عندما مر الشاعر المرحوم صالح النصرالله بحييه القديم (فريج السبت) والذي كان يقطنه في صباه، وقد هدمت منازله واصبح خاويا والخراب محيطا به من كل جانب، وذلك بعد ان كان حياً عامراً مليئا بالحركة، فانهالت عليه ذكريات الماضي والاصدقاء وبعض الشخصيات المشهورة في الحي مثل عنبر وسلوم وبوهندي والدقيسي وغيرهم فأنشد:
هَاج الضمير وخلف القلب مهموم
صوتٍ لعى في ليل يشكي إهمومه
يبجي وهو ببجاه ما هو ابمليوم
إللي على ربعه بجى من يلومَه
ياهيه ياللي ساهرٍ ما هوى النوم
لين الدِّجَى انحت وغابت انجُومه
أشجيت مشتانٍ وهيضت مهضوم
وادميت قلب جامياتٍ اكلومَه
دهرٍ رُماك وسيل ادماك بسهوم
مثلك رماني ما خطتني اسهومه
ويلاه يا ربعٍ مناعير وقروم
لاطاحَ طايحهم قضوا له لزومه
جم اسعفوا من طاح او صاح مظلوم
تفازعوا له لين شدوا اعزومه
أصحاب نخوات و وفَى دايم الدُّوم
وقلوب بيضٍ ما تعرف الخصُومه
تفرقوا من عقب ما الشمل ملموم
وامست منازلهم خراب امهدومه
عقب الغمار امست معشش بها البوم
سوارح الفران في كل كومه
مريتها قبل امس في صمت ووجوم
ما جنها مدّهال قعده وقُومه
اللهُ أكبر وين عنبر وسلوم
وين الدقيسي وبوهندي وقومه
من عقب ما هم بينا مثل النجوم
صاروا ارمام وسط الاجداث نومه
ذكرتهم وانهل بالخد مسجوم
دمع جمى وبل همي من اغيومه
يقطعش يا دنيا على حال ما دُّوم
كم جمعت شمل وفلت احزومه
حياتنا جنها خيالات وحلوم
رؤياً يراها نايمٍ في احلومه
ولكلِ مخلوق بها يُوم محتوم
ماله ملاذٍ عنه لاحل يومه
آمنت ما يُكتب على العَبد مقسوم
واللِّي انكتب يلقَاه خيره وشُومَه
|