25-01-2012, 02:29 AM
|
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
|
|
{واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب. اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب. ووهبنا لنا أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب. وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب}.
قوله {مسني الشيطان} مثل قوله تعالى {وما أنسانيه إلا الشيطان} فقد نسب ذلك للشيطان وإن كانت الأشياء كلها بيد الله وقيل مس الشيطان بما يلحقه من الوسوسة لا غير {والنصب} لغة التعب والإعياء {والعذاب} الألم {والركض} الدفع بالرجل يقال ركض الدابة برجله إذا ضربها {والمغتسل} الماء الذي يغتسل به {والشراب} الذي يشرب منه {ووهبنا له أهله} في الآخرة ومثلهم معهم في الدنيا وقوله {وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث} فالضغث العثكال أي اضرب (بالعثكال) ولا تأثم لأن أيوب أقسم أن يضرب زوجته مائة جلدة فأمره الله بذلك والسبب في هذا الحلف أقوال لا محل لذكرها.
وقال ابن العربي القاضي أبو بكر: لم يصح عن أيوب شيء في أمره إلا ما جاء في كتابه العزيز في آيتين {وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}.
وقوله تعالى: {واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب} ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء إلا حديث [بينما أيوب يغتسل إذ خر عليه رجل من جراد من ذهب فجعل أيوب يحثى في ثوبه فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى فقال بلى وعزتك ولكن لا غنى لي عن بركتك].
فمن هذا تعرف أنه ما ذكر في التفاسير من الخرافات الإسرائيلية ليس لها من الصحة نصيب يعتمد عليه ومثلها ما ذكر في الدر المنثور ذلك الحديث الطويل.
وخلاصته أن الشيطان طلب من الله أن يسلطه على أيوب فقال له: "سلطتك على ماله ولم أسلطك على جسده فأتلف الشيطان جميع ما يملك أيوب من مال وزرع وحيوان، ثم طلب الشيطان من الله أن يسلطه على أولاده فسلطه عليهم فأهلكهم، ثم طلب أن يسلطه على جسده، فقال له الرب سلطتك على جسده ولم أسلطك على قلبه فنفخ إبليس عليه نفخة قرح منها جميع جسده ثم ذكر بهذا الحديث ما جرى له مع زوجته وكيف باعت شعرها برغيف إلى آخر الحديث الذي هو من باب حكايات خرافية، والعجب كيف ساغ للمفسرين أن يذكروا هذه الخرافات في تفسير كتاب الله وجعلوا خالق الكون مسخراً لطلب إبليس في أذية نبي من أنبياء الله كريم المنزلة عند الله.
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
|