السلام عليكم ورحمة الله وبعد:
قرأت ردك واليك الجواب:
أولاً: في يوم السبت 15/7/1418 ه¯ الموافق 15/11/1997م كتبت مقالة في جريدة الأنباء الكويتية وفق الله تعالى القائمين عليها لكل خير, وكل من يحرص ويعمل على نشر الوعي بين الناس, هذه المقالة التي مضى على كتابتها قرابة عشر سنوات كانت تحت عنوان البدون أربعة وهذه مقدمتها كما هي:
بعيداً عن العواطف والمصالح والأهواء, فالحمد لله لست عضو مجلس أمة, ولا أرغب في شيء من المصالح الدنيوية التي تضطرني الى ركوب موجة هذه المشكلة التي دوخت البلد, والتي ساعدت على استفحال أزمة الكويت ومازالت, فالبدون أربعة:
النوع الأول: بدون مظلومون, حيث حشرت قضيتهم مع قضية غيرهم من البدون, فهم كويتيون قدامى معرفون, لم يمنحوا الجنسية بسبب القانون أو لأي سبب آخر.
والنوع الثاني: بدون غير أصله وزور نسبه وهو ينتظر لعل وعسى.
والثالث: بدون زور وحصل على ما يريد, فهو الآن يعيش على الزور »وما بني على باطل فهو باطل«.
والرابع: بدون مزدوج, يتبع المال والمصلحة, فهو هنا »بدون« وهناك يملك جنسية وهوية, فهو كالمنشار طالع يأكل ونازل يأكل.
وأمر هؤلاء جميعاً لدى الحكومة وهي لا شك على علم ودراية تامين بكل هذه الأصناف وهي تدرك أيضا مصلحة البلد وأمنه, ومجلس الأمة كذلك لديه ما لدى الحكومة من علم ودراية, والمطلوب تعاون السلطتين لمصلحة البلد وليس لأي اعتبار آخر.
ما أريد ان أقوله هنا حول هذا الموضوع, انني أتوجه بكلامي الى الأصناف الثلاثة الأخيرة, ناصحاً ومذكراً وواعظاً, فالذكرى تنفع المؤمنين وأصحاب القلوب الحية, ولست أملك إلا هذا. (انتهى النقل).
أقول للأخت الكريمة منى غانم: أردت من مقالتي مخاطبة هذه الأصناف الثلاثة, ولم أعن أبداً »البدون« المظلومين, لذلك رصَّعت مقالتي بقول الله تعالى وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه من لم تحرك قلبه نصوص الشرع فلن يحركه شيء آخر وقد كنت في مقالتي موضوعياً جداً, وحصرت الكلام في من يكذب ويزَّور وللعلم فان لي اصدقاء ومعارف وبعض الاقارب من »البدون« فبحكم وظيفتي وتنقلي لالقاء الدروس في المجالس والمناسبات وخطب الجمعة يأتي بعض هؤلاء ويعترف بأنه زور الحقيقة وحصل على ما يريد وبنى حياته على هذا التزوير, ويحصل مثل هذا مع غيري من المشايخ والعلماء والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: »انصر آخاك ظالماً أو مظلوما« قالوا: هذا ننصره مظلموماً, فكيف ننصره ظالماً؟ قال: »ترده عن ظلمه«.
هذا ما أردته, وليس هناك عنصرية, فأنا تكلمت عن واقع لمسته بيدي.
وقولك: يا دكتور معرفي ذا الأصل الفارسي, هذه أجمل عبارة قرأتها في ردك عليِّ, وشهادة بأنني معروف ولله الحمد لم أزور ولم اشتر ولم أرش ولم أتنكر, وللعلم فانني والله فخور بهذا الأصل العريق, لا من الناحية العنصرية, بل لأنه أمر قدري كوني, فالله تعالى هو الذي اختار لي مع أنني أملك نصفاً عربياً قبلياً, و»ربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة (أردت عيبي فأثنيت علي من حيث لا تقصدين الثناء, وأنا ولله الحمد من أسرة كويتية معروفة جيداً لدى اسرة الحكم الكريمة, وعلى رأسها سمو امير البلاد حفظه الله ورعاه, ولدي الأسر الكويتية الكريمة المعروفة ولو شئت لذكرتها أسرة أسرة, ففريج المرزوق وبراحة الفلاح وفريج الماي ومسجد الشرهان وغيرها كثير تعرف أسرة معرفي ومن هم).
الطعن في النيات حرام:
قولك: أثق تماماً بأنك لم تكتب هذا الكلام ابتغاء لوجه الله تعالى مراعياً حرمة الشرع وحرمة إخوانك المسلمين.
فأقول لك: اتق الله تعالى في نفسك وفي اخوانك المسلمين, ولا تتهمي النيات, فالنيات مردها الى الله تعالى, وأذكرك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال خالد رضي الله عنه عن ذي الخويصرة الخارجي: رُبَّ مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه.
قال صلى الله عليه وسلم: »اني لم أؤمر ان أُنقب عن قلوب الناس, ولا ان اشق عن بطونهم. فسامحك الله تعالى: فانني لم اكتب الا ناصحاً ناصراً للظالم والمظلوم.
ولا حرمة للكذب والتزوير والخداع والغش, والشرع هذه أدلته رصعت بها نصيحتي.
ردود سريعة على بعض ما جاء في مقالتك:
1- بالنسبة للمطالبة بنزع رداء العنصرية والحزبية: فالعنصرية تم الرد عليها, اما الحزبية فإنني من اكثر الناس مقتا لها, ولعل بعض من قاموا بسب الحكومة من اعضاء مجلس الامة في حشد من البدون هم من الحزبيين الذين يسعون الى تلميع صورتهم حفاظا على مصالحهم الشخصية والحزبية وقد فضح الله أمرهم عندما نشر عنهم في الصحف انهم اذا خلوا بالحكومة حضوها على الحذر من »البدون« في عدم التساهل معهم فهم اصحاب وجهين كلاهما قبيح.
2- اما الحسد: فعلى ماذا؟
- الحسد يكون لصاحب النعمة وليس لانسان مغلوب على أمره, فالذي يرى »البدون« من الأصناف الثلاثة المتقدم ذكرهم يتمثل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : »الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به, وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا, فلا مجال للحسد.
3- أما عدم فهمي ومعرفتي للسياسة ودستور الدولة فأقول:
اذا كانت السياسة في التزوير وادعاء النسب وشهادة الزور والكذب فاللهم زدني جهلاً بها واحفظني من الوقوع في أوحالها.
4- هذه الكتابات ليست تضليلية بل هي كتابات تنويرية لكل من خالف امر الله تعالى, فوصل الى ما لا يستحق أو يريد أن يصل الى ما لا يستحق من البدون الأصناف الثلاثة وغيرهم, ممن هم على شاكلتهم, هذا ما اردته في مقالتي عن البدون عنيت بدون الأصناف الثلاثة الاخيرة سابقة الذكر, اما »البدون« المظلومون فانني لا ولم اعنهم لا من قريب ولا من بعيد, فأنا مع المظلوم ونصرته ومع الظالم ونصرته وقلمي سوف يرمز للحق ومع الحق من دون دجل ولا تضليل ولا نفاق ولا حزبية.
اما النصح: فمرحبا به وحياه الله وحيا صاحبه, اذ كان لله تعالى, بعيداً عن التجريح والطعن واتهام النيات.
أخيرا: الى البدون (الأصناف الثلاثة) قبل فوات الأوان, فوالله اني لكم ناصح ولا تكونوا حجر عثرة لإخوانكم البدون المظلمومين.
أ.د. سليمان معرفي سفر رئيس قسم التفسير والحديث في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية سابقا.
|