استكمال لموضوع العريضة لما لها من أهيمة تاريخة فقد تطرق الدكتور خليفة الوقيان في كتابة" الثقافة في الكويت " للعريضة الأولي التي لم تنشر والتي وقع عليها 23 من وجهاء الكويت في ديوان المرحوم ناصر يوسف البدر رحمه الله بعد وفاة الشيخ سالم المبارك رحمه الله قبيل تولي الشيخ أحمد الجابر الصباح الحكم في تاريخ 15 جمادي اللآخر من عام 1339م الموافق 22 من شهر فبراير 1921م وهو اليوم التي توفي الشيخ سالم المبارك الصباح رحمه الله وهي مكونة من خمس بنود لأصلاح بيت الحكم وكيفية اختيار الحاكم وانتخاب مجلس شوري البلاد حيث قدمت للشيخ أحمد الجابر يوم عودته إلي الكويت وقبيل استلامة الحكم .
كما ذكر الدكتور خليفة الوقيان أن الفضل يرجع للمؤرخ سيف مرزوق الشملان في نشر الوثقية الثانية التي وضعتها في الموضوع والتي تضم ثمانية من من رجالات الكويت حيث ذكر الوثيقة التي ذكرها المؤرخ سيف مرزوق الشملان شملت ثمانية من وجهاء الكويت ويلاحظ أنهم من سكان الحي الشرقي مع تضمنها نفس المطالب الموجود في الوثيقة الأخري التي وقعت في ديوان المرحوم ناصر يوسف البدر مع وجود اختلاف في في البند الثالث هذا بالاضافة لاختلاف عدد الموقعين عليها وعددهم 23 رجل من وجهاء الكويت .
وقد اضطلع الدكتور خليفة الوقيان على الوثيقية ويرجع له الفضل في نشر تفاصيلها في كتابه حيث قدر له الوصول لتلك الوثيقة ولكن لم يتمكن من تصويرها وقمت بنقلها من كتاب الدكتور خليفة الوقيان وهي على النحو التالي :
بســــم الله
نحن الواضعون ( أسمائنا) بذيل هذه الورقة قد اتفقنا واتحدنا على عهد الله ومثياقة على هذه البنود اللآتية :
أولاً : اصلاح بيت الصباح كيلا يجري بينهم خلاف في تعين الحاكم .
ثانياً: ان المرشحين لهذا الأمر هم الشيخ أحمد الجابر الصباح والشيخ حمد الجابر الصباح والشيخ عبدالله السالم .
ثالثاً : أن ( ارتضي ) عائلة الصباح على تعين واحد من الثلاثة فبها ونعمت وإن فوضوا الأمر للأهالي عيّناه. وإن ( أرادة) الحكومة تعين واحد منهم رضينا به .
رابعاً : المعين لهذا الأمر يكون بصفة رئيس تحرير مجلس الشوري .
خامساً : ينتخب من آل صباح والأهالي ( عدد معلوما ) لأدارة شؤن البلاد على أساس العدل والأنصاف .
حرر في 15 جمادي الآخر سنة 1339 هـ
ناصر يوسف البدر - ابراهيم المضف – أحمد الحميظي - أحمد الفهد الخالد - عثمان الراشد – خالد المخلد - محمد شملان – محمد الزاحم – عبدالرحمن محمد البحر - ....- سلطان البراهيم الكليب – عبد الله الصميط- فهد العبداللطيف الفوزان – عبدالمحسن الصبيح – فلاح الخرافي – علي بن ابراهيم الكليب – يوسف بن عيسي – عبداللطيف الحمد – يوسف الرشيد – حمد الصميط – مسعود بن مشحن الرشيدي - عبيدان المحمد – محمد بن إبراهيم القلاف .
كما ذكر الدكتور خليفة الوقيان أن هناك اسم يقع مابين المرحوم عبدالرحمن البحر وبين المرحوم سلطان البراهيم الكليب غير واضح يسبب التلف الحاصل للوثيقة بسبب" تمزقها " وهناك أن احتمال أن يكون الأسم الأول " مبارك " والأسم الثاني " ساير " كما ذكر أنه في الوثيقة ذكر المرحوم اسم يوسف الرشيد والمقصود هو المرحوم يوسف رشيد البدر كما ذكر اسم عائلة الحميضي في الوثيقة بـ " الحميظي " وعائلة السميط " بـالصميط " مع وجود بعض الأخطاء الأملائية والنحوية في الوثيقة كما نوة الدكتور خليفة بوجود أختلاف ما بين الوثيقيتين كتالي :
1. الوثيقة الأولي مؤرخة في تاريخ 15 جمادي الآخر وموقعة من قبل 23 رجل من رجالات الكويت .
2. الوثيقة الثانية التي وضعها العم سيف مرزوق الشملان في كتاب " من تاريخ الكويت غير مؤرخة وتضم اسماء 8 من رجالات الكويت .
3. هناك اختلاف في البند رقم ( 3) وهي على النحو التالي :
1. الوثيقة الأولي " أن ارتضي عائلة الصباح على تعيين واحد من الثلاثة فبها ونعمت , وإن فوّضوا الأمر للأهالي عيّناه ,وإن أرادات الحكومة تعيين واحد منهم رضينا به ".
2. الوثيقة الثانية " إذا اتفق رأي الجماعة على تعيين أي من الثلاثة يرفع إلي الحكومة للتصديق " .
يلاحظ تكرار اسم المرحوم محمد بن شملان في كلا الوثقيتين , وبعد توقيع العريضة تم ارسال وفد من كبار رجالات الكويت وتم تسليم الوثيقة للشيخ أحمد الجابر وهو في اليخت التجاري العائد من سواحل الجزيرة والراسي في الكويت قبل نزولة البر وعرضوا علية مطالبهم
فذكر السيد خالد ( أن رجال الحاشية اسرعوا لمقابلة الشيخ قبل وصول الوفد ليكشفوا له ما اجمع عليها الكويتيون وينصحونه بالموافقة على مطالبهم كي لا يبايعوا الشيخ عبدالله السالم وقالوا له " لايهمك أمر الكويتيون فسوف تدب الخلافات بينهم ويتنازعون أمرهم ويصفي لك ذلك شي" وقد صدق حدسهم وأقيم المجلس الأستشاري في عام 1921 م غير انه لم يحقق الآمال المعقود عليه لاسباب عديدة لعل أهمها أنه كان معينا ).
المصدر
الثقافة في الكويت
بواكير - اتجاهات - ريادات
الجزء الأول
د.خليفة الوقيان