بحارة سفينة الغوص
النوخـذة .. ربـان السـفينة :
هو صاحب الأمر والنهي على ظهرها وه الحاكم والقاضي ، إذا تطلب الأمر الفصل بين متخاصمين ، وقد يكون النوخذة هو صاحب السفينة التي يقودها "الغالبية العظمى " أو يكون مستأجراً لها أو يعمل لحساب الغير ، عندما يأتي الشتاء يسعى النوخذة إذا دعت الحاجة في ضم الغاصة والسيوب ويعطيهم "وخيذ" أي سلفة مقدمة تخصم عند "القواضي" أي عند بداية موسم الغوص / وهناك قوانين وأعراف ملزمة للمتعاملين في مهنة الغوص ، فمثلاً إذا أراد أحد البحارة أن يترك صاحب العمل المتعاقد معه سابقاً ويذهب إلى شخص آخر فهناك طريقة تلزمه بدفـع الحق الذي عليه لصاحب العمل المتعاقد معه ، إذا لم يدفـع فيكون هذا الأمر ملزماً لصاحب العمل الثاني لدفع تلك الحقوق التي على البحار.
وينقسـم نـواخـذة السـفينة وممولـوها كمـا يلـي :
الأول : الخلوي وهو الذي لا يستدين من أحد وإنما يجهز السفينة بجميع لوازمها من ماله الخاص وهـو حـر الإرادة والتصـرف .
الثاني : إذا كـان صاحب السفينة لا يباشر عمل البحر بنفسه لكونه ذا منصب أو غنياً فيعين من قبل،ه نوخذة على السفينة ، ولا يحق لهذا النوخذة أن يتصرف في الداخل من اللؤلؤ بالبيع أو غيره حتى يرجع إليه ويسلم إليه اللؤلؤ وهو الذي يتولى بيعـه للتجـار .
الثالث : العميل وهو الذي يستدين من أحد تجـار اللؤلؤ ، ويمول سفينته وبجارتها من مال المذكور ، وهذا التمويل يكون وثيقة تربطه مع التاجر ، بحيث لا يجـوز له بيـع اللؤلؤ الذي يكسبه من البحر إلا بإشراف الغريم ما عدا المخشر ، وعند الاختلاف في الثمن يرجع الأمـر إلى رجل عـدل ثقة له خبرة بأنواع اللؤلؤ وتثمينـه ويسمى "النصف" وفي حالة عدم الربح يؤجل الدين للعام القادم وإذا تراكمت الديون سنة وراء أخرى ، فحسب العرف السائد يدفع النوخذة بحارة السفينة لصاحب الدين بمقدار ما عليهم من الطلب فإن كـان ثمة ديون أخرى دفع له السفينة بمعداتها فقط ولا يحق له بالمطالبة بشيء آخر حتى لـو زاد الدين يؤجل إلى حين ميسرة ، والبحار الجيد " الغيص والسيب" لا تسقط عنه جميع الديون التي عليه حتى يضمنوا عملـه في الأعوام القادمة لأنه مرغـوب .
كـان الغواص في الماضي يعمل في صيد اللؤلؤ .. كالطود الشامخ لا يعبأ بشيء ..فالحيوية والابتهاج والروح المعنوية العالية بادية علية يؤازره نوع من التسليم لإرادة الله بكل شجاعة وطمأنينة ..حتى ينادي النوخـذة ! "لا إله إلا الله " طالبـاً إليه الكف عن العمل والصعود إلى ظهر
المركب فيردد الغواصون : لا إله إلا الله ..
شروط وقـــدرات:
ومن الشروط التي يجب أن تتوافر في النوخذة أن يكون ممن عملوا الفترة طويلة في مجال الغوص وعلى علم ودراية بمكان "الهيرات" وعلم النجوم وتحديد السير ، ويكون ذا شخصية قوية حتى يستطيع السيطرة على
الجميع ممن يعملون معه ، وعلى علم بكل الأدوات الموجودة في السفينة وطرق استخدامها وهو الذي بيده أمر بيـع اللؤلؤ المستخرج للطواشين ، وإليه ترجع كل الأمور المتعلقة بالرحلة .
السردال .. قائـد الأسـطول :
هو أكفأ النواخذة وأقدمهم وأكثرهم خبرة ودراية في الحسابات وأماكن الهيرات وأعماقها وعلى معرفة بالشمس والنجوم والعلامات الموجودة على الساحل ، وهو الذي يقوم بقيادة جميع سفن الغوص إلى المغاصات ، ويعطي الأوامر ببـدء موسم الغوص ونهايته ، وجميع السفن تلتزم بالمواعيد التي يحددها السردال في "الركبـة " أي ابتداء الغوص و"القفال" أي انتهاء رحلة الغوص وأشهرهم حميد البسطي وجمعه بن عبدالله .
السـيب :
العمل الرئيسي للسيب هو إنزال وسحب الغواص من القاع . ويعتبر السيب في الدرجة الثالثة من حيث الأهمية بعد النوخذة والغواص ، وإلى جانب عمله الرئيسي فهو يقوم أيضاً بالتجديف من هير إلى أخر ، وعند وصول السفينة إلى البر بعد (القفال) يظل السيب يعمل في تنظيفها وترتيبها حتى ترفع السفينة وكذلك عند (الركبة) فالسيوب يقومون بتهيئة السفينة وتجهيزها كما يقوم السيوب بفلق المحار لاستخراج اللؤلؤ من ويقوم السيب بملاحظة السفينة وعمله على جانب كبير من الأهمية ، ويجب أن تتوفر فيه القوة البدنية إلى جانب قوة
الملاحظة والمتابعة لإشـارة الغيص من القـاع .
المقـدمه .. رئيـس البحـارة :
أجمعت الكتب الصادرة عن الغوص في المنطقة ، وكذلك المقالات الواردة في ذلك أن المقدمى هو رئيس البحارة ونائب النوخذة والمسئول عن السفينة في حالة غيابه وهو أقرب البحارة للنوخذة وهو المسئول عن العمل في السفينة وهو المسئول عن تزويد السفينة بالزاد والماء والأدوات المستخدمة في الغوص وله حصة غيص (أي ثلاثة أسهم من الحاصلة) ، والمقدمى في رأي النوخذة والغواصين هو الطباخ الذي يقوم
بعمل القهوة وشي السمك وكل الأمور المتعلقة بالمعيشة على ظهر السفينة وله حاصلة سيب أو نصف سوابه ، ومن الجائز أن كلا الرأيين على صواب ، حيث أن المقدمى الذي يعتبر بمقام الضابط الأول أو النائب احتمال وجوده على السفن الكبيرة ويطلقون على الطباخ فيها (الجلاسي) أما السفينة الصغيرة التي ليست في حاجة إلى عمل المقدمى فأنهم يطلقون هذا الإسم على الطباخ والاحتمال الآخر أن يكون المقدمى هو صاحب الوظيفتين حيث يجمع بيم وظيفة مساعد النوخذة ووظيفة الطبـاخ .
القعـدي ..(الجعـدي – الجعيدة):
هـو الشخص الذي يحل محل النوخذة ونصيبه من الحاصلة يماثل نصيب كل من النوخذة والغواص،وهو المستشار الخاص للنوخذة ، وكاتم أسراره ، غالباً ما يكون شقيق النوخذة أو ابنه أو أحد أقربائه المقربين ، وفي حالة غياب النوخذة فإن الأمور ترجع إليه . والقعدي يكون عارفاً بأماكن (الهيرات) قادراً على السيطرة على بحارة السفينة ، يتميز بجميع مميزات النوخذة ، ونستطيع القول بأنه نوخذة تحت التدريب ن أو مساعد النوخذة ، ولا يوجد اختلاف بين الرواة والكتاب حول وظيفة القعدي اللهم إلا التعريف الذي ذكره النوخذة ( ماجد علي سالم السويدي) حيث عرف القعدي على أنه (النوخذة الأجير الذي لا يملك سفينة الغوص وإنما يعمل عليها لحساب الغير ) وهذا ما أبداه السيد سيف الشملان في كتابه "تاريخ الغوص على اللؤلؤ" حيث أنه رف الجعدي بأنه حارس السفينة والجمع جعدية والنوخذة في غير سفينته يسمى جعدي .
الرضيف :
هو الفتـى الذي يتدرب على أعمال الغوص ويتعلمها مقابل تقديمه لبعض الخدمات على السفينة كمساعدة السيوب والغلاقة وبعض الأعمال الخفيفة الأخـرى .
التباب
هم من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشر وغالباً ما يكونوا أولاد الغواصين ويقومون بالأعمال البسيطة كتقديم القهوة والماء وغسل الأواني .
النهـام :
وهو المطرب الذي يقوم بالقـاء الأهازيج للترفيـه عن البحارة أثناء رحلة الغوص وأحياناً يكون "النهـام" هو
أحد الغاصة أو السيوب .
للغـواص .. مكانـة مميـزة :
الغواص هو الذي يباشر استخراج اللؤلؤ من قاع البحر وهو أهم شخصية بعد النوخذة ، حيث أنه الذي يقوم بالعملية الأساسية في رحلة الغوص ، وهي الغوص تحت المياه لجمع المحار.
وعمل الغواص هو أصعب الأعمال وأخطرها ولذلك فقد كـان للغواص "الغيص" منزلته الرفيعة وسط أهل الإمارات ويلقى من الناس احتراماً واهتماماً أكثر من باقي العاملين على سفينة الغوص ، ويشترط في الغواص أن يكون قوي البنية خبيراً بالقاع وما بـه من أخطار ، وكيفية تفاديها ن ولمكانة "الغيص" بين البحارة نجده لا يعمل إلا في الغوص فقط ، ولا يشارك باقي البحارة في الأعمال الأخرى التي يقومون بها مثل "الغلاقة" وهي عملية استخراج اللؤلؤ ، أو تجهيزات المركب وغيرها من الأعمال
ومكان نوم الغواص في "التغر" وهو الجزء الخلفي من السفينة ، وبه مكان جلوس ونوم الغواصين ، وهو المكان المفضل في السفينة ويقوم البحارة بتقديم خدماتهم أولاً للنوخذة ثم للغيص الذي يأتي في الأهمية بعد النوخذة مباشرة .
وأجر الغيصأعلى الأجور حيث أنه يحصل على ثلاثة أسهم من "الحاصلة " مثله في ذلك مثل النوخذة "سهمان من "الحاصلة " وسهم واحد من الخمس " هذا علاوة على أن بعض الغاصة يعمل " غزال " أي أنه يذهب مع الغاصة على نفس سفينتهم إلا أنه يغوص لحسابه الخاص وليس لحساب النوخذة ، ولا يشارك في أرباح السفينة عند توزيعها ويكون اعتماده على قيمة ما يحصل عليه من اللؤلؤ بعد أن يعطي النوخذة خمس حاصلته علاوة على حصة السيب الذي يعمل معه وقيمة ما يستهلكه من زاد .
المصدر ...........
http://www.7bayebq8.com/vb/showthread.php?t=8372