راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > الشخصيات الكويتية
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 09-08-2012, 03:05 AM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي علماء من الكويت - الشيخ عبد الله النوري

علماء من الكويت
الشيخ عبدالله النوري


الشيخ عبد الله بن محمد النوري, أحد رجالات الكويت الأوائل العاملين في مجال الدعوة والوعظ, من مواليد الزبير في العراق، في مايو عام 1905 م, بدأ تعليمه في المدارس التركية حتى سنة 1914 م ثم المدارس الإنجليزية في العراق, وتخرج من دار المعلمين في بغداد صيف 1922 م, ثم هاجر مع أبيه والعائلة إلى الكويت في إبريل عام 1923 م، وواصل تعليمه على يد علماء الدين فيها, فطلب العلم على القاضي الشيخ عبدالله الدحيَّان, والشيخ عبد اللطيف الخلف الفقه الحنبلي. عمل مدرساً في المدرسة المباركية, والمدرسة الأحمدية ابتداء من 1923 يدرس علوم اللغة العربية والفقه الحنبلي, وفي عام 1936م, ثم عين كاتباً في المحكمة ثم تدرج حتى أصبح سكرتيراً عاماً, وقد أسندت إليه خلال تلك الفترة عدة مهام منها التدريس في المعهد الديني في أول نشأته, ومفتشاً عاماً لأئمة المساجد. ثم عين مديراً للإذاعة الكويتية, وافتتح مكتباً للمحاماة عام 1961 م, ورشح عضواً في لجنة الفتوى عام 1964م, فضلاً عن أنه كان خطيباً وواعظاً في مساجد الكويت, وله مؤلفات كثيرة في الدعوة والإرشاد ومحاربة العقائد الفاسدة.

من أقواله: كتبي هم أصحابي الذين لا يملّون ولا يكرهون ولا يكذبون. وقال: خیر هدية يديها لي صديق: هي كتاب. وقد ترك مكتبة عامرة بكتب الفقه والحديث وعلوم الدين والدنیا، فضمت ما يزيد على سبعة آلاف كتاب ينتفع بها الآن الكثیرون من طلاب العلم, وتوفي رحمه الله يوم السبت 17/1/1981 م بعد حياة حافلة ومليئة بالتقوى والإيمان.


http://www.alanba.com.kw/absolutenmn...988&zoneid=178
__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 09-08-2012, 03:16 AM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي

http://annaharkw.com/annahar/Article...&date=09082012
ذكريات.. ولقاءات:
الشيخ عبدالله النوري مفتي الكويت

د. أحمد أبوسيدو

القى أول قصيدة تأبين للشيخ على السالم الذي استشهد في معركة الرقعي فبراير 1928التقيت المرحوم الشيخ عبدالله النوري عدة مرات في مكتبه الخاص في منزله بمنطقة القادسية.
وبعد عدة لقاءات مع المرحوم تطورت العلاقة حتى أصبحت أكثر من علاقة صحافي بمفتى الكويت فضيلة الشيخ عبدالله. وكانت اللقاءات تتوالى معه في مختلف المناسبات الدينية في شهر رمضان وموسم الحج، والمولد النبوي الشريف والإسراء والمعراج، لعرض وبحث العديد من الفتاوى وأسئلة القراء، حتى المناسبات الخاصة. وذات يوم دخلت عليه وهو على غير عادته الهادئة الطيبة، فقد كان يحدث سكرتيره الخاص بشدة غير مسبوقة وعندما شاهدت هذا الموقف، انسحبت وخرجت من مكتبه ليتسنى له انهاء الموضوع وما أن عدت للباب للخروج حتى طلب منى العودة والجلوس للمناقشة في الموضوع.
اعتذرت له ولكنه أصر على الجلوس وقال يا أخ أحمد الأخ السكرتير يعمل لدي سكرتيراً من فترة بعد الظهر، ومقابل الا يدفع له الراتب الشهري يقوم بالسكن في الملحق الخارجي الخاص في البيت وطلبت منه أن يطبع ورقة يؤكد فيها أن عمله مقابل السكن مجانا، وأنني أخشى أن يتوفاني الله فيقوم أحدهم بمطالبته بمبالغ الإيجار خلال السنوات الماضية، وهو يصر على رفض كتابة هذا العقد. هنا تنفست الصعداء وقلت له أحمد الله أنك أنت فضيلة الشيخ عبدالله النوري ولا داعي لهذا النقاش لان أولادك أطال الله عمرك وأبقاك ذخراً لهم لن يقوموا بهذا الفعل، وهذه قناعة الأخ السكرتير، فهم من أسرة خير وأسرة قمت بتربيتها على أصول الدين والخلق والدين. هذا موقف من مواقف عديدة شهدتها على المرحوم الشيخ عبد الله النوري، المرحوم الشيخ من مواليد الزبيد في العراق في 17/5/1905 وكان قد بدأ تعليمه في المدارس التركية عام 1914 في مدارس الاحتلال البريطاني في العراق وتخرج من دار المعلمين في بغداد 1922 ثم هاجر مع والده إلى الكويت واستوطنها في شهر إبريل عام 1923.
تربى الشيخ عبدالله في بداية حياته على يد جدته وكانت تحبه حباً جما لأنها لم ترزق طول حياتها إلا بالشيخ عبدالله فكان أول ذكر في ذريتها، علمه والده القراءة والكتابة منذ صغره فختم القرآن وهو في الثامنة من عمره واحتفل به والده لختمه القرآن لأنه كان في زمانه ختم القرآن مرحلة مهمة في حياة المسلم فاستقبل والده الأقارب والأصحاب للتهنئة، وكان استاذ الشيخ عبدالله هو الشيخ عبدالله بن خلف الدحيان وكان الشيخ النوري دائما يذكره «الشيخ عبدالله الخلف» بالخبر إذ كان ورعا وتقيا ومتواضعاً.
في عام 1961م اتجه الشيخ عبدالله النوري لمهنة المحاماة واستمر في ممارستها حتى عام 1977م.
الشيخ عبدالله النوري.. خدم الإسلام والمسلمين وبالأخص سفراته المتعددة إلى شرق آسيا لتفقد أحوال المسلمين وتلبية احتياجاتهم، عالمنا الجليل كان أديبا وحكيما حكمة العلماء الكبار وله مؤلفات قيمة في الدين والأدب والتاريخ والاجتماع وهي «المنبر» و«المرشد» و«قطف الأزاهير» وتضم مجموعة من الخطب والمواعظ والنصح والارشاد وصدر له كتاب «شهر في الحجاز» تضمن مذكراته عن سفره إلى الحج وكتاب «البهانية سراب» كما صدر له مجموعة من الكتب في التاريخ والاجتماع منها «الأمثال الدارجة في الكويت» وكتاب «حكايات كويتية» و«قصة التعليم في الكويت في نصف قرن» كما صدر له أيضا ديوان شعر بعنوان «من الكويت».
وقد كان للشيخ عبدالله النوري.. برنامج تلفزيوني تحت اسم «مع الدين» كان يرد من خلاله على أسئلة المشاهدين وأذيعت أولى حلقاته عام 1964م بشكل متواصل حتى قبل وفاته في عام 1981م، كما كان له أيضا العديد من البرامج الإذاعية المتضمنة الوعظ والإرشاد والرد على أسئلة المستمعين، وبمناسبة الأسئلة فقد كانت تصله من المشاهدين أو المستمعين أو عن طريق البريد.
الشيخ محمد نوري بن ملا أحمد بن محمد بن أحمد بن زكريا الموصلي، ولد في يوم الثلاثاء 29 ديسمبر 1868 الموافق 14 رمضان 1285، وهو علّامة هاجر إلى الكويت واستوطنها بناء على دعوة من المواطنين الكويتيين للاستفادة من علمه، فقد لمع في مجالات العلم والأدب والموعظة الحسنة، وتولى تدريس اللغة العربية في المدرسة المباركية، وكان أيضا أماما لمسجد الخالد وفي يوم الجمعة 18 مارس 1927 الموافق 14 رمضان 1345هـ كان الشيخ يؤم المصلين في صلاة العشاء وتلاها بأول ركعتين من التراويح ثم قال لابنه الشيخ عبدالله أن يتقدم للامامه لأنه أحس بتعب شديد فذهب مع اثنين من الجماعة ليرتاح فعندما وصل إلى البيت أحس بأنه في حاجة للاستفراغ لكنه لم يستفرغ وذهبت روحه للمولى عز وجل.
عمل في القضاء : فكان مساعد رئيس المحاكم وكان رئيس المحاكم في ذلك الوقت هو الشيخ عبدالله الجابر.
عمل في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية.
كما عمل مديراً للإذاعة : وقد أدخل برامج جديدة على الإذاعة تناسب الوقت منها «الدين نصيحة» وبرنامج «طبيبك معك» وبرنامج «أطفال» وبرامج أخرى وكان يتولى هذه البرامج بنفسه وعمل إماما لمسجد اليعقوب «الخالد» ومسجد دسمان.
وقد نشرت هذا اللقاء بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك يوم الأربعاء 5 رمضان 1395 الموافق 10/9/1975 وجرى الحوار في مكتبه بالقادسية
ومما يلفت النظر مكتبته الضخمة الموجودة في هذه الغرفة الخاصة لاحتوائها على مئات الكتب والمجلدات التى توحي لناظرها بقيمة مواردها العلمية في تغذية الروح والعقل لينشر نور العلم من حوله ويستطلع كل جديد في مؤلفات علوم الدين الحديثة وما كتب السابقون في ذلك.
وعلى مكتبه العديد من الرسائل البريدية التى قد وصلت إليه مؤخرا يستفسر فيها أصحابها عن شؤونهم الدينية والدنيوية المتعددة ليقوم بالإجابة عليها وتحليلها وتوضيح معالم الطريق أمامهم.
قابلني كعادته بابتسامته المرحة ورحب بي ترحيبه الحار المعروف وبدأت الحوار.
مشكلة رؤية هلال رمضان لماذا لم يتوصل المسلمون لحلها بعد رغم العديد من الاجتماعات بين وزراء الأوقاف لتوحيد يوم الصيام ولماذا يكون الشهر في الكويت أقل في عدد الأيام من غيرها؟
في الحقيقة مشكلة رؤية هلال رمضان هي مشكلة المشاكل وكان الأولى بالمسلمين أن يجتمعوا على توحيد الهلال فقد ثبت عند أهل الحديث ومنهم الحنابلة أنه إذا رؤي الهلال في قطر من الأقطار الإسلامية لزم توحيد يوم الصوم ويوم الفطر في جميع الأقطار الإسلامية واذكر أنه عقد عدة مؤتمرات لتوحيد رؤية هلال رمضان ولكن كلها كانت تنتهي بلا شيء، وانني شخصياً لا أدري ما السبب في ذلك لأنني لم أحضر أحد هذه المؤتمرات.
لاشك أنك تعلم أن الشهر العربي 29 يوما كما قال رسول الله صلى عليه وسلم «الشهر تسع وعشرون فإن غم عليكم فأكملوا العدة».
السنة القمرية بلا شك 354 يوما ومعنى ذلك أن الشهر 29 يوما وأقل من النصف لأنه في كل أحد عشر شهرا يكون ثلاثة وخمسين يوما اذن فلا غرابة أن نرى رمضان منذ خمس سنوات أو أكثر من ذلك لا يتعدى التسعة والعشرين يوما ومن الغريب جدا أن نسمع عن أقطار إسلامية ليست بعيدة عنا تصوم بعدنا بأيام وتفطر بعدنا كذلك بأيام ولا أدرى ما هو عذرهم؟ لقد اجتمعت ببعض علمائهم وسألتهم عن هذا التأخير فلم يجيبوا بكلمة غير قولهم في «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» علما بأن هذا الحديث لا يقصد به قطر دون آخر فالمسلمون في جميع الأقطار وحدة متماسكة لا تفرقها حدود فالمسلم في المغرب كالمسلم في المشرق يتبع بعضهم بعضا لا سيما في العبادات.
ما صورة رمضان الأمس ورمضان اليوم في الكويت؟
رمضان شهر مبارك وصيامه ركن من أركان الإسلام الخمسة التي نعتز بها نحن المسلمين فقد أخبرنا رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه أن أركان الإسلام خمس، وعد صيام رمضان رابعا لها، ولرمضان فينا ذكريات، وأعظم هذه الذكريات أن الله عز وجل بعث نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم هاديا للناس وأنزل عليه أول ما أنزل من القرآن في هذا الشهر وقال في محكم تنزيله (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه».
وعن بداية نشأته وتعليمه قال رحمه الله إن والده بدأ بتعليمه حروف الهجاء وهو في سن الرابعة ثم أتبعه بتعليمه القرآن الكريم فختمه وهو في الثامنة ثم التحق بالمدارس التركية حتى عام 1941 وعندما احتل الانكليز البصرة دخل المدارس الأهلية حتى أكمل الابتدائية لمدة 4 سنوات ورشح في العام 1939 للهجرة 1920 للالتحاق بدار المعلمين في بغداد حيث أكمل السنة الأولى ثم رافق والده الى الكويت، حيث عمل والده مدرسا للدين والنحو بناء على طلب من الشيخ عبدالله الخلف - رحمه الله -.
وكان الشيخ عبدالله النوري يحرص على تثقيف نفسه وقد انعكس هذا على شخصيته المتسامحة وعلمه الغزير وثقافته الواسعة وعمله الصالح مما جعله يتبوأ أعلى المناصب ولعل تعلقه الشديد بالقراءة وولعه بالمطالعة منذ الصغر أوصله الى تثقيف نفسه اضافة الى حضوره مجلس العلم والأدب.
وكان شيخنا عبدالله النوري مربيا ومدرسا ومعلما، بدأ عمله في مدرسة محمد العجيري في حي القبلة عام 1341هـ الموافق 1923 للميلاد وكان عمره 18 عاما، وقد تضافرت عوامل عدة في دفعه الى التوجه نحو التدريس منها نشأته وتربيته ولكون والده - طيّب الله ثراه - مدرسا.
وعين أيضا مدرسا في المدرسة الأحمدية ثم في عام 1942 مدرسا متطوعا في المعهد الديني لمدة 3 سنوات بين عامي 1942 1945م.
وقد أمضى الشيخ عبدالله النوري - رحمه الله - في التدريس بالمدارس الحكومية 12 عاما وعمل أيضا عملا إضافيا في التدريس وإمامة المسجد 8 سنوات.
وقد أطلقت الحكومة اسمه على إحدى مدارس البنين بوزارة التربية تقديرا وتكريما لجهوده الحميدة في ميدان التدريس والتعليم وتخليدا لأعماله الجليلة وأيضا هناك جمعية عبدالله النوري وهي جمعية خيرية مباركة لها الكثير من الإنجازات.
وكان - رحمه الله - خطيبا بليغا وفصيحا ومحدثا سلساً مؤثرا سمحا يجيد الخطابة ما جعل أكثر الناس تحضر خطبه، وضمّن كتابه «أحاديث» نظرته للإمامة خاصة خطبة الجمعة، لأنه من الأئمة الذين جددوا في الخطبة حيث رأى ان التقليد في الخطبة جمود، لأن أكثر الأئمة ينقلونها من المؤلفات القديمة المعتمدة.
كان رحمه الله يختار موضوع خطبته من الكتب والأحاديث وكان يحدث الجميع مبسطا العلم الشرعي للكبير والصغير وكان يرتجل الخطبة ولعل مهنة التدريس ساعدته كثيرا في أن يكون إماما وخطيبا لأنه ختم القرآن في وقت مبكر ولعل المصادفة كانت في عام 1340هـ الموافق 1927م عندما شعر والده بإعياء وهو يؤم المصلين في صلاة التراويح فاعتذر واستخلف ابنه عبدالله لإكمال الصلاة، وذهب إلى بيته مع اثنين من المصلين ليرتاح ولدى وصوله للبيت أحس بحاجة إلى الاستفراغ لكنه لم يستفرغ وذهبت روحه إلى المولى عز وجل.
عمل الشيخ عبدالله النوري إماما لمسجد الخالد منذ سنة 1346 1352هـ وعمل إماما لمسجد دسمان في عهد المرحوم الشيخ أحمد الجابر، ومسجد بن بحر سنة 1378 وأخيرا مسجد العثمان في القادسية حتى وفاته.
حرص الشيخ عبدالله النوري على دراسته الفقهية على يد مشايخ عصره يأخذ من بحر علومهم ولم يكتف بملازمته العلماء والتعلم بل نهل من معين الكتب حيث قرأ وفهم أمهات الكتب في التفسير والوعظ والخطابة والفتاوى، هذا ما جعله علما في وقته في المجال الخطابي ومن شدة تعلقه بالقراءة وجد بعد وفاته في مكتبته 7 آلاف كتاب وهذا ساعده في إعداد مواد للبرامج الدينية في الإذاعة والتلفزيون وإلقاء الخطب والفتاوى عبر الهاتف والمجالس وكان بحق داعية للإسلام بماله وبمقاله ويكفي أن نعرف انه خبير بعادات الأسر الكويتية، نعم كان فقيها وعالما وداعية ومرشدا علّم النشء الوسطية الحقة في المساجد ودور العبادة بالكلمة والخطبة وتجاوزت شعبيته حدود الكويت وكان ردحا من الزمن رئيسا للجنة الإفتاء ومرشدا عاما للخطباء والأئمة وكانت دروسه تتحول الى مؤلفات وتنشر في داخل وخارج الكويت وهو انموذج يصلح لهذا الزمان لأنه كان منفتحا سابقا لعصره.
وبرع الشيخ عبدالله النوري في تأليف مجموعة من الكتب والمــــؤلفات وهي نتيجة عمله بالخطابة والكتــابة والإعداد الإذاعي والتلفزيوني والمؤتمرات فبدأ بمؤلفات الفتوى الشرعية وهي المجموعة التي أطلق عليها سلسلة سألوني وتضم خمسة كتب وتقع فيما يزيد على ألفين وستمئة صفحة وهي عبارة عن أسئلة الناس من داخل الكويت أو خارجها وإجابات الشيخ عبدالله النوري عليها ومنها أيضا سألوني في العبادات وسألوني في المرأة ومن مؤلفاته أحاديث الرشد والمحمديات والمعجزة الخالدة وكلها دروس وعبر دينية ثم كتب حكايات من الكويت وخالدون في تاريخ الكويت وقصة التعليم في الكويت والأمثال الدارجة بالكويت وهو من جزأين وله أيضا إصدارات في التاريخ الشعبي للكويت والعروة الوثقى والبهائية سراب وله كتاب مذكرات عن حياة المرحوم الشيخ أحمد الجابر ويعرض فيه ما قام به الشيخ أحمد الجابر من أعمال في حقبة حكمه المجيد من تاريخ الكويت، والكتب تعكس شخصية الشيخ الإمام عبدالله النوري المجدد في عصره.
الكويت بلد الشعراء والشيخ عبدالله النوري رحمه الله بدأ بكتابة الشعر صغيرا يافعا، حيث انه ألقى أول قصيدة له في تأبين المغفور له الشيخ علي السالم الصباح الذي وقع شهيدا في معركة الرقعي في شهر فبراير 1928م وكان عمر شيخنا 22 عاما وفي ذلك الوقت، دخلت الكويت عصر نهضة الأدب العربي فكان لنا شعراء أفذاذ من أمثال السـيد عبـدالله الرفاعي والمرحوم أحمد خالد المشاري والمرحوم عبدالعزيز الرشيد البداح وسبقهم شاعرنا الكبير فهد بورسلي وصقر الشبيب.
لم يتخـذ الشيخ عبدالله النوري الشعر مهنة ولا وسيلة كسب بل عرض شاعريته على مواطنين وأجاد وشمل شعره كل أنواع الشعر الوطني والاجتماعي والديني ومع ذلك فهو لم يترك إلا ديوانا مطبوعا واحدا هو «من الكويت» وقد طبع مرتين بالكويت 1962م والثانية في القاهرة 1965م ويعزى انصرافه عن طبع شعره انه مع تقدم عمره اهتم بتبـسيط ونشـر الفقه الإسلامي لعامة المسلمين. ومن يقرأ أشعاره رحمه الله يدرك عظمة ملكته الشعرية.
من الطريف في أشعاره انها تعكس وجهة نظره في هذا الفن وتكشف مدى تعلقه بالشعر ومن أبيات قصيدته:
ما الشعر إلا كلمة
أدت مع الإيجاز معنى
ترتاح عند سماعها
أذن الخلي مع المعنى
صدرت ومصدرها الضمير
وأحكمت معنى ومبنى
يقول الشيخ عبدالله النوري في رثاء والده سنة 1927م شعرا يفيض حنينا وشجنا ومنه هذا البيت:
فيا أبوي اني في شجون
يمزق مهجتي حرقا اذاها
ولما توفي معلمه الشيخ عبدالله الخلف وحزن عليه حزنا شديدا قال:
دعيني اسطر في المراثي القوافيا
على من فقدنا اليوم فيه المعاليا
في عام 1935م عين عبدالله النوري في محاكم الكويت بناء على طلب من الشيخ عبدالله الجابر وكانت هناك حينذاك محكمة شرعية تنظر في جميع القضايا يرأسها علامة الكويت الشيخ عبدالعزيز بن قاسم حمادة ومحكمة تنفيذية تنفذ ما يحكم به القاضي الشرعي وتنظر في القضايا المستعجلة وقضايا البادية والتأديبية أو الجزائية ويرأسها أحد أفراد الأسرة الحاكمة وكان الشيخ عبدالله الجابر الصباح.
وقد استمر في عمله في المحاكم 21 عاما من 935م حتى 1956م، وعمل أثناء عمله هذا أيضا في الأوقاف وإمامة مسجد دسمان والإذاعة والمعهد الديني وأعمال تطوعية لا حصر لها.
من يقرأ تاريخ الشيخ عبدالله النوري - رحمه الله - يعرف أنه إمام مفت وقاضي وفقيه وعالم لأنه أعد نفسه بطريقة متعمقة لهذا الدور الديني، فكان مفتيا ومستشارا ومعلما وكما يعلم القارئ فإن المستشار مؤتمن والفتوى لها أهميتها عند الناس ومسؤولياتها ضخمة وعظيمة ولهذا من ينظر في تاريخ الكويت يجد لدينا أعلاما من القضاة من أمثال عبدالله حيان، الشيخ يوسف القناعي، الشيخ يوسف بن حمود، عبداللطيف العدساني، الشيخ جمعة بن جودر وكل هؤلاء في زمنهم خدموا الناس وأعانوا ولي الأمر لأن الناس لا تثق إلا بالعلماء والمصلحين خاصة فيما يتعلق بالفتوى وهم بلا شك مصابيح مضيئة وشيخنا عبدالله النوري أحدهم علما وتقوى وورعا ومكارم أخلاق.
في سنة 1953م تم تعيين الشيخ عبدالله النوري مديرا للإذاعة الكويتية بجانب وظيفته بالمحاكم وقد عينه الشيخ عبدالله المبارك الصباح الذي كان وقتها نائبا لأمير الكويت.
في عام 1961 افتتح الشيخ عبدالله النوري مكتبا للمحاماة في عمارة العوضي بمنطقة شرق وحقق هذا المكتب نجاحا حيث اختص بدعاوى المواريث والوصايا وقضايا الوقف والقضايا التجارية.
وكان الشيخ رحمه الله من المؤسسين لجمعية المحامين الكويتية وكان معه المرحوم محمد مساعد الصالح، المرحوم عبدالعزيز الصرعاوي، والمحاميان حمد يوسف العيسى ومحمد النصرالله.
ترك الشيخ المهنة في عام 1977 وقد شارك في مؤتمر المحامين العرب الذي انعقد في القاهرة 1964م وكان أحد أبرز أعضاء الوفد المشارك.
كان رحمه الله كثير الأسفار، ففي عام 1924 زار الهند وبرقته أحمد الفرحان ورافق الشيخ عبدالله الجابر الى مصر ولبنان والى القدس عام 1961 علما بأن الشيخ حج في سنة 1932 واعتمر مرات كثيرة بدأت الأولى 1969 ثم سافر الى باكستان 1975 ثم الى الشرق الأقصى ماليزيا واندونيسيا واستراليا والولايات المتحدة.
يوم السبت 11 ربيع الأول 1401هـ الموافق 17 يناير 1981م، شيعه كل الذين عرفوا فضله في نشر الإسلام وإعلاء كلمة الحق وكان في مقدمة المشيعين المرحوم بإذن الله سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله وكان حيـنذاك رئيسا لمجلس الوزراء وجموع غفيرة من داخل وخارج الكويت قدمت للمشاركة في العزاء تحمل نعشه الطاهر حبا ووفاء.
«عبدالله النوري» الأولى كويتيا والخامسة عربيا في الجمعيات الخيرية الأكثر شفافية
اختارت مجلة «فورنس الشرق الأوسط» جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية لتحتل المركز الأول في الكويت والخامس ضمن قائمة الجمعيات الأكثر شفافية في العالم العربي.
وقالت «فورنس - الشرق الأوسط» في مسح أجرته مؤخرا أن هناك 54 جمعية خيرية في الدول العربية اتسم أداؤها بالشفافية العالية والمميزة لاسيما فيما يتعلق بإجمالي الدخل، وانفاق المساعدات الخيرية.
وقالت الدورية الشهيرة : «ان الجمعيات التي تضمنتها قائمتها لشفافية العمل الخيري استحقت مكانها على القائمة بجدارة لأنها تجسد أرفع معايير الشفافية في حساباتها»، مشيرة إلى أن هذه الجمعيات الخيرية تدرك أهميتها في مجتمعاتها بما يؤهلها لأن تصبح سفيرا للعمل الخيرى بالطريقة والآلية التي وضعت لأجلها بالأساس ضمن اطار واضح لا يقبل الشك. وفي الكويت جاءت جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية في المركز الأول في الكويت والخامس عربيا ضمن قائمة الجمعيات الخيرية الأكثر شفافية لتتبوأ الجمعية في الكويت هذه المكانة.
__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 09-08-2012, 03:26 AM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي





المرحوم الشيخ عبدالله النوري برفقة الشيخ عبدالله الجابر
حين مقابلة الرئيس المصري محمد نجيب سنة 1954



كان والده مدرسا في المباركية

الشيخ عبدالله النوري قضى حياته معلما وإماماً وخطيباً وداعياً ومفتياً ومؤلفاً

حدث - الراي

نسطر اليوم سيرة الشيخ عبدالله النوري فيذكر ولادته والطريق الذي سلكه في العلم ثم نقف في بعض محطات حياته الحديقة المثمرة بالخير فنقطف ازهارها ونستنشق طيب رائحتها فهو كل ميدان كان له انتاج واثر سواء كان مقروءا او مرئيا أو مؤلفاً، كل ذلك سوف نتطرق اليه مع نفحات من سيرته العطرة:
في الثالث عشر من شهر ربيع الاول سنة 1323 للهجرة، الموافق ليوم الثلاثاء السابع عشر من مايو سنة 1905 للميلاد، ولد الشيخ عبدالله النوري في مدينة الزبير، وكان بكر والده.
يرجع نسب المرحوم الشيخ عبدالله النوري إلى عائلة كانت تسكن مدينة الموصل في شمال العراق، ترجع جذروها إلى قبيلة عربية تسمى «آل عبيد» وهي فرع من «شَمّر» القحطانية.
دراسته
بدأ والده بتعليمه حروف الهجاء وهو في الرابعة من العمر، اتبعها بتعليمه القرآن الكريم فختمه وهو في الثامنة من عمره. وكان ختم القرآن يعد في ذلك الحين مرحلة مهمة من مراحل التعليم، تدعو للاعتزاز وتوجب الاحتفال الذي يتلقى خلاله والد الطالب الذي ختم القرآن تهاني الاقارب والاصحاب.
بعد ذلك التحق الشيخ عبدالله النوري بالمدارس التركية، وظل بها حتى عام 1914 للميلاد، وعندما احتل الانكليز البصرة دخل في المدارس الاهلية إلى ان اكمل المرحلة الابتدائية، وكانت مدتها اربع سنوات. وكان الاول في مدرسته وعلى اقرانه. لذا رشح في سنة 1339 للهجرة - سنة 1920 للميلاد - للالتحاق بدار المعلمين في بغداد، التي كانت مدة الدراسة فيها سنتين اكمل الاولى منهما ولم يكمل الثانية، حيث قرر والده الهجرة إلى الكويت للعمل في المدرسة المباركية مدرسا للدين والنحو بناء على طلب من الشيخ عبدالله الخلف.
تعليمه
لدى الحديث عن حياة الشيخ عبدالله النوري قد يكون من المفيد ان نسهب قليلا في الحديث عن تعليمه وثقافته، ذلك ان توسعه وتعمقه في العلم هما اللذان جعلا منه شيخا متعلما جليلا ومعلما فقيها. وعلمه وثقافته وعمله الصالح جعلوا له مكانة رفيعة واهلوه لتسنم مناصب كبيرة، وساعدوه على انجاز اعمال رائدة خلدت ذكراه في قلوب الناس جميعا.
القراءة
كان تعلق الشيخ عبدالله النوري بالدراسة شديدا فكان متفوقا فيها على اقرانه على مقاعد الدراسة وكان الاول عليهم. وولع بالقراءة والمطالعة منذ الصغر، فكان يقرأ كل ما تقع يده عليه، ويسعى للحصول على الكتب التي يصل اليه خبرها وفائدتها، في وقت ندرت به المطبوعات وغَلَت.
كان الكتاب رفيقه انى ذهب، في المكتب وفي المجلس، في الحل والترحال، لا يتقيد بقراءة كتاب واحد، قد يقرأ في كتاب ويتركه إلى اخر يلتمس فيه موضوعا فيتغير الجو لديه بتغيير الكتاب كما يتبدل جو المجلس بدخول صديق وخروج صديق - حسب تعبيره - وكان يقول: «ان خير هدية تُهدى اليّ هي كتاب» ولفرط حبه للكتب فقد تغزل بالكتاب في احدى قصائده: حيث قال:
بدا لي وجهها كالشمس
من خلف غيماتْ
فما احلى لقاها لو
امنَّا من رقابات
لها جيد له حسن
يفوق الحسن مرَّات
فليلاي الذي اعني
كتابٌ ذو افادات
كان مواظبا منذ صغره على قراءة الكتب واقتنائها، وعندما بلغ العشرين من العمر كانت لديه مكتبة متواضعة خاصة يدوام على قراءتها وحفظ ما فيها.
ان حبه للقراءة وكثرة المطالعة اكسباه ثقافة وعلما واسعين، ويبدو ذلك جليا في احاديثه ومؤلفاته، ففي كتابه «الرشد» اشار إلى الكثير من المراجع والكتب منها مثلا: تفسير القرآن الحكيم للشيخ محمد عبده، مشكاة المصابيح للخطيب العمري، الباب التأويل للعلامة الخازن، تفسير المراغي، ومفتاح الخطابة والوعظ لمحمد احمد العدوي، وغير ذلك الكثير ... ما يشهد ان الشيخ عبدالله النوري نال حظاً وافراً من الثقافة الدينية والادبية بل والقانونية. ليس من منهج مدرسي فرض عليه فرضا، ولكن من حب للمعرفة وشغف بالتعلم.
لم يكن حبه للعلم وتعلقه به الدافع الوحيد له، بل كان هناك ايضا تشجيع والده له، حيث وفر له العديد من الكتب والمراجع القيمة منها: دليل الطالب في فقه الامام احمد، وشرح قطر الندى في النحو، وكتاب رياض الصالحين في الحديث، وكان ذلك اثناء دراسته على يد الشيخ عبدالله الخلف والشيخ جمعة بن جودر، والشيخ محمد الشنقيطي رحمهم الله جميعا.
للفقه
عندما كان الشيخ عبدالله النوري في الثانية والعشرين من عمره، اخبره والده ذات يوم بان عليه ان يسافر إلى الهند بعد اربعة ايام في رحلة عمل وتجارة، ولما كان «الابن الفتى» لا يجادل والده في قرار يتخذه، ولا يجيبه باكثر من كلمة «ابشِر» فقد سكت هذه المرة ولم يجب مطلقا، فعجب والده لهذا الامر غير المعهود، وسأله: مابك؟ فأجابه بكلمة «أمرك» ولم يقل أبشر كعادته. فأحس الوالد بعدم رغبة ابنه في السفر، وبعد صلاة المغرب قال له والده: «اذهب فصل العشاء اماما بالجماعة، فأنا احس اليوم بوعكة صحية»، وهكذا فعل، وبعد عودته من الصلاة سأله ثانية: ما بك؟ كأني بك لا ترغب بالسفر؟، فأجابه، نعم يا أبي، لقد سألني اليوم سائل عن حكم من احكام الوضوء فلم استطع تقديم الجواب الشافي والمسند وانا امام، فكيف بي اذا سألني سائل غدا سؤالا عن احكام الصلاة او الصيام...؟ اني اريد ان اتعلم واتفقه لاعرف كيف ارد على اسئلة السائلين.
فسمح له والده بالبقاء وعدم السفر، ولم يغضب منه، بل شجعه وحثه على الاستزادة في طلب العلم، وكأنهما، رحمهما الله، كانا يعرفان ما سيكون من امر اسئلة السائلين الكثيرة التي تلقاها الشيخ عبدالله النوري في اواخر سني حياته.
تتلمذ الشيخ عبدالله النوري على يد عالم الكويت واحد كبار اعلامها في ذلك الوقت، الشيخ عبدالله بن خلف الدحيان، فأخذ يغرف من بحر علمه في اصول الفقه الحنبلي، وكان الناس يأتون إلى الشيخ عبدالله الخلف من شتى احياء الكويت ليؤمهم ويكون خطيبهم في صلاة الجمعة في مسجد البدر منذ تأسيسه في سنة 1906، للميلاد، وقد لازمه الشيخ عبدالله النوري ردحا من الزمن، وكان الشيخ خلف اول من استقبل الشيخ عبدالله النوري لدى قدومه إلى الكويت اول مرة. وفي وصف اول لقاء لهما قال:
«طرقت بابه ففتح لي، ولم اكن اعرف من هو. لباسه كان عبارة عن دشداشة من قماش اسمر وغترة، وكان يعمل القهوة للضيوف، يأتونه بعد المغرب يستمعون منه الوعظ، سألته اين الشيخ؟ فقال لي حاضر، وكان يسألني عن حالي وحال الوالد وصحته وعن الامطار، وعن اخبار بعض من يعرف من كبار اهل سوق الشيوخ، وكنت اجيب عن كل سؤال، ثم سألته مرة اخرى عن الشيخ واين هو؟ فقال: انا هو، عندها خجلت من نفسي وتصبب جسمي عرقا لان اجاباتي عن اسئلته كانت مقتضبة، عندها اذن للمغرب فدلني على باب المسجد.
والمسجد ملاصق لبيته من جهة الجنوب، وبعد الصلاة تبسط مع الجماعة المأمومين، ثم عاد إلى البيت وعدت معه، وبعد تناول العشاء توافد الضيوف إليه ليستمعوا منه الموعظة ويحتسوا القهوة، فوعظهم نحوا من عشرين دقيقة ثم قدم لهم القهوة العربية المعطرة. ثم كان اذان العشاء».
ومما قاله الطالب عبدالله النوري في شيخه عبدالله الخلف: «هو افضل رجل رأيته في حياتي علما وفضلا، فهو العلم الشامخ، والورع التقي الذي وهب حياته للعلم فغاص في بحاره حتى بلغ منها الاعماق، ووهب من علمه الكثير لكل سائل او طالب او مستمع... كان كريما وكان كرمه الايثار، كان حليما وكان حلمه العفو عند المقدرة، وكان قنوعا وقد ذلت له الدنيا حتى وصلت عند قدميه فأباها...».
ويبدو ان العلم الذي ينهله المرء من ملازمة العلماء والفقهاء كان الابقى والاصلح، فهو الابقى في الذاكرة، والاثبت في الفؤاد، ذلك ان ملازمة العلماء والفقهاء تتيح لطالب العلم ان يسأل عما يشاء وان يستزيد من السؤال حتى تشفيه الاجابة، ويحيط بالموضوع الذي هو بصدده، ويرسخ العلم في ذهنه... وهذه كانت حال شيخنا عبدالله النوري مع معلميه.
لم يتوقف يوما عن الدراسة والتعلم وطلب العلم. ففي عام 1931 للميلاد، وكان عمره سبعة وعشرين عاما، كان يعمل مدرسا، وفي نفس الوقت كان يواصل الدراسة والتعليم، فقد درس الرحبية وشرحها في الفرائض مع الشيخ عبدالعزيز حمادة، وواصل دراسة الفقه مع الشيخ عبدالوهاب الفارس بعد ظهر كل يوم في مسجد الفهد لمدة تناهز السنة، وإلى جانب الفقه، درس معه كتاب «نيل المآرب في شرح دليل الطالب...». كان رحمه الله باحثا ودارسا في المذاهب الدينية المختلفة، درس المسيحية وتعمق بها ودرس الصابئة والزرادشتية، وعرف عن الهندوس بعض دياناتهم، درس البهائية والامامية والشيخية وغير ذلك من المذاهب، فلم يزده ذلك الا رسوخا في دينه وعقيدته، واقتدارا في الرد على ما يسأل فيه وعنه...
التدريس
اشتغل الشيخ معلما في مدرسة «محمد العجيري» التي تقع في الحي القبلي من الكويت، واسماها (تربية الاطفال) كان اشتغاله فيها من اوائل جمادى الاولى حتى نهاية الاسبوع الاول من رجب من سنة 1341 هـ ولم يكن قد اكمل العشرين من عمره.
وبعد وفاة والده في 15 رمضان سنة 1345 هـ - الموافق 18/9/1927، اخذ محله مدرسا في مدرسة والده الخاصة، يعلم الصغار القراءة والكتابة، ويعلم الكبار في الوقت نفسه مبادئ الحساب ومسك الدفاتر.
عمل في المدرسة المباركية منذ وصول الشيخ إلى الكويت في 25 شعبان سنة 1341 هـ - الموافق (11/4/1923) عمل مدرسا مع والده فيها، وظل مدرسا فيها حتى ربيع الآخر من سنة 1343هـ ثم انتقل إلى المدرسة الاحمدية، حيث بعث اليه الشيخ يوسف بن عيسى رئيس مجلس الاحمدية في وقته فعينه مدرسا فيها للدين واللغة العربية.
في خلال المدة ما بين سنة 1943 وسنة 1945 - تطوع للتدريس في المعهد الديني - بالاضافة إلى عمله في المحاكم - الذي وضع نواته المرحوم الشيخ عبدالعزيز قاسم حمادة، وكان هذا المعهد يفتح ابوابه بعد صلاة العصر حتى المغرب كل يوم فيستقبل من يحب ان يتفقه في دينه وكان المعهد مكونا من اربع غرف، احداهن لطلاب الحديث وشيخهم عبدالعزيز حمادة، والثانية للفقه المالكي وشيخهم عيد بن ابداح المطيري، والثالثة للفقه الشافعي وشيخهم محمد بن محمد صالح التركيت، والرابعة للفقه الحنبلي وشيخهم عبدالله النوري، وكان المدرسون متطوعين بلا راتب، وبعد سنتين اجريت لهم رواتب بسيطة.
الامامة
كان الشيخ في اول امره ينوب عن والده في امامة المصلين في مسجد يعقوب الخالد الواقع في الحي القبلي، ولما توفي والده العام 1345 هـ - الموافق 1927 - عمل مكانه اماما وخطيبا في المسجد نفسه مدة اقصاها ثماني سنوات بدأت من رمضان من سنة 1345 هـ - الى سنة 1353 هـ.
ثم عمل بعد ذلك في مسجد دسمان في الشرق اماما، ولما سكن في ضاحية القادسية عمل اماما وخطيبا في احد مساجدها القريب من منزله.
ولقد استفاد الشيخ في مجال الخطابة من شيخه عبدالله الخلف - رحمهما الله - حيث كان - في اول امره - يعرض خطبته عليه، وكان الشيخ عبدالله الخلف يشجعه ويرشده ويبدي اعجابه به تشجيعا منه.
وفي اوائل 1936 عين كاتبا في المحكمة، ثم اخذ يتدرج في هذه الوظيفة إلى ان اصبح رئيسا لكتابها في العام 1366 هـ - الموافق 1946، ثم عين سكرتيرا خاصا لرئيسها، ثم سكرتيرا عاما، وفي 15/6/1956 ترك العمل بالمحاكم.
وقد اسندت اليه وهو في المحكمة وظائف كثيرة موقتة منها تدريس الفقه الحنبلي بالمعهد الديني في اول نشأته مدة ثلاث سنوات وتدريسه بالمدرسة التجارية الليلية ثلاث سنوات، وعين مفتشا للأوقاف ومرشدا عاما للأئمة اكثر من سنة، وعين مديرا للإذاعة الكويتية.
الإذاعة
يعتبر الشيخ اول مدير للإذاعة الكويتية منذ تأسيسها سنة 1950، دائرة الامن العام، وكانت يومئذ غرفة صغيرة، وقد ادخل الشيخ فيها برامج تناسب ذلك الوقت، منها «طبيبك معك» وبرنامج الاطفال، وبرنامج ديني «اسأل تجب» يذاع في الاسبوع مرتين.
الفتوى
عمل الشيخ في لجنة الفتوى منذ نشأتها سنة 1956 واستمرت هذه اللجنة فترة من الزمن تقرب من ثلاث سنوات وبعدها حلت.
وفي سنة 1969 بعد العطلة الصيفية تشكلت اللجنة من جديد فشكلت من ثلاثة اعضاء ورئيس هو الشيخ عبدالله النوري.
التلفزيون
كان مبدأ اتصاله بالتلفزيون في سنة 1964 حينما طلب منه الاشتراك في ندوة «عن مولد النبي صلى الله عليه وسلم وفضله على البشرية» ثم القى كلمة في موضوع الحرية الاسلامية والقيت الكلمة وكانت موفقة، ثم بعد ذلك تتالت الاحاديث فكانت حلقات اسبوعية تذاع كل خميس بصفة سؤال وجواب، وجاءت الاسئلة من المستمعين والمشاهدين وسمي هذا البرنامج «مع الدين» وكانت له شعبية عند المستمعين والمشاهدين إلى ان توفي رحمه الله.
اعتاد الشيخ ان يسافر كثيرا إلى بلاد شتى، خصوصا البلاد العربية في كل عام للراحة والاستجمام.
وفي اواخر حياته حينما سلك طريق الدعوة او العمل الخيري جعل رحلاته لإعلاء كلمة الله في ارض المسلمين الواسعة وتحسس مشاكلهم بما يحمله معه من مساعدات الخيرين من اهل الكويت لتوزيعها في البلاد الاسلامية كمشاريع تنفع المسلمين في ماليزيا واندونيسيا، والهند، واستراليا، ونشر الدعوة الاسلامية عن طريق بناء المساجد والمدارس الاسلامية.
وقد بدأت سفراته الخيرية منذ سنة 1975 حيث سافر الشيخ إلى مدينة كراتشي في باكستان فقابل كبار العلماء ورجال الدين فيها امثال المفتي المرحوم الشيخ محمد شفيع ديو بندي والشيخ حتشام الحق وتباحث معهم في وجوه العمل الخيري المتعددة.
كما سافر للغرض نفسه إلى الشرق الاقصى، إلى ماليزيا ثم اندونيسيا في سنة 1976 لدراسة الواقع الاسلامي في هذه البلاد وتحديد ما يحتاجه من معونات، ثم عاد إلى هناك سنة 1977 ومعه معونات من اهل الخير في الكويت بلغت مئة الف وسبعة عشر الفا من الدولارات وزعها على المدارس والمستشفيات، وفي سنة 1980 في شهر اغسطس سافر الشيخ إلى استراليا لبناء مدرسة لأبناء العرب والمسلمين هناك بعد جمع الاموال من اهل الخير في الكويت التي بلغت نحو نصف المليون دولار لهذا المشروع وغيره وقد خصص منها مئة الف دولار للمدرسة.
وبعد استراليا سافر إلى اندونيسيا في 20 من سبتمبر من العام نفسه، وهناك قدم عدة مساعدات لبعض المدارس كما تحسس مدى فائدة المساعدات التي قدمها لتلك المدارس سابقا كما زار مستشفيات كثيرة وقدم لها المساعدات الكويتية.
ولقد منحه وزير الشؤون الدينية الاندونيسي - في 20 سبتمبر 1980 - نيابة عن رئيس الدولة ميدالية الطبقة الاولى الاندونيسية وذلك تقديرا لجهوده وخدماته الجليلة في دعم المشاريع الخيرية.
وبقي الشيخ يعمل في مجال العمل الخيري حتى وافته المنية سنة 1981 وبعد وفاة الشيخ لم تنقطع مسيرته الخيرية فقد رأى ابناؤه واخوانه ومحبوه ان يواصلوا مسيرته الخيرية وان يترسموا خطاه النبيلة في الدعوة إلى الله ورسوله وذلك بمد يد العون للمراكز والجمعيات الاسلامية في كل مكان.
وقد حقق الله لهم ذلك فتم اشهار جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية في الحادي عشر من شهر رمضان المبارك سنة 1401 هـ - الموافق الثاني عشر من شهر يوليو سنة 1981م.
الشعر
بدأ - رحمه الله - ينظم الشعر وهو فتى يافع، وروى شقيقه عبدالملك، ان اول قصيدة سمعت له هي تلك التي القاها في حفل تأبين المغفور له الشيخ علي السالم الصباح الذي وقع شهيدا في معركة الرقعي في شهر فبراير سنة 1928 للميلاد، وكان عمر الشاعر عبدالله النوري آنذاك اثنين وعشرين عاما.
وكانت الكويت في ذلك الوقت قد دخلت عصر نهضة ادبية واخذ شبابها يتطلعون إلى الأدب والشعر، وبرز من شعرائها المرحوم مساعد السيد عبدالله الرفاعي والمرحوم احمد خالد المشاري والمرحوم عبدالعزيز الرشيد، اما الادباء فكانوا كثيرين، وكانت لهم ندوات خاصة ومجالس ادب وشعر عامة وخاصة، حضرها المرحوم الشيخ عبدالله النوري وسمع فيها واسمع.
لم يتخذ المرحوم الشيخ عبدالله النوري الشعر مهنة ولا وسيلة كسب، بل ولم يداوم على نظمه، انما هي نفحات كانت تتأجج فيها شاعريته حينا ثم تخبو حينا آخر.
وعلى الرغم من كثرة ما نظم الشيخ من شعر، حيث نظم ما يزيد على عشرة آلاف بيت، شملت جميع انواعه، من شعر ديني ووطني واجتماعي، إلى الرثاء والحكمة والعتاب، الى شعر في العلم، حتى انه نظم الشعر في الشعر نفسه، على الرغم من ذلك فلم يترك الشيخ إلا ديوانا مطبوعا واحدا هو ديوان «من الكويت» وقد طبع مرتين، الاولى بالكويت العام 1962، والثانية بالقاهرة العام 1965.
ويرجع السبب في عدم طبعه لمعظم اشعاره، انصرافه عن الشعر مع تقدم عمره، ومع زيادة اهتمامه بتبسيط ونشر الفقه الاسلامي لعامة المسلمين.
له ديوان من الشعر بعنوان «من الكويت» طبع مرتين اولاهما في الكويت وكانت سنة 1962، اما الثانية فكانت في القاهرة سنة 1965 وكانت طبعة مزيدة ومنقحة.
وهذا ما عبر عنه رحمه الله بقوله «... وكنت انظم الشعر وكان لدي منه اكثر من عشرة الاف بيت، اخترت منها ما هو في الديوان واتلفت الباقي، وقد نضب معين الشعر عندي منذ سنة 1955 ولم تعد لي رغبة في نظمه...».
ومن الطريف ان نجد بين قصائد ديوانه قصيدة عنوانها «الشعر» تعكس وجهة نظره في هذا الفن، وتكشف عن مدى تعلقه به، ومن ابيات هذه القصيدة:
ما الشعر إلا كلمة
ادت مع الايجاز معنى
ترتاح عند سماعها
اذن الخلي مع المعنى
صدرت ومصدرها الضمير
واحكمت معنى ومبنى
تميز شعره بأنه يغلب عليه الطابع الديني، ولعل ذلك راجع إلى نشأته وثقافته الدينية وعقيدته الاسلامية الراسخة. فقصائده الدينية تستأثر بالحيز الاكبر من ديوانه، في حين تتوزع بقية قصائده على الموضوعات الاخرى كالنصح والارشاد، والعروبة والرثاء، وبشكل عادل لا يطغى فيه موضوع على آخر.
ولئن اكثر في الشعر الاجتماعي الوطني، فقد تناول في شعره ايضا الدعوة إلى العلم، وله في الغزل ثلاث قصائد لعله قالها في ريعان شبابه، وليس وجودها في ديوانه بمستغرب فالشعر يصدر عن تجربة، وقد كان، ولا ريب، صادقا في تجربته.
له في الرثاء الشعر الكثير، ولا غرو فقد كان محبا للناس مخلصا لهم، ولما توفي والده سنة 1927، ولحقت به والدته بعد فترة قصيرة قال فيهما شعرا يفيض حنينا وشجنا، ومنه هذا البيت.
فيا ابوي اني في شجون
يمزق مهجتي حرقا اذاها
وعرف عنه انه احب استاذه ومعلمه الشيخ عبدالله الخلف كل الحب واكن له كل تقدير، ولما توفي حزن عليه حزنا عميقا وقال فيه قصيدة مطلعها:
دعيني اسطر في المراثي القوافيا
على من فقدنا اليوم فيه المعاليا
اما عن شعره الديني فأغلبه قد قيل في مناسبات دينية متعددة، كالمولد النبوي الشريف، الاسراء والمعراج، ويوم الهجرة، وله محاولات في الشعر الصوفي، لكنه لم يكثر منها.
وكان اذا مدح، صدر مدحه عن عاطفة دينية ايضا، ومما قاله في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم:
سطر المدح عقودا واهدها
لمقام المصطفى خير البشر
كل مدح لم يكن فيه فذا
لاولي التقوى بمعناه نظر
وفي وقت ضيق وعسرة من سنة 1941، قام الشيخ عبدالعزيز حمادة - مؤسس المعهد الديني في الكويت - بجمع تبرعات من أهل الخير وزعها على المحتاجين فكانت قضاء لحاجتهم وتفريجا لكربتهم، فتأثر الشيخ عبدالله النوري بهذا العمل النبيل ايما تأثر ومدحه بقصيدة من ابياتها:
فلكم سعيت موفقا
وحمدت ربك في النهاية
والآن هذا الجمع يشكر
اذ جمعت له الكفاية
في وقت عسر والجميع
بحاجة الحاجات غاية
له في العلم قصائد تكرس حبه له وتعلقه به، ولأنه مارس التعليم ردحا من الزمن، فقد كان احساسه صادقا بما يبذله المعلم، وخاصة في ذلك الوقت من جهد ووقت في سبيل تعليم وتربية النشء. وفي اوائل يناير سنة 1952 القى محاضرة في المدرسة المباركية بعنوان «تاريخ التعليم في الكويت في نصف قرن» ختمها بقصيدة جاء فيها:
يا وارث الرسل الكرام ومرشدا من ضل سيره
يا ماحيا بالعلم ليل الجهل ان اطلعت فجره
الفضل انت غرسته ووضعت للناشئين بذره
وجناه من طلب العلا ومن اليراع سقاه حبره
كان شعره في السياسة نادرا، بل كان أميل إلى الوطنية والانتماء العربي والاسلامي منه إلى السياسة.
اخيرا، وباختصار، كان شعره عذبا رقيقا صادرا من القلب إلى القلب، كانت بواكير شعره تنم عن ملكته الشعرية منذ نشأته، نظم الشعر في مواضيع مختلفة فاجاد بها جميعا وابدع. وكم كنا نتمنى لو انه ترك لنا كل ما نظم من شعر، ومع ذلك فإن ما تركه، على قلته، يكفيه ليكون من شعراء بلده.

__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 09-08-2012, 07:36 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

العنوان .. يحتاج تصحيح
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 11-08-2012, 06:04 PM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي

الشيخ عبد الله النوري أنموذج مُفتَقَد

بقلم: يوسف عبد الرحمن


  • إلى الشباب الكويتي أرجو أن تقرأوا برويّة تاريخ والدكم الشيخ عبدالله النوري الذي رفع اسم بلده عالياً وخدم أمته ونصر دينه فانشروا هذا الفكر الوسطي القدوة
  • إنني أتوجه بهذه الشخصية الفذة إلى جميع التيارات الدينية والمصلحين ولكل المحافظين «رجل دين يفتي ويرشد ويعلم الناس دينهم ويقود الإذاعة وله برنامج تلفزيوني» أليس هذا لافتاً للنظر
  • أتمنى أن ينعقد له مؤتمر وطني جامع يناقش فكر هذا الشيخ الذي سبق عصره تشارك فيه «الأوقاف» و«التربية» و«الشؤون» و«الإعلام» وجمعيات النفع العام والخيرية

قليلون تركوا بصماتهم في حياتنا بعمق لا يُمحى فأثروا كل ميدان عملوا فيه وأعطوا بإخلاص وهدوء نابعين عن قدرة وطاقة لا تعرف معنى السدود والحدود، من هؤلاء الذين يمثلون الندرة في كل مجتمع الأستاذ الشيخ عبدالله النوري، الذي عرفته في سلك التعليم والقضاء والمحاماة وعرفته فيما بين واجباته الوظيفية حريصا على الورق والقلم حرصه على لقاء أصحاب الفكر والرأي والأدب سواء من خلال اللقاء والحوار المباشر أو من خلال ما تنشره المطابع، ورغم اني كنت أحد تلامذته المـقربين في المدرسة الأحمدية فإنني لا أنسى الفترة التي اعتكف فيها بمنزله لخلاف مع إدارة المعارف، كان يعقد فيها أمسيات أدبية يحضرها نخبة من أدباء الكويت بينهم أخي الكبير الشاعر محمد ملا حسين الذي كان يأخذني معه فيجلسني الأستاذ الى جانبه على فروة دافئة استمع مبهورا الى نقاش وحوار لا أفهم منه إلا أقل القليل ولكنه لاشك قد أسهم في تكوين ميلي للأدب وحبي للغة العربية حيث تخصصت بعد ذلك بسنين طويلة.

كان انطباعي الدائم عن الأستاذ عبدالله النوري انه شخص لا يعرف شيئا اسمه القرائح، كان العلم المنتج البناء ديدنه فإذا شرع في أمر أعطاه كل اهتمامه وكانت الإجادة هدفه حتى انه ليذكرني دائما بالحديث النبوي الشريف «إن الله يحب إذا عمل احدكم عملا أن يتقنه» ولعل ذلك برز عندما كان يعمل مدرسا، فقد كان يؤمن بأن التعليم أساس كل نهضة وكانت صلته بتلاميذه صلة المودة والمحبة ما جعل هذه الصلة تمتد على طول السنين سواء في نطاق المدرسة أو بعد فراق مقاعد الدراسة وما كان التعليم التقليدي هو الذي يعنيه ولكن اكتساب المعرفة والثقافة بكل ما تعنيه من التكوين الفكري لمواطن يسهم في بناء مجتمعه.

كانت هذه المقدمة هي التي كتبها الراحل عبدالعزيز حسين المستشار بالديوان الأميري كمقدمة لكتاب الشيخ عبدالله النوري – طيّب الله ثراه – ويضم حياته ومؤلفاته والمهن التي مارسها بدءا بالتدريس والإمامة والخطابة والدعوة والمحاماة والكتابة والتأليف والشعر والعمل في المحاكم والإفتاء والإذاعة.

استراحتي مع شخصية محبوبة عند أهل الكويت وعلى بركة الله نبدأ:

المولد والنشأة



المغفور له بإذن الله
الشيخ عبدالله النوري

مجموعة الكتب التي أغنى بها
الشيخ عبدالله النوري
المكتبة الكويتية


ولد شيخنا عبدالله النوري – رحمه الله – في الثالث عشـر من شهر ربيع الأول سنة 1323هـ المـوافق ليوم الثلاثاء 17/5/1905م في مدينة الزبير وكان بكر والده وترجع جذوره الى قبيلة شمر القحطانية.

بدأ والده بتعليمه حروف الهــــجاء وهـــــو في سن الرابعة ثم أتبعه بتعليمه القرآن الكريم فختمه وهو في الثامنة ثم التحق بالمدارس التركية حتى عام 1941 وعندما احتل الانجليز البصرة دخل المدارس الأهلية حتى أكمل الابتدائية لمدة 4 سنوات ورشح في العام 1939 للهجرة – 1920 للالتحاق بدار المعلمين في بغداد حيث أكمل السنة الأولى ورافق والده الى الكويت، حيث عمل والده مدرسا للدين والنحو بناء على طلب من الشيخ عبدالله الخلف – رحمه الله.

ثقافته

ومــــن يــــقرأ تـــاريخ الرمز الشيخ عبدالله النوري يعجب بحرصه على تثقيف نفسه وقد انعكس هذا على شخصيته المتسامحة وعلمه الغزير وثقافته الواسعة وعمله الصالح مما جعله يتبوأ أعلى المناصب ولعل تعلقه الشديد بالقراءة وولعه بالمطالعة منذ الصغر أوصله الى تثقيف نفسه اضافة الى حضوره مجلس العلم والأدب، يقول في صغره وهو يتغزّل من فرط حبه للكتب:

بدا لي وجهها كالشمس
من خلف غيمات

فما أحلى لقاها لو
امنا من رقابات

لها جيد له حسن
يفوق الحسن مرات

فليلاي الذي أعني
كتاب ذو افادات

كلمات بسيطة ذات معان جزلة توضح حبه للكتب ولعل هذا ما جعله يهتم بإصدار الكتب وله الكثير من المؤلفات.

وهو كثيرا ما يستشهد بالكتب التي تأثر بها في بداية حياته منها: تفسير القرآن الحكيم للشيخ محمد عبده، ومشكاة المصابيح للخطيب العمري، وألباب التأويل للعلامة الخازن وتفسير المرفي ومفتاح الخطبة والوعظ لمحمد أحمد العدوي اضافة الى الكتب الثقافية والأدبية والقانونية وما له علاقة بالتعليم وكذلك ما وفره له والده من كتب ومراجع مثل كتاب رياض الصالحين وشرح قطر الندى ودليل الطالب في فقه الإمام أحمد.

المربي

كــــان شيخنا عبدالله النوري – رحمه الله – مــــربيا ومدرسا ومعلما، بدأ عمله في مدرسة محمد العجيري في حي القبلة عام 1341هـ الموافق 1923 للميلاد وكان عمره 18 عاما، وقد تضافرت عوامل عدة في دفعه الى التوجه نحو التدريس منها نشأته وتربيته ولكون والده – طيّب الله ثراه – مدرسا.

وعين أيضا مدرسا في المدرسة الأحمدية ثم في عام 1942 مدرسا متطوعا في المعهد الديني لمدة 3 سنوات بين عامي 1942 – 1945م.

باختصار أمضى الشيخ عبدالله النوري – رحمه الله – في التدريس بالمدارس الحكومية 12 عاما وعمل أيضا عملا إضافيا في التدريس وإمامة المسجد 8 سنوات في مسجد اليعقوب (الخالد) من رمضان 1345هـ إلى 1353هـ.

ولله الحمد ان الحكومة لم تقصر وأطلقت اسمه على إحدى مدارس البنين بوزارة التربية تقديرا وتكريما لجهوده الحميدة في ميدان التدريس والتعليم وتخليدا لأعماله الجليلة وأيضا هناك جمعية عبدالله النوري وهي جمعية خيرية مباركة لها الكثير من الإنجازات.

إمام وخطيب

كان – رحمه الله – خطيبا بليغا وفصيحا ومحدثا سلسلا مؤثرا سمحا يجيد الخطابة ما جعل أكثر الناس تحضر خطبه، وضمّن كتابه (أحاديث) نظرته للإمامة خاصة خطبة الجمعة، لأنه من الأئمة الذين جددوا في الخطبة لأنه رأى ان التقليد في الخطبة جمود، لأن أكثر الأئمة ينقلونها من المؤلفات القديمة المعتمدة.

كان – رحمه الله – يختار موضوع خطبته من الكتب والأحاديث وكان يحدث الجميع مبسطا العلم الشرعي للكبير والصغير وكان يرتجل الخطبة ولعل مهنة التدريس ساعدته كثيرا في أن يكون إماما وخطيبا لأنه ختم القرآن في وقت مبكر ولعل المصادفة كانت في عام 1340هـ الموافق 1927م عندما شعر والده بإعياء وهو يؤم المصلين في صلاة التراويح فاعتذر واستخلف ابنه عبدالله لإكمال الصلاة.

عمل الشيخ عبدالله النوري إماما لمسجد الخالد منذ سنة 1346 – 1352هـ وعمل إماما لمسجد دسمان في عهد المرحوم الشيخ أحمد الجابر، ومسجد بن بحر سنة 1378 وأخيرا مسجد العثمان في القادسية حتى وفاته.

فقيه عالم

حرص الشيخ عبدالله النوري على دراسته الفقهية على يد مشايخ عصره يأخذ من بحر علومهم ولم يكتف بملازمته العلماء والتعلم بل نهل من معين الكتب حيث قرأ وفهم أمهات الكتب في التفسير والوعظ والخطابة والفتاوى، هذا ما جعله علما في وقته في المجال الخطابي ومن شدة تعلقه بالقراءة وجد بعد وفاته في مكتبته 7 آلاف كتاب وهذا ساعده في إعداد مواد للبرامج الدينية في الإذاعة والتلفزيون وإلقاء الخطب والفتاوى عبر الهاتف والمجالس وكان بحق داعية للإسلام بماله وبمقاله ويكفي أن نعرف انه خبير بعادات الأسر الكويتية، نعم كان فقيها وعالما وداعية ومرشدا علّم النشء الوسطية الحقة في المساجد ودور العبادة بالكلمة والخطبة وتجاوزت شعبيته حدود الكويت وكان ردحا من الزمن رئيسا للجنة الإفتاء ومرشدا عاما للخطباء والأئمة وكانت دروسه تتحول الى مؤلفات وتنشر في داخل وخارج الكويت وهو انموذج يصلح لهذا الزمان لأنه كان منفتحا سابقا لعصره.

كاتب ومؤلف

برع شيخنا عبدالله النوري في تأليف مجموعة من الكتب والمــــؤلفات وهي نتيجة عمله بالخطابة والكتــابة والإعداد الإذاعي والتلفزيوني والمؤتمرات فبدأ بمؤلفات الفتوى الشرعية وهي المجموعة التي أطلق عليها سلسلة سألوني وتضم خمسة كتب وتقع فيما يزيد على ألفين وستمائة صفحة وهي عبارة عن أسئلة الناس من داخل الكويت أو خارجها وأجابه الشيخ عبدالله النوري عليها ومنها أيضا سألوني في العبادات وسألوني في المرأة ومن مؤلفاته أحاديث الرشد والمحمديات والمعجزة الخالدة وكلها دروس وعبر دينية ثم كتب حكايات من الكويت وخالدون في تاريخ الكويت وقصة التعليم في الكويت والأمثال الدارجة بالكويت وهو من جزأين وله أيضا إصدارات في التاريخ الشعبي للكويت والعروة الوثقى والبهائية سراب وله كتاب مذكرات عن حياة المرحوم الشيخ أحمد الجابر ويعرض فيه ما قام به الشيخ أحمد الجابر من أعمال في حقبة حكمه المجيد من تاريخ الكويت، والكتب تعكس شخصية شيخنا الإمام عبدالله النوري المجدد في عصره.

شاعر

الكويت بلد الشعراء والشيخ عبدالله النوري – رحمه الله – بدأ بكتابة الشعر صغيرا يافعا، حيث انه ألقى أول قصيدة له في تأبين المغفور له الشيخ علي السالم الصباح الذي وقع شهيدا في معركة الرقعي في شهر فبراير 1928م وكان عمر شيخنا 22 عاما وفي ذلك الوقت، دخلت الكويت عصر نهضة الأدب العربي فكان لنا شعراء أفذاذ من أمثال السـيد عبـدالله الرفاعي والمرحوم أحمد خالد المشاري والمرحوم عبدالعزيز الرشيد البداح وسبقهم شاعرنا الكبير فهد بورسلي وصقر الشبيب.

لم يتخـذ شيخــنا عبداللـه الــنوري الشعر مهنة ولا وسيلة كسب بل عرض شاعريته على مواطنين وأجاد وشمل شعره كل أنواع الشعر الوطني والاجتماعي والديني ومع ذلك فهو لم يترك إلا ديوانا مطبوعا واحدا هو «من الكويت» وقد طبع مرتين بالكويت 1962م والثانية في القاهرة 1965م ويعزى انصرافه عن طبع شعره انه مع تقدم عمره اهتم بتبـسيط ونشـر الفقه الإسلامي لعامة المسلمين. ومن يقرأ أشعاره – رحمه الله – يدرك عظمة ملكته الشعرية.

أشعاره

من الطريف في أشعاره انها تعكس وجهة نظره في هذا الفن وتكشف مدى تعلقه بالشعر ومن أبيات قصيدته:

ما الشعر إلا كلمة
أدت مع الإيجاز معنى

ترتاح عند سماعها
أذن الخلي مع المعنى

صدرت ومصدرها الضمير
وأحكمت معنى ومبنى

يقول شيخنا عبدالله النوري في رثاء والده سنة 1927م شعرا يفيض حنينا وشجنا ومنه هذا البيت:

فيا أبوي اني في شجون
يمزق مهجتي حرقا اذاها

ولما توفي معلمه الشيخ عبدالله الخلف وحزن عليه حزن حزنا شديدا قال:

دعيني اسطر في المراثي القوافيا
على من فقدنا اليوم فيه المعاليا

العمل في المحاكم

في عام 1935م عـــين عـــبدالله النوري في محـــاكم الكويـــت بناء على طـــلب من الشيخ عبدالله الجـــابر وكانت هناك ـ حينذاك ـ محكمة شرعية تنظر في جميع القضايا يرأسها علامة الكويت الشيخ عبدالعزيز بن قاسم حمادة ومحكمة تنفيذية تنفذ ما يحكم به القاضي الشرعي وتنظر في القضايا المستعجلة وقضايا البادية والتأديبية أو الجزائية ويرأسها أحد أفراد الأسرة الحاكمة وكان الشيخ عبدالله الجابر الصباح.

وقد استمر في عمله في المحاكم 21 عاما من 935م حتى 1956م، وعمل أثناء عمله هذا أيضا في الأوقاف وإمامة مسجد دسمان والإذاعة والمعهد الديني وأعمال تطوعية لا حصر لها.

مفتياً

من يقرأ تاريخ الشيخ عبدالله النوري – رحمه الله – يعرف أنه إمام مفت وقاضي وفقيه وعالم لأنه أعد نفسه بطريقة متعمقة لهذا الدور الديني، فكان مفتيا ومستشارا ومعلما وكما يعلم القارئ فان المستشار مؤتمن والفتوى لها أهميتها عند الناس ومسؤولياتها ضخمة وعظيمة ولهذا من ينظر في تاريخ الكويت يجد لدينا أعلاما من القضاة من أمثال عبدالله حيان، الشيخ يوسف القناعي، الشيخ يوسف بن حمود، عبداللطيف العدساني، الشيخ جمعة بن جودر وكل هؤلاء في زمنهم خدموا الناس وأعانوا ولي الأمر لأن الناس لا تثق إلا بالعلماء والمصلحين خاصة فيما يتعلق بالفتوى وهم بلا شك مصابيح مضيئة وشيخنا عبدالله النوري أحدهم علما وتقوى وورعا ومكارم أخلاق.

مديرا للإذاعة

في سنة 1953م تم تعيين الشيخ عبدالله النوري مديرا للإذاعة الكويتية بجانب وظيفته بالمحاكم وقد عينه الشيخ عبدالله المبارك الصباح الذي كان وقتها نائبا لأمير الكويت.

انني أتوجه بهذه المناسبة الى جميع التيارات الدينية والمـصلحين وكل المحافظين «رجل دين يفتي ويرشد ويعلم الناس دينهم ويقود الإذاعـة» أليـس هذا لافتا للنظر؟ أليس هذا مدعاة للتساؤل: ان شيخنا بما له من علم شرعي وظف بطريقة صحيحة في المجال الإعلامي الذي قوامه الكلمة الصادقة والأمانة وعدم التحريض وإفساد الناس بالتحريض والتعريض والتقويض من كل هذا الإعلام الفاسـد الذي ينشر الفتن؟!

إن فـــي تاريخ عبدالله النوري أدلة وشــــواهد عظيمة عن سماحة ديننا الإسلامي وأتمنى حقيقة أن نعقد مؤتمرا وطنيا نناقش فيه هذا الفكر المتقدم الذي سبق عصره.

محامياً

في عام 1961 افتتح الشيخ عبدالله النوري مكتبا للمحاماة في عمارة العوضي بمنطقة شرق وحقق هذا المكتب نجاحا حيث اختص المكتب بدعاوى المواريث والوصايا وقضايا الوقف والقضايا التجارية.

وكان شيخنا – رحمه الله – من المؤسسين لجمعية المحامين الكويتية وكان معه المرحوم محمد مساعد الصالح، المرحوم عبدالعزيز الصرعاوي، والمحاميان حمد يوسف العيسى ومحمد النصرالله.

ترك شيخنا المهنةفي عام 1977 وقد شارك في مؤتمر المحامين العرب الذي انعقد في القاهرة 1964م وكان أحد أبرز أعضاء الوفد المشارك.

أسفاره ورحلاته

كان – رحمه الله – كثير الأسفار، ففي عام 1924 زار الهند وبرقته أحمد الفرحان ورافق الشيخ عبدالله الجابر الى مصر ولبنان والى القدس عام 1961 علما بأن الشيخ حج في سنة 1932 واعتمر مرات كثيرة بدأت الأولى 1969 ثم سافر الى باكستان 1975 ثم الى الشرق الأقصى ماليزيا واندونيسيا واستراليا والولايات المتحدة.

قال الشاعر حسين السقاف مرحبا به في اندونيسيا:

مفتي الكويت من له مكانه
في جسمها كالقلب والضمير

وفاته

يوم السبت 11 ربيع الأول 1401هـ المــــوافق 17 يناير 1981م، شــــيعه كل الذين عرفوا فضله في نشر الإســــلام وإعلاء كلمة الحق وكان في مقدمة المشيعين المرحوم بإذن الله سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله وكان حيـنذاك رئيسا لمجلس الوزراء وجموع غفيرة من داخل وخارج الكويت قدمت للمشاركة في العزاء تحمل نعشه الطاهر حبا ووفاء.

فيما غصت منطقة القادسية وهي منطقة سكني ورأيت طوابير العزاء حتى اذكر ان النساء توافدن معربات عن فجيعتهن في هذا العالم الرباني الذي فقدته الكويت بعد أن أصابه المرض اللعين في إحدى كليتيه وبعد 4 أشهر جاء هادم اللذات واسترجع الله أمانته به.

إلى الشباب الكويتي

أرجو أن تقرأوا برويّة تاريخ والدكم الشيخ عبدالله النوري – طيّب الله ثراه – والذي رفع اسم بلده الكويت عاليا وخدم أمته ونصر دينه ولم يبخل بعلمه وماله على المحتاجين وكان وسطيا سمحا محبوبا نصيرا لكل مظلوم ومحروم، عرف بشرف الكلمة وصدق العهد ونبل الخلق وعمل الخير.

آخر الكلام

عز الله انا عقب موته فقدناه
لا شك له بالقلب ذكر ومعاني

عبدالله النوري عسى الله يجزاه
في روضة خضرا نعيم وتهاني

مرحوم «يالشيخ» على الفقه منشاه
عسى عند الله بخضر الجناني

يا شباب الكويت هذا هو تاريخ شيخنا المرحوم بإذن الله تعالى عبدالله النوري، غاب عنا وروحه الطاهرة وفكره وأعماله وإنجازاته بين أيديكم فانشروا هذا الفكر الوسطي القدوة.


http://www.alanba.com.kw/absolutenmn...zoneid=204&m=0
__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 11-08-2012, 09:11 PM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي

http://www.aldaronline.com/Dar/Detai...5423704653e175

مائة وثمانون ألف دولار وزعت على مدارس وجمعيات إسلامية في الهند


الشيخ عبدالله النوري.. حمل ستمائة ألف دولار اشترى بها داراً للمدرسة الإسلامية في أستراليا



برفقة يوسف جاسم الحجي

الأربعاء 01 سبتمبر 2010

اعداد: ظاهر الشاهر:
• سافر إلى اندونيسيا ووزع مائة وسبعة عشر ألف دولار على المدارس والمستشفيات
• يقدم ويعد برنامج «الدين النصيحة» لغرس مبادئ الدين لدى الاطفال
• بنيت مدرسة النوري في سدني تخليداً لذكراه وتحقيقاً لرغبته
• كان إماماً لمسجدي الخالد ودسمان ثم مسجد بن بحر
فضيلة الشيخ عبدالله محمد النوري (1323–1401هـ) (1905–1981م)

المولد والنشأة
ولد الشيخ عبدالله محمد نوري أحمد محمد النوري في مدينة الزبير بكراً لوالديه، وذلك في الثالث عشر من شهر ربيع الأول عام 1323هـ الموافق يوم الثلاثاء السابع عشر من مايو عام 1905م.
بدأ والده تعليمه حروف الهجاء وعمره 4 سنوات، ثم علمه القرآن الكريم فختمه وهو في الثامنة من عمره، وبعد أن قرر والده الهجرة إلى الكويت للعمل في المدرسة المباركية مدرسا للدين والنحو تتلمذ ولده عبدالله على يد الشيخ عبدالله الخلف الدحيان ونهل من علمه الكثير، كما درس الفقه على يد الشيخ عبدالوهاب الفارس.

أوجه الإحسان في حياته
كان الشيخ عبدالله النوري – رحمه الله - عالماً من علماء الكويت الذين أضاؤوا الطريق لمن جاؤوا بعدهم قولاً وعملاً، فكان ولم يزل قدوة حسنة في العالم العربي وخارج حدود العرب. وأصبح الشيخ عبدالله النوري بما قدّمه من إحسان حيّاً في تاريخ الوطن وفي قلوب الناس. ولعل هذا أهم أوجه إحسانه، التي تعددت وشملت ما يلي:

التعليم
بدأ عمله مدرّسا في مدرسة محمد العجيري في حي القبلة، ثم انتقل مدرساً في مدرسة المباركية، ثم المدرسة الأحمدية، وفي سنة 1942م تم إنشاء المعهد الديني وكان يضم أربعة فصول أحدها لطلبة الفقه الحنبلي، الذين كان شيخهم عبدالله النوري. وقد عمل فيه متطوّعا لمدة ثلاث سنوات ما بين عامي 1942 و 1945م.

مجال التوعية
تولى لأول مرة إمامة المصلين في منتصف شهر رمضان عام 1340هـ خلفاً لوالده في صلاة التراويح.
وبما أنعم الله عليه من صدق الإيمان منذ نشأته، كان خطيباً مفوهاً، فعمل لسنوات طويلة في إمامة كثير من مساجد الكويت متفرّغاً وغير متفرغ.
فعمل إماماً لمسجد «الخالد» ومسجد «دسمان» مدة طويلة ثم مسجد بن بحر، ومسجد القادسية لعدة سنوات، والذي أسسته السيدة المرحومة والدة عبدالله العثمان، فكان يؤم المصلين ويلقي عليهم الدروس والعظات.

إحسانه إلى فقراء المسلمين بالعالم
كان الشيخ عبدالله النوري - رحمه الله - مهتما بأمور المسلمين وأحوالهم في الكويت والخارج، فقام بجمع الأموال والتبرعات من المحسنين لتوظيفها في خدمة الإسلام والمسلمين، ففي عام 1970م ترك وظائفه الحكومية وتخلى عن الأعمال الحرة في التجارة وغيرها إلا من مكتب المحاماة، وبدأ يتجول في كثير من البلاد الإسلامية والبلاد التي بها أقليات مسلمة ومنها:
- إندونيسيا
في عام 1977م سافر إلى إندونيسيا حاملاً معه 117.000 (مائة وسبعة عشر ألفاً من الدولارات) لتوزيعها على المدارس والمستشفيات هناك، بالتعاون مع جمعية إسلامية معتمدة.
- الهند
في ابريل 1978م سافر إلى مدينة دلهي عاصمة الهند ولمس هناك نقص الدّعم المادّي للمنظمات الإسلامية، فتبرع لها بما تيسر له من المال، ثم رجع إليها في السنة نفسها حاملاً معه 180.000 (مائة وثمانين ألف دولار أميركي)، تم توزيعها على مدارس وجمعيات إسلامية بالهند.

أستراليا
عند سفره إلى استراليا التقى هناك بمسؤولي الاتحاد الإسلامي الذين طرحوا عليه فكرة إنشاء مدرسة إسلامية بمدينة سدني في أستراليا، وقد لاقت هذه الفكرة لديه استحساناً، فقام بجمع التبرعات اللازمة لهذا المشروع، ثم سافر إليها مرة ثانية حاملا معه 600.000 (ستمائة ألف دولار) استرالي اشترى بها داراً لتكون مقرّا للمدرسة الإسلامية.
وقد توفّي الشيخ عبدالله النوري دون أن يكتمل هذا المشروع ولكن رجال الخير الذين سلكوا مسلك الشيخ ونهجوا منهجه في جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية تابعوا هذا المشروع الخيري، إلى أن تم إنشاء مدرسة النوري في مدينة سدني تخليدا لذكراه وتحقيقا لرغبته وقد أصبحت - فيما بعد - مدرسة نموذجية يؤمها أولاد المسلمين في أستراليا، وقد تم افتتاحها في عام 1989م، بجهود أهل الخير وجهود أبناء الشيخ عبدالله النوري رحمه الله.
وكل خطوة من خطى الخير خطاها الفقيه المحسن عبدالله النوري كانت الهاما من كتاب الله الحكيم ومصداقا لقوله تعالى:
«فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لانفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون«16» إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم«17». سورة التغابن
داعية ومرشد
اتجه بكل ما أعطاه الله من جهد ومال وفطنة إلى الدعوة للدين، فكان داعية ومرشداً يتخذه الناس مرجعاً، لأنه علم أن الدين النصيحة، ولم يشغله شاغل عن الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

الإذاعة
تولّى في عام 1953م إدارة إذاعة الكويت فأدخل عليها برامج متنوّعة منها برنامج «الدين النصيحة» وبرامج صحية كان يعدّها ويقدّمها بنفسه وبرامج للأطفال يغرس فيهم مبادئ الدين القويم.
التلفزيون
تولّى إعداد وتنفيذ حلقات تلفزيونية أسبوعية كل خميس على شكل سؤال وجواب، وكانت ولادة لبرنامج عظيم تحت عنوان «مع الدين» الذي اكتسب شعبية واسعة داخل الكويت وخارجها.
وقال عنه الشيخ بدر متولي عبدالباسط، رئيس الموسوعة الفقهية ورئيس لجنة الفتوى في لقاء أجرته مجلة مرآة الأمة معه 1981م: «معرفتي بالمرحوم الشيخ عبدالله النوري تمتد إلى سنوات خلت، عرفته داعية للإسلام بماله وبمقاله، وكان يقول كلمة الحق وكان مرجعاً فقهياً في أمور الدين والدنيا».

وفاته
بعد رحلته الطويلة التي أفاد فيها أبناء وطنه الكويت وأفاد المسلمين في كل مكان وطأته قدماه، توفّي فضيلة الشيخ عبدالله النوري في يوم السبت 11 ربيع الأول 1401هـ، الموافق 17 يناير 1981م.
طيب الله ثراه وأحسن مثواه، وجعل أعماله في ميزان حسناته، وأدخله فسيح جنّاته.


الشيخ عبدالله محمد النوري
في احتفال للمدرسة الوطنية.. ويبدو السيد محمد حسين معرفي
__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 12-08-2012, 04:43 AM
الصورة الرمزية سعدون باشا
سعدون باشا سعدون باشا غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 788
افتراضي

الأخت ندى الرفاعي المحترمة
كل الشكر والتقدير من شخصك الكريم
بذكركِ لشخصية الشيخ عبدالله النوري رحمه الله
أحسنتِ وأبسنتِ

وسوف أوافيكم في الأيام القادمة وليست بالبعيدة
بصور شخصية ولأول مرة تظهر في دولة الكويت
لفضيلة الشخ عبدالله النوري رحمه الله

بكل الود تقبلي مني أعذب وأرق التحيات
__________________
<img src=http://www.kuwait-history.net/vb/up/uploads/127526942620100531.jpg border=0 alt= />
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 14-09-2012, 05:32 PM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي



طلته الأسبوعية الحنونة مساء كل خميس من على شاشة تلفزيون الكويت

كان رحمه الله مرحاً طيباً و متواضعا.





الشيخ صباح الاحمد متوسطا الشيخ دعيج السلمان (يسار) والشيخ عبدالله النوري
__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 14-09-2012, 05:51 PM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي

المعلم الداعية الشيخ عبدالله النوري







مولده ونشأته:


وُلِدَ شيخنا الجليل عبدالله بن محمد بن نوري بمدينة الزبير عام 1323هـ 1905م، وكان والده من سكان مدينة الموصل في شمال العراق، ومن رجال الدين فيها، نزح إلى الزبير وتزوج فيها وأقام، ثم هاجر مع أهله وابنه عبدالله إلى الكويت عام 1921م، وكان الشيخ عبدالله قد تلقى العلم على يد والده بالزبير، ثم درس بالمدارس التركية والأهلية، ثم في دار المعلمين ببغداد.
شيوخه:
أما دراسته في الكويت فكانت على يدي الشيخين الجليلين عبدالله خلف الدحيان، وجمعة بن جودر، وكان من زملائه الشيخ عبد العزيز حمادة، الذي درس معه الفرائض، والشيخ عبد الوهاب الفارس، الذي درس معه الفقه.
وكان باراً بوالديه محباً للفقراء والمساكين، يكره الظلم والظالمين، ويقف مع الحق، وينصر المظلوم، ويعين صاحب الحاجة، ويقدِّم العون المستطاع للمستحقين من ذوي الحاجات.


وظائفه:

وقد تولى وظائف عدة، ومارس أعمالاً شتى في مختلف الميادين، ففي حقل التدريس عمل معلماً في المدرسة المباركية، وكان مديرها في الوقت ذاته السيد عمر عاصم الأزميري، واستمر بها ست سنوات تقريباً، وكان من تلاميذه فيها الشاعر فهد العسكر، والأستاذ عبد العزيز حسين، وكان يُدرِّس فيها علوم اللغة العربية والفقه الحنبلي، ثم انتقل إلى التدريس في المدرسة الأحمدية لمدة ست سنوات أخرى.
وفي المحاكم عُيِّن كاتباً في المحكمة عام 1926م، ثم تدرج في وظائفها، إلى أن أصبح سكرتيراً عاماً، وقد أسندت إليه عدة مهمات وهو في المحكمة، منها التدريس في المعهد الديني أول إنشائه لمدة ثلاث سنوات، والتدريس في المدرسة الليلية لثلاث سنوات أيضاً، وعُيِّن مفتشاً للأوقاف ومُرشداً لأئمة المساجد لمدة عام، ومديراً للإذاعة الكويتية الناشئة لمدة أربعة أشهر.
وفي عام 1955م استقال من المحاكم فاشتغل بالأعمال الحرة وافتتح مكتباً للمحاماة، كما كان يخطب الجمعة بالمسجد، ويلقي الأحاديث في الإذاعة والتليفزيون، ويشارك في المؤتمرات الإسلامية داخل الكويت وخارجها.
وفي فترة عمله كسكرتير للمحاكم كان له دور بارز في حل المشكلات بين أطراف الخصوم والإصلاح بينهم دون عرضها على المحاكم، حيث يرتضي الجميع حكم المصالحة الذي يقترحه ويتنازلون عن الدعوى أمام المحاكم، والشيخ المحامي من مؤسسي «جمعية المحامين الكويتية»، وله نشاط كبير من خلالها، وقد شارك في المؤتمرات التي يعقدها المحامون العرب، ومنها مؤتمر اتحاد المحامين العرب، الذي انعقد بالقاهرة عام 1964م، وغيره من المؤتمرات الأخرى.


رحلاته:

وقد سافر إلى أقطار كثيرة كالهند، وباكستان، وإندونيسيا، وماليزيا، وأستراليا، ومصر، ولبنان، وسورية، وفلسطين، والأردن، والعراق، وبلدان الخليج العربي والمغرب العربي والولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وقد حضر المؤتمر الإسلامي الذي عُقِد في القدس عام 1961م وكانت له مشاركة فاعلة ومؤثرة.
كما أنه حجّ واعتمر أكثر من مرة، وكانت حجَّته الأولى على الإبل عـام 1350هـ 1932م، ثم كانت الحجة الثانية بالسيارة عام 1372هـ 1952م، أما الحجَّة الثالثة فكانت بالسيارة أيضاً عام 1376هـ 1956م، ثم تكرر ذهابه إلى الحج والعمرة عدة مرات بالطائرة، كما كان لرحلته إلى مصر عام 1954م مع الشيخ عبدالله جابر الصباح والحاج عبد العزيز العلي المطوع، حيث قابلوا الرئيس اللواء محمد نجيب وبرفقتهم الزعيم الجزائري الفضيل الورتلاني الأثر الطيب.


مؤلفاته:

لقد ترك تراثاً ضخماً من المؤلفات في مختلف الموضوعات من الخطب والمواعظ والفتاوى والسير والتراجم والرحلات والأسفار والأشعار والتاريخ الشعبي، والمسامرات، والإصلاح الاجتماعي، والدعوة الإسلامية، ومن أهم هذه الكتب: من غريب ما سألوني، سألوني في العبادات والعقيدة، سألوني عن المرأة، سألوني في التفسير، أحاديث، المحمديات، المعجزة الخالدة، قضية التعليم في الكويت، المرأة المسلمة، العروة الوثقى، البهائية سراب، قطف الأزاهر، خالدون في تاريخ الكويت، شهر في الحجاز، يوميات زائر في الشرق الأقصى، ديوان شعر... إلخ.


معرفتي به:

وقد تعرَّفتُ على الشيخ عبدالله النوري أول قدومي إلى الكويت بداية 1959م، حيث عملتُ في المحاكم رئيساً لقسم التنفيذ، وكانت لقاءاتي به كثيرة، فقد كان محامياً يُكثر التردد على المحاكم، كما كان التزاور بيننا مستمراً، ويهديني مؤلفاته حين صدورها أولاً بأول، وكنتُ أحرص على خطبه في مسجد القادسية التي تتسم بالعرض الجيّد والأسلوب الحكيم، والدليل الناصع المقنع، والاختصار غير المخل.


صفاته ومواقفه:

والشيخ النوري يكثر من الثناء على شيخه عبدالله الخلف الدحيّان، ويعتبره النموذج للعلماء الصالحين، والأتقياء والزهاد، والفقهاء العاملين، والمصلحين الاجتماعيين، وإليه يرجع الفضل في تعمق الشيخ النوري بدراسة الفقه الحنبلي.
وكان الشيخ عبدالله النوري يتصف بصفات تُحبِّبه إلى الناس وتقربه من قلوبهم، فهو هادئ الطبع، واسع الصدر، طويل البال، قليل الغضب، بشوش الوجه، دمث الخلق، حسن الحديث، يحب الدعابة والمرح، وبخاصة مع الخُلَّص من أصحابه في مجالسه الخاصة، حيث يُضفي على الجلسة روح المرح والسرور والفرح والحبور، دون الخروج على المألوف، كما كان منظماً غاية التنظيم في كل أموره، سواء المواعيد أو الزيارات، أو الأوراق الخاصة، والمراسلات الرسمية، والحسابات وأمور الأولاد، وتنظيم القضايا والمرافعات، وكان يُسجِّل كل شيء وإن كان صغيراً، وهو جاد في أداء المهمات التي تُوكل إليه على أحسن وجه.
كما كان غيوراً على حرمات الدين، حريصاً على الالتزام بشريعة الإسلام، وقد كان له دور بارز مع الشيخين عبد الرحمن الدوسري، وعبد الرزاق الصالح المطوع، في التصدي لمشروع القوانين الوضعية التي تريد إبعاد الشريعة الإسلامية عن واقع الحياة، فقد شارك في صياغة المذكرات، ومقابلة كبار المسؤولين بما فيهم أمير البلاد الذي اختار الشيخ يوسف بن عيسى القناعي ليكون المميِّز الشرعي لجميع ما يصدر من أحكام من القضاة، لئلا تتعارض مع الشريعة الإسلامية.


عقيدته ومنهجه:

كانت صلته جيدة بالإخوان المسلمين بمصر، من خلال صديقه الأستاذ وهبة حسن وهبة، الذي يثق به ويطمئن إليه، لأنه من تربية الإمام الشهيد حسن البنا، الذي كان له الفضل الكبير ـ بعد الله ـ في محاربة النزعة الفرعونية، ومقاومة التحلل، والتصدي للإلحاد، ونشر الفكرة الإسلامية الأصيلة، المستقاة من الكتاب والسُّنَّة وما أجمع عليه سلف الأمة، ونبذ الخرافات والبدع، والوقوف أمام موجة التغريب، التي تريد السير في ركاب الغرب في كل شيء، وهذا منهج العبيد الذين يجرون وراء كل ناعق، ويهجرون تاريخهم وأمجادهم وتراثهم.
إن الشيخ عبدالله النوري، كان صاحب عقيدة صافية، ومنهج سليم، يقتفي فيه أثر السلف الصالح، ويُيسِّر على الناس، ولا يُعسِّر عليهم، ويُنزل الأحكام على واقع الحال، ويُقدِّر ظروف العصر، والبيئة الحاضرة، ويلتزم الأصول، ويتمسك بها، ولا يقف عند الخلافيات في الفروع، لأن مجال الاجتهاد فيها واسع، ولكل مجتهدٍ أجره، ولا مانع من التحقيق العلمي النزيه في مسائل الخلاف في ظل الحب في الله.
يقول العلاّمة القرضاوي في كتابه القيم (الحلال والحرام في الإسلام).
«... إن التشريع الإسلامي وهو تشريع قائم على أساس تحقيق الخير للبشر، ودفع الحرج والعنت عنهم، وإرادة اليسر بهم، يقوم على درء المفسدة وجلب المصلحة، مصلحة الإنسان كله، جسمه وروحه وعقله، ومصلحة الجماعة كلها، أغنياء وفقراء، حكاماً ومحكومين، ورجالاً ونساء، ومصلحة النوع الإنساني كله، بمختلف أجناسه وألوانه، وفي شتى أقطاره وبلدانه، وفي كل عصوره وأجياله، وغير لائق بعالم مسلم، يملك وسائل الموازنة والترجيح، أن يكون أسير مذهب واحد، أو خاضعاً لرأي فقيه معيَّن، بل الواجب أن يكون أسير الحجَّة والدليل، فما صحَّ دليله وقويتْ حجته فهو أولى بالاتباع، وما ضعف سنده ووهتْ حجَّته فهو مرفوض مهما يكن من قال به.
ذلك أن الحق لا يشتمل على مذهب واحد، وأئمة المذاهب المتبوعة لم يدَّعوا لأنفسهم العصمة وإنما هم مجتهدون في تعرُّف الحق، فإن أخطؤوا فلهم أجر، وإن أصابوا فلهم أجران» انتهى.


فهمه للإسلام:

لقد فهم الشيخ عبدالله النوري الإسلام على أنه نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعاً، فهو دولة ووطن، وحكومة وأمة، وخلق وقوة، ورحمة وعدالة، وثقافة وقانون، وعلم وقضاء، ومادة وثروة، وكسب وغنى، وجهاد ودعوة، وجيش وفكرة، وعقيدة صادقة، وعبادة صحيحة، وأن القرآن الكريم والسُّنَّة المطهرة مرجع كل مسلم في تعرُّف أحكام الإسلام، ويفهم القرآن طبقاً لقواعد اللغة العربية من غير تكلف ولا تعسف، ويرجع في فهم السنَّة المطهرة إلى رجال الحديث الثقات.
وهذا هو فقه السلف الصالح من القرون الخيِّرة، والذي يجب أن يسير عليه المسلمون في عصرهم الحاضر.
لقد كان الشيخ عبدالله النوري علماً من أعلام الهدى في الكويت، صال وجال في ميادين شتى، وبذل قصارى طاقته في خدمة الإسلام والمسلمين داخل الكويت وخارجها، وكان علامة مضيئة في سماء الكويت، عرف الناس من خلاله، أصالة هذا الشعب، وحبَّه لعمل الخير، ونصرة الإسلام والمسلمين.


نماذج من شعره:

وهو شاعر مطبوع، يقول الشعر دونما تكلُّف بل يجري الشعر على لسانه، بمجرد انفعاله بأي حدث، فقد نظم في رثاء شيخه عبدالله الخلف الدحيّان قصيدتين جاء في مطلع الأولى:
دعني أسطِّر في المراثي القوافيا
على من فقدنا اليوم فيه المعاليا
وما المرء إلا ذكره بعد فقده
وذكركَ فينا شاءه الله باقيا
وقال في رثاء شيخه العلاّمة محمد الأمين الشنقيطي مؤسس مدرسة النجاة الأهلية في الزبير قصيدتين عام 1351هـ جاء في مطلع الأولى:
أي قلبٍ عليك لم يتصدّع
أي نفسٍ عليك لم تتوجّع
وفي مطلع الثانية قال:
بلاءٌ لا تقاسُ به بليّة
ورزء لا تقاس به رزيّة
وفي رثائه الشيخ عبد الملك صالح المبيض قال:
عش كيف عشتَ فتاريخُ الورى عبر
وكُلُّنا خبر إن ينقضي العُمر
وقال يَرثي المحسن الكبير الحاج علي عبد الوهاب المطوع عام 1365هـ:
كل يومٍ لنا حبيبٌ يُشَيَّعُ
وقلوبٌ في كل يوم تَصدَّعُ
يقول الشيخ النوري عن شيخه عبدالله الخلف الدحيّان: «هو أفضل رجل رأيته في حياتي علماً وفضلاً، فهو العالم الشامخ، والورع التقي، الذي وهب حياته للعلم، فغاص في بحاره حتى بلغ منها الأعماق، ووهب من علمه الكثير لكل سائل أو طالب أو مستمع، كان كريماً، وكان كرمه الإيثار، كان حليماً وكان حلمه العفو عند المقدرة، وكان قنوعاً وقد ذلّت له الدنيا، حتى وصلت عند قدميه فأباها...» انتهى.
ولما توفي والده ثم لحقت به والدته بعد فترة قصيرة، حزن على فراقهما حزناً شديداً، وقال فيهما شعراً يفيض حنيناً وحرقة وعرفاناً بفضلهما عليه:
أطارَ الحزنُ عن عيني كَراها
فبتُّ مردداً آهاً فآها
أصبتُ بوالدي نوري كريماً
عفيف الذيل مذ لبَّى الإلها
ولكن عاجلتني بعد صبري
بأمي إذ أتاها ما أتاها


سعيه في الخير:

لقد كان شيخنا عبدالله النوري، ذا همَّة ونشاط في الأعمال الخيرية، وكان يحمل الأموال في أسفاره إلى خارج الكويت ليقدِّمها للجهات المحتاجة، كالمدارس الإسلامية، والمعاهد الدينية، والجمعيات والمؤسسات الإسلامية، حيث إن المحسنين والمحسنات من أهل الكويت يتسابقون لإعطائه التبرعات لإرسالها إلى مستحقيها من المسلمين، وكانت عنده أمانة من التبرعات التي يجمعها ويتولى توزيعها في الداخل والخارج مقدارها حوالي مئتي ألف دولار، وعندما زاره الأخ يوسف جاسم الحجي في المستشفى وهو على فراش الموت، أبلغه بأن هناك دفتراً، فيه أمانات للعمل الخيري، وبالفعل فقد كانت هذه المبالغ نواة لموجودات الجمعية، التي تأسست فيما بعد باسم (جمعية عبدالله النوري الخيرية)، كما أنشئت مدرسة نموذجية بأستراليا بمدينة (سدني) باسم (مدرسة النوري).
وقد أخبرني الأخ عمر الدايل أن الشيخ النوري تبرع إلى مكتبة الزبير الأهلية العامة بمجموعة من الكتب القيِّمة وبعضها من مؤلفاته.
تلك سيرة موجزة عن حياة شيخنا الفاضل وجهاده في سبيل الحق والخير، وهذا عطاؤه الذي لم يتوقف حتى غادر الدنيا الفانية إلى دار البقاء والخلد نسأل الله العلي القدير أن تكون هذه الجهود المباركة في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ونحمد المولى الكريم على نعمائه بقيام «جمعية عبدالله النوري الخيرية» التي أسسها أبناؤه البررة، ومحبوه وعارفو فضله أمثال: يوسف الحجي، وعبد الرحمن العوضي، وأحمد بزيع الياسين، وعبد الرحمن الزامل، وجاسم الخرافي، وعبدالله المزيني، وعبد المحسن الثويني، ومبارك الحساوي، وإبراهيم الفرحان، وحمود الفرحان، وإبراهيم الهاجري، وناصر القطامي، ومحمد الوزان، ومحمد العوضي، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، ولنا في الأخ نادر النوري كل الأمل لتؤدي الجمعية رسالتها الخيرية على أحسن وجه، فهو من خيرة شباب الكويت الدعاة إلى الله على بصيرة.


وفاته:

كانت وفاة شيخنا عبدالله النوري يوم 17/1/1981م رحمه الله رحمةً واسعةً، وغفر لنا وله، ورزقنا وإياه الفوز بالجنَّة والنجاة من النار، وجمعنا وإياه في مستقر رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.


http://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9 %84%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1%D9%8A&old id=13730
__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 14-09-2012, 05:55 PM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي



ملاحظة تعليقا على النقل السابق:

كون الشيخ عبد الله النوري كان على علاقة جيدة بالإخوان المسلمين لا تعني أنه كان منهم
فعلاقة الشيخ النوري كانت جيدة مع الجميع وكان محبوبا من الجميع
__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فقيه الكويت وفرضيّها الشيخ محمد بن سليمان الجراح السلفي - رحمه الله تعالى - IE الشخصيات الكويتية 16 25-02-2018 08:21 AM
الشيخ عبدالله بن خلف بن دحيان رحمه الله PAC3 الشخصيات الكويتية 25 30-07-2010 10:11 AM
قسم الشيخ عبدالله السالم رحمه الله متصفح مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 0 30-07-2009 12:45 AM


الساعة الآن 07:15 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت