مطبعة حكومة الكويت عام 1963 كانت تدار بنسبة 80% من الايدي العاملة الكويتية وهي تجربة ناجحة تستحق ان تكتب وتروى.
يوم 13 يناير 1954 صدر قرار من اللجنة التنفيذية العليا بانشاء دائرة حكومية تسمى «دائرة المطبوعات والنشر»، تتولى طبع ونشر الجريدة الرسمية وجميع المطبوعات الحكومية على ان تزود بمطبعة حديثة تجلب بطريق المناقصة.
في 13 اكتوبر 1956 بعد اعلان تشكيلها بسنتين، افتتحت دائرة المطبوعات والنشر المطبعة وأطلقت عليها اسم مطبعة حكومة الكويت وزودت بأحدث الآلات والمعدات.
حول هذه التجربة نشرت صحيفة دنيا العروبة في العدد رقم 34 يوم السبت، 12 اكتوبر 1963 تحقيقا موسعا على اربع صفحات جاء فيه ان ميلاد المطبعة طبع ذكريات حلوة، مع الذين رافقوها يوم كانت مؤلفة من بناءين متقابلين في شارع دسمان الى ان انتقلت الى مبنى وزارة الارشاد والانباء الجديدة او «دائرة المطبوعات والنشر» سابقا.
محمد العمر رئيس قسم «المونوتيب» يروي كيف بدأت الرحلة مع عدد من رفاقه وهم طلاب في المرحلة الثانوية عندما تقدموا بطلبات للعمل في التدريب على الاعمال الطباعية، ويضيف انه امضى في البعثة سبعة عشر شهرا في القاهرة يتدرب على الاعمال الطباعية في المطبعة الاميرية،رجع بعدها واصحابه الى الكويت.
استتبع ذلك ارسال مجموعات اخرى من شباب الكويت الى اوروبا للتدريب على الصف الآلي والعمل الطباعي وادارة ماكينات الطباعة، وكانت مدة البعثات حوالي ستة اشهر في لندن والمانيا
نسبة الكويتيين من العرب
بعد ارسال تلك البعثات كانت الحصيلة كما تظهر في الجدول التالي:
وصل عدد العمال في مطبعة الحكومة عام 1963 الى نحو 619 فردا بين موظف واداري وفني ومستخدم وعامل وطالب متمرن.
حديث المدير
وفي حوار مع فهد حمود الجراح مدير المطبعة قال:
«إن العمل في المطبعة يسير وفق نظام دقيق يشمل الناحيتين الادارية والفنية وهذا طبيعي فإن المطبعة اليوم بعد ان اصبحت تضم 600 منتسب واكثر من 170 مكينة لا بد وان يسير العمل بها ضمن مخطط تراعى فيه كل ظروف العمل. ان لكل مطبوع مهما كان نوعه اذن تشغيل خاصا به، ومن خلال اذن التشغيل هذا يتم ضبط عمليات الطبع بصورة دقيقة، ان على رئيس كل قسم وشعبة ان يدون فيه بدقة المرحلة التي انجزها من المراحل المطلوبة لانجاد المطبوع والى جانب اذن التشغيل هناك كشوفات يومية للانتاج يبين فيها كل عامل فني ما اتمه من عمل خلال اليوم، وكذلك كشوفات يومية اجمالية يعدها رئيس القسم ويبين فيها عمل كل مكينة وانتاجها، وهذه الكشوفات جميعها ترفع يوميا الى مدير المطبعة لمراجعتها والاطلاع على عمل كل مكينة وكل عامل فني وانتاجه، والى جانب نظام ضبط عملية الانتاج هناك انظمة متعددة لضبط عمليات اصدار الاذونات ودوام الموظفين والعمال وصيانة المكائن والتعامل بين الاقسام وغيرها.
ففي المطبعة قسم اداري مهمته تنظيم شؤون العمال والدوام والاجازات وحفظ الملفات الخاصة بهم واستلام الرسائل وتصديرها، بما في ذلك رسائل طلبات الطبع وهذا القسم يتبع المدير مباشرة.
وأضاف «ان معدل الانتاج اليومي للمطبعة هو 150 ألف مطبوع تقريبا تجد منها الكتاب والمجلة والنشرة والسجل وغيره. وقد بلغ مجموع الانتاج خلال شهر مايو الماضي 6.325.751 مطبوعات، وان انتاج العام الماضي 62-1963 قد بلغ 47.697.769 من المطبوعات».
وفي سؤال عن كيفية التدريب للكويتيين أجاب:
«يقبل انتساب العامل الكويتي للمطبعة بصفة طالب متمرن مقابل مكافأة شهرية قدرها 26.250 دينارا ولمدة سنة ونصف السنة، يرقى بعدها في حالة نجاحه الى الدرجة الثالثة من الحلقة الثالثة.
ويتم تدريبه بأن يوجه للعمل في القسم الذي يختاره له مدير المطبعة مع مراعاة احوال، وظروف معينة، في الطالب، حيث يعمل مساعدا لاحد الفنيين في الطباعة او الجمع الآلي او الزنكوغراف او غيره ثم ينقل بعد اربعة اشهر الى عمل آخر، وهكذا يتنقل الى عدة اقسام ليطلع على جميع اعمال المطبعة، واخيرا يستقر في العمل الذي يظهر تفهما اكثر له ورغبة اكبر في ممارسته».