الدوحة - عبدالغني بوضرة
الأربعاء 22 فبراير 2012
جريدة العرب القطرية
أصدرت وزارة الثقافة والفنون والتراث كتاب «قطر في كتابات المؤرخ الكويتي سيف مرزوق الشملان» وهو من إعداد وتحرير علي شبيب المناعي وعلي عبدالله الفياض ويقع في 199 صفحة في طبعة فاخرة.
وفي رسالة بخط يد المؤرخ سيف مرزوق الشملان بتاريخ 9 أكتوبر 2011، تصدّرت الكتاب، يقر فيها بطباعة الكتاب، ويقول: «قطر وطني العزيز الثاني».
وتم تقسيم الكتاب إلى مقدمة وقسمين وخاتمة وملحق نماذج مقالات. ويهدف الكتاب بحسب السيد حمد حمدان المهندي، مدير إدارة التراث بوزارة الثقافة والفنون والتراث إلى التأكيد ولو بشكل جزئي على الدور الرائد الذي قام به المؤرخ الكويتي المرموق سيف مرزوق الشملان وجهوده المتميزة في جمع وتوثيق التراث القطري والتعريف به على مدى عدة عقود ماضية، ومن ثم جدارة هذا الرجل العلم بالاحتفاء والتقدير، إبرازا لدوره ولأعماله وجهوده المخلصة التي قام بها خدمة للتراث القطري وتاريخ وتراث الكويت ومنطقة الخليج العربي.
وتضمن القسم الأول من الكتاب سيرة وأعمال المؤرخ سيف مرزوق شملان بن علي آل سيف، ورصدا لعلاقاته الوطيدة بقطر، بالإضافة إلى جهوده في جمع جوانب من التراث القطري.
ولد المؤرخ سيف في فريج (آل شملان) بمدينة الكويت في حي الشرق بتاريخ 1/4/1927، وينحدر من أسرة آل سيف، وهي أسرة كويتية عريقة، واشتهرت أسرته منذ القدم بتجارة اللؤلؤ. درس وتعلم الشملان في أول عهده في المدرسة الشرقية، ثم تابع تحصيله الدراسي، وهو يعد من الشخصيات المعروفة وأحد أبرز المؤرخين بدولة الكويت ومنطقة الخليج والعالم العربي، وبسبب علاقاته وعلاقة والده وجده برجالات بارزين على مستوى القيادة والحكم والسياسة والعلم، أصبحت ديوانيته ومتحفه الخاص بمنطقة (الدعية) فيما بعد مقصدا لشخصيات كويتية وخليجية وعربية مساء يوم الثلاثاء من كل أسبوع.
وللمؤرخ علاقة وطيدة بالمرحوم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي العالم والأديب والمؤرخ والمصلح الاجتماعي الكويتي المعروف، والذي كان له فضل كبير في توجيهه والاستفادة من علومه وطريقة تفكيره.
أول كتاب صدر للشملان هو «من تاريخ الكويت» عام 1959م، ثم كتابه الثاني «الألعاب الشعبية في الكويت» عام 1970، وبعدها بأربع سنوات أخرج للنور كتابه الموسوعي في جزئه الأول: «تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي)، ووثق ما جاء فيه بالصور والخرائط، واستغرق في إنجازه عشرين عاما مسافرا وباحثا عن مادته العلمية.
وخلال مشاركته في مؤتمر المؤرخين الذي عقد بالدوحة عام 1976، أشار عليه عدد من المؤرخين والباحثين بترجمة موسوعته إلى اللغة الإنجليزية، وهو ما تأتّى له عام 2000م.
ويوثق المؤلف لعلاقة سيف الشملان بدولة قطر التي تعود بداياتها إلى منتصف شعبان 1336هـ الموافق لأغسطس 1943م، حين زارها لأول مرة صحبة والده مرزوق بن شملان بسفينته الشراعية إلى بندر الدوحة، ألقوا مرساتها بعد الظهر بقليل أمام مبنى البلدية القديم.
واستمرت علاقته بقطر عندما زار الدوحة للمرة الثانية عام 1946م رفقة أبيه، ومكث فيها أكثر من شهر، وفي هذه الفترة أصبحت هناك مصاهرة بين محمد بن عبداللطيف المانع ومرزوق الشملان والد سيف، وأصبحت له أسرة مكونة من ثلاثة أبناء وبنتين.
وكان المرحوم مرزوق الشملان من التجار المعروفين في قطر، فقد أسس أول مصنع للثلج، بالإضافة إلى كونه عضوا في أول غرفة تجارة أسست في قطر، وعضوا في أول مجلس شورى في دولة قطر.
ولسيف الشملان بصمة بارزة وجهود جمة في جمع التراث القطري، عن طريق العمل الميداني ومصادر شفاهية، والتحقيق والكتابة والتصوير المؤرخ وجولاته الميدانية.
يضم الكتاب بين دفتيه وثيقة مهمة عبارة عن مقال للمؤرخ الشملان بمجلة العروبة القطرية عام 1970، وبه الأربع نقاط التي اقترح الاهتمام بها آنذاك وجاءت بعنوان «كيف كانت قطر في الماضي.. وكيف هي الآن؟»، ومن هذه النقاط، دعوته للحفاظ على بعض البيوت القديمة والأماكن الأثرية، وعمل متحف لآثار قطر وتصوير البيوت والأسواق ثم تسجيل الأهازيج الشعبية وغيرها. وضم القسم الثاني من الكتاب «الغوص على اللؤلؤ في قطر، ثم لمحة عن تاريخ قطر، وذكرها في المراجع العربية القديمة وفي أشعار القدماء».
قطر في كتابات المؤرخ الكويتي سيف مرزوق الشملان
العرض العادي
