الاديب عبدالعزيز ياسين الغربللي 1925-1962
ولادته:
ولد المربي الفاضل عبدالعزيز سيد ياسين سيد هاشم الغربللي في الحي القبلي من مدينة الكويت في عام 1925م.
دراسته:
التحق وهو طفلاً بمدرسة الملا محمد صالح العجيري الخاصة بتربية الأطفال ثم انتقل الى المدرسة المباركية، وهنا بدأت تظهر عليه علامات التفوق والإبداع حيث يقول عنه صديقاه صالح العجيري وسليمان الجارالله (إن ما تلقاه من علم لم يكن كافياً لرجل تعلق قلبه بحب الأدب وسائر العلوم وإمتلئ عقله بأفكار وطموحات لا حد لها، فإنكب على القراءة والمطالعة لإشباع رغبته في الإستزاده بشتى أصناف المعرفة).
حياته العملية:
عندما بدأت مسيرة التعليم الحديثة، كان على الدولة أن تعتمد على أبناءها لسد حاجاتها من المدرسين فجاء إختياره رغم صغر سنه ليكون مدرساً في المدرسة القبلية، فقام بتدريس التاريخ والجغرافيا واللغة العربية حيث برع بتدريس الأخيرة كونه مولعاً بها، فيكون بذلك قد خدم التربية والتعليم بشكل مباشر ما بين التدريس وسكرتيراً في دائرة المعارف لمدة عشر سنوات، وبجانب إسهاماته التربوية عمل أيضا في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، ووزارة الشؤون الإجتماعية والعمل، والأعمال الحرة، ويعتبر المرحوم عبدالعزيز الغربللي من مؤسسين النادي الاهلي الرياضي. (نادي الكويت الرياضي)
نشاطاته الأدبية:
كانت له إسهاماته في نادي المعلمين الذي كان يشار إليه بأنه نادي النخبه من المتعلمين والمثقفين، فكان عنصر مميزاً، تميز بالفصاحة والخطابة فلا تخلوا مناسبة إلا ويكون خطيبها.
لم تقف عطاءاته عند ذلك، فقد كان كاتباً مميزاً نشر كثيراً من المقالات الأدبية عن التعليم وشئون وهموم المجتمع ومن لطائف بعد نظرته وإتساع افقه إنه كتب مرة يحذر من مخاطر إنتشار ظاهرة التصحر وعواقبها على الصحة العامة، وقد ضمن هذا المقال مطالبته للدولة بضرورة التعامل الجاد مع المشكلة من خلال معالجتها بإسلوب التخضير، لم تخلو مطبوعة أو صحيفة من مقالة له، فكان كاتباً مميزاً في مجلة كاظمة ومجلة الرائد ومجلة البعثة الصادرة عن بيت الكويت في القاهرة، و لم يكتف بذلك حيث وصلت مقالاته إلى القاهرة و بيروت لمطبوعات غير كويتية، فكتب في مجلة الكتّاب الصادرة عن دار المعارف في القاهرة معرفاً وواصفاً ومادحاً الشاعر الكبير فهد العسكر وكانت له كتابات متواصلة ومستمرة في مجلة الأديب اللبنانية حيث تنوعت كتاباته، ومنها مقالات يدافع بها عن عروبة فلسطين ومهاجماً الصهيونية معبراً عن الروح القومية للشعب الكويتي، وفي هذا الإطار يقول الشاعر والأديب الكبير يعقوب عبدالعزيز الرشيد، كان عبدالعزيز الغربللي من أوائل من نقل صوت الأدب الكويتي إلى الخارج.
وفاته:
في السنة الأخيرة مرض فانزوّى وابتعد عن الناس إلى أن توفاه البارئ عز وجل عام 1962م، وهو لم يتجاوز الأربعين من عمره.
قالوا عنه:
- صالح العجيري والشاعر سليمان الجارالله:
كان خطيباً مفهوماً وقارئاً نهماً ذو ثقافة واسعة أحبه كل من عرفه.
- الأديب عبدالله زكريا الانصاري:
كان خطيب عصره، حاضراً في كل منتدى، أستاذاً وكاتباً وأديباً، بعد الله له الفضل في إختياري مسئولاً لبيت الكويت في القاهرة.
- الأديب فاضل خلف:
عند الحديث عن تاريخ التعليم والأدب لابد من التوقف عند عبدالعزيز الغربللي لم أسمع حتى الآن من يجيد ويتقن اللغة العربية كعبدالعزيز الغربللي.
- أحمد العامر:
كان مميزاً في كل شيئ مرة قال لي الشاعر فهد العسكر لم أجد أفضل مما كتب عبدالعزيز الغربللي عني.
- الأديب يعقوب الرشيد:
برغم صغري كنت مولعاً بملازمته والإستماع إليه وقراءة ما كان يكتب من مقالات أدبية، وكنت أحضر له عدة مناسبات وكان يرتجل خطابه إرتجالاً وهذا ما دفعني إلى الإنكباب على القراءة، وكنت مصمماً على أن أكون كاتباً مثله، كان له الفضل في إسماع صوت الأدب الكويتي للخارج وهو يعتبر من رواد كويت الأربعينات.
- الأديب خالد سعود الزيد:
كان ملئ سمع الناس وبصرهم كان صوتاً يدوي في كل محفل وناد، كان كلمة حقيقية مسكوبة على صفحات الجرائد والمجلات، كان بسمة تملأ بعطرها صدور الواردين كان أستاذاً بارعاً حريصاً على ترسيخ مفردات اللغة العربية ومترادفاتها، كان شفوقاً علينا رفيقاً بنا رحيم القلب، حدثني الذين يعرفونه إنه ما رد صاحب مسألة يوم كان سكرتيراً للمعارف، يتفاعل مع طلاب الحاجات والوظائف كأنه صاحب الحاجة والطلب. أذكره فأشكره وأمسك قلبي من حزنِ عليه.
تكريم الدولة:
تم تغيير مسمى مدرسة الجليعة في منطقة قرطبة، إلى مدرسة عبدالعزيز ياسين الغربللي الإبتدائية للبنين تكريماً لعطاءاته وإسهاماته التربوية والأدبية.
المراجع:
- أدباء الكويت بين قرنين لخالد سعود الزيد.
- مربون من بلدي للدكتور عبدالمحسن الجارالله الخرافي.
- معجم أدباء وشعراء الكويت ليوسف السالم.
- رجال في تاريخ الكويت ليوسف أحمد الشهاب.
- الموسوعة الالكترونية لمسميات المدارس.
|