22-01-2012, 03:31 AM
|
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
|
|
(1) الجاحدون بالاستدلال وهم الذين ناقشوا البراهين التي قامت عليها الأديان واتخذوا الطبيعة لهم دينا.
(2) الجاحدون المستهزئون وهم أولئك الذين يفخرون بأنهم لا يعتقدون بالدين الإلهي ولا بالدين الطبيعي ويعتقدون أن المنفعة العظيمة للحياة كسب المال ويرون الحياة عملا غايته القبر في كل حال.
(3) الجاحدون الذين يلقبون بكبار العقول فهم يفخرون بكفرهم ويضحكون من إيمان غيرهم.
أقول: لن يكون مدار حديثنا القسم الثاني والثالث لأن كليهما لم يستند على دليل حتى يناقش فيه وإنما اتبعوا أهواءهم بلا برهان بل إنما كلامنا مع القسم الأول الذين آمنوا بالطبيعة وهم يعترفون بأن الطبيعة لا تسمع ولا تبصر ولا تعقل ومع ذلك نسبوا وجود هذا العالم إلى الطبيعة فآمنوا بها ولم يؤمنوا بالله لأنه غير محسوس، ونجيبهم بما قال أحد علماء الإنجليز: "إنما نعرف الله بأعماله ويضطرنا العلم إلى الإيمان والثقة بقوة الفاعل وراء الطبيعة والكهرباء".
ويقول السير جيمس الإنجليزي: "إن في الكون آيات ساطعات على وجود قوة مدبرة مهيمنة عليه فسمها ما شئت الله، المدبر، المتحكم، الطبيعة فإن هذه الأسماء تصل بنا إلى معنى واحد هو الرب الخالق الذي نزلت باسمه الأديان".
ويقول بسمارك: "إذا لم أضع ثقتي بالله فلن أضعها في سيد من أهل الأرض قاطبة وتجدوني قد ملكت من موارد الرزق ما يكفيني وارتقيت من المناصب بما لا مطمع بعده فلماذا أشتغل وأجهد نفسي؟ لا يبعثني على شيء من هذا إلا شعوري بأنني في جميع ذلك أعمل لوجه الله ولو لم يكن لي إيمان بالعناية الإلهية لطرحت لساعتي ما حملته من أثقال وظائف الحكومة".
ويقول ابن خلدون: "العقل ميزان صحيح ولكنك لو أردت أن تزن به أمور التوحيد والآخرة وحقيقة الوجود والنبوة وكل ما وراء طوره فإن ذلك طمع في محال، ومثال ذلك رجل رأى الميزان الذي يوزن به الذهب فطمع أن يزن به الجبال".
ويقول هربرت الإنجليزي: "من درس الطبيعة دراسة مستعجلة سطحية أغوته وقادته إلى الشيطان ومن درسها بتعمق وروية سمت به وأوصلته إلى خالق الكون".
ويقول لويز بوردو: "يجب أن نعترف بأن هنالك قصدا وروحا مدبرة لأنه بدون ذلك تفقد وحدة المجموع رابطتها فالقصد يظهر في تلازم الحوادث ويثبت به".
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
|