راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > تاريــــــخ الكـويت > جغرافية الكويت
 
 

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-09-2021, 01:45 AM
الصورة الرمزية classic
classic classic غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 236
افتراضي نظرة تاريخية : صور من ذاكرة تأسيس العقار - الأراضي -الوثائق -التثمين

وثائق الملكية



العم الأديب أحمد البشر الرومي رحمه الله أمام " صندوق خشبي " يضم مجموعة من الوثائق والرسائل القديمة

حدثني شخصياً وزير البلدية الأسبق الاستاذ فهد الشعلة

بقصة الحفاظ على ملف ( المستندات والوثائق العدسانية ) أوراق عتيقة مضى عليها قرون من الأزمنة المتعاقبة ، تعكس من جهة صورة أصحابها في حياتهم وماضي تاريخهم،

وتُشكِّل من جهة أخرى أهمية بالغة موروث إنساني لكل أمة؛ لِما تحمله من درر ومعلومات.

خصوصاً بعدما تعرضت دولة الكويت للغزو العراقي الذي حرق الأخضر واليابس

وأثناء ذلك الإجتياح الغاشم قدر الله تعالى وجود هذا " الكنز الدفين "

في عمارة احدى الشركات القديمة المتهالكة غضت الطرف عن أنظار السُراق واللصوص

بخلاف ماتعرضت له الوزارات والمتاحف من نهب الضباع المنظم .

وللوثائق دور كبير في حفظ التراث والنصوص والتاريخ والروايات، وفي العصر الحالي أصبحت الوثائق علماً يدرس، فالعلوم الوثائقية الأرشيفية تحتل اليوم مكانة رفيعة، فالوثائق

والمستندات لها دور كبير في عملية البحث التاريخي، فعندما يقوم الباحث والدارس بجمع مادته العلمية ومصادر بحثه ومن ضمن ذلك الوثائق ودراستها ومعرفة ما يرتبط بها مما يريد تحقيقه.
إن هذه الوثائق ، هي قطع نادرة ومهمة من التاريخ الوطني وما يتعلق بجوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية لا يجوز كتمها في أروقة المؤسسات والسجلات العقارية

وكم سُرقت المستندات المركونة في الأدراج وحرقت إما من الإحتلال والغزاة أو تُلتهم من الحرائق و الكوارث البيئية حتى ترتقبُ التلف والدفان المرصود إلى حياة البرزخ !!

كما سرقت مقتنيات وآثار متحف الكويت الوطني وإن ماسرق كان يحتوي على قطع أثرية من العصر البرونزي والهلليني والإسلامي

كان قد تم اكتشافه من حفريات جزيرة فيلكا

و لاسيما ماسُلبت مجموعة من السجاد والآثار واحدة من أبرز المجموعات في العالم وتحتوي على أكثر من 30 ألف قطعة مسروقة

ومن هنا يتجلى مسؤولية الأمانة والدور العلمي في إظهار ونشر الوثائق التاريخية حفاظاً على مصادر الإرث في تفاصيله فهي تسجيل مثبت للحدث وقت وقوعه، وتحفظ

أسماء شخصياته وتحميه من التغيير. وتزداد أهمية وقيمة الوثائق عند عرضها على كبار السن قبل إنقراض معاصريها

الرعيل الأول بمقام كنز معرفي و مدرسة مكثفة بحصيلة المعلومات للقراءة التحليلية والإستفادة من تفاصيل دقيقة وواضحة تزودنا

هذه الخبرات العريقة عن جوانب وأحداث متعددة وتوفير أسماء شخصياتها وأخبارها وأحداثها وجيرانها


تقول القاعدة الكلاسيكية التاريخية «لا تاريخ بدون وثائق»،

ولذا فإن المؤرخ والباحث لا يستغني عن الوثائق ودراستها والاستعانة بها في مصادر بحثه لكتابة وتدوين التاريخ بالشكل الصحيح والسليم .

نظرة عامة على أنواع الوثائق وطبيعة التاريخ الشفهي يمكن من خلاله الإجابة على هذا السؤال.

معظم الأدلة التاريخية تنبع من بقايا الورق ، الجلد ، الحجر ، وما إلى ذلك من العصور الأولى. لكن تظهر أدلة منطوقة رداً على أسئلة الباحث، أي العرف ـ وهي طريقة تكون مخاطرها

واضحة ومحددة كما أن ميزاتها تبدو حقيقية بذلك المستوي.

التاريخ الشفهي له دور تكميلي في التأريخ وهو مهم للأسباب التالية:

1. نوع غير عادي من الأدلة التاريخية. (رواية البشر)

2. يقدم مختلف المصادر التاريخية.

3. يقدم زوايا جديدة للتطورات والتفسير التاريخي

" تاريخ إستملاك الأراضي "

كان شراء وتملك الأراضي قديما ً يتم بعدة طرق منها الهبة : حيث يهب الحاكم أو أحد أفراد أُسرته الحاكمة مواطناً قطعة أرض كما كانت تتم عن طريق الشراء أو وضع اليد

ولكن بعد تأسيس البلدية أصبحت هي الجهة المسؤولة عن بيع وشراء الأراضي حيث لم يكن هناك قبل عام 1930 م جهة رسمية عن تحديد الصرف في الأراضي

وبعد تأسيس البلدية أصبح كل من يرغب بالشراء أن يتقدم إلى البلدية مُحدداً الأرض ثم يتم اتخاذ القرار

إما البيع أو بالرفض على ضوء توصية لجنة المجلس أو مدير البلدية .

أما بالنسبة لأوراق الهبة الصادرة من أحد أفراد الأسرة الحاكمة فقد اتخذ المجلس البلدي قراراً في يوليو 1947م ينصُ على أن كل مايرد إلى البلدية من أوراق أو رسائل

من الأسرة الحاكمة تتضمن تحديد أراض خارج المدينة تحال إلى الشيخ أحمد الجابر الصباح للبت فيها وقبل عام 1931م لم تكن وثائق التملك تكتب على أوراق رسمية

أو كان لها شكل محدود وكانت هذه الأوراق عرضة للتلف . وعليه تم تعيين قاض وكاتب ومسجل لوثائق التملك وذلك في ابريل عام1932 م

وفبل ذلك كانت وثائق التملك تصدر من القاضي عبدالله بن محمد العدساني عام 1850 م وجاء من بعده ابنه محمد بن عبدالله العدساني عام 1900م

حيث يقوم بكتابة الوثيقة وختمها بعد أن تتم عملية البيع والشراء أو إشهار شهود على البيعة وكانت وثائق العقار تسمى بالعدسانية

نسبة إلى عبدالله العدساني وابنه محمد العدساني

" أسعار العقار "


وكانت أسعار المنازل تتراوح مابين 100 روبية إلى 1000 روبية وذلك في منتصف عام 1935م

معلومة عقارية تاريخية

في شهر شوال من سنة 1309 هـ الموافق عام 1892 تمّ بيع عقار لعائلة الفهد النواخذة في منطقة شرق، المشتري خالد بن سليمان بن بدر القناعي بسعر 600 روبية وهو مبلغ ليس بالهيّن في ذلك الوقت. الشهود على هذا البيع، كما نُشر، كل من: الشيخ حمد بن صباح حاكم الكويت ويوسف بن صقر الفهد وأحمد بن علي الفهد ودعيج بن خليفة الفهد. كما ظهر في الوثيقة أن تصرفاً جرى عليها عام 1356 هــ، أي بعد هذه البيعة بـ 47 عاما.





تلوين وترميم (CLASSiC )

واجهة لأحد المنازل المبينة من الأسمنت في مدينة الكويت القديمة تظهر فيها الشبابيك المطلة على الشارع ومدخل البيت بما يشبه البلكون كما تظهر اللحية أو الجحا

بوضوح كحاجز لسطح المنزل وكذلك المرازيم لمياه الأمطار


الأراضي والبيوت

لم يكن المجتمع الكويتي إلى ماقبل الخمسينات من القرن الماضي يتمثل بالدرجة الأولى سوى مدينة صغيرة بيضاوية الشكل مطلة على شاطئ الخليج العربي

وكانت أحياء الكويت تزخر بالمساجد لتلاوة القرآن والأذكار وتأدية فرائض الصلاة

وكان من معالم مدينة الكويت قصر الحاكم المطل على شاطئ الخليج ( السيف ) وكان يعرف " بالسراي المباركية " وإلى القرب منه توجد دار للضيافة لإستقبال الغرباء

حيث كانوا يقيمون بها على الرحب والسعة فيقدم لهم الطعام ولجمالهم أو لخيولهم ( العليق )

ولم تكن الطرق معبدة بل كان أكثرها ضيقة وغير مستوية مرملة ومتربة .. يحذر العابر بين الفينة و الفينة جملاًَ ضخماً محملاً بالقش لإفساح المجال للعبور



مخطط للبيت قديماً

وعلى طول هذه الطرق امتدت مساكن الكويتيين المتلاصقة وهي في معظمها تتسم بالبساطة ورقة الحال

وأكثرها كان يتكون من طابق واحد وهي بالرغم من ذلك كانت تبدو عالية لإرتفاع جدرانها المبنية كحواجز على مدار السطح تتراوح مساحة المنزل مابين 120 متر إلى 190 متر

ويعد الثاني الراهي في المساحة .



صورة جديدة احدى بيوت الوجهاء على ساحل البحر ومن المحتمل بيت حاكم الكويت ( مبارك الكبير ) - بطاقة بريدية نادرة " أرشيف classic "

وكان بيت كبار الكويتيين وأثريائهم تشيد حول ساحتين مستقلة الواحدة منها عن الأخرى تخصص أحدهما بما تحتويه من غرف تطل عليها النساء

بحيث تشكل مايعرف باسم بيت الحريم في حين تخصص الساحة الثانية المطلة عليها كجناح للرجال وتعرف ( بالديوانية )



الهيكل الأساسي لمنزل من منازل الكويت القديمة مكون من دور أرضي وآخر علوي ومصنوع من مواد أولية مثل الطين أو صخور البحر

والجدير بالملاحضة أن الشبابيك تطل على الشارع في الدور العلوي ولاتوجد في الدور الأرضي نظراً لإطلالته على الشارع .

تاريخياً مرّ السوق العقاري بعدة مراحل لم تكن عقارات قبل الخمسينيات تُشكل أهمية كبيرة للسكان فقد كانت ملكية السفن الشراعية

والسيارات العاملة هي التي تجلب الربح ولم يكن يقبل على شراء الأراضي إلا عدد قليل جداً من المقتدرين ويرجع إلى عدم شراء الأراضي إلى غياب المردود الإقتصادي لها

فلم يكن هناك طلب على إيجار المنازل حيث لم يكن هناك وافدون والكل قنوع بما لديه .

وكان المواطن يفضل شراء الضروريات قبل أن يفكر شراء بشراء أراض غير مدرة بالرغم أن قيمة الأرض كانت عشرين روبية ورسم التسجيل روبيتين


إلا أن الشرط الأساسي أن يقوم الشاري بتسوير الأرض

وقامت البلدية في الأربعينات بحملة لتشجيع المواطنين على شراء الأراضي إلا أنها لم تجد أي ردود أفعال إيجابية

فما كان يهم الفرد الكويتي هو توفير مسكن له يستقر فيه بالقرب من جيرانه وفي الحي الذي يسكنه وكان كثير من المواطنين يجدون صعوبة في تقبل قرارات البلدية

قبل الخمسينيات بالانتقال إلى حي آخر لحاجة البلدية إلى منازلهم لتوسيع الطرق وقد كان المواطنون في الثلاثينات والأربعينات يحتجون على نزع الملكية بشتى الطرق

وعند اضطرارها إلى نزع ملكية و أخذ أجراء من العقارات يدفع لهم تعويض مقابل ما يؤخذ من العقار






مبنى دائرة البلدية فى ساحة الصفاة عام 1945

بلدية الكويت والمجلس البلدي

تأسست البلدية في عام 1930 بمبادرة من الشيخ يوسف بن عيسى القناعي بعد زيارته للبحرين واطلاعه على ما كانت تقدمه بلدية البحرين

إذ قام بطرح الفكرة على الشيخ أحمد الجابر الصباح الذي وافق عليها


وعلى أثرها أصدر قانون بلدية الكويت في 16 فبراير 1932م وكان مقرها في دكان مستأجر في السوق ثم انتقلت عام 1939 م إلى مقرها في ساحة الصفاة بمنطقة الصالحية

واقتصر عملها على منح تراخيص ومراقبة الأسوق وتنظيفها ومراقبة الأسعار ومنع الغش والإشراف على الجزارين وإصدار رخص المحلات وتنظيم المرور

ونظير تقديم هذه الخدمات كانت تتقاضى رسوماً لتغطية مصاريف لدعم ميزانية الدولة كما كانت تتقاضى رسوماً على محلات الدباغة والدلالين وكان إيراد البلدية يشكل جزءاً مهما

من إيرادات الدولة



بيت كويتي قديم

" التراخيص "


في عام 1940م أصدر المجلس البلدي قراراً يحتم على أي شخص يقوم ببناء طابق ثان أو أكثر أن يقوم بعرض التصميم على البلدية للحصول على موافقة عليه

كما وضعت نظاماً يحتم على من يقوم ببناء بيت أو رفع حائط أو تعمير أرض للحصول على ترخيص من البلدية تمنحه بعد الكشف على الأرض والتأكد من صلاحيتها للبناء

كانت معظم الرخص في الأربعينات هي طلبات إصلاح أو ترميم جدار .

وفي عام 1944م اشترطت البلدية ترخيص جميع مباني الكويت وفرضت غرامة قدرها 20 ألف روبية لمخالفات البناء والمباني دون ترخيص وحصرت أصدار تراخيص بالبلدية

وتطبيق قوانين البناء
تراخيص البناء : لم تكن المباني قديما مرخصة حتى عام 1944 حيث وضعت الحكومة غرامة وقدراها 20 روبية لكل من يحاول البناء من دون ترخيص حيث كانت أجور البناء في هذا العام حسب الأستاذ حيث أن اجر كبار الأستاذ آنذاك 10 روبيات وفي عام 1940 م ارتفعت اجو البناء في الكويت مما أدي اللي تذمر الأهالي فتقدم أعضاء المجلس البلدي باقتراح لمدير البلدية في تلك الفترة بالاجتماع مع الأستاذية لتجديد أجور البناء وتم التوصل للتالي :
• أستاذ درجة أولي 20 روبية.
• أستاذ درجة ثانية 15 روبية .
• أستاذ درجة ثالثة 12 روبية
• والحد الداني لأجور العامل هو 4 روبيات لليومية


استمر العمل بقانون البلدية الذي صدر عام 1930 م حتى عام 1954م حين أدخلت عليه تعديلات لتتوافق مع الأوضاع الجديدة للبلاد ولتتماشى مع الطفرة العمرانية

( الرسوم )

كان إيراد البلدية هو العصب الرئيسي لميزانية الدولة فقد كانت تقدم المعونات الإجتماعية وتقوم بأعمال النظافة والصحة العامة والخدمات الإقتصادية

والماء والكهرباء وتنظيم وسائل النقل كما كانت تقوم بالأمن ومراقبة السلوك العام بالإضافة إلى تنظيم العمل وإجازات المحلات العامة وتنظيم ملكية الأراضي

ونزعها وتنظيم الشوارع .



behbehani


وكانت إيرادات البلدية عام 1931م تعتمد على الرسوم من المقاهي والدكاكين والمطاحن ومعامل الطابوق والجص ورسوم القصابين ورسوم حفر المجاري

ورسوم السيارات والدلالين والضرائب على الخضروات ورسوم الكراجات والغرامات ورخص قيادة السيارة والعماير ورسوم السوق والبسطات ونسبة من دخل الجمارك

كما كانت تبيع الأراضي الزائدة بعد إصلاح الطرق هذا بالإضافة إلى الغرامات التي كان يقررها المجلس على المخالفات .

بالإضافة إلى الإكتتاب والهبات التي يكتتب بها البلدية وتأجير الأراضي أما مصاريف البلدية فكانت عبارة عن رواتب الموظفين وحرس الأسواق ونفقات إضائات الطرق

والأسواق وإصلاحات الطرق العامة وتعديل مجاري السيول

أما بالنسبة على الدكاكين فقد حددت البلدية عام 1932م الرسوم على كل دكان روبية وأربع أنات وذلك على الدكاكين والمخازن التي تقع ضمن نطاق السوق

واثنا عشر آنة على دكاكين الحلاقين والحدادين والنجارين وثمان أنات على دكاكين الطرق الرئيسية كما كانت البلدية تحدد رسوماً على دكاكين أوقاف المساجد


كما فرضت رسوماً على المقاهي والعماير ووضعت رسوماً على جميع الحرف والمهن والأطباء وماكينات الطحين ومكائن النامليت والمشروبات الغازية


ومعامل البقصم ومعامل الطابوق والجص ورسوم السيارات والكراجات وعلى البترول والدلالين



الأستاذية و"البنائون "



الحصير المستخدم في تغطية الاسقف

الأستاذية و"البنائون " : يرجع لهم الفضل رحمهم الله في بناء البيوت قديما ويسمي رئيس البنائون قديما بـ " الأستاذ " وهو ما يعرف بالمقاول في الوقت الحالي ويتجمع البنائون من الصباح الباكر عند بيت الأستاذ للعمل ويتم اختيارهم حسب حاجة العمل ومن الأدوات التي يستخدمها البنائون قديما :
1. الخيط
2.سيالي :مادة مثل القار تستخدم لدهان الجندل والباسجيل .
3. باري : حصير ويسمي " المنفور" من قصب يجلب من العراق ينحط فوق الجندل لتغطية اسقف البيوت قديما .
3. جدوم : فأس يستخدم للنجارة والقطع .
4.الهيب : قصيب مصنوع الحديد ثقيل الوزن يستخدم بتكسير الصخور .
5. الصخين . من ادوات البناء قديما تستخدم لتقليب المونة .
6.الماكري : " بتة" مالت الباب .
7. الملمص : حبل يستخدم لاخراج الدلو من الجليب ويسمي " العوقدة " .
8.الكمشة : " اداة تستخدم للمساح " الجمجة " .
9.البلد : يستخدم لضبط زواية البيت " العاير " .
10 دامر : مادة للحماية من الرطوبة تدهن بها اخشاب الجندل والباسجيل قبل السيالي .



أستاذة البناء قديما : يختلف الأستاذة قديما في تصنيفهم فمنهم أستاذ درجة أولي وثانية وثالثة وتعتمد شهرة الأستاذ قديما حسب المدرسة المتعلم منها ومن اشهر الاستاذية قديما كالتالي :
1. ناصر الفرحان رحمه الله وهو مدرسة تخرج على يديه الكثير من الأستاذية في حي المرقاب قديما .
2. عبدالله ناصر الفرحان رحمه الله .
3. فهد ناصر الفرحان رحمه الله .
4. سعد صالح الفرحان رحمه الله .
5. عبدالعزيز المقهوي رحمه الله وهو مدرسة تخرج على يديه الكثير من الأستاذية في الحي القبلي
6. عبدالعزيز العيسي رحمه الله .
7. صالح وفايز الذربان رحمهم الله .
8. راشد الرباح رحمه الله وهو مدرسة تخرج على يديه من الأستاذية في حي الوسط قديما .
9. خليفة الرباح رحمه الله .
10. عبدالله راشد الرباح رحمه الله .
11. فهد الرباح رحمه الله .
12. حوة الذي ظهر منهم كثير من أستاذية البناء قديما ومنهم المرحوم عبدالسلام البحوة رحمهم الله جميعاً
13. عبدالحي البناي .
14.محمد بن دحيم .
15. سليمان العمير. وغيرهم الكثير .


قري القصور والجهراء وجزيرة فيلكا لا يختلف البناء بها عن ما هو مدينة من طريقة البناء حيث هناك أيضا أستاذية بناء وهذا بعض ما حصلت على أسماءهم من احد كبار السن وهم على النحو التالي :
1. الغريبي - سعد الغانم في قرية ابوحليفة .
2. المياس- في قرية الفحيحيل .
  #2  
قديم 28-09-2021, 11:45 AM
الصورة الرمزية classic
classic classic غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 236
افتراضي

( التثمين )



الأمير عبدالله السالم والمواطن والطفرة


بأواخر الأربعينات وعندما ابتدأ المهندس الإنكليزي هاستد والذي يعتبر أول مدير بوزارة الأشغال والمفوض بتنظيم مدينة الكويت

فكان من إجراء التنظيم تثمين منازل الكويتيين وتعويضهم بمبالغ توازي قيمة منازلهم وعندما ابتدأت لجنة التثمين تطرق منازل المواطنين

لتثمينها فحصل ماحصل من معارضات المواطنين الذين لا يرحبون بنزع لمنازلهم ولا تعودوا على هذا الشيء ويعتبرونه كأنه اعتداء عليهم وعلى منازلهم التي عاشوا بها


وهذا ما حصل قديماً والأصح بمنتصف الأربعينات ذات التغييرات السريعة التي فاجأت مواطن الأمس الذي لم يعرف مستجدات المستقبل بعدما تدفق النفط


الذي غير معالم مدينة الكويت الهادئة وحولها إلى مدينة عصرية عندما تدفق الأجانب عليها من شتى أقطار المعمورة ومن دول الجوار الذين حولوا الكويت إلى مدينة مختلطة

فكل هذه الأعداد والأفواج من الأجانب والعرب فالكل منهم ساهم بمشاركته بجميع الأعمال التي هي شركة نفط k.o.c التي هي بحاجة لهؤلاء كعمال بشركة النفط

وأن أكثر هؤلاء العمال من شركة النفط الإنكليزي الإيرانية ومن بعد هذه الحركة التي لا يستطيع الكاتب أن يصفها خاصة بساحة الصفاة


عندما يكون يوم الجمعة وتأتي هذه الأفواج للسوق ومن كثرتهم ينفد البضاعة من المحلات من إقبال هؤلاء الأجانب على المشتروات الخاصة إن كان غذاء أو كساء أو كماليات

ومع هذا عندما يأتي المساء تأتي سيارات من نوع اللوري وتنقلهم من ساحة الصفاة وبوجهتهم إلى المقوع والبرقان لمواصلة عملهم

لكن هناك الأهم عندما دخلت سنة 1946 م حتى سنة 1954م فهي سنوات صعبة وأكثر من صعبة لأنها بها من التغيرات العجيبة والكثيرة التي أخافت مواطن الأمس

الذي لم ير مستجدات المستقبل كمثل اليوم ماعدا الذين أعطاهم الله عُمراً سديداً وعاصروا الماضي والحاضر

الخلاصة وبعهد الشيخ أحمد الجابر الصباح وعبدالله السالم الصباح دخل خزينة الكويت كم مليوناً من الروبيات التي هي فاتحة التغييرات بمدينة الكويت العاصمة

فكان أول التغيير توسعة شارع دسمان ( أحمد الجابر ) بالزفت وتوسعة الشارع الجديد ( عبدالله السالم ) وتم تبليطه ثم بناء مستشفى الأميري

وفتح بعض المدارس بداخل مدينة الكويت وبأوائل الخمسينات أتى حكم الشيخ عبدالله السالم الذي يعتبر زمانه أو عهده عهد تغييرات شاملة خاصة عندما

تضاعف مدخول الكويت من النفط الذي أخذت أمواله تفيض عن حاجة الكويت وأكثر .


هنا ابتدأت فكرة تنظيم مدينة الكويت وجعلها نموذجية بعهد الشيخ عبدالله السالم الذي استعان ببعض الخبراء والمهندسين الأجانب يتنظيم مدينة الكويت

المهم فأول مهندس إنجليزي أتى الكويت ( هستد ) أشرف على أول مؤسسة مرتبطة بالتنظيم ( اسمها الأشغال ) وكان أول إجراء إبتدأت به بتنظيم مدينة الكويت

عبر التصوير الجوي الذي ساعد المهندس على إجراء تخطيط المدينة ومن بعد كل هذا أتى مشروع تثمين منازل المواطنين


من هنا تكونت لجنة أعضاء البلدية للتثمين مكونة من 1- سليمان اللهيب 2- عبدالعزيز الراشد 3- عبدالعزيز الزاحم 4- سلميان خليفة الغانم

5- أحمد المواش 6- عبدالله الجوعان 7- محمد الموسى

فكانت تلك اللجنة المخولة من الحاكم لها حرية التقدير والتثمين لكل منزل كويتي مع العلم وكثيراً مايقول الشيخ أكرموا أهل الكويت

الذين عاشوا معنا على الحلو والمر .

-صرفت الدولة على التثمين مبلغ 600 مليون مابين 1952 إلى 1967م



لجنة التثمين أثناء أخذ القياسات لبيت " ورثة بن عاقول " في المرقاب

مشاهد من الواقع عندما أخذت اللجنة تطرق مدينة الكويت بذهاب وإياب فيوم بهذا الفريج في المرقاب وبعده في الشرق
وقد عاكس سير لجنة التثمين بعض المواطنين وتصدى للمثمنين على دخولهم منزله

الذي أصر بأن هذه اللجنة لايدخلون بيتي وكذلك الجار الآخر فهذا بيتي ولا أحب أبيعه أو تثيمنه بأي مبلغ .

فهذه المعارضة كثيراً ماحدثت من أكثر مواطن بمشادات مع اللجنة أخيراً بعد الإجرائات وعدم الفائدة هنا الشيخ عبدالله السالم عرف ماحدث من معارضة المواطنين

بتثمين منازلهم مثل عبدالرحمن الرومي رحمه الله ومجموعة فريجه الذين أصروا على عدم تثمين منازلهم

عمل الشيخ عبدالله السالم مع المعارضين فما كان منه غير أن دعاهم ماذا تريدون أن أعمل لكم فرد عبدالرحمن الرومي للشيخ نحن عشنا

بهذه المنازل مئات السنين وبصحبة جيرة حميدة مع جيراننا أهل شرق أو جبلة وكأننا عائلة واحدة بروابط الوصل والألفة فمع تلك المحاورة والمناظرة

بين الشيخ والمواطنين فكل هذه المحاورات والمناظرة مع الشيخ والمواطنين ومع جمع المهندسين ويرأسهم المهندس هستد سمع معارضة المواطنين

والذي اقترح على الأمير بأن تبنى لهم منازل شرقية غربية مكونة من حوش عربي وغرف ولواوين وديوانية على الشارع وتنظم تنظيما جيداً

ثم تعطى لهم بمبلغ زهيد فبعد ذلك أرسل الشيخ عبدالله السالم ومجموعته أن لا يعارضوا المثمنين اتركوهم يأخذوا إجرائات التثمين وأنا سوف

اعوضكم بمنازل داخل الكويت ترضيكم هنا المواطنين وافقوا على طلب الأمير الذي لبى طلبهم وخلال سنة بنيت تلك المنازل فكانت جاهزة

منها بالشرق المقوع ومنها بمطقة أم صده ومنها بمنطقة الشامية





أبناء الشعب يبابعون الرمز سمو الشيخ عبدالله السالم عند مبني الأمن العام في ساحة الصفاة في

25/فبراير عام 1950 الكويت في هذا اليوم دارت عجلة التنمية والتقدم والازدهار وتم توزيع الثروة الوطنية على أبناء الشعب من خلال استملاك البيوت والهبات

وفي ذلك الفترة وزعت بعض القسائم على بعض المواطنين الذين منازلهم في حي الوسط وكذلك المنطقة القبلية هذا جزء كبير من أهل جبلة ذهب لجهة الشويخ ب

ثم الوسط كان من نصيبه الشامية وأما أهل المرقاب فكان نصيبهم الفيحاء أو كيفان وكذلك أهل الشرق كان نصيبهم الدسمة

والشعب والدعية الرميثية

( أسعار الأراضي والعقارات في السابق )

1 - في عام 1967 كان سعر قسيمة مساحتها 1000م2 في ضاحية عبدالله السالم على شارع الرياض بحدود 7000 دينار، سعرها الحالي بحدود 1.8 مليون دينار.
2 - في الستينات سعر العمارة الاستثمارية في حولي أو السالمية بحدود 15 الف دينار للمساحة 750م2 أو 1000م2، سعرها الآن ابتداءً من 1.250 مليون فأكثر حسب الموقع.
3 - في الستينات كان سعر العمارة التجارية في شارع فهد السالم لا يزيد على 40 ألف دينار، ارتفع الآن سعرها إلى ما يقارب 4.5 ملايين فأكثر حسب الموقع.
4 - في منتصف الثمانينات كان سعر القسيمة السكنية في جنوب السرة 500م2 بحدود 15 ألفاً، أصبحت الآن إلى 350 ألف دينار.
5 - في منتصف الثمانينات كان سعر القسيمة السكنية في صباح الناصر في موقع مميز لا يزيد على 25 ألف دينار، تمّ بيع ارض بموقع مميز عام 2016 مساحتها 750م2 بمليون دينار.
6 - بداية التسعينات تم بيع قسيمة في كيفان 500م2 شارع واحد بـ 50 ألف دينار، سعرها الحالي بحدود 400 ألف دينار.
7 - في عام 2002 تم بيع عمارتين بالشعب البحري بمساحة 1000م2 و1200م2 على التوالي شارعين بطن وظهر بسعر 1.160 مليون دينار، سعرها الحالي يقارب الـ 3 ــــ 3.5 ملايين دينار.
8 - في عام 2002 تم بيع 4 قسائم بمساحة 4000م2 بالمهبولة بسعر 484 ألف دينار، سعرها الحالي بحدود 3 ملايين دينار.
9 - في عام 2005 تم بيع عمارة بالفروانية 500م2 بـ 535 ألف دينار، سعرها الحالي بحدود 800 ألف دينار.
10 - في عام 2006 تم بيع عمارة قديمة بالسالمية تقع على 3 شوارع المساحة 868م2 بسعر 525.5 ألف دينار، سعرها الحالي بحدود 1.7 مليون دينار.
11 - في عام 2007 تم بيع عمارة بالسالمية متوسطة العمر 750م2 بـ 820 ألف دينار، سعرها الحالي يقارب الـ 1.3 مليون دينار.
12 - في عام 2007 تم التنازل عن قسيمة بالشويخ الصناعية 500م2 زاوية مقابل مبلغ 600 ألف دينار، سعرها الحالي بـ 700 ألف دينار.
13 ــــ في عام 2009 (بعد حلول الأزمة المالية العالمية) كان سعر العمارة القديمة في السالمية بحدود 450 ألف دينار، العمارة نفسها سعرها اليوم بحدود 1.2 مليون دينار.
14 ــــ في عام 2002 تم بيع عمارة بالمباركية المساحة 185م2 بسعر 1.250 مليون دينار، سعرها الحالي يقارب الـ 2.5 مليون دينار.
الخلاصة: من خلال قراءة الأرقام السابقة تبين أن بداية الارتفاع الحالي باسعار العقار مقارنة مع فترة التسعينات كانت في 2001، 2002، 2003، والاسباب معروفة منها: عودة أموال ضخمة للمواطنين بعد حادثة برجي التجارة في أميركا (عام 2001) وارتفاع نسبة الأمان الاقتصادي بعد سقوط نظام صدام (عام 2003) وبداية تطبيق كوادر رواتب للموظفين مما ساعد على نمو كمية الاقتراض لدى الجهات التمويلية واخيراً ارتفاع استثمارات الشركات في تلك الفترة بالمضاربة في العقار السكني والاستثماري والتجاري لدرجة أن إحدى الشركات الضخمة كانت تشتري عقارات من دون تخطيط!! لذلك فإن دراسة هذه الأسباب وغيرها ستساعد على عودة أسعار العقار السكني والاستثماري والتجاري، الذي كان بمتناول قطاع كبير من المواطنين كما هو الوضع بالتسعينات. لاشك أن قانوني 8، 9 لعام 2008 عالج جزءا من مشكلة المضاربة بالسوق السكني، لمنع الشركات من التملك ومازال، لكن أجبرا الأفراد على تطوير عقاراتهم تفادياً لدفع رسوم الدولة المقررة، مما ساعد على ارتفاع بناء السكن الخاص (شقق) داخل المناطق السكنية لدرجة أن أكثر من 120 ــــ 150 قسيمة تم تطويرها خلال الـ 3 ــــ 4 سنوات الأخيرة داخل المناطق السكنية.


https://alqabas.com/article/408029 :إقرأ المزيد



https://youtu.be/oMdpv4ApvgM

برنامج مميز (مع المسؤولين) يستضيف الراحل عبدالعزيز العدساني رئيس المجلس البلدي السابق عبر قناة القرين
  #3  
قديم 04-10-2021, 05:05 PM
الصورة الرمزية classic
classic classic غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 236
افتراضي



كتاب " مُقدمة بن خلدون " من مكتبتي - صَفَحات تُراثية من طباعة قَديمة جداً - المطبعة البهية المصرية بميدان الأزهر

كتاب عجيب بديع وهو من علماء الأندلس عاش في القرن السابع الهجري

وبرغم مرور على مايربو سبع مئة سنة على كتاباته إلا أنها ذات عمق وبعد نظر بلغت وربما تجاورت زماننا هذا

( نظرة تاريخية من المؤرخ عَبد الرَّحمن بن مُحَمَّد ابن خَلْدُون أبو زَيْد وَلْي الدِّين الْحَضْرَمِيّ الإَشبيلي المعروف بإبن خَلْدُون عن تاريخ العقار )

( اعلم ) أن التاريخ فن عزيز المذاهب جم الفوائد شريف الغاية إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين في الأمم من أخلاقهم والأنبياء في سيرهم

والملوك في دولهم وسياستهم حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه أحوال الدين والدنيا فهو محتاج إلى مآخذ متعددة

ومعارف متنوعة وحسن نظر وتثبت يفيضان بصاحبهما إلى ( الحق )


" فصل في تأثل العقار والضياع في الأمصار وحال فوائدها ومستغلاتها "


اعلم أن تأثل العقار والضياع الكثيرة لأهل الأمصار والمدن لا يكون دفعة واحدة ولا في عصر واحد

وأما فوائد العقار فهي غير كافيه لمالكها في حاجات معيشته إذ هي لاتفي بفوائد الترف وأسبابه وانما هي في الغالب لضرورة المعاش

والذي سمعناه من مشيخة البلدان أن القصد بإقتناء الملك من العقار والضياع إنما هو لخشية من يترك من الذرية الضعفاء

ليكون مرباهم ورزقهم فيه ونشؤهم مادامو عاجزين عن الإكتساب فإذا اقتدروا في السعي على تحصيل المكاسب سعوا بأنفسهم

وربما يكون من الولد من يعجز عن التكسب لضعف بدنه أو آفه في عقله المعاشي فيكون ذلك العقار قواماً لحاله

إلا أن ذلك إذا حصل ربما امتدت اليه أعين الأمراء والولاة وسرقوه في الغالب أو أرادوه على بيعه ونالت أصحابه مضار ومعاطب

والله غالب على أمره وهو رب العرش العظيم


( فصل في حاجات المتمولين من أهل الأمصار إلى الجاه والمدافعة )

وذلك أن الحضري اذا عظم تموله وكثر للعقار والضياع تأثله وأصبح أغنى أهل المصر ورمقته العيون بذلك وانفسحت أحواله في الترف والعوائد

زاحم عليها الأمراء والملوك وغضو به ولما في طباع بعض البشر من العدوان أن تمد أعينهم إلى تملك مابيده وينافسونه فيه ويتحيلون على ذلك

بكل ممكن حتى يحصلونه في ربقة حكم سلطاني وسبب المؤاخذة ظاهر ينزع به ماله وأكثر الأحكام السلطانية جائرة وظالمة في الغالب

إذ العدل المحض في الخلافة الشرعية وهي قليلة اللبث قال صلى الله عليه وسلم : الخلافة بعد ثلاثون سنة ثم تعود ملكاً عضوضاً

فلابد حينئذ لصاحب المال والثروة الشهيرة في العمران من حامية تذود عنه وجاه يحميه من ذي قرابة للملك أو خالصة له أو عصبية يتحامها

السلطان فيستظل بظلها ويرتع في أمنها من طوارق التعدي والطغيان وإن لم يكن ذلك أصبح نهباً بوجوه التحيلات وأسباب الحكام ( والله يحكمُ ولا مُعقب لحكمه )


فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ


وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ 48 قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ 49 وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ 50 فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ " سورة النمل "

51 فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 52



ويستطرد " عبدالرحمن ابن خلدون " في وصف أسباب هلاك القرى و الدول وهدم البيوت الخاوية

أن ( الظلم مؤذن الخراب ) المفضي للفساد وغير ذلك من سائر المقاصد الشرعية في الأحكام فانها كلها مبنية على المحافظة على العمران

فمن كلام بهرام بن بهرام في حكاية البوم التي نقلها المسعودي : أيها الملك أن الملك لايتم عزه إلا بالشريعة والرجال ولاقوام للرجال إلا بالمال

ولا سبيل إلى المال إلا بالعمارة ولا سبيل للعمارة إلا ( بالعدل والعدل الميزان المنصوب ) بين الخليقة نصبه الرب وجعل له قيماً وهو الملك

أثبت علم التاريخ أن البشر لايستفيدون من مواعظ التاريخ

التاريخ لم يكن يوماً علم الحوادث الميتة التي كفت عن التفاعل على العكس تماماً إذا أردت أن تفهم الحاضر نقب في التاريخ .



https://youtu.be/zqdTa3JHXRM


إذا لم تتمكن من قراءة كتاب " مقدمة ابن خلدون " المهم جداً الذي يوضح لك سلوك المجتمع و سلوك الحكام وبناء الدول والانسان وأسباب انهيارها

بعلم الماضي والحاضر والمستقبل فعليك على الأقل سماع هذا الفيديو
  #4  
قديم 27-02-2022, 02:17 AM
الصورة الرمزية classic
classic classic غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 236
افتراضي





عملية الهدم لمنازل حي ( بهيتة ) في الخمسينيات - يشاهد قصر السيف


في سنة 1946م ابتدأ التثمين ورادفه الهدام .

كانت الكويت قبل العشرينات والثلاثنيات وحتى الأربعينات ليس لديها منفذ مباشر من الصفاة إلى البحر عدى " السكيك "

وهذه السكيك حل محلها اليوم ( الشارع الجديد ) ( عبدالله السالم ) كانت سكيك مُتقطعة






( صورة الشارع الجديد )

منها سكيك كأنها ممرات فمنها عرضها ثلاثة أمتار ومنها مترين حتى البحر . وتلك السكيك والممرات بها حركة لاتنقطع من الصباح حتى المساء

فالذين يمرون عليها من الحصانة الذين يحملون الفواكة والخضار التي تأتي من المياه وكذلك أصحاب سفن الصيد الذين ينقلون أسماكهم

وأما الراجلة او الذين تجدهم دائماً ذاهبين أو آتين من الميناء ( الفرضة ) إلى السوق وأكثرهم أجانب .

وهذه السكيك هي الطريق الوحيد القريب للميناء لبحارة السفن الذين يريدون قضاء حوائجهم من السوق أو الصفاة .

فكانت هذه السكيك هي حلقة الوصل بين ميناء الكويت وأسواقها المتعددة الأسماء والممتلئة بالبضائع الني أكثرها من ضروريات

ومتطلبات الأجانب كالأغذية والملابس وغيرها .

ويجاور هذه السكيك من جهة الشرق سكة واسعة كأنها شارع تبدأ من قصر السيف حتى ساحة المباركية .

لكن هذه السكة لها عدة أسماء ولكل جزء منها له اسم مثل شارع الأمير وشارع البلدية وسوق المناخ .

لكن هذه السكيك والمناطق لا يطرقها إلى أهلها كالتجار المنوعة تجارتهم .

فمعظمهم رجال بألبستهم الوقورة ودلالين ذاهبين آتين وصفقات تجارية المهم عندما تكون المجلس البلدي وافق الأعضاء على إيجاد شارع

يبتدأ من الصفاة حتى البحر فأتت الموافقة من الشيخ ( أحمد الجابر الصباح ) بالتثمين والهدام والبناء حالاً




نشاهد في هذه الصورة المنطقة الوسطى ( سوق المباركية ) بعد مرحلة التثمين وأثناء فترة هدم المحلات والمباني

القديمة لإعادة تنظيمها بشكل عصري عام 1962 م

هدم الدكاكين القديمة فى سوق الديرة ويبدو كشك مبارك ويبدو مسقف شارع الغربللي

وبعض انقاض طابوق فندق الصباح و ( مسقف سوق التجار ) اوائل الستينيات



( طريقة الهدام بعد التثمين )

كانت الطريقة بدائية ولكنها مُثمرة . إن البلدية أتت أو جلبت كمية من خشب البامبو الذي يأتي من أفريقيا ويباع بالعماير

فاشترت البلدية كمية
كبيرة من هذا البامبو ووضعته بالصفاة وأخذ العمال يصعدون على أسطح الشارع الجديد قبل أن يكون شارع

ويضعون خشب البامبو واحد من جهة الشرق والأخرى من الغرب بعرض الشارع الجديد حالياً .

واستمروا بهذه الطريقة على أسطح الأسواق و المنازل الخالية من أهلها حتى شارع الخليج قبل أن يكون شارعاً

فعندما أتى أعضاء البلدية ووجدوا أن الأعمدة ( البامبو ) وجهتها سليمة إلى البحر أتت البلدية بعمال الهدام وأخذوا يهدمون

مهتدين بالأعمدة التي كان يشرف عليها يوسف حماده ( المفوض من البلدية ) فعندما رأى المشرفون استقامة خشب البامبو

أتوا بكمية من الحبال المتوسطة السماكة وابتدأوا بربط الحبال من أول عامود من جهة الصفاة حتى وصولهم الممرات والسكيك

فيجعلوا من الحبال كأنها معلقة بين حائط وحائط على السكة حتى وصلوا إلى السيف أي ساحل البحر .

ثم ابتدأ العمال بالهدام البدائي بالمجرفة اليدوية وهم يحملون الأنقاض بسيارتين أو ثلاث سيارات ( لوري ) موديل 1938 - 1940 م

أما الأماكن التي لا يقبل أهلها التثمين كالأسواق التي نراها اليوم في شارع الجديد فأهلها الذين بنوها بعد التوسعة .

ومنها قد وضع عليها بنائها عام 1947م ولكنها هدمت آخر الأمر .

ولقد زامل هذا التثمين والهدام والبناء حفر أنفاق المجاري التي انتهت بسرعة . هنا في عام 1949م

فرح أهل الكويت بالشارع الذي قد رُصف بالزفت بآلات حديثة يديرها عمال منهم عرب ومنهم أجانب .

وتحول هذا الشارع إلى مخازن ( دكاكين ) منظمة وأنوار ساطعة بالليل . والكل من الناس يتعجب من هذا الشارع

الذي كان قبل سنتين سكيك متعرجة وضيقة وأصبح شارعاً تمر به السيارات الصالون واللوري وعرباين الدز التي يدفعها المهارة

لبيع الماء . والعجيب أن هذا الشارع حتى هذا اليوم لا تقف به مياه الأمطار حين تأتي من مرتفع الصفاة القديمة

والسبب أن أهله هم الذين صمموه و بنوه بإخلاص لدولتهم الكويت





شارع دسمان


شارع دسمان هو حالياً شارع أحمد الجابر . وهذا الشارع قبل أن يسمى بشارع أحمد الجابر كان اسمه شارع دسمان

نسبة لآخر امتداد له شرقاً حتى قصر دسمان .

وشارع أحمد الجابر قديم وهو من أكبر الشوارع في الكويت مثل شارع الجهراء وشارع محافظة العاصمة وكان هذا الشارع تقطنه

العائلات الكويتية القديمة من أصحاب المهن العديدة كالصاغة والحدادة والحاكة .

ولقد تم تطوير هذا الشارع أيضاً فأكثر البيوت التي على ضفتيه كلها هدمت وأما التي خلفه تركت لأنها سوف تطل أو تقع على هذا

الشارع .

ولكن بعد كم سنة أتاها التثمين وثمنت جميعها ومنها عرض للبيع لأن البعض لم يقبل التثمين .

ويعتبر شارع أحمد الجابر هو الشارع الوحيد بالرصف الزفت ( من قصر دسمان حتى آخره غرباً ) وأما أنفاق المجاري فلم تُبنى

وكان يحل محلها الجور ( الحفر ) التي يترسب منها مياه المجاري ثم يضخ منها . وبعد كم سنة أخذ النشاط يدب بهذا الشارع وغيره

من الشوارع الرئيسية حتى أخذت شبكة مياه المجاري تعم الكويت شرقها وغربها . تلك نبذة عن شارع الشيخ أحمد الجابر .



من أرشيف عام 1958م ( البلدية ) تقوم بهدم البيوت وسحق كل ( المعالم ) والمحلات الواقعة بمنطقة جبلة

بعد تثمينها من الحكومة .


تاريخ لجنة التثمين و إدارة نزع المُلكية

التطور التاريخي

صدر القانون رقم 33 لسنة 1964 في شأن نزع الملكية والاستيلاء المؤقت للمنفعة العامة والذي ينص على إنشاء إدارة نزع الملكية كإدارة مستقلة تتبع المجلس البلدي وتضمنت المادة الثانية من القانون على تعيين مديرها بموجب مرسوم ويكون مسؤلاً أمام رئيس المجلس البلدي، وحدد إجراءات نزع الملكية واللجان العاملة بالإدارة انسجاماً مع أحكام المادة (18) من دستور الكويت على أن تكون الملكية الخاصة مصونة، فلا يمنع أحد من التصرف في ملكه ولا ينزع من أحد ملكه إلا للمنفعة العامة، كما نصت عليه المادة الأولى من القانون 33 لسنة 1964 على أن نزع ملكية العقارات أو الأراضي والاستيلاء عليها مؤقتاً إلا للمنفعة العامة ومقابل تعويض عادل ووفقا لأحكام هذا القانون .وهذا الإجراء نصت عليه اغلب دساتير دول العالم التي توصي بحق الفرد بحرية التملك ومبدأ صيانة الملكية الخاصة . وهكذا نرى أن دستور دولة الكويت عزز مبدأ حق الفرد بحرية التملك وصيانة الملكية الخاصة من خلال نصوص مواد الدستور وقوانين الدولة . لذلك كانت الرؤية واضحة وجلية لدى القائمين على الأمر فقد قاموا بوضع التخطيط العمراني لدولة الكويت الآمر الذي استدعى أن تضع الدولة يدها على أملاك خاصة بقصد تنفيذ مشاريعها العامة بعد تثمينها وتعويض أصحابها بشكل عادل .

إنشاء بلدية الكويت
تم إنشاء بلدية الكويت في 15 ذو القعدة عام 1348 هجرية الموافق 13 أبريل عام 1930 ميلادي وقد مارست البلدية منذ إنشائها أدواراً عديدة تتوافق مع بساطة المجتمع الكويتي في ذلك الوقت وحجم المدينة القديمة . وقد شملت مهامها في ذلك الوقت : النظافة والصحة العامة، وسائل النقل والمعونات الاجتماعية وهدم الأبنية والإستملاك لأجل توسعة الشوارع والقيام بالتحسينات المطلوبة .

أول لجنة تثمين

شكلت أول لجنة تثمين بالكويت وضمت في عضويتها نخبة من رجال الكويت وهم :- خالد يوسف المطوع . عبد الله السدحان . عبد المحسن الخرافي . عبد العزيز الزاحم . أحمد الفهد . عبد العزيز الراشد . وتمت أول عملية تثمين في الكويت يوم السبت 14 جمادى الأول عام 1366 هجرية الموافق 1947/4/5 ميلادي حيث تم تثمين ثلاثة بيوت في ذلك اليوم

أول مجلس للإنشاء
ت
م تشكيل مجلس الإنشاء والذي يضم مدراء الدوائر في المالية والبلدية والمعارف والصحة والأشغال والأوقاف، وانعقدت أولى جلسات بتاريخ 5 / 2 / 1952 م، وظل هذا المجلس يقوم بمهامه حتى آخر جلسة والتي تحمل رقم 472 بتاريخ 28 / 12 / 1959 وصدرت أول صيغة استملاك أراضي بتاريخ 1 / 2 / 1952 لعقار في منطقة الشامية .

إنشاء شعبة التثمين

أنشئت بدائرة البلدية شعبة التثمين التي تتبع القسم الفني في إدارة البناء فيما بعد، وكانت المساحة والتنظيم تتبعان دائرة الأشغال العامة، واستمرت لجان التثمين المتعاقبة لعملها في تثمين العقارات المراد إستملاكها للمشاريع العامة التي يعرضها عليها رئيس شعبة التثمين، وكانت هذه اللجان ذاتها تقوم بالنظر في طلبات إعادة النظر في تقديراتها للتعويضات عن العقارات المثمنة .قانون رقم 2 لسنة 2006 :صدر القانون رقم 2 لسنة 2006 بشأن تعديل بعض أحكام القانون رقم 33 لسنة 1964 بشأن نزع الملكية والاستيلاء المؤقت للمنفعة العامة حيث ينص القانون على إنشاء إدارة مستقلة تلحق بوزارة المالية وتسمى إدارة نزع الملكية للمنفعة العامة ويعين مديرها بمرسوم ويكون مسؤلا أمام وزير المالية ويصدر بالهيكل التنظيمي للإدارة قرار من وزير المالية كما تم في القانون المذكور استبدال نصوص المواد 2 5, 6 , 8 , 9 من القانون رقم 33 لسنة 1964 .



( التثمين بوابة الثراء )


جاء نظام التثمين وهو استهلاك الأرض أو البيوت للمصلحة العامة وذلك إثر وضع المخطط الهيكلي الأول ليغير مدينة الكويت تماماً

فبعد أن كانت جميع العقارات والأراضي يمكلها الأفراد . أصبحت الدولة خلال فترة وجيزة من تطبيق نظام التثمين هي المالك الأوحد

لجميع الأراضي داخل مدينة الكويت وسعى جميع ملاك العقارات إلى الدولة لاستملاك عقاراتهم ولم لا ؟

والدولة تدفع عشرين ضعفاً على السعر السوقي للعقار قبل نظام التثمين فالتثمين هو بوابة الثراء للذين لم يملكون سوى البيوت

التي يسكنونها وزيادة ثروة من كانو يملكون بيوت أكثر .

فجاء المخطط الهيلكي الأول الجزء الأوسط من المدينة للمناطق التجارية التي كانت منطقة أسواق أصلاً مثل شارع الجديد وسوق المباركية

ومنطقة المناخ السابق وسوق التجار وكامل المنطقة الممتدة من قصر السيف حتى ساحة الصفاة

بالإضافة إلى المناطق المطلة على قصر السيف .


أما منطقة الوزارات والإدارات الحكومية فقد خصص لها المخطط الهيكلي الأول المنطقة الممتدة على جانبي شارع عبدالله السالم

فيما بين ساحة الصفاة وبوابة قصر نايف وسميت بالمنطقة الإدارية وبذلك محيت معالم مدينة الكويت القديمة عن آخرها

وبالأخص الجزء السكني منها والذي كان يشكل عصب الحياة فيها فاختفت أحياؤها وشوارعها وبراحاتها ولم يبق منها بعض الأجزاء

من دواوين واجهتها البحرية وبعض الأماكن التي لم تصلها جرافات البلدية .






المسلسلات وثقت الأحداث التاريخية الشهيرة في عصر التثمين




https://youtu.be/pWraFrh7ADM

مشهد لجنة التثمين



تراجيديا الاقتصاد الكويتي: من «درب الزلق» إلى «جاسم باق الشركة»


كاتب المقال : سلمان النقي

باحث في الاقتصاد والتاريخ، حاصل على ماجستير في الاقتصاد المالي



ترسخ انطباع عن الفن الكويتي بجرأته في تناول القضايا الاجتماعية الشائكة والأحداث السياسية في قالب درامي كوميدي، أشبه ما يقال عنه بأنه «كوميديا سوداء»، في عديد من الأعمال الفنية الدرامية والمسرحية التي خُلدت في ذاكرة كل كويتي من كل جيل، حتى صارت الدراما الكويتية أشبه بسلسلة وثائقية تؤرخ للأحداث الشهيرة في التاريخ المعاصر.

إلا إن هناك جانبًا آخر غفلت عنه الأنظار في مسيرة الفن الكويتي، وربما ضاع في غياهب الجرعات الكوميدية، وهو البعد الاقتصادي في المضمون الدرامي، والذي يكاد يكون محور الأعمال الشهيرة التي عرفناها، بدءًا بأعمال فنية مثل «بني صامت» و«درب الزلق»، وانتهاءً بمسلسلات أواخر التسعينيات التي اشتهرت بجرائم المال، مثل الأعمال الفنية لأبناء المنصور كمسلسلات «القدر المحتوم» و«دارت الأيام» و«القرار الأخير».

«جاسم باق الشركة»، عبارة اشتهرت بها المسلسلات في التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، وشاع تداولها لأغراض السخرية والتندُّر على حال الدراما الكويتية، لكنها من زاوية أخرى لها معانٍ جادة، إذ تمثل نهاية التداول الدرامي لتراجيديا الاقتصاد الكويتي، وآخر ما وصل إليه التسلسل الزمني للمسار الاقتصادي للكويت بعد ظهور النفط.

أدت المتغيرات الاقتصادية في حياة الفرد والدولة بعد تصدير النفط في الأربعينيات إلى حالة اجتماعية وسياسية مختلفة، إذ تعتبر المتغيرات الاقتصادية العالمية والتقلبات الجيوسياسية الإقليمية علة العلل للكويت في حقبة ما بعد النفط، والتي بدورها كانت لها أبعاد مهمة في الأعمال الفنية.

إعادة توزيع الثروة


كانت ملامح الحياة في كويت ما قبل النفط بسيطة الطباع وقاسية المعيشة على السواد الأعظم من فئات المجتمع، إذ كانت مجالات العمل إما بالسفر والغوص في البحار، أو الرعي في البادية، أو الحِرف الصناعية في المدينة، ويكاد ما يجمعه العامل يفي بالاحتياجات الأساسية له ولأسرته. لكن هذه الحالة تغيرت بشكل تدريجي مع تصدير أول شحنة نفط في عام 1946، والتي امتلأت معها خزائن الاقتصاد الكويتي بالواردات المالية الضخمة، لتشكل عصرًا جديدًا لكيان الدولة والفرد.

كانت الخمسينيات نقطة التحول التي تجسدت بما عُرف ببرامج الحكومة لإعادة توزيع الثروة، عن طريق التثمين والاستملاك وتوظيف المواطنين في الدوائر الحكومية، وهو ما خلق اقتصادًا جديدًا يتسم بالريعية، التي غيرت من النمط الإنتاجي للفرد الكويتي وسلوكه الاستهلاكي، وجعلته أكثر رفاهية من بعد مشقة عانى منها هو وآباؤه.

خلال الفترة بين 1952 و1986، صرفت الحكومة أكثر من 13 مليار دولار على تثمين منازل المواطنين.

يرصد المسلسل الخالد «درب الزلق» في 1977 هذا التحول الفجائي في حياة الكويتيين بعد التثمين في الخمسينيات، إذ يتغير حال عائلة «بن عاقول» رأسًا على عقب بعد تثمين منزلهم، ويتحول «حسين بن عاقول» وشقيقه «سعد» من موظفين عاديين إلى منعَّمين في الثروة الهائلة، والتي بسببها تبدأ رحلة المغامرة في مشاريع الاستيراد والتصدير المتنوعة، كحال كثير من الكويتيين آنذاك.

ينتهي المطاف بالشقيقين إلى الإفلاس والعودة لنقطة الصفر. وهذه الأحداث الدرامية هي تصوير للصدمة الاقتصادية التي تعرض لها المجتمع بعد التثمين، فالغِنى بعد الفقر أدى إلى حيرة الفرد الكويتي في كيفية التعامل مع الثراء، وأدى إلى تبدل سيكولوجية الناس وظهور أنشطة تجارية مختلفة كان نهاية أغلبها مأساوي، إما بالفشل أو التعرض للنصب لقلة الخبرة. السبب الآخر هو قلة الفرص والأنشطة الاستثمارية في الكويت.

لم يتعرض كبار التجار التقليديين للمستثمرين الجدد في تلك الفترة، بل على العكس، تكونت طبقة تجارية جديدة ممن نجحوا بتجارتهم، ومنهم من أصبح بعد مرور الوقت جزءًا من الطبقة التجارية التقليدية في الكويت.

في نفس سياق المعالجة الدرامية لنتائج التثمين، تتشابه قصة مسلسل «رقية وسبيكة» في 1986 مع «درب الزلق» في التغير المفاجئ لحياة «رقية» وشقيقتها «سبيكة» بعد الثراء نتيجة تثمين منزلهما، إذ تتغير سجيتهما السابقة باندفاعهما نحو التبذير والمغامرة في أعمال الاستيراد والتصدير، حتى تصير نهايتهما إلى الإفلاس بسبب النصب والاحتيال بسبب سذاجتهما، مثلما حصل لعائلة بن عاقول بسبب المحتال «فؤاد باشا».



التضخم المستورد

الصورة: جريدة الوطن
عملت أزمات النفط في السبعينيات، التي نشأت بسبب الظروف السياسية في الشرق الأوسط، على تشكيل مرحلة جديدة لاقتصاديات العالم وأدوات الاقتصاد السياسي الدولي، وتأثرت الكويت وسكانها بالمتغيرات الاقتصادية العالمية باعتبارها أحد أهم ركائز السوق النفطي، وكانت مدخلًا لمنعطف جديد.

البداية كانت في حرب 6 أكتوبر عام 1973، عندما اختل توازن السوق النفطي العالمي بقرار دول الأوبك، ومنها الكويت، التوقف لمدة 6 شهور عن تصدير النفط إلى أمريكا لمساندتها الكيان الصهيوني في حربها مع مصر وسوريا.

تعتبر مسرحية «بني صامت» في 1975 مدخلًا للمسرح الاقتصادي، الذي نشأ نتيجة لآثار التضخم المستورد والغلاء في أوائل السبعينيات.

هذا الاختلال السوقي نتج عنه صعود سعر النفط لأربعة أضعاف، مما سبب أزمة للدول الصناعية بزيادة هائلة في معدلات التضخم، بسبب ارتفاع تكاليف سلاسل الإمدادات العالمية وقلة المعروض من الطاقة.

ولأن الكويت تعتمد على هذه الدول الصناعية في تصدير النفط واستيراد البضائع، فقد تسببت الحرب في أعنف أزمة تضخم وغلاء معيشي في الكويت، إذ ارتفع المعدل السنوي لزيادة الأسعار في عام 1974 إلى 15%. ورغم تضاعف السيولة النقدية للدولة، فإن ذلك قابله تردي القوة الشرائية للدولار للمدخولات النفطية.

تعتبر مسرحية «بني صامت» في 1975 مدخلًا للمسرح الاقتصادي، الذي نشأ نتيجة لآثار التضخم المستورد والغلاء في أوائل السبعينيات.

هذه المسرحية ناقشت غلاء الأسعار الذي اجتاح أسواق الكويت وتفاعل التجار معه. ومثل الراحل عبد الحسين عبد الرضا شخصية «حسين بن صامت»، التاجر الجشع الذي يستغل غلاء سعر تكلفة البضاعة المستوردة ليضاعف سعرها بالسوق بشكل يفوق الهامش الربحي المعقول.

آنذاك، اتخذ البنك المركزي الكويتي قرارًا تاريخيًا بفك الارتباط مع الدولار، ونفذت الحكومة مرحلة ثانية من إعادة توزيع الثروة على الشعب، عبر التوسع في نظام الدعومات للمنتجات الاستهلاكية وزيادة رواتب الموظفين بنسبة 25% وإقرار العلاوات المالية لهم.



الصورة: جريدة الرأي العام

سرعان ما انهارت الإجراءات الوقائية الحكومية للغلاء بعد نشوب الثورة الإيرانية في 1979، وما تلاها بقيام الحرب العراقية الإيرانية، وهذه الظروف الجيوسياسية أودت بالإنتاج النفطي للبلدين وعرقلت حركة الصادرات النفطية في الخليج، مما أفقد سوق النفط توازنه للمرة الثانية، بارتفاع جنوني في الأسعار صاحبه تضخم مماثل لما كان في السبعينيات.

المقصود باختلال توازن السوق النفطي هنا كثرة الطلب وقلة المعروض من النفط بسبب توقف الإنتاج الإيراني والعراقي. انخفاض العرض يؤدي إلى زيادة حادة للأسعار، خصوصًا أن إيران والعراق أهم منتجي النفط في العالم، فاستفادت الكويت ماليًا من هذه الزيادة في أسعار النفط وأمنت حركة صادرات النفط بالتعاون مع الناقلات الأمريكية، فلم يتأثر إنتاجها سلبًا.

حينها تكرر مشهد غلاء الأسعار في السوق المحلي، وتكرر تعاطي المسرح مع تلك المعضلة الاقتصادية عام 1981 في مسرحية «عزّل السوق» من بطولة الفنان محمد المنصور.

تدور أحداث المسرحية حول تراكم القصور الحكومي لمكافحة جشع التجار وتلاعبهم بكميات بضائع السوق وأسعارها، وتطرح فكرة ضرورة توسع نشاط العمل التعاوني وحماية المستهلك من الجشع المتسبب في الغلاء الجنوني، الذي حول الكويت إلى المرتبة 17 عالميًا في الغلاء المعيشي حسب تقرير «فاينانشال تايمز» البريطانية عام 1980.

أزمة المناخ، ومناخ الأزمة .



بيوت منطقة الفنطاس الحكومية عند بنائها في الستينات. بعد مرحلة التثمين

( جريدة الجريدة ) أوردت تقرير خاص عن ( كتاب تاريخ الهندسة في الكويت )

«كتاب تاريخ الهندسة في الكويت» الصادر عن منشورات «ذات السلاسل» لهذا العام والمعروض في معرض الكويت الدولي للكتاب الذي افتتح يوم الأربعاء 15/ 11/ 2017، يتسلسل في عرض تاريخ الكويت قديما وحديثا، ويركز على الجانب العمراني فيها، وطبيعة العمران والمواد المستخدمة وكيف تطورت، بل يغوص في تاريخ ما قبل الميلاد، وينقل ما اكتشفته الأحفوريات عن الحياة في الكويت قبل الميلاد.

فقسم المؤلف الكتاب إلى عشرين فصلا ليخرج لنا بكتاب كبير غني بالمعلومات الثرية التي تتبع تاريخ الكويت من خلال تفاصيل دقيقة عن موقع الكويت الجغرافي وأسمائها قديما وحديثا، فيصف بيوتها وشوارعها وأسواقها ومميزات كل منها بدقة متناهية، لم تغب عنها عين الباحث المتمكن والخبير العارف.

ويثري المؤلف آراءه بمصادر عربية وأجنبية لمؤرخين وعلماء وأدباء، متوجاً ذلك بصور موثقة وشاهدة على كل الجوانب التي تناولها في الكتاب.

ولم يفته أن يذكر كل ما يتعلق بتاريخ بلده، مركزا على الجانب الهندسي لبيوت الكويت القديمة وما يتعلق بها من مواصفات، متتبعا تطور العمران في الكويت حتى عصرنا الحاضر.

«الجريدة» تنشر على حلقات بعض ما احتواه الكتاب من معلومات ثرية سطرها الكاتب فيما يفوق الـ650 صفحة، مسلطة الضوء على أهم ما يضمه الكتاب بين دفتيه، وفيما يلي تفاصيل الحلقة الخامسة:

وقع الشيخ أحمد الجابر الصباح بتاريخ 23/12/1934 اتفاقية بين الكويت وشركة نفط الكويت المحدودة للبحث والتنقيب عن النفط، فبدأت الشركة نشاطها في منطقة المقوع التي تبعد عدة كيلومترات شمال الأحمدي، وذلك بعد اكتشافها لحقل برقان.

ثم نقلت شركة نفط الكويت مقرها من المقوع إلى الموقع الحالي لمدينة الأحمدي، وذلك لوجود آبار المياه العذبة في منطقة «ملح» في الجنوب الغربي منها، كما أنها محمية من الناحية الغربية بساتر منطقة الظهر الذي يحميها من رمال سافي الصحراء ويحميها من سيول الأمطار المتدفقة من الصحراء إلى الخليج، كما ارتبط اختيار موقع هذه المدينة باختيار موقع الميناء الذي سيصدر منه النفط المستخرج من حقل برقان.

وخلصت الدراسات التي أجرتها شركة نفط الكويت إلى أن أفضل موقع للميناء هو المنطقة الواقعة ما بين قرية الفحيحيل وقرية الشعيبة، لتكون نهاية لخط الأنابيب الواصل بين حظيرة خزانات النفط والمنطقة على ساحل البحر التي سيبنى فيها الميناء.

كلف مكتب ولسون ميسون Wilson Mason لوضع المخطط الهيكلي للمدينة الجديدة، كما كلف مكتب جين درو Jane Drew بتصميم مستشفى الأحمدي عام 1949 والمستوصفات والمدارس والمساكن، ثم بنيت بعض البيوت الجاهزة لكبار المديرين الإنكليز والأميركيين شمال المدينة، وسميت مدينة الأحمدي عام 1947 نسبة للشيخ أحمد الجابر الصباح.

صممت مدينة الأحمدي لتعزز الفصل العنصري ما بين الإنجليز والأميركيين من ناحية وبقية العمال من ناحية أخرى، حيث لا يسمح للعمالة الأخرى بالانتقال واستعمال الخدمات المخصصة للفئة الأولى.

فصممت المنازل ووزعت حسب الوظيفة، وقسمت إلى مناطق يسكنها الإنكليز والأميركيون فقط، ومناطق أخرى يسكنها الهنود والباكستانيون، والمنطقة الثالثة يسكنها العمال العرب.



المخطط الهيكلي الأول

قام مجلس الإنشاء بتكليف مكتب (مينوبريو)، (سبنسلي) و(ماكفارلين) (Minoprio, Spencelly & McFarlane) وذلك في أبريل 1951 لوضع الأسس الأولى للمخطط الهيكلي، وهي خطة التنمية الأولى التي كلف بها المكتب المذكور بإعداد أول مخطط هيكلي للكويت، وانتهى العمل به عام 1952، ويعتبر المخطط الهيكلي لأية دولة بمثابة خريطة طريق لمشاريع التنمية ودستور الدولة العمراني والحضري.

وبني المخطط الهيكلي على أساس الطرق الدائرية والشعاعية ونظام الضواحي والحدائق، حيث كان أساس التصميم وحجر الأساس له هو أن تكون مدينة الكويت حديقة كبيرة Garden City، مثلما كان متبعاً حينها في معظم القرى والمدن الأوروبية الصغيرة، فركز المخطط على أن تكون منطقة سور الكويت حديقة كبيرة تربط شرق الكويت بغربها بعمق 250 متراً.

الملاعب والنوادي الرياضية
لم يكن في الكويت أي ملعب رياضي سوى ملاعب مدينة الأحمدي، وكانت الساحات المفتوحة والبراحات داخل مدينة الكويت تستعمل لكثير من الأنشطة الرياضية، فكانت الساحات المفتوحة الخالية تستعمل للعبة (الهول) ولعبة (الدقة) أو لعبة (المقصي)، أما لعبة كرة القدم فقد كانت لها ساحاتها الخاصة بها، بعيداً عن البيوت، وكانت الملاعب الترابية في منطقة الشرق مثل ملعب (بو الحصم) الواقع بجوار مبنى عمارة الخليجية الحالي، وملعب وزارة التربية الواقع في حوطة تسمى حوطة أم الصفصاف، وكان هناك ملعب في الساحة القريبة من السفارة البريطانية بين قصر دسمان والسفارة البريطانية.

عناصر المخطط

فصل المخطط الهيكلي بين المدينة القديمة والضواحي الجديدة، باستحداث الحزام الأخضر بين السور القديم والطريق الدائري الأول، كما حرص على وضع المنطقة الصناعية في منطقة الشويخ، وكذلك منطقة المستشفيات والخدمات الصحية والمطار الجديد في مواقع معاكسة للمدينة، وذلك للتخفيف من الازدحامات المرورية، بالرغم من عدم وجودها في ذلك الوقت.

ووضع المخطط الهيكلي الأسس للطرق الدائرية والطرق الشعاعية، وأدخل نظام الضواحي السكنية ما بين الطرق الدائرية والشعاعية، كما أوصل الطرق الشعاعية إلى المدن والقرى البعيدة مثل الجهراء والأحمدي.

الطرق الدائرية والشعاعية

ركز المخطط الهيكلي الأول على خلق طرق دائرية تحيط بالمدينة من شرقها إلى غربها، تبدأ بشارع السور ثم الدائري الأول فالثاني فالثالث، وترك جزء من الرابع كنقط للتوسع المستقبلي.

وقسمت الكويت إلى مناطق انتهت بالدائري الرابع وصممت على أساس طرق دائرية ومحورية، حيث تربط الطرق الدائرية شرق الكويت بغربها، وتربط الطرق الشعاعية شمال الكويت بجنوبها وغربها.

حل شارع السور محل سور الكويت القديم، والذي كان يحيط بالمدينة القديمة من شرقها إلى غربها والذي يبدأ من قصر دسمان وينتهي عند بوابة المقصب، وأقيمت على الدائري الأول المناطق السكنية الأولى وهي الدسمة والمنصورية والشامية والشويخ، في حين كانت ضاحية عبدالله السالم والنزهة مطار الكويت القديم حتى نهاية الخمسينيات، ولم يبدأ تطويرها وتقسيمها وتوزيعها إلا في نهاية ستينيات القرن الماضي.


نظام الضواحي

تدارس المخطط الهيكلي الأول قواعد تخطيط مدينة الكويت وضواحيها، وذلك بتخطيط مدينة الكويت على أن تكون المدينة محاطة بثماني مناطق سكنية نموذجية بمساحة نحو 2 كيلو مترمربع لكل منطقة تقع ما بين الطريق الدائري الأول والثاني والثالث، تمتد من المنطقة الواقعة خارج السور من الدائري الأول وحتى الدائري الثالث بمساحة 1450 هكتاراً. وكل ضاحية سكنية بكثافة قليلة تتوافر فيها جميع الخدمات في مركز الضاحية الذي يحتوي على سوق مركزي والخدمات الإدارية والمرافق العامة والترفيهية، وجميع الخدمات التي يحتاج إليها داخل المنطقة من خدمات بريد وبنوك وتسوق ومخفر شرطة ومستوصف وغيرها من الخدمات التي يتطلبها ساكن المنطقة، كما خططت مناطق صناعية داخل مدينة الكويت في منطقة الشرق محاذية لشارع السور، ومنطقة أخرى في منطقة الشويخ الصناعية، ووضع هذا المخطط الهيكلي أسس تصميم الكويت على أفضل تصميم، وحد من التخبط في التخطيط الذي تعانيه مدن حديثة كثيرة.


تصميم العديلية والخالدية هو الأفضل بين جميع الضواحي
اتفق المعماريون والمخططون الذين كانوا يعملون في هذا المجال في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي على أن تصميم العديلية والخالدية هو الأفضل بين جميع الضواحي التي صممت، وعليه تم الاتفاق أن تطبق نفس معايير هاتين المنطقتين على المناطق التي سيتم تصميمها مستقبلاً، وذلك لناحية الكثافة السكانية وسعة الشوارع والارتدادات والمناطق المفتوحة والحدائق وغيرها من المعايير



بيت ( الشيخة مريم الجابر الصباح ) إخت الحاكم أحمد الجابر الصباح عام 1959 م

توزيع القسائم السكنية

بعد وضع التثمين حيز التطبيق، بدأت الدولة استملاك منازل المواطنين داخل المدينة، لتحرير الاراضي وإفساح المجال لمشاريع الدولة من طرق ومبانٍ حكومية وخدمات.

ولوضع المخطط الهيكلي موضع التطبيق، وزعت الدولة الأراضي في المناطق السكنية المخصصة لبناء المساكن، التي حددها المخطط الهيكلي، فبدأت عام 1956 بتوزيع القسائم لمستحقيها في منطقة الشامية والشويخ والدسمة، تلتها عام 1958 منطقة كيفان ثم منطقة الدعية والفيحاء والقادسية عام 1962، ثم الشعب عام 1963، تلتها الخالدية والعديلية عام 1964، ثم الرميثية والروضة والصليبيخات عام 1965، ثم العمرية والمنصورية عام 1966، ثم ضاحية عبدالله السالم والنزهة عام 1968

صناعة البناء

بدأت صناعة البناء في الكويت تتطور، بعد الحرب العالمية الثانية، والبدء في إنشاء مدينة الأحمدي، وكان من أوائل ورواد صناعة البناء يوسف أحمد الغانم ومساعد الصالح وعيسى الصالح وعبدالله الملا.

وبعد تسلم الشيخ عبدالله السالم مقاليد الحكم وسياسة التثمين وإنشاء مجلس الإنشاء بدأت عملية الإعمار الفعلية التي لم تشهد المنطقة مثلها من قبل، واستن الشيخ عبدالله السالم تقليداً مهماً لإطلاع أهل الكويت على ما تنوي الدولة عمله من مشاريع مستقبلية، فكانت مخططات المشاريع المقبلة للدولة وبرنامج عمل الحكومة من مشاريع يعرض في مقر بلدية الكويت التي تقع في ساحة الصفاة.



65 عاماً على إزالة سور الكويت الثالث وهنا صغار في السن خرجوا لشد أزر آبائهم الذين يحرسون السور،

ليفسح المجال أمام امتداد العمران واستعيض عنه بما يعرف اليوم بحدائق السور .


إزالة سور الكويت الثالث عام 1957

جاء قرار إزالة السور بقرار حكومي صادر من المجلس الأعلى للدوائر الحكومية، الذي كان يعد آنذاك من أعلى سلطات البلد بعد سلطة الأمير، إذ نادى هذا المجلس بهدم السور تمهيداً لتطبيق المخطط الهيكلي الأول، الذي تم وضعه عام 1952، وجاء ذلك بناء على توصية من المهندسين العاملين في بلدية الكويت ووزارة الأشغال العامة.

وبدأ العمل في إزالة السور في شهر فبراير 1957 بعد أقل من شهر من وفاة الشيخ عبدالله الأحمد الجابر الصباح في 28/1/1957 الذي كان من أشد المعارضين لإزالة السور.




تخطيط الكورنيش (شارع الخليج)

تعامل المخطط الهيكلي الأول مع الواجهة البحرية وخصصت لها مساحة كبيرة، فقد كانت الواجهة البحرية هي متنفس الكويت على مدى السنين، فلم يكن يفصل المنازل والديوانيات والعماير الواقعة على البحر سوى ساحة ترابية تستعمل كطريق، وفي كثير من الأحيان وخلال ارتفاع المد يصل البحر إلى البيوت تقريباً، ومع استمرار الاستملاكات وتملك الدولة لمعظم المنازل والمساحات المفتوحة فقد تقرر البدء بإنشاء شارع الكورنيش.

كما كان يسمى في البداية، وكان مخططاً له في بادئ الأمر أن يغطي طول 6 كيلومترات وهي المنطقة الواقعة من بوابة المقصب غرب المدينة إلى شرقها، حيث ينتهي عند السفارة البريطانية، ثم تقرر مده حتى يصل إلى رأس السالمية ثم إلى البدع، بحيث يكون خالياً من العوائق، وحدد موقع مجلس الأمة ليطل على البحر قريباً من المنطقة الحكومية، التي حدد لها موقع محاذ لقصر السيف، مع توسعته الجديدة من الناحية الغربية.

السكن النموذجي

قسمت الضواحي الجديدة، خارج السور إلى قسائم تتراوح مساحتها ما بين 750 و1000 مترمربع وزعت على السكان نظير قيمة رمزية، وكانت الأولوية لمن شمل الاستملاك بيوت سكنهم الخاص، وأراضيهم داخل المدينة.

وكان توفير السكن للمواطنين يتم بخيارين، إما قسيمة وقرض وإما بيت مبني، وبعد عدة سنوات أضيف خيار ثالث وهو إعطاء شقة، كما حدث في مجمع الصوابر.

وقد وزعت القسائم السكنية على المناطق السكنية خارج السور بواقع 900 قسيمة سكنية تقريباً لكل منطقة سكنية، والتي تقع ما بين الدائري الأول والدائري الرابع، وبنيت الفلل على قسائم، إما 750 متراً مربعاً أو 1000 متر مربع خصص معظمها للذين ثمنت بيوتهم داخل المدينة.

وبالرغم من أن بناء هذه البيوت مكلف نوعاً ما، لكن تصماميم هذه البيوت كان سيئاً إلى حد بعيد، ولم تمض عشر سنوات إلا هدمت هذه البيوت، واستبدلت بأخرى إما عن طريق بيعها والانتقال إلى منزل أخر أو هدمها وبناء منزل أفضل عليها.



إسكان ذوي الدخل المحدود

تبنت الحكومة مشروع إسكان ذوي الدخل المحدود، فقامت ببناء مساكن للمواطنين الذين لم يكن لديهم بيوت أو أراض ولم تستملك لهم الدولة أي أراض أو غير القادرين على القيام ببناء مساكن لهم. بدأتها ببناء نحو 1640 منزلاً عرفت فيما بعد (بالبيوت السود) وزع منها 200 منزل في الشامية و240 منزلاً في كيفان و1200 منزل في الفيحاء، ولم يكن هناك انتظار للحصول على هذه البيوت.

السكن الاستثماري

خصص المخطط الهيكلي الأول مناطق مثل حولي والسالمية وخيطان لتؤوي الأعداد الكبيرة الوافدة من فلسطين والعراق ومصر وإيران والهند، لسد حاجة السوق من العمالة.

ومع الأسف، لم تعط هذه المناطق الأهمية التي تستحقها، فقد أهملت خدماتها وبنيتها التحتية وكأنها ليست جزءاً من الكويت، فكانت منطقة حولي والسالمية تضم 30 في المئة من العمالة الوافدة، وكلما زاد الطلب على السكن زادت الضغوط على البلدية، فسمحت ببناء المزيد من العمارات السكنية التي لا تتوافر فيها أبسط سبل الراحة، فمعظم السكن الذي يتم توفيره لا يتماشى مع متطلبات النمو السكاني سواء للكويتيين أو غير الكويتيين.

كما أن المباني الاستثمارية التي يتم بناؤها هي دون المستوى ومكتظة، وبالأخص الشقق الرخيصة في منطقة حولي، حيث إن توفير السكن لغير الكويتيين مربوط بسياسة الدولة، فقد بات ملحاً توفير السكن الملائم بأسعار معقولة، وأن يكون أحد الأهداف الرئيسة للدولة، والتخلص من المباني السكنية القديمة المتهالكة التي لم تكن يوماً من الأيام تفي بالغرض.



امتدت المدينة إلى خارج السور وتضاعفت مساحتها خلال سنوات عديدة، وترتب على الامتداد الأفقي زيادة في الأعباء الملقاة على الدولة لتوفير الخدمات ومرافقها، فالتوسع الأفقي يحتاج إلى شبكة طرق ومجار وخدمات يمكن توفير 90 في المئة منها في حالة بناء مبان عالية لنفس كثافة سكان ضاحية من الضواحي، هذا بالإضافة إلى المساحات التي تتطلبها الضواحي ومساكن الفلل.

الكويت أول دولة عربية تطبق نظام تخطيط الضواحي
كانت الكويت أول دولة عربية تطبق نظام تخطيط الضواحي، كما كانت من الدول القليلة في العالم الرائدة في هذا المجال، فطبق هذا النظام الفريد من نوعه في ذلك الوقت على منطقة الدسمة والدعية والشويخ والشامية والفيحاء والقادسية والشعب، وعند تخطيط ضاحية جديدة، يحاول المخططون تطوير تخطيطها ليكون تصميم هذه الضاحية أفضل من سابقتها، إلى أن توصلوا إلى تصميم العديلية، وتصميم الخالدية والتي اتفق جميع المخططين على أنهما الأفضل تخطيطاً.
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سور الكويت وعرب بوشهر مذكور البحوث والمؤلفات 1 14-12-2021 01:06 PM
التثمين رود القسم العام 1 10-05-2012 08:18 AM
كتاب - الوثائق الأصلية الكويتية الموجودة في قسم الوثائق AHMAD البحوث والمؤلفات 6 11-07-2011 06:10 PM
الخليج العربي في نظرة بريطانية وأخرى فرنسية - يعقوب الغنيم AHMAD المعلومات العامة 0 03-06-2009 10:56 PM


الساعة الآن 05:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت