مضار الخمرة
قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون}، الخمرة معروفة وسميت بذلك لأنها تركت فاختمرت، وقيل سميت بذلك لمخامرتها العقل. والميسر هو القمار، والأزلام هي السهام التي كان عرب الجاهلية يستقسمون بها، مكتوب على واحد منها افعل، والثاني لا تفعل، والثالث مهمل ليست عليه كتابة. فإذا عزم أحدهم على أمر جعلها في خريطة وحركها ثم يمد يده إلى واحد منها، فإن خرج الأول عزم على الأمر، وإن خرج الثاني ترك ما عزم عليه، وإن خرج الثالث وهو المهمل أعاد العمل. وأما الأنصاب فهي كل ما عبد من دون الله، والرجس لغة القذر والعذرة، أي النجاسة.
ولنرجع إلى مضار الخمرة. يقول الأستاذ فريد وجدي: "لم يصب الإنسان بضربة أشد من ضربة الخمر، ولو عمل إحصاء عام عمن في مستشفيات العالم من المصابين بالجنون والأمراض المعضلة بسبب الخمر، وعن من انتحر أو قتل غيره بسبب الخمر، وعن من يشكو في العالم من آلام عصبية ومعدية ومعوية بسبب الخمر، وعن من أورد نفسه موارد الهلاك والإفلاس بسبب الخمر،وعن من تجرد من أملاكه بسبب الخمر، لبلغت هذه الإحصاءات حداً مريعاً. وهذه مصيبة تقع على رأس من قضى الله عليه من عباده".
وإليك هذه النادرة عن شرب الخمر: اجتمع قوم في بيت يسكرون فلما تمكنت من رؤوسهم الخمرة وصاروا لا يشعرون، ركب أحدهم سطح البيت فبال عليهم فأخذوا يتلقفون البول فرحين بنزوله عليهم، وهم يقولون "يا مطر يا بو شعاعة يا مطر سو القناعة!.." وهذه المقالة يقولها الأولاد الصغار عند نزول المطر الموسمي ويكشفون رءوسهم للمطر يتبركون به!…
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
|