرة، لكن لا أضمه للشجرة بل أحفظه لدي وكل عشر سنوات أجمعهم وأضمهم للشجرة، وقمت بعمل إحصائية وجدولة بشكل تفصيلي لشجرة العائلة.
< ما الصعوبات التي واجهتك في تأريخ الشجرة؟
- كبداية كانت الصعوبة امر طبيعي فكان البعض لا يود «ولا نريد ذكر هذا الشيء» فبعض من تزوج من اثنتين كان ابناؤه لا يودون القول ان والدهم لديه ابناء آخرون، فكنت اسأل فيقال لي مثلاً «اربعة اخوة» وبعد ان ادونها في الشجرة، اكتشف ان لهم اخوة آخرين من ابيهم، وهنا كانت الصعوبة أما الآن عن طريق الكمبيوتر كل شيء أصبح سهلا.
< هل انت أول من جمع العائلة في شجرة واحدة.. وهل اطلع عليها سمو الامير الشيخ صباح؟
- نعم انا اول من جمع شجرة العائلة كاملة بجميع فروعها فقد كانت موجودة من قبل ولكنها كانت مختصة فقط بسلالة الأسرة الحاكمة دون باقي ابناء الأسرة. وقد قابلت سمو الأمير وعرضتها عليه، كذلك سمو ولي العهد الشيخ نواف وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الاحمد الجابر الصباح والشيخ ناصر صباح الاحمد رئيس الديوان الاميري، وقد لاقت الفكرة استحسانا من الجميع والحمد لله.
< هل من فارق بين نشأتك كشيخ ونشأة زملائك؟
- ليس لدينا فارق بين العائلة وبين باقي افراد العوائل الآخرى، فكلنا اسرة واحدة نتزاور معا دون تميز، وقد ورثنا ذلك من اجدادنا حيث كان الامير يجلس مع باقي الشعب في المقاهي والبيوت. واذكر من العوائل التي سكنت في فريجنا بالمرقاب عائلة السيف، الصقر، المنيف، الربيعة، بن هشام، العيدي، المريخي، الخليل، وكان منزل جدي الشيخ علي المالك الصباح قبل المرقاب في فريج الزهاميل- قرب المطبه، وكان يتردد على منزل جدي الشيخ علي وقت الربيع في أبوحليفة المرحومة العمة حجية «مريم» والمرحومة العمة الشيخة لولوة كذلك العمة الشيخة عائشة السلمان وكانت صلة القرابة من والدته قريبة بينهم وهي هيا بنت صباح الثاني.
< حدثنا عن والدك.. وكيف نشأت في ظله؟
- والدي هو الشيخ احمد العبدالله العلي المالك الحمود المحمد السلمان الصباح نشأت في عطفه وحنانه علينا، وكان يسهل لنا كل الصعوبات ووفر لنا جميع متطلبات الحياة. ترعرعنا في حياته وسعد برؤيتنا متزوجين ومنجبين. ووالدتي رحمها الله هي الشيخة منيرة سالم دعيج حمود محمد السلمان الصباح الاول كانت عطوفة وحنونة على جميع ابناء الاسرة، فقلبها الرحيم جعلها تحب خدمة الناس وكانت لديها استطاعة لحل المشكلات التي قد تصادف احدا من الاسرة، وعرفت بكل الصفات الطيبة، وجدها هو حجي دعيج الذي انجب ابنا واحدا هو سالم الذي انجب ابنتين هما والدتي منيرة وخالتي شيخة فانقطعت الذرية من جانب الأب فليس لي خيلان.
< ماذا عن اخوانك؟
- أخي الكبير اطال الله عمره هو الشيخ بدر الاحمد العبد الله العلي المالك الحمود المحمد السلمان الصباح، ثم اختي فاطمة الاحمد ثم خزنة الاحمد وانا الرابع ومن بعدي يوسف وعادل ودعيج واخيراً عدنان. كلنا متزوجون وكل مستقر في بيته.
شغوف بالخط والرسم
< حدثنا عن طفولتك ودراستك؟
- منذ طفولتي كنت شغوفا بالخط والرسم وقد برعت فيهما لكن حبي للتاريخ وبخاصة تاريخ عائلة الصباح بالذات كان اكثر، كنت هادئ الطباع، مطيعا لوالدي، ولاصدقائي، درست في مدرسة المرقاب الابتدائية حيث كان بيتنا هناك، وقد اسماني والد جدي «علي» باسمي نسبة الى قصر نايف الذي ليس فيه احد اسمه نايف فكلمة نايف تعني شيخ المنطقة «المكان المرتفع» أو عالي على المنطقة، حيث كان هذا القصر يشرف على منطقة المرقاب، وكان جدي «علي» دائم الجلوس مع المرحوم الشيخ عبدالله الاحمد الجابر الصباح في ذاك القصر. وبعد مدرسة المرقاب انتقلت الى مدرسة عمرو بن العاص ثم الثانوية التجارية ثم ذهبت للقاهرة حيث درست في جامعتها التجارة وإدارة الاعمال، ولم اكمل دراستي وعدت الى الكويت وتزوجت وعملت كرئيس قسم في وزارة التجارة، ثم حولت الى شركتنا الخاصة وتقاعدت.
أمير أبو حليفة
< حدثنا عن صداقاتك بمراحل عمرك المختلفة.. وما ذكرياتك مع الاصدقاء؟
- اصدقائي من خارج وداخل الاسرة، مثل ابن عمي الشيخ مشعل الحمود العلي المالك الصباح حيث نخرج دوما معاً، وقد كان اهله في منطقة أبوحليفة فقد كان جدي «علي» امير ابوحليفة ومن بعده ابنه المرحوم الشيخ حمود العلي المالك الصباح الذي تولى امارة منطقة أبوحليفة، ونحن بالديرة نتزاور ونتبادل الزيارات في الاجازات والعطل، وتجمعني بابن عمي عبد اللطيف السفرات خاصة في وقت الشباب، كذلك صديقي الشيخ سعود المبارك المالك منذ الطفولة. فنحن كأسرة آل الصباح ليس بيننا تفاوت أو تكابر على الآخرين فجميعنا أسرة واحدة نعمل ونخرج الى البر، نخدم بعضنا البعض وهو شيء يميزنا، كذلك تداخلت أسرة الصباح مع ابناء الأسر الأخرى في الكويت بالزواج فأخذنا واعطينا جميع أسر وعائلات الكويت في ترادف اشبه بالعرف.
تاريخ الكويت
< كيف كونت ثقافتك؟
- من الرسم بالألوان الزيتية والمائية والقلم الفحم، وأخط خطوط النسخ والرقعة والديواني والكوفي، فأميل إلى الفن، ويسهل على الرسام نقل الخط، فكان الخط والرسم أحد دوافعي القوية تجاه عمل الشجرة، خاصة انني إذا احببت شيئاً واستهواني عمله فإنني لا اتردد في انجازه بالتصميم والإصرار.
وقراءاتي انصبت ومنصبة في تاريخ الكويت، اجدادنا وحكامنا، فبعد نهاية الشجرة وضعت المراجع التي اعتمدت عليها، وكتاب «تاريخ الكويت» الذي وثقه الشيخ عبدالعزيز الرشيد في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح سنة 1926 وحصر ورثة الشيخ جابر عبدالله آل الصباح لجميع أسماء العائلة.
< ما ذكرياتك عن القاهرة؟
- درست التجارة في فرع جامعة حلوان، كان ذلك سنة 1975-1976، كانت الحياة جميلة شبابية خالية من تحمل المسؤولية، كنا نخرج في رحلات صيد الغزلان في وادي النطرون بمحافظة البحيرة، والطريق الصحراوي، وكان معي بنفس الشقة ابن عمي الشيخ فيصل المالك وكيل وزارة الإعلام والذي كان يدرس في جامعة القاهرة، وكذلك صديقي عدنان عيسى المطر في ذات الشقة، كانت القاهرة في ذات الوقت في قمة جمالها، واسعارها رخيصة ولم تكن بالزحام الموجود الآن.
< ماذا تعني لك الثروة..؟
- الثروة، هبة من رب العالمين، ومن أعطاه الله هذه الهبة فعليه أن يشكر الله عليها ويستغلها في الطريق الصحيح ويساعد الآخرين.
< كيف ترى الكويت سابقا وحاضراً؟
- أهل الكويت لم يتغيروا حالياً عن الماضي، فقد عاشوا في ظل الحياة البسيطة حين كان الماء العذب يأتي إلينا من فيلكا والعراق، ثم بعد ذلك حفروا آبار الشامية وغيرها، وكانوا متعاونين على الحياة، لكن المدنية ومشاغلها ابعدت الناس عن بعضهم وأحدثت ثغرة حياتية، لكن يظل أهل الكويت عطوفين ومتراحمين وعندما جاءت الثروة ساعدوا بها الغير واستضافوا كل جاليات العالم، فالكويت كانت وستبقى بأهلها الطيبين.
< من الشخص الذي تتمنى أن تكون مكانه؟
- والدي الذي علمنا وربانا وعرفنا احترام الناس المتبادل، فهو قدوة يذكر بالخير والطيبة.
< كيف تزوجت؟
- زوجتي هي الشيخة نجاة بنت عمي خالد عبدالله العلي المالك الصباح، اخترتها بإرادتي، فلما عقدت النية للزواج سألت والدتي عن من هن في سن الزواج فقالت لي عنهن فاخترتها وكان النصيب، وهي بالنسبة لي الساعد الأيمن في كل شيء، فقد عشنا بعد الزواج في بيت والدي في شقة مستقلة في بداية الحياة الزوجية، فقد كانت العادات ان يظل الابن وزوجته في بيت الأهل إلى أن يستقر ويقف على أرض ثابتة كمساعدة من الأهل.
< من أبناؤك؟
- أبنائي الأكبر صباح ثم جابر، أحمد وأخيرا منيرة، فصباح سمي على اسم العائلة، وجابر على اسم الشيخ المرحوم جابر الأحمد، أما أحمد على اسم والدي، ومنيرة على اسم والدتي.
< مميزاتك الشخصية؟
- هادئ الطباع، أحسن للآخرين، أهدئ من الأمور، وأصلح بين الناس.
< ماذا عن السفر بحياتك؟
- السفر متعة، وأحبه لفوائده، ودائماً اذهب إلى ألمانيا حيث لي بيت هناك وبيت خارج لندن، وباقي الدول لا أذهب إليها للمصيف ولكن كزيارة فقط، فكل عام استقطع منه ثلاثة أشهر صيفاً أقضيها بين ألمانيا ولندن مع العائلة كذلك أحب البحر والسفر إلى المملكة العربية السعودية، وأذهب لجمهورية التشيك من أجل الرياضة لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
صيد البحر والبر
< حدثنا عن هواياتك؟
- أهوى صيد البحر والبر «القناص» في وادي النطرون بمصر وغيرها، ومن أطرف المواقف التي كانت تصادفني هي عندما يضيع أحد رفقائي نظل نبحث عنه لأكثر من ست ساعات وإذا حل الليل نطلق طلقات مضيئة ليعرف مكاننا، كذلك من الأشياء التي لا تنسى، تعاوننا معا في الطبخ فكلنا خادم ومخدوم.
< هل غيرك الزمن بمعنى هل اختلفت شخصيتك وسلوكك بين الحاضر والماضي؟
- لم يغيرني الزمن ولو قدر «أنمله»، فسلوكي مازال كما هو في السابق وكذلك أصدقائي منذ كنا بالطفولة وحتى اليوم ومازالت طباعنا سواء ابن الأسرة أو اصدقاؤنا من الأسر الأخرى، فالصديق صديق، ونحن أهل الكويت نلبي كل دعوة تقدم لنا، كذلك العزاء فالصباح والأسر الأخرى ليس بينهم فوارق.
< من الشخص الذي أحزنك فراقه؟
- حزنت على كل حكامنا الراحلين، وكذلك والدي ووالدتي وجدي، ويحزنني وفاة شاب عمره «17 أو 20» سنة إثر حادث سيارة او سيكل، نتيجة اللامبالاة.
جيل الوسط
< ما رأيك في جيل اليوم من الشباب؟
- شبابنا يدفعون ثمن الماديات الطاغية. فجيلي هو جيل الوسط، لم نكن مرفهين او مطحونين، ومن قبلنا كدّ وتعب فحتى الكهرباء لم تكن موجودة، وأعتبر نفسي من الجيل المحظوظ لأني رأيت ذاك الزمن وعشت الزمن الحالي لذا على أولادنا ان يحمدوا الله على هذه النعمة ويحافظوا عليها.
لقد ولدت بعد النفط وشاهدت الافلام التصويرية عن الحياة قبل النفط والتي كانت بسيطة الكل يعتمد على نفسه، أما الان الامر اختلف لذا وجب علينا ان نشكر الله على النعم.
< هل يختلف الشيخ نايف في بيته عن خارجه؟
- نفس الطباع، لكن خارج البيت احافظ على الرسميات اذا تطلب الامر.
حكومة ما قبل النفط
< حدثنا عن امراء الكويت الذين عاصرتهم..؟
- عاصرت أربعة حكام فقد ولدت في عهد الشيخ عبدالله السالم، ثم أخيه الشيخ صباح السالم، ومن ثم الشيخ جابر الأحمد، والآن سمو الأمير اطال الله بعمره، وأفضل حكومة أتت الكويت هي حكومة ما بعد النفط، فعندما جاء الخير ثم تثمين البيوت وكان الشيخ المرحوم عبدالله السالم عطاؤه للكل حيث تم ابدال كل شخص صاحب بيت ولو كان صغيراً بثمن يسمح له بشراء بيت كبير جداً في المناطق الجديدة.
< الديوانية ماذا تمثل لجيل الرعيل الأول.. ودورها؟
- الديوان سابقاً وحالياً للثقافة ومجالسة المثقفين، وللديوان رجاله ورواده، فيه وقت للتسلية والترفيه، ونظرا لمشاغل الناس اصبحت الناس تفتح الديوان امام الرواد مرة واحدة بالاسبوع، على عكس الماضي الذي كان يفتح الديوان يومياً، لمناقشة الاحداث الجارية. فمثلا الان الحديث يدور حول ضرورة تقديم المساعدات للاخوة في غزة والوقوف معهم في محنتهم.
< هل تتذكر الغزو الصدامي الغاشم على الكويت.. أين كنت وقتها؟
- كنت في النمسا، وقد سمعت الخبر فجراً عن طريق الراديو فاتصلت بالكويت فوجدت ان الامر صحيح
وسعى اخي الاكبر لاخراج والدي ووالدتي واخواني الى المملكة العربية السعودية، وبالفعل توجهوا الى
هناك حيث التقيتهم هناك، فقد كان الضوء عليهم ومستهدفون من الغزاة، فكان همنا ان كل من هو في دائرة الضوء من الاسرة او الاسر الاخرى ان يخرج، والحمد لله عادت لنا الكويت.
< لمن ستوجه نداءك العاجل..؟
- الى جميع المسلمين، ان يساعدوا الاخوة الفلسطينيين في غزة ولو بدينار او درهم او ريال او جنيه.
< من فنانك المفضل؟
- الاغاني القديمة من اخواننا العرب فريد الاطرش، عبدالحليم، ام كلثوم، اسمهان اما في الكويت المرحوم عوض دوخي، عبدالله فضالة، عبداللطيف الكويتي، حمد خليفة.
< كيف تقضي يومك؟
- اذا كنت موجودا داخل الكويت، استيقظ نشيطاً الساعة السادسة صباحاً، اخرج للمشي ثم اذهب للسوق، وأمر على اصدقائي في سوق العقار، وأعود ظهراً للغداء مع أم صباح وأولادي. وصيفا انام لساعتين، اما بالشتاء لا انام نهاراً، بعد ذلك اقرأ في كتب التاريخ الخاصة بالاسرة.
وعقب صلاة المغرب اذهب للديوانية مع الاصدقاء، وبنهاية الاسبوع اذهب الى مزرعتي بجوار الفنطاس في العطلة الاسبوعية مع العائلة.
< وفي الختام
- شكر خاص لـ «عالم اليوم»، وأتمنى طول العمر لسيدي صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد وولي عهده وجميع اعمامنا، وأتمنى الرقي والتقدم للكويت والأمة العربية في جميع المجالات وان تنعم الامة الاسلامية بالهدوء والتوحد والعمل، فلدينا الزراعة والانهار والبترول وما ينقص العرب ليكونوا قوة هو فقط العودة لكتاب الله، وعلينا ان نصنع لأنفسنا كيانا بين البشر بالاعتماد على أنفسنا.
أقوال متضاربة
< متى تأسست الكويت؟
- هناك اقوال متضاربة في السنة التي هبط ارضها آل الصباح وآل خليفة فقبل «500» سنة حضر آل
الصباح إلى هذه البقعة في أيام عبدالله الصباح الثاني سنة 1289 ويصرح الشيخ مبارك في إحدى رسائله لبعض ولاة البصرة انها تأسست عام «1022» ويقول البعض بل كلمة «طغى الماء» هو تاريخها أي سنة 1083 وآخرون يقولون تأسست 1100 أما العلامة المحقق الشيخ ابراهيم بن شيخ محمد الخليفة شيخ الاداء في البحرين فيرى ان تأسيسها 1125 وكل هذه الاقوال حدس وتخمين اقربها للصواب بمعرفتنا عدد الحكام الذين تولوا عليها من آل الصباح وأولهم توفي 1190 ولكننا مع هذا لانجزم بل ما رجحناه قضية لاتحتمل المناقشة ولا النقض ان الكويت كانت موجودة قبل 1135 اعتماداً على ما قاله الشيخ ابراهيم بن عيسى النجدي.
صباح الأول
< حدثنا عن صباح الأول وعن ذريته..؟
- انتخب الشيخ صباح الأول من مجموعة من الناس وقتها ليكون حاكماً لهذه البقعة وقد كان رجلاً شجاعاً ومحباً للجميع آخذاً بمبدأ التشاور مع من معه ولذلك وعلى هذا الاساس اختاروه ليكون أميراً لهم. وأبناؤه خمسة الاكبر هو سلمان جدي الكبير ومحمد الذي من سلالته الصباحين «صباح بن صباح» ومبارك والذي من ذريته عبدالله وعذبي وانقطعت سلالتهم حيث رزقوا في نهاية سلالتهم بفتيات دون اولاد ثم مالك الذي لم ينجب وتوفي وأخيراً الاصغر عبدالله وهو الحاكم بعد أبيه صباح الأول، ومن سلالته الأسرة الحاكمة.
جدنا سلمان كان لديه ابن اسمه محمد السلمان الذي كان لديه حمود ومحمد السلمان صباح الأول الذي انجب اربعة اولاد هم مالك وسلمان ودعيج وصباح وزوجته هي بزة بنت غانم وإلى ذريه مالك جذور جدي يعود أصلي فاسمي بالضبط «نايف احمد عبدالله علي مالك حمود محمد سلمان الصباح» وكان لدى جدي مالك تسعة ابناء هم:
«علي ووالدته هيا بنت صباح الثاني، واخوته من أبيه هم مبارك وفيصل وسعود وعبدالعزيز وفهد وفلاح وحمد وعقاب» وسلمان أخيه كان لديه اربعة اولاد هم: «محمود ويوسف وخالد وداود» واخيهم دعيج حمود محمد السلمان الصباح والذي كان يسمى «حجي» دعيج «وهو لقب يطلق على من يمكث من الحج إلى الحج الذي يليه في مكة أي حجتين متواصلتين وهو والد جدي لأمي حيث انجب دعيج ولداً وحيداً اسمه سالم الذي هو جدي لأمي وكان كذلك حجي دعيج زميل الشيخ المرحوم عبدالله السالم الصباح بالاسفار وصديق حميم له اما صباح فأنجب ثلاثة اولاد هم «محمد واحمد وحمود» وعلي المالك تزوج من شيخة الدبوس وانجب منها جدي عبدالله وأربعة آخرين «هم سالم ومحمد وخليفة وحمود» وانجب جدي عبدالله علي المالك والدي أحمد الذي تزوج بنت عمه منيرة سالم الدعيج السلمان الصباح، أما الشيخ جابر العيش حاكم الكويت «حيث كان كريماً فلقب بجابر العيش» فأنجب صباح ودعيج وتزوج دعيج الجابر من جدتنا اسما السلمان وانجب منها شيخة وحصة ولم ينجب اولاد، وتزوجت شيخة بنت اسما السلمان الشيخ مبارك الصباح «أسد الجزيرة» وانجب منها الشيخ المرحوم جابر المبارك وسالم المبارك ومن ذرية سالم المبارك خرج صباح السالم وعبدالله السالم ومن ذرية جابر المبارك خرج الشيخ صباح الاحمد اطال الله بعمره والمرحوم الشيخ جابر الاحمد وما نجده من هذا التسلسل ان جدة الجميع من ذرية سلمان وهي شيخة بنت اسما السلمان، ووالدها دعيج الجابر العبدالله الصباح.
ووالدة الشيخ صباح أميرنا من عائلة العيًّار الكريمة، ووالدة الشيخ جابر الاحمد رحمه الله هي الشيخة بيبي السالم وهي الوحيدة في العائلة التي ابوها وجدها وزوجها وإخوتها وأبناؤها امراء فصباح السالم وعبدالله السالم أخواها.