راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > القسم العام
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-04-2009, 11:32 AM
القلم القلم غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 40
افتراضي مقابلة مع عبود الدغيل

مقابلة مع عبود الدغيل




عبود الدغيل: كنت نجارا في معرض الشعب سنة 1958 صرف لي راتب مقداره عشرون روبية

سعود الديحاني
جريدة الرأي العدد 10693 - 10/10/2008






ضيفنا اليوم احد الذين ادركوا الكويت وهي يغلب على العمار والبناء فيها البيوت العربية ذات طابق واحد وفرجان ضيقة والجدران المتلاصقة والطرق الرملية التي ليس فيها تعبير عبود الدقيل وصل للكويت في عقد الخمسينات من القرن المنصرم يحدثنا عن عمله في اليوم وكيف اصبح نجارا فيما بعد ثم تحوله إلى وزارة التربية احاديث متنوعة باختلاف مواضيعها يتخللها الحديث عن بلده الحامي من ديار حضر موت




فلنترك له ذلك:




بلدي الحامي احدى قرى بلاد حضر موت باليمن ذات صبغة زراعية وبحرية فأهلها كانوا يعملون بالزراعة وبصيد السمك حيث يجفف ذلك الصيد ويجلب للخارج فلها اتصال بالدول المجاورة اما الاعتماد على المياه فكان عن طريق العيون التي تنبع من اعلى الجبال فتصل للمزارع وهذه المياه كانت على انواع كثيرة فمنها الحار الكبريتي ومنها الحار الجاف والبارد وهو متوافر على طول العام واليوم اصبح يصل للبيوت... اما الدراسة فلم يكن لي منها نصيب حيث لم اتعلم ولا ادرس عملت مع والدي في عمله مبكرا فوالدي كان بناء محترفا بنى وشيد كثيرا من البيوت وكان عمله باليومية اشتغل عندنا في بلدنا الحامي واستمر سنين طويلة وانا كنت معه اتناول تكسير الصخور يبدأ عملنا من الصباح الباكر حتى الظهر ثم نستريح ونعود وقت العصر حتى المغرب وعند حلول المساء ذهب إلى بيوتنا ولم يقتصر عمل والدي على قريتنا الحامي بل ذهب إلى السواحل الصومالية جيبوتي وزعله ووبربرة وعمل فيها بالبناء فنحن اهل اليمن لنا ارتباط بحري بتلك الدول والسفن تذهب وتعود ومن ضمن عمل والدي بناء مسجد كبير وذي منارة عالية جعل في اعلى تلك المنارة سراج يضيء لأصحاب السفن حتى يستدل على ميناء من تلك الشعلة التي في سراج في اعلى منارة المسجد فلم تكن الوسائل كما هي اليوم فحين نشاهد السفن في الليل المظلم ذلك الضوء يعلمون انهم قربوا من سواحل بربرة.





الكويت
الكويت بلد الخير أخذ يطرق اسمها سمعي وانا في بلدي الحامي حيث ان الناس اخذوا يذهبون لها عن طريق البحر كلما جاء من سافر اليها من جماعتنا واهل بلدنا ذهبنا نسلم عليه وهو بدوره يحدثنا عن الكويت وان الاعمال بها متوافرة واهلها طيبون فقررت ان اسافر لها وقد سبقني اليها اخي الذي يكبرني بالعمر وكما هو معلوم ليس هناك طريق ووسيلة الا البحر والسفن الشراعية التي تذهب وتعود والمسافة كانت بالايام والاسابيع... ركبت احدى تلك السفن وكانت للنوخذة ابن سيفان من اهل الخليج ودفعت له 15 شلنا وابحرنا حتى وصلنا خور فكان ثم منطقة دبي حيث نزلنا فيها ولم يكن بها بيوت ولا اعمار الا مقهى صغير به اربعة رجال وامامهم طاولة عليها جوازات متناثرة جواز عماني وخليجي وجواز المهرة قلت انا اريد جواز مهري فدفعت 10 شلن فنحن قد خرجنا من بلدنا من دون جوازات البعض اخذ جوازا عمانيا وقد استفاد منه عندما تغيرت الأمور والأحوال اما انا فالجواز المهري كان من نصيبي فركبنا ذلك المركب الذي كنا فيه ووضع النوخذة صورا لنا على تلك الجوازات وواصلنا رحلتنا للكويت التي قطعت تلك المسافة 15 يوما السماء فوقنا والبحر تحتنا حتى وصلنا إلى الكويت عند النقعة التي مقابل قصر السيف.
كان في استقبالي اخي الذي وصل قبل مني وهو يعمل في مطار الكويت القديم الذي كان في منطقة النزهة اصطحبني معه حيث يسكن في المرقاب بالقرب من مسجد الحمد، وعند الصباح ذهبت مع احد جماعتنا يعمل عند علي عبدالوهاب المطوع ابو بدر فله معارض عدة للاثاث وانا عملت معه يوم افتتح معرض الشعب في منطقة الشرق قابلت العم علي المطوع في مكتبه في المباركية ووافق على التحاقي بالعمل عنده فكنت في معرض الشعب عاملا في ذلك المعرض اغلق المعرض واقوم بفتح ابوابه في الصباح وهناك حارس يمني للمعرض لكن مفاتيح الاغلاق وفتح المحل في الصباح كانت معي وانا المسؤول عن ذلك، معرض الشعب كان عند الدروازة يباع فيه الاجهزة الكهربائية والمكاتب وغرف النوم والثلاجات والغسالات ومواعيد العمل فيه من الساعة السابعة حتى الساعة الواحدة بعد الظهر ثم يغلق وبعد صلاة العصر يفتح المعرض مرة ثانية حتى المساء ثم نغلق المعرض اما راتبي فكان عشرين روبية كل رأس شهر والسكن كان في المعرض نفسه من الجهة التي خلفه ويوم الجمعة نغلق المعرض والزبائن كانوا كثيرين والمسؤول عنا كان أخ فلسطينيا غزاويا، وقد عاملني من كان في المعرض بكل احترام.






النجار
كنت عاملا في معرض الشعب عند الدروازة في الشرق لكن من خلال عملي كنت انظر واشاهد العمال المسؤولين عن فك وتركيب غرف النوم فتعلمت منهم ذلك العمل فتحول عملي من عامل داخل المعرض الى نجار افك واركب غرف النوم والراتب كما هو لكن هناك اكرامية من الزبائن، واصبح عملي خارج المعرض أخذ العنوان مع السواقين وكانوا يمنيين ونذهب إلى البيوت التي اشترت غرف نوم وانا اقوم بتجهيز وفك وتركيب تلك الغرف وكنا نذهب إلى جميع المناطق في الكويت ولم نخل بعنوان او يفقد الزبون اي قطعة وكل من دخلنا بيته احترمنا وعاملنا بلطف واكرمنا غاية اكرام حتى انني تعرف على احد الزبائن وكان يعمل بالمرور وقلت له عندي فحص قيادة فقام وتوسط لي ونجحت واشتريت سيارة أبل.






الاستقالة
بعد تحول العملة الكويتية من الروبية إلى الدينار كان الراتب هو لم يغير والاجازة مسموح بها تسافر متى تعود تلتحق بالوظيفة لذلك بعد 15 سنة من عملي في معرض الشعب استقلت من العمل وذهبت إلى التربية وعملت مراسلا براتب شهري 250 دينارا وبعد العصر عملت بنفس عملي السابق معرض الشعب نجارا.






التربية
انا لا اقرأ ولا اكتب لذا كان عملي مراسلا في التربية وكنت في مكتب الدكتور رشيد الحمد فهو كان موجها عاما للعلوم واستمررت معه حتى وقت الغزو بعدها ذهبت إلى اليمن وجلست بها حتى العام 1994 ولم تغب الكويت عن عيني وعقلي لحظة حتى جاء ذلك اليوم الذي اتصلت بالدكتور رشيد الحمد جزاه الله خيرا فهو صاحب فضل كبير علي ورجل قليل ان تجد مثله بالطيبة والاخلاق والاحسان، اتصلت عليه وبعدما استخرجت جوازا صوماليا رجعت إلى بلدي الثاني الكويت التي لم تغب لحظة عن عقلي وقلبي فرجعت وعملت بالتربية مرة اخرى وكان مقر عملي في المركز العربي للبحوث والدراسات سائقا والسكن في المركز نفسه.





الزواج
زواجي كان في اليمن والمهر كان 300 شلن وقد جاءت زوجتي للكويت لكن قبلها كان ابني مبارك مرض فجئت به للكويت حيث تعالج وشفى ودرس في مدارس الكويت ولي من الأبناء ثلاثة والبنات اثنتان.





الماء
عندما جئت للكويت كان السور عليها وله بوابات وليس هناك بيوت وعمارات كما هو اليوم والماء كان ينقل على عربات من البرك ويدفع للبيوت وكلما افرغ الماء في خزانات البيوت وضع خط على الجدار علامة على ان هذا البيت قد وصله ماء وعليه حساب وانا كنت ارى ذلك بنفس يوم كنا في المرقاب.







الصدقة
العم علي عبدالوهاب المطوع ابو بدر كان صاحب اياد بيضاء وله من الصدقات والزكوات الكثير وكنت ارى ذلك يوم كنت اعمل عنده في معرض الشعب، حتى انه كان يدفع للموظفين اليمنيين الذين لم يأتوا للكويت معاشا شهريا بعد الغزو ويرسل لهم راتبا ومعاشا وانا كنت منهم.





الاحتفال
كان في السبعينات في الكويت احتفالات واعياد وقد قال لنا وكيل وزارة الاعلام صالح شهاب انه يريد فرقة يمنية تمثل الفلكلور اليمني من ألعاب شعبية وأغان شعبية وكنت انا من المشاركين في ذلك الاحتفال.


http://www.alraimedia.com/alrai/Arti....aspx?id=84156
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24-02-2011, 05:35 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

غالب الغلاييني: أنا آخر من بقي من أطباء المستشفى الصدري


في سلسلة حلقات «من قديم الكويت» نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الاول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحلتي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للايام الخوالي، الى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتآلفة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف ان يشمل معهم عددا من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت الى الكويت قبل 40 او 50 سنة، فجاهدوا وعملوا كل في مجاله ومازالوا مساهمين في ورشة البناء والتنمية، وما كان لهذا العطاء ان يستمر لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت واهلها لهم.
في مستهل لقائنا مع الدكتور غالب خميس شاكر الغلاييني من مواليد يافا فلسطين عام 1932، قال: ايام الانتداب البريطاني ادركتنا حرب 1948 تم فيها تقسيم فلسطين التي تسمى الحرب العربية الاسرائيلية الاولى، هجرنا الى مدينة غزة بعد ان سقطت يافا بيد القوات الاسرائيلية. وأصل اسرة الغلاييني من منطقة «الوجه» في المملكة العربية السعودية على البحر الاحمر، وتوزع اجدادنا وهم اخوة منهم واحد الى غزة واخر الى شمال لبنان، والثالث الى سوريا، وجدنا الكبير مكث في غزة، وبنو عمومتنا في لبنان، وقد زارنا كبيرهم الشيخ مصطفى الغلاييني الذي كان مفتي الجمهورية اللبنانية في الثلاثينات، نحن في الاساس تجار برتقال، وفي الحرب العالمية الثانية توقفت صادراتنا من 1939 حتى 1945، وانا عملت في هذه الاراضي الزراعية.
قال د. الغلاييني درست في يافا ثم الثانوية في غزة بعد ان طبق علينا منهج النظام المصري، وانا من الدفعة الاولى الذين اعفوا من الثقافة، وتحولنا الى التوجيهي، وهنا لا بد ان اذكر الاستاذ احمد اسماعيل المشرف التعليمي على القطاع رحمه الله فقد قدم الكثير للفلسطينيين ولا ننساه، هؤلاء اخذوا كل طالب ممتاز في 1950 الى جامعة فؤاد الاول، وجامعة فاروق الاول في الاسكندرية، وفي القاهرة جامعة ابراهيم باشا التي سميت جامعة طب العباسية، ومن ثم جامعة هليوبوليس .. اسماء تغيرت لظروف ما في تلك الفترة، وتدربنا في تلك الجامعات، دخلت الجامعة المصرية ايام الملك فاروق وتخرجت ايام جمال عبدالناصر، كانوا يقولون: انت مخضرم يا غلاييني.

جئت الكويت في 1959
وتحدث عن أعماله، فقال إنه بدأ في قطاع غزة بعد تخرجه بالعمل في وكالة الأمم المتحدة للاجئين كطبيب، وفي تلك السنوات كان إخوتي يعملون في الكويت، ومعهم زوج خالتي مصطفى شهاب، الذي كان من البارزين في قسم المساحة بدائرة البلدية، وابن عمي محمود الغلاييني صاحب برنامج «شبكة الهواء» في إذاعة الكويت، طلبوني للعمل في الكويت، وتسلم الموافقة من السفارة السويسرية التي كانت تقوم برعاية المصالح البريطانية قبل الاستقلال، وذلك لسوء العلاقات المصرية الإنكليزية، ففي عام 1959/4/24 وصلت إلى مطار النزهة الدولي خلف السور، ولله الحمد كل الظروف ساعدتني مع وجود الدكتور أحمد سلامة أحد الرواد الأوائل في الكويت، ومن الاخيار الذين كافحوا داء السل ذلك المرض الذي عصف بالكويت، والذي كان من الأسباب الرئيسية للوفيات، والدكتور سلامة من مواليد بيروت رحمه الله له باع طويل في الأمراض الصدرية تقاعد عام 1969 من وزارة الصحة، فتح عيادة عام 1970 في منطقة جليب الشيوخ حتى 1982، وتقاعد نهائيا عن العمل، ومن الظروف التي ساعدتني في الكويت وجود القريب إلى نفسي وأهلي محمد الحناوي، كان في دائرة الكهرباء، وكذلك الدكتور أسامة عبدالمجيد جراح الصدر الذي تعامل في الكويت معي كأخ عزيز، والدكتور إبراهيم قليبو، وفؤاد طريفي هؤلاء هم من زكوني ورشحوني وارشدوني.
اضاف: من مطار النزهة إلى سكن في الشويخ كان جاهزاً، ويعتبر سكن العذاب مقابل محطة التقطير ومطاحن الدقيق، بالقرب من السكن يوجد مطعم، صار فيما بعد كما أعتقد مطعم «ميس الغانم».
وذكر أول يوم عمل، كان في مستشفى الصدري في فترة كان مرض السل منتشراً بشكل واسع، وكان مقر المستشفى في منطقة الشرق بجوار كراج الملا، وحفيز الغانم، كان عدد المرضى ما بين 450ــ500، وأكثر من 100 مريض في الانتظار، وقامت الحكومة بتوسعة المستشفى، ومن ثم نقله إلى الشويخ، حتى أصبح في الكويت مصح للصدري في الشرق والمقوع، ومصح للنساء في الشويخ.
وقال د. الغلاييني: كنت أنام مع المرضى طوال أيام الاسبوع وأشرف عليهم، وكانت راحتي كل أسبوع 18 ساعة فقط، هذا نظام كان متبعا، وطلب مني الدكتور سلامة أن اقوم بهذا العمل والمهمة لمدة سنة واحدة، ثم يأتي دكتور آخر، وبعد فترة نقلوا مرض السل من الشرق إلى مصح المقوع في الأحمدي حتى يبعدوهم عن البلد، وأنا نقلت معهم، ولكني في غرفة منفردة، وكنا نستقبل المصابين بلدغات العقارب والحيات، لأننا بالقرب من الصحراء والبر والمخيمات، وبعد العلاج ننقلهم إلى مستشفى الأميري.
وتذكر تردد الشيخ صباح السالم الصباح رحمه الله على مصح المقوع للمتابعة عندما كان رئيساً لدائرة الصحة العامة، فطلب مني أن أضع لوحة إرشادية تدل على المصح، وكان معه في كل زيارة رجل كبير السن عرفت فيما بعد أنه العم المرحوم خالد عبداللطيف الحمد وكنت أجلس معهما واستمع إلى الإرشادات والنصائح، وكان مسؤول المصح في الصباح حتى الظهر د. محمد عاصي.

المرض الملعون
وقال الغلاييني عن السل، إنه داء رئوي كبدي يصيب العظام، أيضاً، والأمعاء، والغدد، مرض ملعون سببه التلوث، لا يفرق بين أهل الكويت والبادية، وكان منتشراً بشكل واسع في الباديتين المجاورتين، وتأتي أفواج من المرضى إلى الكويت للعلاج، وبسبب سهولة العدوى كان السل يصيب أفراداً عدة من العائلة الواحدة والبيت الواحد، كنا نفكر دائماً بعزل المريض بالسل، وكان أحياناًَ لا يفيد فيه العلاج، والميسور الحال كان يرسل مريضه إلى الخارج للعلاج، خصوصاً في الجو النقي الصافي، وأكثر مرضى السل بالكويت كانوا من الأجانب.
وقال، بعد التطور والأدوية المتوافرة، والتطعيم المستمر للأطفال بدأنا نسيطر على السل المنتشر، وحتى في المنافذ منعوا الكثير من المصابين، من خلال اكتشاف المرض بالأشعة السريعة المتطورة، والحالات المستعصية كنا نعالجها بإبر الهواء في البطن والرئتين، وكانت بعض المريضات يحتجن إلى دم بعد النزف من الفم، لكن أزواجهن كانوا يرفضون دم الرجل لزوجته أو لأمه وأخته، وكان يقول، لا أوافق على دم الرجل للمرأة، وأحياناً كنا نزور المرضى في بيوتهم وننقلهم إلى المصح بكل وسيلة ورجاء، وطاقم الزيارة من الممرضات المتخصصات ودكتور وسيارة مجهزة، وكانت الزيارات متكررة، ولذلك قللنا من العدوى مع وجود الأشعة المظلمة، لكن بين المرضى أنفسهم كانت المناعة موجودة، وغالباً ما يصيب السل عظام المرأة، فكنا نضعها في جبس، وأنا من الأوائل الذين عملوا في مصح النساء، وكان معي دكتور لبناني، لا يحضرني اسمه، ود. إبراهيم قليبو، ود. أسامة الدرهلي.
وقال، بعد السل الذي ذهب بلا رجعة زاد عندنا هذه الأيام الالتهاب الرئوي، والربو، وسرطان الرئة، وسرطان الحلق والفم، وسرطان المثانة، وانتفاخ الصدر الذي يعود سببه إلى التدخين، وكذلك القصبات الهوائية، أمراض غالباً ما يكون التدخين سببها، خصوصاً الشيشة أو أي تبغ أو تنباك.

تطور الأمراض الصدرية
وذكر الدكتور الغلاييني تاريخ المصح الصدري وتطوره من عام 1952 قبل قدومه أنشئ المصح الداخلي للأمراض الصدرية.
وفي عام 1953 أنشئ مصح النساء للأمراض الصدرية وفي عام 1956 أنشئت مراكز مكافحة السل، ومكتب لبحث المصابين بالسل من الناحية الاجتماعية، وفي 1959 افتتح مصح للأمراض الصدرية، ومصح المقوع، وفي هذه المصحات ما يقرب من 27 طبيبا في عملهم 24 ساعة، وهنا أذكر الدكتور كرنيك أو غصبيان الذي ادخل جراحة تنظير الشعب الهوائية، والدكتور محمد شعبان الذي تدرّب على عمليات الصدر، والدكتور اسامة والدكتور قليبو، ودخلت المصح الصدري أساليب جديدة، والأدوية الحديثة لها دور كبير في محاربة ميكروب السل، وكنت أنا أذهب إلى انكلترا على حسابي الخاص لمدة 6 أشهر للدراسة في جامعة «ولز».
ولكن الحكومة أخيرا صرفت الراتب فقط، وأما التذكرة والسكن، فمن جيبي الخاص، وحصلت على دبلوم في الأمراض الصدرية.
وعن الأجهزة المتطورة، قال: قامت الحكومة الألمانية بإرسال جهاز للكويت وأجهزة أخرى لدول المنطقة لم يعمل إلا الجهاز الكويتي لقدرة الأطباء على تشغيله وتصليحه وصيانته، وأنا من الذين قاموا بتشغيل الجهاز وتركيبه، وأنا أول من شغل مختبرات الوظائف النفسية في الكويت، ومن ثم ذهبت الى جامعة لندن 3 شهور للدراسة في عام 1964 أعطيت كل خبراتي للمرضى، وأحضرت جهاز تخطيط وعملت عليه، ولكن سرقه الغزاة ايام الغزو العراقي للكويت، ونحن الآن في نهاية 2010 لا نعرف السل أبدا، ولكن أكثر ما نعاني منه هو «الربو» الذي سببه التلوث والتدخين وأشجار السلم (الصفصاف ــ برهام)، وأصبح المصح الصدري الحالي في حالة ممتازة ببركة المسؤولين الذين تعاقبوا عليه، حتى وصلنا الى فتح ديوانية في المستشفى أقامها الدكتور عباس رمضان بعد أن عين مديرا، نجتمع كل شهر ليلة واحدة (الأربعاء)، زادت المحبة والألفة والتعارف في المستشفى بين جميع العاملين مع وجود الفول والحمص والفطائر والعصائر، وأهم ما في المستشفى وبين العاملين نجد العدالة والتقدير والتفاهم، ولا أحد ينزعج من العاملين اثناء العمل، الله يعطي مدير المستشفى الصحة والعافية، هو صاحب فكرة الديوانية، وهذه الجمعة الطيبة، ولا غرابة لأهل الكويت لأنهم تعودوا عليها، وهي امتداد لديوانيات أخرى المنتشرة في كل الديرة، وادعوا اخواني في جريدة القبس لأن يشاركونا في هذه الجلسات الراقية المفيدة للجميع.

أكلات علاجية
وذكر الدكتور الغلاييني بعض الأكلات التي تعتبر وقاية من أمراض السل وغيره، ذكر اللحم، والحليب، والروب، والخضار، والفواكه أكلات مغذية وترفع المناعة، وأما البيت فيجب التركيز على أكلات قليلة الدسم، والابتعاد عن النشويات، عليك بلحم الدجاج والسمك لشرايين القلب، وخفف من اللحم الأحمر، وأما كبير السن فيبتعد عن الألبان الا خالية الدسم.

المبنى القديم
وشرح عن مبنى المستشفى الصدري في الشرق فقال: لا أنسى الملحق ففيه عيادات، وفوقه بالدور الثاني قسم الأشعة للقادمين الى الكويت، والملحق يطل على المقبرة، وأما من الداخل فحوش كبير يدخله الاسعاف، والى يمين المدخل ادارة المستشفى من 4ــ5 غرف، وفوق الادارة غرفة خاصة لي لأن اكون مع المرضى طوال الاسبوع، ومن ثم حمام وبلكون، وكان المرضى يلتقون في الليل وسط الحوش، كنا نعرض لهم افلاما مشوقة، وأخيراً استخدم المبنى للولادة، ومن ثم للأمراض الباطنية، وأخيراً نقلوا كل العاملين الى مستشفى الجهراء، والآن المبنى أطلال، ودمار، وخراب، ومواقف الصدري للسيارات بعد تصليحها لأن المصح قريب من الكراجات.

أمنيات بعدم التدخين
وأخيراً تمنى الدكتور الغلاييني أن يمتنع الكويتي والكويتية وغيرهما عن التدخين، وكان يكرر: بعد نصف قرن من الخبرة في مجال الصدر وأمراضه أنا أعرف ما هو التنباك وما هو القدو، وما هي اللعينة «الشيشة»، وأبارك لكل انسان لا يدخن، وأقول «ربنا يحفظ الكويت وتبقى للخيرين»، يساعدون المحتاجين لأن الكويت منبع الخير والعطاء، وأتمنى أن تعود العلاقات التي كانت بين اهالينا مثلما كانت في الخمسينات، باذن الله نرجع الى تلك الفترات، وهذا ما أتمناه وأحلم به، ولا أدري لماذا تغيرت الأيام والقلوب «ربنا يحفظ الكويت من كل حسود وعدو»، وحتى الدكتور الجراح العجوز علينا ألا نهمله بعد سنوات من الخدمة، لنستفيد منه في الندوات والمحاضرات والاعلام، حتى لو كانت يداه ترتجفان من الكبر.

دائرة «الصحة»
وقبل الحديث عن «الصحة» قال الغلاييني: انا آخر من تبقى من اطباء المستشفى الصدري القديم، ولا انسى هؤلاء الافاضل في ذاكرتي، الذين عملت معهم، وقبلهم كما سمعت وقرأت منهم الشيخ عبدالله السالم الصباح، مؤسس الصحة واول رئيس لها في عام 1936، وأول مستوصف حكومي كان في ديوان اسماعيل معرفي، ومن ثم الشيخ فهد السالم الصباح رئيسا للصحة، وبعد الشيخ صباح السالم الصباح، واول وزير عبدالعزيز الصقر - محمد يوسف النصف - حمود يوسف النصف - عبدالعزيز الفليج - عبدالرزاق العدواني - عبدالرحمن العوضي (من 1975 - 1986) عبدالرزاق العبدالرزاق - عبدالوهاب الفوزان - عبدالرحمن المحيلان - الشيخ سعود الناصر الصباح - انور النوري - عادل الصبيح - محمد الجارالله - الشيخ احمد فهد الاحمد الصباح - الشيخ احمد عبدالله الاحمد الصباح - معصومة المبارك - عبدالله الطويل - علي البراك، وهلال الساير.
وقال: عملت في الصحة من دائرة الشيخ صباح السالم الصباح حتى الآن، ولا انسى برجس حمود البرجس (ابوخالد) الذي قدم الكثير، وكانت الصحة من الوزارات والدوائر النشطة والمنظمة والعاملة من يوم عملت فيها عام 1959، لا تأخير في اي طلب من الادوية والاجهزة، ولا انسى د. احمد سلامة مدير المستشفى والدكتور كرنيك والدكتور شعبان، والسيد يوسف الحجي، حفظه الله، وعبدالرحمن العتيقي، سعد الناهض.
وختم قائلا: من السابقين والحاضرين في الصحة رجال افعال واقوال وغيرة وكرامة، والتواضع الذي رفعهم الله به، وهم الذي اصلحوا، وما زال من بعدهم يصلحون، وانا قضيت معهم كل عمري لخدمة هذه الارض التي تستحق، كانوا اخوة بررة متحابين في الله، متواصلين متراحمين، كنت اسمع اقوالهم حتى المديرين الذين مروا علي وانا مع الأمراض أشاهد من يغادر وأشاهد من ينقل الى مثواه الاخير، لا اسمع الا الخير والسعادة والتوفيق، وكان منهم تهذيب النفس والخير المطلق، أتمنى ان اقضي كل عمري وانا ادفن تحت تراب هذه الديرة الطيبة.


افتتاح الصدري 1959م

أطلال المستشفى اليوم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24-02-2011, 05:39 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

إسماعيل السيد: 87 سنة لم أذهب خلالها إلى طبيب ولم أتناول دواء


في سلسلة حلقات «من قديم الكويت»، نقلب صفحات الذكريات مع الرعيل الاول من رجالات الكويت الذين تخضرموا في مرحتلي ما قبل النفط وما بعده، وطالما ان الحنين للايام الخوالي، الى الكويت القديمة، كويت الخير والبركة والحياة الاجتماعية المتآلفة، هو القاسم المشترك الذي يجمعهم، فمن الانصاف ان يشمل معهم عددا من الوافدين من مختلف الجنسيات التي قدمت الى الكويت قبل 40 أو 50 سنة فجاهدوا وعملوا، كل في مجاله، ولم يستمر هذا التواصل والعطاء لولا محبتهم لهذا البلد الخير ومحبة الكويت وأهلها لهم.
ويؤسفنا ألا يمهل القدر السيد اسماعيل علي السيد ليقرأ حديثه الاخير هذا، حيث انتقل الى رحمة الله تعالى اخيرا قبل نشر هذا اللقاء، الذي استعرض فيه ذكرياته في الكويت على مدى 60 عاما، رحمه الله..
في مستهل لقائنا معه، قال: هناك اسم رباعي لي وللاسف لم استعمله لظروف سياسية ابعدت هذا الرابع (نبايل) من النبل، وهذه العائلة انقرضت، ونحن من الريف قرية مشهورة تسمى «فيشة الصغرى»، كلهم هاجروا واختفوا، ولا يوجد لي في هذه الحياة، الا هذه السيدة (أم حازم) زوجتي، وكذلك هي لم يبق لها الا أم وأخت.
واضاف: دخلت الكويت 1952م، وشربت من ماء شط العرب الذي كان ينقل الى الكويت بواسطة السفن التي تسمى «أبواما»
التي كانت تحمل صهاريج خشبية تدعى «فناطيس» الواحد منها فنطاس او تانكي، وحفرت برك تفرغ فيها المياه، والسقاؤون كانوا ينقلون المياه الى منازلنا، وكنت اسمع: ماء شط - ماء شط بواسطة عرباين يدوية يدفعها المهارى، وكل واحدة فيها تانكي وحنفية يصب منها حسب الحاجة.
وقال السيد: انا من مواليد 1923/3/3، اي ثلاثة بثلاثة بثلاثة، والآن بلغت 87 سنة تقريبا، ولا شك ان الذاكرة بدأت تضعف، وخلال هذه السنوات ولله الحمد لم امرض، ولم اذهب الى المستشفى، ولم اتناول دواء، والآن بدأت بادوية التقوية، والصحة ممتازة والحياة كويسة، كما تشاهدني يا ابني يا جاسم.

سياسة متعبة
قال: حياتي كلها مشاكل سياسية كبيرة ومتعبة، بدايتها ونحن طلبة في المرحلة الثانوية ننظم تظاهرات ضد الاحتلال الانكليزي، وكنت اتزعم المسيرات الطلابية، ويرفعونني على اكتافهم، وانا اول طالب اعتقل، واصيح بأعلى صوتي لخروج الانكليز، وللاسف كان الحاكم المصري يتبع الاستعمار ايام النقراشي باشا الى ان انتهى بعد فترة طويلة. مررنا بظروف قاسية، اعتقالات وتحقيقات وسجون وتعذيب لمدة سنوات، وهذه اذني طبلتها تلفت ولا اسمع بها بسبب الضرب على الوجه، ولقد سببت لأمي وابي متاعب كثيرة، وانا وحيدهما.
وللاسف، كانت المصائب كلها في عهد رئيس الوزراء المصري السابق اسماعيل صدقي وايضا من اختيار الانكليز، حتى جاءت ثورة جمال عبدالناصر، واصلا هو كان من جماعة الاخوان المسلمين، وعندما وصل الى الحكم انقلب عليهم، وأنا قررت الخروج من مصر، وباعجوبة وصلت الى بيروت عن طريق البحر.

الزواج في الكويت
قال السيد: تعرفت على أم حازم بثلاثين دقيقة في بيروت، رغم معرفتهم بأني رجل حركة ونضال وهارب من مصر، وقبل ان تتخرج في العلوم السياسية، والآن 54 سنة في الحياة الزوجية وشعارنا اسماعيل وانصاف السيد شركاء متضامنون «مدى الحياة»، تزوجنا في الكويت شهر 12 سنة 1955.
وقال السيد: وعلى الرغم من الاستقرار والعيش الهانئ في الكويت، لكن جمال عبدالناصر طلب من المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح ان يبعدنا من الكويت نحن الأربعة من الحركيين التابعين لــ «الاخوان المسلمين»، وهم: محمود الساعي كان رئيس المهندسين في وزارة الكهرباء والماء، وحسن العشماوي مستشار في الفتوى والتشريع، والدكتور عصام الشربيني من الاطباء المشهورين، لكن رفض طلب جمال عبدالناصر، وقال سمو الأمير، رحمه الله: هؤلاء لهم سمعة طيبة، ولا مشاكل عندهم، وهم من اصحاب الاخلاق العالية والامانة، ونحن وصلنا الخبر عن طريق المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح.
وتذكر ابوحازم المهر الذي قدمه لزوجته ام حازم، فقال: مهرها كان كل رصيدي وما املكه في البنك العربي في بيروت، فسجلته باسمها.

العمل مع المطوع
وتحدث عن وصوله إلى الكويت والعمل كشريك مع عبدالله المطوع وعبدالرزاق المطوع، قال: التقيت مع عبدالعزيز المطوع أخو أبو بدر في مصر أيام محاضرات الثلاثاء، كان يلقيها المرشد رحمة الله عليه حسن البنا في الساحة المشهورة الحلمية فطلبت منه أن أحضر إلى الكويت وتمت الزيارة من القاهرة إلى بيروت ودمشق، وبغداد والبصرة بالسيارة ومن ثم إلى الكويت بالطائرة التي هبطت في مطار شرق الشامية موقع ضاحية عبدالله السالم والنزهة، وهذا المطار افتتحت عام 1948م حتى 1962م، الذي تحول إلى مطار عسكري، ودخلت الكويت بكفالة عبدالعزيز المطوع، وأتذكر أرض المطار وكانت رملية وفيه كشك و2 من الموظفين فقط.
وأضاف السيد أنا مقاول ومهندس ولي شركات في مصر، لكن عبدالناصر صادرها ومن ثم سحب مني الجنسية المصرية لمدة 45 سنة وبفضل الله سبحانه وتعالى أعيدت لي بعد أن حصلت على اللبنانية، والآن من مدة 10 سنوات الجواز المصري في «جيبي» كانوا يفهمون الأمور بالخطأ، ويقولون إنني سأغير النظام في مصر، ورضينا بما كتب الله سبحانه وتعالى لنا وأولادي الاربعة يحملون المصرية واللبنانية والأميركية، وكلهم من حملة الدكتوراه وبعيدون عنا، وهذا البيت الكبير ملك لنا، ونعيش بالوحدة وثالثنا الخادم.
وقال أسست شركة الإنشاءات مع المطوع ثم أسست شركة ثابتة مع محمد العدساني وعبدالله الكليب وكيل وزارة.
البريد والبرق والهاتف من عام 1964 الذي نقل الى مجلس الوزراء في 1966، والشركة تأسست تحت اسم بوبيان الجزيرة الكويتية تقع الى الشمال الشرقي، وأنا أول من استعمل الاسم في الأسماء التجارية، وأما الشركة الثالثة فقد اسستها مع عبدالله عبداللطيف المطوع باسم شركة كونكورد، عملت معهم حتى التقاعد منذ 5 سنوات، وأنا لم أدفع شيئا، ولكن الإدارة والحركة مني أنا، وهم دفعوا 75 الف روبية، وجاء الخير مع الخيرين، ولا أنسى من الشركاء بدر الشيخ يوسف، وفهد السلطان، وبعد التصفية تكرر رأس المال 54 مرة، وأخذت نصف الأرباح الخيالية. كانت الأمانة والإخلاص والتعاون شعارنا.

الإرشاد الإسلامية
وقال السيد: أنا من مؤسسي جمعية الإرشاد الاسلامية مع عبدالله المطوع موقعها كان في السوق بالقرب من المسقف، وتأسست بغرض تنوير عقول الشباب والمحافظة على القيم الروحية، لكي يتم البناء الاجتماعي سليما وقويا، والحياة الطيبة، وتأسست عام 1952، وأصدرت مجلة وترأسها عبدالعزيز العلي المطوع، ثم عبدالرزاق المطوع، وكانت تهتم بالشؤون الاسلامية، وتصدر شهريا، وبعد الأزمات المتتالية توقفت عن الصدور.
وعن حرب فلسطين 1948 الذي اشترك فيها اسماعيل السيد قال: حاربت على الجبهة المصرية - الفلسطينية ضد اليهود، ونظرة الاخوان المسلمين لليهود اعداء الدين والاسلام، ولو كان الفلسطينيون صنفا آخر لما حاربهم اليهود، فقط لأنهم من المسلمين.
وقال: حاربنا مع المتطوعين، ولدي صور تاريخية، وللأسف هجموا على بيتي في مصر، والحكومة أخذت كل الصور والوثائق، وكانوا اذا أمسكوا أحدنا يقتلونه بالسكين، وحتى ولو كان ميتاً.

مجتمع تقليدي
وتحدث عن أيام مضت وعن أناس عاشوا على مياه الآبار وفي الصحراء، واعتمدوا على البحر وهم مهرة فيه، فقال: عشت مع هؤلاء العظماء في بداية الخمسينات، كنت احصل على 4 غالونات ماء مع اخواني، وكنا نسبح بماء الجليب (البئر) المالح، وآخر غرفة نصبّ من الماء العذب الذي كان للشرب والطبخ فقط، كانت حياة قاسية، عشنا في بيت متواضع وما يحويه من أشياء مرتبطة به، سكان متعارفون متآلفون يعاون بعضهم بعضا، والديوانيات تضمهم في الليل، والعمل والكد والعرق شعارهم بالنهار، مجتمع عاش في بيوت صغيرة مرافقها تسد حاجاتهم، ولكن المحبة والوفاء يتمتعون بهما، وكان البيت القديم الذي يسمى بالبيت العربي يتسم بالبساطة وينسجم مع البيئة وكان يتكون من عدد من الغرف، والنوافذ أي الشبابيك وتسمى «الدريشة» تكون فتحتها داخل الحوش، لا توجد نافذة واحدة تطل على السكة (حاجة شرعية أوي)، مجتمع له علاقة بالدين وأحكامه، وعلاقات قوية بين أفراد من مواطنيه أو مقيميه خاصة معنا نحن من مصر ولبنان وفلسطين.
قال: أيام عرفت بأعلى مراتب الاخوة واعظمها واكبرها، وكان رباط الدين يجمع بين الناس، وهو رباط باق لا يفنى، كنا نشعر بنور الايمان واشراقه.
واضاف: مجتمع راق متعاون عرف كيف يتعامل مع الغزو الغاشم الذي اراد الغازي الصدامي ان يفرق بين الناس، ولكنه فشل، فهذه سراديب البيوت شهدت العشرات من الكويتيين والكويتيات عاشوا فيها، وسرداب بيتنا في السرة جمع ما بين 40 - 50 شخصا، وحتى العساكر الصدامية الذين كانوا يراقبوننا كنا نقدم لهم الاكل والشرب لكي لا يؤذونا، ولكن تطور الحياة وتغير الاحوال غيرا القديم الذي لا يفرق بين الكويتي والمقيم لا في الدين ولا في المذهب ولا في العرق، والآن للأسف نسمع ما كنا نسمعه من قبل.

ديوانية العتيقي
وقال ابو حازم: لا وقت للفراغ بعد العمل. وفي الليل نجتمع عند العزيز عبدالرحمن العتيقي في ديوانيته التي تجد فيها العقيدة والعمل، كل منهما في الآخر، تجد فيها الوحدانية لله تعالى، والوحدة المتماسكة بين روادها وتنعكس على المجتمع، ديوانية ملؤها الاخوة بالله، ونصرة المظلومين والمستضعفين، هكذا دواوين الكويت كلها تجمعها الروابط الاخوية، ديوانيات الكويت كانت تهب لنصرة المظلوم، وقضينا اوقاتا طيبة فيها.
وقال: الآن وبعد التقاعد اقضي اوقاتي بين 50 ألف صورة فيها ذكريات مفرحة ومؤلمة، واعتقالات وسجون ومحاكمات، واهانة وكرامة، صور فيها الفهم والسلوك والاخلاق، وذكريات من الصالحين والنصر من عند الله.
وفي الختام اشار ابو حازم الى الصور والتحف في بيته وفي كل ركن وصوب ذكريات طيبة رغم قسوتها، وتماثيل من خشب الابنوس قالوا لي انها محرمة في البيت، لا اعرف لماذا حرمت؟
وختم بالقول: انا سعيد جدا يا جاسم وسعيد جدا بــ القبس لقد نقلتموني نقلة عظيمة من 70 سنة وأكثر
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اقتراح: بعمل مقابلات خاصة بالموقع متصفح الصندوق 11 11-12-2009 05:33 PM
مقابلات و لقاءات الشيخ فهد الأحمد أبوفارس111 مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 5 02-11-2009 05:30 PM
إقتراح: مقابلات تاريخية ولدالشامي الصندوق 1 29-07-2009 02:17 PM


الساعة الآن 06:51 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3, Copyright ©2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت