راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > البحوث والمؤلفات
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 04-09-2011, 10:45 AM
الصورة الرمزية أدبنامه
أدبنامه أدبنامه غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: في كل مكان يذكر فيه اسم الله
المشاركات: 284
افتراضي سنة الهيلق

وصف سنة الهيلق -الهيلك - في بلاد فارس

غالبا ما أتسائل لماذا ياتري لم يذكر في المؤلفات الكويتيه وصف دقيق ومفصل لحجم المعاناة ومدى الفقر والجوع الذي

عانا منه الكويتيين في الثلاث سنوات التي امتدت من عام 1868م الى عام 1871 م .

طبعا انا لا اتجاهل هنا دور اهل الخير والبذل والعطاء من اهل الكويت ولكن ماورد في كتاب تاريخ الكويت للشيخ عبدالعزيز الرشيد

وكتاب صفحات من تاريخ الكويت للشيخ يوسف القناعي وكتاب تاريخ الكويت لخزعل من اكل الناس ذمام الذبائح جعلني اتسائل

هل حجم المجاعه معادل لتلك المعاناه التي وقعت بفارس ؟

هل وقع المعاناه والمجاعه كان بنفس القدر في حاضرة الكويت من مدينة وقرية وبادية ؟


هنا في هذه المرفقات ورد ذكر لحجم تلك المجاعه في بلاد فارس .


· ذكر المؤلف الانجليزي جوزف آيرفنج في مؤلفه : حوليات زماننا في البند رقم 24 النص التالي :


ذكر في لندن انه تم جمع مبلغ سبعة ألاف جنيه لإغاثة سكان بوشهر والآيزيدية وبقية سكان مدن فارس من المجاعة التي حلت بهم . ان البؤس الناجم عن هذه المجاعة مرعب لدرجة انه تم تسجيل وفاة ثلث السكان في بعض المقاطعات والثلثين من إجمالي الماشية والبهائم .


انتهى النص


المرجع – حوليات زماننا للمؤلف - جوزف آيرفنج – طبعة العام 1889م


The Annals Of Our Time



-----------------------------


----------------------------------------------------------------------------------------------


· ذكر الرحاله الانجليزي ويليام برتل بانك في مؤلفه : بلاد فارس أثناء المجاعة


المشاهد التالية :

  • يصف لنا مشهد مؤلم من بوشهر اثناء تجوله بالطرقات . يقول وليام هنالك ثلاثة اطفاللاعراة بكل ماتحمل الكلمة من معني مستلقين على حصيرة اجسادهم نحيلةتكاد تعد عظامهم من الوهن , ضلوعهم هزيلة لدرجة أن النظر اليها يسبب لك الالم . انهم ضحايا للذباب المقزز يحلق الذباب حول رؤوسهم ويملئ أفواههم وأنوفهم ويكاد يغطى اجسادهم كالرداء الاسود . وبجانبهم يقبع طفل صغير أتخذه الذباب وليمة يبلغ من العمر الاربعة أشهر مجرد جلد وعظام من السهل تهشمه لدرجة انني خشيت ان المسه . عبرنا تلك المشاهد المرعبه واذ بامرأه تحبو على الارض ساعية لايقافنا ملابسها تستر منتصفها فقط














-----------------------------------------------------------------------------------------------
  • في المشهد التالي يصف لنا وليم هذا المشهد المؤلم في شيراز :
يقول وليام التفت حولي فشلهدت أمرأه ميته مستلقيه على وجهها عارية تماما أخذ ملابسها أناس اخرين من الجوعي لتقيهم البرد القارس , ومن تجويف عينيها وفمها يخرج القيح ونخر وجهها و صدرها الدود. على بعد ياردات قليله يجلس اثنان من الرجال الجوعى وامراه ينظرون الى جسدها بعيون الذئاب مما اصابني بتوجس وخيفة . هل من الممكن أن تكون هذه المجاعه دفعتهم لتناول هذه الوجبه لايمكن أن اصدق ذلك وحاليا لاأشك بذلك كانوا يتضورون من الجوع وهم ينظرون اليها .









--------------------------------------------------------------------------------------------
  • يواصل وليام وصف المشاهد المؤلمه في اصفهان ويقول
دخلت الاسطبل وما أن تكيف نظري مع الظلام الحالك لمحت في جانب منه جثة رجل ميت وفي الجانب الاخر بقرب الحائط أمراه وطفل الامرأه ميته أما الطفل يتنفس حملته على عجاله للخارج على امل أنه مازالت به روح ولكن كان الوقت متأخرا لهثة ثم اغماء وتنهيده اخيرة مات بعدها الطفل فأعدته الى أحضان والدته .








الحقيقه انه مازال هنالك صفحات كثيرة في هذا المؤلف تصف المجاعه برواية شاهد العيان السيد

وليام ولكن الوقت لايسعفني لاضافتها

المعذرة

المرجع

The Persian Famine


الكتاب متوفر للتحميل برخصه من شركة قوقل وحقوقه ملكيته الفكريه منتهية
الاخوه الكرام يحدثني والدي وهو من مواليد الجهراء عام 1937م يقول عندما هاجر جده ووالده

من نجد الى الكويت وكان عمر والده أن ذاك 14 عشر عام يقول أن والده وصف أنه من شدة الجوع الذي اصاب المجموعه المهاجره المتجهه الى الكويت كان الرجل منهم ينظر الى الرجل الواهن في الرمق الاخير منتظرا خروج روحه ليأكله , صراع مابين المبدأ والشعور بالجوع
طبعا لم يلتهم أي منهم الاخر لانهم وصلوا الى الكويت وحظو بعيشة الرغد والامن والامان
الله ادمها علينا من نعمه وأحفظها من الزوال .

أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه واسف على الاطاله
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

ادبنامه لوطرقت الارض شرقا او جنوبا في تهامه لن تجد للاسم ذما يفرض الاسم احترامه غايتي ان ابقى دوما في جبين العز شامه
الآرض تحيا اذا ما عاش عالمها متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيى أذا ما الغيث حل بها وأن أبى حل بها التلف

التعديل الأخير تم بواسطة أدبنامه ; 11-09-2011 الساعة 10:51 AM. سبب آخر: اضافة رابط تحميل الكتاب persia during the famine
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 04-09-2011, 02:05 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

اقتباس:

وصف سنة الهيلق -الهيلك - في بلاد فارس


غالبا ما أتسائل لماذا ياتري لم يذكر في المؤلفات الكويتيه وصف دقيق ومفصل لحجم المعاناة ومدى الفقر والجوع


قد نتساءل ما علاقة .. موضوع "الكويت في المراجع الاجنبية" ؛ ببلاد فارس؟

تكمن أهمية ما ورد من مشاهدات لأحوال فارس .. بسنة الهيلك: في الوقوف على المؤثر والتعرف إليه .

خاصة وأن أكثر المصادر المحلية قد اهتمت بالأثر (فقدان الكفاية الغذائية).. مع قطع نظرها التاريخي عن المؤثر (النازحين والنزوح)!
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 04-09-2011, 02:48 PM
الصورة الرمزية أدبنامه
أدبنامه أدبنامه غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: في كل مكان يذكر فيه اسم الله
المشاركات: 284
افتراضي شكرا لك

الاخ جون شكرا لك على المشاركه وأنني على يقين أنه مازال عندك من التعليق مايثري الموضوع

خصوصا أن المجاعه كانت عامه وشملت نجد والهند وفارس والعراق حسب تواصلنا

مسبقا
والسلام
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

ادبنامه لوطرقت الارض شرقا او جنوبا في تهامه لن تجد للاسم ذما يفرض الاسم احترامه غايتي ان ابقى دوما في جبين العز شامه
الآرض تحيا اذا ما عاش عالمها متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيى أذا ما الغيث حل بها وأن أبى حل بها التلف
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 05-09-2011, 01:43 PM
الصورة الرمزية أدبنامه
أدبنامه أدبنامه غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: في كل مكان يذكر فيه اسم الله
المشاركات: 284
افتراضي الهيلق وتدمير الغابات

الهيلق اسبابها

الاخوه الكرام السلام عليكم

اثناء بحثي بالانترنت استوقفني هذا التقرير الصحفي الموثق

بمجلة العلوم الشائعه بتاريخ يونيو 1872

ورد به ذكر لاسباب مجاعة بلاد فارس . من قرائتي للنص

أتضح لي أن كاتب الموضوع يبدي وجهة نظر علمية أن اسباب

تلك المجاعه ناجم عن ازالة الاشجار واتلاف ما يصطلح عليه

بالغابات المطيره نجم عنه انقطاع الامطار والتصحر وأن السبب

ليس الغضب الآلهي كما يظن اهل فارس

ويبدوا انه يدافع عن وجهة نظر سليمه ويرجع السبب في ذلك

الى جهل الناس بمقدار حجم الدمار الذي قد ينجم عن سوء

استغلال الموارد الاقتصادية للبلاد ويذكر جمله عجيبه في

تقريره يقول عن مجاعة فارس :

The sins of The Fathers

Are Today Visited On The Children

ان خطيئة الاباء انعكست على ابنائهم

ما أحوجنا لهذه الحكمه وأن نعتبر منها ونحن أولي بتلك الحكمة

منه ونستذكر هنا حلم سيدنا يوسف بقرات سمان يأكلهن سبع

عجاف .

ما احوجنا لاستغلال مواردنا الاقتصادية الاستغلال الامثل

والسلام عليكم جميعا

رابط الكتاب هنا

رابط ويكبيديا يوضح أن الجفاف والمجاعات وعدم استقرار المناخ سبب هجرات جماعيه سعيا وراء لقمة العيش
هنا
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

ادبنامه لوطرقت الارض شرقا او جنوبا في تهامه لن تجد للاسم ذما يفرض الاسم احترامه غايتي ان ابقى دوما في جبين العز شامه
الآرض تحيا اذا ما عاش عالمها متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيى أذا ما الغيث حل بها وأن أبى حل بها التلف
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27-09-2011, 02:13 AM
الصورة الرمزية أدبنامه
أدبنامه أدبنامه غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: في كل مكان يذكر فيه اسم الله
المشاركات: 284
افتراضي ج1 - المدرسه التاريخيه الخليجيه- دراسات وثائقيه

تجربة المدرسة التاريخية الخليجية في مجال الدراسات الوثائقية
دراسة مجهرية لنموذجين من المؤرخين الخليجيين المعاصرين
*
************************************************** **الدكتور إبراهيم القادري بوتشيش
************************************************** ***********كلية الآداب ـ مكناس
**********************************************
*
********تطمح هذه الورقة إلى الوقوف على تجربة المؤرخين الخليجيين في التاريخ المعاصر، ومناهجهم في التعامل مع الوثائق التي تزخر بها دور الكتب الوطنية والأرشيفات القومية، ومختلف المؤسسات الثقافية داخل الخليج وخارجه، وذلك انطلاقاً من عينتين محددتين اتخذناهما نماذج تطبيقية في هذه الدراسة.
********والجدير بالملاحظة أن المدرسة التاريخية الخليجية شهدت طفرة نوعية على مستوى الكتابة التاريخية والتراكم الكمي للدراسات المنجزة خلال العقود الأخيرة. ولم يكن هذا التحول ليحدد لولا جهود المؤرخين المحليين المعاصرين الذين تأطرت أعمالهم ضمن ثلاثة معطيات نعتقد أنها شكلت عوامل محفزة وهي:
*
********1**ـ***التحرر من الهيمنة الاستعمارية وما تمخض عنه من تحرر فكري طاول المؤرخين أنفسهم، فانبروا لإعادة كتابة تاريخ الخليج بعيداً عن الخلفيات الاستعمارية المحرفة للتاريخ.
********2**ـ**تأسيس الجامعات التي أصبحت تؤدي دوراً هامّاً على صعيد البحث العلمي عامة، والبحث التاريخي بصفة خاصة.
********3**ـ**ظهور جيل جديد من المؤرخين الخليجيين تغمره الروح الوطنية، وما يواكبها من رغبة شديدة في إرساء معالم مدرسة تاريخية تحظى بالاحترام، وتعمل على حفظ تاريخ الخليج وصيانته.
*
********وإذا كان هذا التحول النوعي حقيقة لا يرقى إليها الشك، فإن ما نرومه في هذا البحث ليس هو فحص هذا التحول وتفكيك مكوناته، بل نسعى بالضبط إلى تفحص إحدى ظاهرات هذا التحول، ألا وهي تجربة المؤرخين الخليجيين في الدراسات الوثائقية وما أسفرت عنه من نتائج كشفت عن العديد من القضايا المسكوت عنها، أو صححت بعض الأحكام الملغومة التي صاغها دهاقنة المؤرخين الاستعماريين.
*
أولاً:**علاقة المؤرخ الخليجي بالوثيقة: تحديد المنطلقات والأبعاد
****************لا شك أن التاريخ هو محصلة بناء لا يتأسس من فراغ، ويختلف كلياً عن الفكر الإبداعي الذي يطلق فيه المبدع العنان للذات المبدعة كي تحلق في فضاءات تخيلية. فصناعة التاريخ تحتاج إلى أدوات تشكل فيها الوثيقة حجر*الزاوية، إذ لا تاريخ بلا وثائق كما يشدد على ذلك لانجلوا([1]). ولولاها، لأصبح*مجرد تخمينات وتقديرات واجتهادات لا تسمح ببناء عمل تاريخي رصين، أو الجزم بصحة رأي أو القطع بوجهة نظر؛ بل إن قيمة الدراسات الوثائقية محكومة بقيمة الرصيد الوثائقي الذي يوظفه المؤرخ، والأسلوب المنهجي الذي يسلكه في التعامل مع ذلك الرصيد.
********وعلى الرغم من الاختلاف السائد بين المدارس التاريخية على مستوى المناهج وعلى صعيد القراءة والتأويل، فإن القاسم المشترك الذي لا يختلف فيه اثنان، يتمثل في اعتبار الوثيقة أرقى أنواع المصادر([2]).
********وأحسب أن القيمة الحضارية التي تكتسيها الوثيقة جعلت الاهتمام العالمي يزداد ويتعاظم بموضوع صيانتها وحفظها عن طريق تجميعها في دور الوثائق أو الأرشيفات القومية([3]). بل أصبحت العناية تجعل المسؤولين يعملون على تنظيمها وفهرستها وإدخالها في الحاسوب، وتخصيص مواقع لها على شبكة الإنترنت([4]).
********وبموازاة ذلك، ظهرت دوريات تصدر مجموعة من الوثائق نذكر من بينها على سبيـل المثال ـ فيما يخص العالم العربي ـ دورية "الوثائق" المغربية، ومجلة "الوثيقة التاريخية البحرينية"، في الوقت الذي ظهرت أيضاً كتب تعكس الاهتمام بالمجال الوثائقي([5]).
********وتنحو المدرسة التاريخية الخليجية في الوقت الراهن منحى تصاعدياً في الاهتمام بالدراسات الوثائقية. ويبذل المؤرخون الخليجيون قصارى جهدهم في توظيفها واستغلالها بدافع وطني، تحدوهم الرغبة في إنصاف تاريخ بلدانهم، ومقارنة وثائقهم الوطنية بما ينشره الأوروبيون والأمريكيون من وثائق خولت لهم بناء أحكام مهزوزة، واستنتاجات متحيزة بعيدة عن جادة الصواب.
********ونظراً لما يكتسيه البعد الوثائقي في التجربة الخليجية، فإننا نسعى إلى إلقاء الضوء على هذا الجانب من خلال دراسة ترتكز على نموذجين من المؤرخين الخليجيين المعاصرين. يتعلق الأول بالمؤرخ الإماراتي أحمد جلال التدمري صاحب كتاب "الجزر الثلاث: دراسة وثائقية"([6])، وهو تأليف هام في التاريخ المحلي المرتكز على فيض من الوثائق المتنوعة، نسعى في هذا البحث إلى فرزها وتقييمها بما هي أداة في حفظ تاريخ الإمارات العربية وتأكيد عروبة الجزر المحتلة. أما النموذج الثاني، فيخص المؤرخة الكويتية ميمونة خليفة الصباح من خلال بحثها الموسوم بـ"علاقات الكويت الخارجية خلال القرن*18 م"([7])؛ وقد آثرنا اختياره نظراً لتوفره لدينا من جهة، ولاشتراكه مع الكتاب السابق في الارتكاز على المستندات الوثائقية من جهة أخرى.
********وبتفحص إنتاج المؤرخين الخليجيين معاً، يبرز وعيهما الكامل بالوثيقة التاريخية وأهميتها في حرفة المؤرخ، وهو ما يتجلى في مستويين على الأقل:
*
********أ**ـ**إعطاؤهما الأولوية للوثائق على حساب المصادر الأخرى؛ وحسبنا الكم الوافر من الوثائق التي يحويها كتاب "الجزر العربية الثلاث"، للمؤرخ الإماراتي سالف الذكر، حتى أن البعض اعتبر هذا الكتاب*»سجلاً وثائقياً«*([8]). بينما تبرز أولوية الاهتمام الذي توليه المؤرخة الكويتية للوثيقة في الارتباط العضوي بين عزمها على إعادة كتابة تاريخ الكويت، والاعتماد في هذا المشروع على الوثائق بالدرجة الأولى حسب تعبيرها، ولذلك جعلتها في المكان الأول من قائمة ترتيب المصادر، ونعتتها بـ»المصادر الأولية«*.
*
********ب**ـ**غزارة الوثائق التي تتضمنها أعمال المؤرخين وتنوعها، وبحثهما الدقيق وتنقيباتهما العميقة عنها في دور الوثائق والأرشيفات التي تهم موضوع دراستيهما، وهو ما سنفصل فيه في القسم الثالث من هذا البحث.
********ولعل هاتين القرينتين تثبتان، بما لا يدع مجالاً للشك، وعي المؤرخ الخليجي بمسألة الوثائق في حقل الكتابـة التاريخيـة. فما المنطلقات التي شكلت أرضيته ومرجعيته في التعامل معها؟
********في إطار اهتمامه بالوثائق، لم يكن المؤرخ الخليجي بمعزل عن مجموعة من المرجعيات والحيثيات التي شكلت منطلقات كتابته التاريخية، نذكر منها:
********1**ـ**البعد الوطني:*بتأمل العملين النموذجيين اللذين بين أيدينا، يبرز المؤرخ الخليجي صاحب قضية وطنية، يعرض وثائقه، ويجعلها سنداً علمياً يعضد قضية بلده ويدفع بها إلى واجهة الحقيقة؛ مصداق ذلك ما أكده المؤرخ أحمد جلال التدمري في أول صفحات كتابه من أنه يسعى من توظيف وثائقه إلى إثبات الحق العربي في الجزر الثلاث، وإبراز هشاشة دعوى ملكية إيران لها، فيعرض مجموعة هامة منها تكشف عن حقيقة موقفه الوطني، بل يجعل تلك الوثائق حجة ووسيلة لإقناع إيران بإنهاء احتلالها للجزر سلمياً([9]).
********وعلى المنوال نفسه، تبرز الروح الوطنية لدى المؤرخة خليفة الصباح من خلال التعبير عن حبها لتاريخ بلدها وانعكاس ذلك بمجال البحث في تاريخه عن طريق الاستقصاء والتنقيب عن الوثائق، وهو ما يتجلى في قولها:*»وما بحثي هذا إلا حلقة من حلقات محاولاتي الجادة لإعادة كتابة تاريخ وطني الحبيب الكويت«*([10])، ناهيك عن توظيفها لمجموعة من الوثائق وتقارير الرحالة لإبراز شجاعة الكويتيين وحبهم للحرية ورفضهم أي تبعية خارجية([11]).
********2**ـ**البعد العربي ـ الإسلامي:*يبدو هذا البعد واضحاً عند أحمد جلال التدمري في استغلاله مجموعة من الوثائق التي تكشف عن ردود الفعل الإسلامية بعد الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث، وغضبة الضمير الإسلامي تجاه هذا الموقف وتعاطفه مع بلده، ويسرد مجموعة من الوثائق التي تعكس ذلك([12]). هذا، في حين عبرت ميمونة الصباح عن هذا البعد الإسلامي عند معالجتها لعلاقة الكويت بالدولة العثمانية حيث قدمت تفسيراً توفيقياً يلغي التناقض بين وثائقها المعتمدة التي تؤكد موقف الكويت الرافض للتبعية لأي سلطة سياسية، وإثبات علاقتها مع الخلافة العثمانية في نفس الوقت على أساس وجود تقارب روحي باعتبار أن الخليفة العثماني يعد رمزاً للعقيدة الإسلامية.
********3**ـ**البعد الخليجي:*أثناء عرض أحمد التدمريّ للوثائق التي تعكس ردود الفعل الخليجية، يتبين مدى استغلاله لجملة من الوثائق التي تؤكد ذلك، إلى جانب مجموعة من التعبيرات التي تظهر أن القضية التي يعالجها من خلال الوثائق هي قضية خليجية وليست قضية دولة أو مشيخة صغيرة.*****
********وينطبق القول نفسه على خليفة الصباح التي أشارت عند معالجتها محور العلاقات الكويتية البحرينية إلى الروابط التاريخية والقرابة القبلية المتينة التي تربط الكويت بالبحرين. وتأتي النصوص والوثائق التي تؤكد تاريخهما الخليجي المشترك، بل تذهب إلى حد القول إنه لا يمكن دراسة تاريخ الكويت الحديث بمعزل عن تاريخ البحرين([13]).
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

ادبنامه لوطرقت الارض شرقا او جنوبا في تهامه لن تجد للاسم ذما يفرض الاسم احترامه غايتي ان ابقى دوما في جبين العز شامه
الآرض تحيا اذا ما عاش عالمها متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيى أذا ما الغيث حل بها وأن أبى حل بها التلف
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 27-09-2011, 02:16 AM
الصورة الرمزية أدبنامه
أدبنامه أدبنامه غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: في كل مكان يذكر فيه اسم الله
المشاركات: 284
افتراضي ج 2 - المدرسه التاريخيه الخليجيه

4**ـ**الحاجة إلى إعادة كتابة تاريخ الخليج:*وهو ما أكدته المؤرخة سالفة الذكر التي بالرغم من عدم إنكارها المساهمات الجادة التي سبقتها من طرف باحثين عرب وكويتيين، فإنها ترى ضرورة إعادة كتابة تاريخ الكويت انطلاقاً من ثلاثة معطيات:
*
********أ**ـ**الغموض الذي يكتنف تاريخ الكويت في بعض جوانبه، والافتراءات التي صاغتها بعض الدراسات الأجنبية حوله.
********ب**ـ**قصور الكتابات الحالية وعدم تغطيتها كافة مراحل تاريخ الكويت، خاصة المرحلة الممتدة على مدى القرنين 18 و19 م.
********ج**ـ**الطابع الفردي وتناثر الدراسات التاريخية حول الكويت، وهو ما جعل جهود المؤرخين الخليجيين تظهر في شكل اجتهادات فردية لا يجمع بينها خيط رابط أو تنسيق محكم لكتابة تاريخ شمولي متكامل الحلقات([14]).
********5**ـ**طموح المؤرخين الخليجيين لبناء مشروع تاريخي علمي:*ما فتئت مخلفات الاستعمار تحفز المؤرخين الخليجيين على تخطيط استراتيجية شاملة لبناء مشروع تاريخ علمي للخليج يقوم على أساس قراءة جادة، وأدوات علمية صارمة ومنهج سليم، على الرغم من شعورهم بصعوبة المشروع وما تعتوره من عقبات.
********ويبدو طموح المؤرخين الخليجيين واضحاً من خلال الكلمات التالية التي عبرت بها خليفة الصباح عن هذا الاتجاه:»هذا ما دفعني إلى العمل الجاد بكل جهد ومثابرة إلى غاية عزيزة صعبة المنال، وهي كتابة تاريخ الكويت بطريقة علمية معتمدة على المصادر الأولية«، بل إنها آلت على نفسها أن تهب وقتها لجمع بحوث متعاقبة ونشرها في كتاب من عدة أجزاء([15]).
********والحاصل مما تقدم أن علاقة المؤرخ المحلي في الخليج العربي بالوثيقة علاقة وعي حضاري بأهميتها، سواء من خلال توظيفها في قضايا وطنية وقومية تدحض مزاعم المستعمر، أو استثمارها لبناء مشروع علمي طموح لإعادة كتابة تاريخ الخليج العربي.
*
ثانياً: الوثائق بين التنوع والغزارة، ومنهج المؤرخين الخليجيين
******في توظيفها لصيانة تاريخ الخليج
*
1**ـ**عينة أولى من خلال نموذج مؤرخ إماراتي
****************ضمن تجربة التاريخ المحلي أو ما يعرف بالتاريخ المونوغرافي (Local History) الذي يعالج تاريخ منطقة أو مدينة أو جهة بعينها، آثرنا اختيار مؤرخ إماراتي وهو أحمد جلال التدمري صاحب كتاب "الجزر العربية الثلاث: دراسات وثائقية" الذي يعرض فيه لإشكالية استعمارية حديثة تتجسد في الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث. ويحفل هذا الكتاب بمجموعة هامة من الوثائق التي استقاها مؤلفه من أرشيفات وثائق الديوان الأميري بحكومة رأس الخيمة وغيرها من الوثائق المتناثرة في الأرشيفات الخارجية. لذلك يمكن اعتباره سجلاً وثائقياً هاماً يكشف تفاصيل تاريخ الجزر العربية الثلاث قبل الاحتلال وبعده، وما أعقب ذلك من مفاوضات وتطورات. فكيف وظف المؤرخ الإماراتي الوثائق التي كانت بحوزته وما النتائج التي كشف عنها؟
********لعل أولى الملاحظات التي تسترعي الانتباه تكمن في غزارة وتنوع الوثائق التي يتضمنها كتابه، وكلها تؤكد عروبة تلك الجزر. ويمكن تصنيفها في المجموعات التالية:
********¯*مجموعة المراسلات:*فقد أورد كمّاً كبيراً من المراسلات التي تتضمن الرسائل والبرقيات لا يتسع المجال في هذا البحث لعرضها أولاً فأولاً، لكننا سنعرض لبعض النماذج منها، خاصة تلك التي تكشف عن حقائق وظفها المؤرخ للدلالة على عروبة الجزر، مما يعكس دور المؤرخين الخليجيين في حفظ تاريخ الخليج وصيانته. ومن هذه الحقائق ركز المؤرخ الإماراتي على ثلاثة اتجاهات تؤكد عروبة الجزر الثلاث، وهي:
*******
********أ**ـ**السيادة التاريخية للقواسم على الجزر: فمن خلال إيراده لرسالة بعثها الشيخ صقر بن خالد بن سلطان حاكم الشارقة إلى المستر اكرنل بيلي*–*باليـوز والمؤرخـة بتاريـخ 8 رجب 1281 هـ، أكـد ـ بما لا يـدع مجالاً للشّك ـ سيادة جزر طنب وأبي موسى وصري للحكام القواسم([16]).*******
********وفي نفس المنحى أورد رسالتين تؤكدان ملكية القواسم للجزر، أولاهما بعثها يوسف بن محمد حاكم لنجة إلى الشيخ حميد بن عبد الله حاكم رأس الخيمة بتاريخ 30 مارس 1884، يؤكد فيها الأول ملكية القواسم للجزر. أما الثانية، فتتمثل في رسالة المعتمد البريطاني في البحرين إلى المقيمية السياسية بتاريخ 13/ 11/ 1948 يؤكد فيها ملكية القواسم للجزر أيضاً([17]).
********وقد حرص المؤرخ كل الحرص على استغلال الوثائق التي تثبت استقلال حكام إمارة لنجة عن أي تبعية بريطانية، وهو ما أقام عليه الحجة من خلال إيراده للرسالة التي بعثها محمد بن خليفة حاكم لنجة إلى البكباشي مصطفى نشأت قبطان المركب العثماني تعهد فيها برعاية حقوق جميع رعايا الدولة العثمانية، ناصاً فيها على استقلال إمارة لنجة عن السلطة البريطانية([18]).
********ب**ـ**تصرف حكام الجزر الثلاث بكيفية مستقلة، مع ضرورة طلب الإذن منهم قبل أي إجراء سياسي أو اقتصادي تتخذه القوى الأجنبية تجاه الجزر. وفي هذا الصدد، استغل المؤرخ الإماراتي مجموعة رسائل بعثها حاكم رأس الخيمة سالم بن سلطان بن صفر إلى بعض الجهات تدور حول تأجيره معادن جزيرة أبي موسى لبعض الرجال، وتلقيه طلباً من مدير شركة الكشف الدراسية المحدودة بالسماح لشركته بالتنقيب عن البترول في رسالة موجهة له بتاريخ 3 نوفمبر 1935، فضلاً عن طلب مماثل بعثه إليه فرنك هولفز مسؤول شركة امتيازات النفط المحدودة بتاريخ 5 يوليوز 1939. ولا شك أن الهدف الذي توخاه المؤرخ الإماراتي من إيراد هذه الرسائل الاستئذانية يكمن في تأكيد سيادة القواسم على الجزر.
********وللمزيد من إثبات عدم إمكان تصرف أي دولة أو قوى سياسية دون استئذان حكام الجزر، ألقى الضوء على رسالة موجهة من المعتمد السياسي البريطاني بدبي إلى الشيخ صقر بن محمد حاكم رأس الخيمة بتاريخ 3 أكتوبر 1957 يستأذنه فيها بزيارة بارجة بريطانية لجزيرة طنب باعتبارها جزيرة تخضع لسيادة رأس الخيمة([19])،***ورسالة ثانية مؤرخة بتاريخ 17 مايو 1958 يلتمس منه فيها تأجيل زيارة البارجة المذكورة ويطلب منه تحديد موعد آخر([20]).
********ج**ـ**التحذيرات البريطانية للأطماع الفارسية في الجزر: وظف المؤرخ التدمري كذلك الوثائق البريطانية نفسها لتنفيذ المزاعم الفارسية بحقها في الجزر. من ذلك إيراده رسالة وجهها الضابط السياسي في معتمدية الشارقة، مؤرخة بتاريخ 18 يناير 1949 وتتضمن نصحاً من طرف المعتمد البريطاني في البحرين باتخاذ الحيطة والحذر من المطامع الإيرانية بخصوص جزيرة طنب، إضافة إلى رسالة أخرى موجهة من قبل المستر أ. ج. كريك المعتمد السياسي لصاحبة الجلالة بدبي إلى الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم رأس الخيمة مؤرخة بتاريخ 21/ 10/ 1961 يؤكد فيها احتجاج سفير بريطانيا بإيران على هبوط طائرة إيرانية بالجزيرة المذكورة([21]).
********والحاصل أن الرسائل أخذت حصة الأسد في مجموعة الوثائق التي اعتمدها أحمد التدمري. وقد استغلها استغلالاً مكثفاً لإعطاء الحجج والبراهين على عروبة الجزر الإماراتية؛ ومما يزيد من أهمية عمله التوثيقي هذا، اعتماده على الرسائل المحلية والأجنبية على السواء توخياً للموضوعية والنزاهة.
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

ادبنامه لوطرقت الارض شرقا او جنوبا في تهامه لن تجد للاسم ذما يفرض الاسم احترامه غايتي ان ابقى دوما في جبين العز شامه
الآرض تحيا اذا ما عاش عالمها متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيى أذا ما الغيث حل بها وأن أبى حل بها التلف
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 27-09-2011, 02:25 AM
الصورة الرمزية أدبنامه
أدبنامه أدبنامه غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: في كل مكان يذكر فيه اسم الله
المشاركات: 284
افتراضي ج 3 - المدرسه التاريخيه الخليجيه

الاتفاقيات
****************حرص أحمد التدمري على البحث والتنقيب عن كافة الاتفاقيات السياسية والاقتصادية المبرمة بين رأس الخيمة والشارقة وغيرها والحكومات الأجنبية باعتبارها شواهد تثبت عروبة الجزر الثلاث، نكتفي بسرد بعض النماذج منها.
********فقد انطلق من الاتفاقية المبرمة بين الشيخ سلطان بن سالم القاسمي والسلطات البريطانية والفارسية حول تأجير جزيرة طنب لإيران مع بقاء السيادة الكاملة عليها للقواسم باعتبارها حجة قاطعة على ملكية هؤلاء لها. وفي نفس الاتجاه، أشار إلى الاتفاقية التي عقدت بين حاكم الشارقة وإيران حول جزيرة أبي موسى، فضلاً عن اتفاقية إنهاء المعاهدة والصداقة بين بريطانيا ورأس الخيمة والتي كان قد وقعها كل من المستر جيفري آرثر المقيم السياسي والشيخ صقر بن محمد([22]). فكل هذه الاتفاقيات استغلها المؤلف لإعطاء الأدلة التاريخية على السيادة العربية على الجزر الثلاث.
*
التقارير البريطانية وسجلات المقيمية السياسية البريطانية
****************سعياً من أحمد التدمري في تنويع وثائقه، واستناداً إلى القول المأثور*»الحق ما شهدت به الأعداء«،*فإنه يذهب إلى الاعتماد على تقارير بريطانية نذكر من بينها تقريراً صادراً عن وزارة الهند (البريطانية) المسؤولة عن إدارة الخليج العربي بتاريخ 24 أغسطس 1928، يؤكد الحق التاريخي لإمارة رأس الخيمة في الجزيرتين طنب الكبرى والصغرى لإمارة الشارقة في ملكية جزيرة أبي موسى؛ كما اعتمد على سجلات المقيمية البريطانية في بوشهر، وقام بتحليلها ليوضح زيف الادعاءات الفارسية بسيادتها على الجزر([23]).
*
المذكرات البريطانية ومحاضر المفاوضات
****************لكي يُوَسِّعَ المؤرخ الإماراتي دائرة وثائقه، لم يغفل الرجوع إلى المذكرات مثل مذكرة السير بيرسي كوكس الصادرة في فبراير 1913 والتي رد فيها على وزارة الخارجية الإيرانية بعدم فتح موضوع ملكية طنب، وإلا فسيضطر إلى فتح ملف الاحتلال الفارسي لجزيرة صري. هذا، فضلاً عن مذكرة أخرى صادرة من وزارة الخارجية البريطانية بتاريخ 11 نوفمبر 1930 حول المقترح الإيراني باستئجار جزيرة طنب([24])، مما يؤكد بطلان المزاعم الإيرانية.
********أما محاضر المفاوضات والاجتماعات، فقد كانت كذلك من المصادر الوثائقية الهامة التي اعتمدها أحمد التدمري، نكتفي بذكر نموذج منها، ويتعلق بمفاوضات السير كلايف بطهران بتاريخ 8/ 4/ 1930 تحت رقم 169، والتي دارت حول رفض حاكم رأس الخيمة المطلق بيع جزيرة طنب بأي ثمن([25])، وهو دليل آخر وظفه لإبراز الحق التاريخي لدولة الإمارات في الجزر.
*
البيانات السياسية
****************حرص المؤرخ الإماراتي أيضاً على التقاط كل البيانات السياسية الموازية لحدث الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية لما لها من أهمية في إضاءة بعض المواقف التي تبنتها أطراف الصراع. وضمن ما أورده من بيانات، بيان حكومة رأس الخيمة حول الهجوم الإيراني على جزيرتي طنب الكبرى والصغرى، وبيان رئيس الوزراء البريطاني أمام مجلس العموم بتاريخ 16/ 9/ 1976، فضلاً عن بيان الهيئات الشعبية برأس الخيمة الموجه إلى الشعب العربي في الخليج وكافة أقطار الأمة العربية حول إدانته الاحتلال، وتحميل بريطانيا المسؤولية، وكذلك بيان الاستنكار الذي أصدرته حكومة أبو ظبي([26]).
*
التقارير الصحفية
****************فطن أحمد التدمري، في إطار تنويع وثائقه، إلى أهمية الصحافة بما هي مصدر وثائقي يمكن للمؤرخ أن يعتمده مادَّةً إخبارية مكملة. لذلك نجده يرجع بين الفينة والأخرى إلى بعض التقارير الصحفية، ومن بينها الصحف الفرنسية التي تعرضت لمسألة*احتلال إيران للجزر. فبنت أهميتها الاستراتيجية. كما رجع إلى جريدة الخليج الإماراتية التي نشرت إعلان الشيخ صقر بن محمد نتيجة مباحثاته مع الوسيط البريطاني الإيراني، فضلاً عن تصريحات مختلفة لبعض القادة الإيرانيين نشرتها جريدة "النهار العربي والدولي"([27]).
*
ملفات شرطة جزيرة طنب
****************استطاع المؤرخ التدمري من خلال الاعتماد على ملفات شرطة جزيرة طنب أن يكشف عن المعركة الدفاعية التي خاضها رجال الشرطة بالجزيرة المذكورة ضد المحتلين الإيرانيين، مستنداً في ذلك إلى تقرير أحد الضباط الذي وصف كيفية المقاومة الباسلة التي ووجهت بها القوات الإيرانية إبان غزوها الجزيرة.
*******
النشرات الإخبارية
****************بلغ تنوع الوثائق التي اعتمدها المؤرخ الإماراتي إلى حد جعله يهتم كذلك بالنشرات الإخبارية المسموعة والمرئية مصدراً للتاريخ. وفي هذا الصدد اعتمد على النشرة الإخبارية لإمارة رأس الخيمة الصادرة عن مكتب الإعلام حول المظاهرات التي تفجرت في رأس الخيمة عقب الاحتلال الإيراني للجزر الثلاث، والتصريح الذي أدلى به الشيخ خالد بن صقر للتلفزيون الألماني عقب الاحتلال الإيراني([28]).
*
دراسات الخبراء الاقتصاديين في مراكز الدراسات الاستراتيجية الدولية
****************من أجل الفهم الدقيق لحدث الاحتلال الإيراني للجزر الثلاث، فطن أحمد جلال التدمري إلى أهمية الرجوع إلى مراكز الدراسات الاستراتيجية الدولية في جامعة جورج تاون الأمريكية التي أكدت أن 86*%*من صادرات نفط الشرق الأوسط تمر من مضيق هرمز بشواطئ الجزر الثلاث، وأن هذه النسبة تمثل نصف الطاقة التي تعتمد عليها صناعة العالم واقتصاده، مما يبين أهمية تلك الجزر([29]). ونعتقد أن الرجوع إلى مثل هذه الدراسات من جانب المؤرخ، يؤكد ما يمتلكه من حس تاريخي، لأن الوثائق لا تنحصر في المجال السياسي فحسب، بل تمتد إلى المجال الاقتصادي الذي كثيراً ما يفسر الألغاز التي يحبل بها التاريخ.
*
تقارير مجلس الأمن الدولي
****************واعتمد مؤرخنا أيضاً، بغية توسيع دائرة الموضوع وتعدد وثائقه، على تقارير الجلسات التي عقدها مجلس الأمن الدولي للنظر في قضية الاحتلال الإيراني للجزر، ومن بينها تقرير يبرر فيه المندوب البريطاني احتلال إيران للجزر الثلاث. كما أشار المؤرخ الإماراتي إلى الرسائل والبيانات التي بعثتها دولة الإمارات إلى مجلس الأمن الدولي الذي لا يزال أرشيفه يحتفظ بها([30]).
*
تقارير مجلس الجامعة العربية
****************تتبع أحمد جلال التدمري اللقاءات والاجتماعات التي عقدها مجلس الجامعة العربية عقب الاحتلال الإيراني للجزر، فأورد الكلمات التي ألقيت في الاجتماعات والقرارات التي صدرت في أعقاب اجتماعاتها، ومن بينها القرار المنبثق عن اجتماع 23/ 11/ 1971 الذي أكد عروبة الجزر الثلاث، وأدان الاحتلال الإيراني وحمل بريطانيا المسؤولية، مطالباً إيران بمراجعة موقفها([31]).
*
الخطب السياسية والدينية
****************تبرز نزعة المؤرخ أحمد التدمري إلى تنويع وثائقه في توظيف الخطب التي كانت تلقى في المناسبات السياسية والدينية للدفاع عن وجهة نظره. ففي تحليله للموقف الخليجي الناتج عن الاحتلال الإيراني للجزر الثلاث، يذكر خطبة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 2/ 12/ 1973 بمناسبة العيد الوطني للإمارات. وفي الوقت ذاته يتصدى لرصد الموقف الإيراني من خلال إيراده لخطبة ألقاها أحد النواب الإيرانيين بالمسجد أثناء صلاة الجمعة أبان فيها عن حقده على دولة الإمارات واستهانته بها([32]).
********وإلى جانب هذه الوثائق التي تهم أطراف الصراع، لم يتوان المؤرخ أحمد التدمري في الاعتماد على وثائق برتغالية وهولندية تؤكد السيادة العربية التاريخية على جزر الخليج العربي الثلاث([33]).
********كما استند على شهادات الرحالة، ومنهم الرحالة الدانيماركي كارست نيبور الذي زار الخليج العربي والجزيرة العربية عام 1772 وكتب كتابه الشهير*"رحلات في الجزيرة العربية وبلدان أخرى في الشرق" أثبت فيه عروبة سكان الساحل الشرقي للخليج([34]).
*
الشهادة العيانية
****************لعل ما يزيد من قيمة هذه الوثائق أن المؤرخ أحمد جلال التدمري عايش المناخ العام الذي أعقب الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية. ونظراً لوظيفته في الديوان الأميري بحكومة رأس الخيمة، فقد تمكن من حضور بعض الاجتماعات مع موفدي الدول العربية المتضامنة مع بلاده، وقابل مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، ووثق كل هذه المقابلات بصور فوتوغرافية إلى جانب صور أخرى تضم الشخصيات التي أدت دوراً هاماً في هذه الأحداث، مدعماً إياها بمجموعة من الخرائط، مما زاد عمله قيمة علمية. وفي بعض الحالات، اكتسى عمله ميزة خاصة بإيراد نص الحوار الحرفي الذي كان يجري داخل الاجتماعات والمفاوضات([35]).
*
2*ـ**عينة ثانية من المؤرخين المحليين من خلال نموذج مؤرخة كويتية
****************نتناول في هذا القسم من بحثنا نموذجاً ثانياً من المؤرخين الخليجيين، وذلك للمزيد من تعميق نظرتنا للتجربة الخليجية في الكتابات التاريخية المرتكزة على الوثائق. ويتعلق الأمر بالمؤرخة الكويتية ميمونة خليفة الصباح([36])*التي تجسد، إلى جانب ثلة من المؤرخات الكويتيات، الدور الفاعل في كتابة تاريخ الخليج العربي.
********وسيتم الاعتماد في هذا المجال على الدراسة التي أنجزتها حول "علاقات الكويت الخارجية خلال القرن*18 م" المشار إليها سلفاً، وهي دراسة تتميز بعمقها وشموليتها، فضلاً عما تزخر به من وثائق جعلتنا نتخذها أنموذجاً للوقوف على تجربة المؤرخين الخليجيين في الدراسات الوثائقية. ويتبين من خلال القراءة أن الوثائق التي اعتمدها يمكن أن تصنف إلى ثلاثة أصناف:
*
********ـ**مجموعة الوثائق العربية التي تشمل مراسلات متنوعة، ووثائق من وزارة الخارجية الكويتية، والبيان الثالث لحكومة الكويت.
********ـ**مجموعة الوثائق الأنجليزية، وتشمل وثائق الوكالة التابعة لشركة الهند الشرقية، ووثائق حكومة الهند، بالإضافة إلى سجلات وزارة الخارجية البريطانية.
********ـ**وثائق عثمانية تتمثل في التقرير السري حول وضع الكويت بالنسبة للدولة العثمانية اعتماداً على مذكرات مدحت باشا. ولا تخفى قيمة التقارير السرية بما تفصح عنه أحياناً من النوايا الحقيقية أو الواقع الفعلي([37]).
********ـ**يضاف إلى هذه الأصناف الثلاثة مجموعة من الوثائق التي استخرجتها*المؤرخة المذكورة من مراجع حديثة عربية وأجنبية، وتقارير الرحالة الأوروبيين، وتقارير وكلاء شركة الهند الشرقية، فضلاً عن الوثائق المنشورة في بعض المجلات والدوريات مثل مجلة "الوثيقة البحرينية"*التي تتضمن تقارير هولندية مترجمة إلى العربية.
********وقبل عرض الوثائق، نشير إلى ملاحظة أساسية وهي أن ميمونة الصباح كانت تنطلق في تحليلها من مبادئ اعتبرتها من ثوابت السياسة الخارجية الكويتية خلال القرن 18 م، وهي السلم والحياد وتأكيد استقلال الكويت.
********وتأسيساً على هذه الثوابت، جيشت مجموعة من الوثائق للدلالة عليها. ويمكن رصد أهم أصناف هذه الوثائق في ما يلي:
*
مجموعة المراسلات
****************من خلال عملية التنقيب التي قامت بها المؤرخة الصباح في الأرشيفات*الوطنية والدولية، استطاعت أن تظفر بمجموعة من الرسائل التي تؤكد ثوابت السياسة الخارجية الكويتية، وعرفت كيف تستثمرها لإثبات فكرة استقلال الكويت عن أي تبعية سياسية.
********فمن الرسائل التي استثمرتها في هذا المجال رسالة من القنصل البريطاني في حلب، بعثها إلى لاتوش (Latouche)، الوكيل البريطاني في البصرة، بتاريخ 11 يونيه 1776 يؤكد فيها اهتمام شركة الهند الشرقية بحياد الكويت تجاه القوى المتصارعة من عثمانيين ووهابيين وأنجليز وهولنديين وغيرهم. ويرى القنصل البريطاني في هذه الرسالة أن حياد الكويت يسمح بحرية القوافل التجارية بالمرور عبر الكويت نحو حلب([38]).
********وبالمثل، استغلت ميمونة الصباح مجموعة رسائل أخرى لتثبت استقلال الكويت وعدم تبعيتها لأي قوة سياسية خلال القرن 18، ومن بينها رسالة من مدحت باشا والي العراق العثماني إلى الصدر الأعظم بتاريخ 8 ذي القعدة 1286 هـ/ يناير1869 م*يطالبه فيها بإيجاد التنظيمات المناسبة التي تجعل الكويت ولاية مستقلة استقلالاً ذاتياً، مع الإشارة إلى إعفائها من كافة أشكال الضرائب والمكوس([39]).
********ولتأكيد فكرة عدم خضوع الكويت للسلطة العثمانية، أوردت رسالة لرئيس الوكالة البريطانية في البصرة صموئيل مانستي للقيام بوساطة بين العثمانيين والكويت لتسليم هذه الأخيرة مصطفى أغا الذي لجأ إليها من البصرة صحبة أنصاره. وأعقبتها بالرسالة الجوابية للشيخ الصباح على رسالة مانستي التي يؤكد فيها عدم قبول الطلب العثماني تحت ذريعة أن من عادات الكويتيين حماية المستجير([40]).
********وفي نفس المنحى، استخرجت من الأرشيف البريطاني رسالتين تكشفان عن انتقال موظفي المركز البريطاني التجاري إلى الكويت في 30 أبريل 1793، وبقائهم فيها إلى غاية آب 1795 نتيجة خلافهم مع الموظفين العثمانيين([41]).
********ولإثبات المزيد من الدلائل حول استقلالية القرار الكويتي في السياسة*الخارجية، تورد ميمونة الصباح رسالة المستر لاتوش ـ المقيم العام في البصرة ـ إلى*مدير المحكمة بلنـدن بتاريـخ 4 نوفمـبر 1782 يشير فيها إلى طلب الشيخ نصر ـ زعيم بوشهر ـ الصلح مع الكويت، وذلك قبل فتح العتوب للبحرين بقليل. بيد أن حاكم الكويت رفض إجابة الصلح واشترط لقبوله أن يدفع حاكم بوشهر نصف دخله من البحرين وقدراً كبيراً من الجزية سنوياً([42]). أما في الجانب العسكري، فتأتي المؤرخة الصباح برسالة تكشف مشاركة أهل الكويت والزبارة في فتح البحرين.
*
التقارير
****************تأتي التقارير في المرتبة الثانية من ناحية الكم الوثائقي الذي أفادت منه ميمونة الصباح، وفي مقدمتها تقارير المقيم السياسي الأنجليزي في الخليج الكابتن بلي (Pelly)، اختارت منها تقريراً هاماً يؤكد استقلال حكومة الكويت. إذ ورد في صدره مدخل حول أنواع الحكومات في منطقة الخليج العربي وتوزعها بين الولاء للفرس أو العثمانيين؛ ومن خلال الجدول الذي وردت فيه أسماء تلك الحكومات، أثبتت أن الكويت كانت متمتعة باستقلالها، بعيدة عن أي نفوذ من هذا الجانب أو ذاك. ومن خلال التقرير ذاته، كشفت عن حقيقة جديدة مفادها أن الشيخ صباح بن جابر بن عبد الله الصباح كان مطلعاً على أحوال أوروبا، وذلك بواسطة صحيفة عربية كانت تصدر في باريس آنذاك وتبعث إليه([43]).
********ولتتبع خيوط العلاقات بين الكويت وشركة الهند الشرقية الهولندية من جهة وبني خالد من جهة أخرى، استندت ميمونة الصباح على تقرير لمدير هذه الشركة نيفهاوزن ومساعده، وهو تقرير مترجم للعربية من الهولندية([44]). وبيّنت من خلاله عدم تبعية الشيخ عبد الله بن صباح لرئيس الوكالة التجارية الهولندية، وحسن العلاقات بين الكويت وبني خالد.
********وإلى جانب هذه التقارير الموجودة في الأرشيفات، ارتكزت ميمونة الصباح على بعض التقارير المتناثرة في كتب الرحالة وشهاداتهم حول أهل الكويت وشجاعتهم وحبهم للحرية([45]).
*
المذكرات
****************لا يختلف اثنان في ما تكتسيه المذكرات من أهمية في الدراسات الوثائقية، الأمر الذي تنبهت له المؤرخة الصباح. فوظفت مذكرات مدحت باشا الموجودة في وثائق الخارجية الكويتية، علماً بأن هذا الأخير كان والي العثمانيين على العراق. وقد عرفت كيف تستثمر نصوص هذه المذكرات للدلالة على استقلال الكويت، كما أكد ذلك مدحت باشا نفسه في مذكراته([46]).
*
الجرائد
****************واعتمدت ميمونة الصباح، في إطار تنويع وثائقها، على بعض الجرائد، ومنها جريدة "صدى بابل" العراقية، الصادرة في 5 رجب 1329 هـ/ 2 يوليوز 1911، وكذلك جريدة الإصلاح البيروتية التي أصدرت في عددها 68 بتاريخ مايو 1923 مقالاً بعنوان "أنجلترا والكويت".
********كما استندت إلى بعض التصريحات الصحفية مثل تصريح المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي الكولونيل كامبل (Camball) لإعطاء الدليل على أن رفع السفن الكويتية للأعلام العثمانية لا يعني تبعيتها لها([47]).
*
الوثيقة الشفهية
****************لا تخفى أهمية الوثائق الشفهية ولو كانت متواترة عن طريق السماع، لأنها تعد مصدراً مكملاً لما أغفلته الوثائق المكتوبة، بل تكون أحياناً مصححة لها، خاصة إذا كان الراوي مصدر ثقة. وهذا ما يفسر التجاء ميمونة الصباح إلى هذا النوع من الوثائق، على الرغم من أنه لا يحتل سوى حيز ضئيل في عملها. ولكنها على كل حال وظفت رواية شفوية مفادها ما ذكره الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة من أنه سمع من المرحوم الشيخ محمد بن عيسى رواية عن المرحوم راشد بن فاضل آل بنعلي، أن قبائل بنعلي حاولوا أثناء هجرتهم من الكويت التي سبقت هجرة آل خليفة المرور بالبحرين، فمنعهم آل بومهير. ومعنى ذلك أن خليفة الصباح من خلال هذه الوثيقة الشفهية غيرت من المعطيات والمسلمات التي كانت تسلم بأن الذين حاولوا المرور بالبحرين والاستقرار بها هم آل خليفة، وأكدت أنهم آل بنعلي([48]).
********من خلال ما تقدم، يتضح أن الوثائق المعتمدة لدى المؤرخة الكويتية ميمونة الصباح تنوعت ما بين المراسلات والتقارير والمذكرات والصحف والجرائد إلى جانب الروايات الشفهية، مما مكنها من اكتشاف العديد من الحقائق وتصحيح بعض الأحكام التي روجت لها الكتابات الاستعمارية، خاصة ما يتعلق باستقلال الكويت وعدم تبعيتها لأي سلطة سياسية من القوى الدولية السائدة آنذاك خلال القرن*18 م. فماذا عن خصائص الدراسات الوثائقية عند المؤرخين المحليين الخليجيين اللذين اتخذناهما نموذجاً؟
*

ثالثاً: خصائص الدراسات الوثائقية عند المؤرخين الخليجيين
********من خلال قراءة فاحصة في النموذجين السابقين اللّذَيْن ارتكزنا عليهما في إبراز الأهمية الوثائقية في كتابات المؤرخين الخليجيين، تتضح بعض الخصائص المشتركة التي يمكن رسم خطوطها العريضة كما يلي:
*
1**ـ**الاستقصاء الدقيق والاستغلال المكثف للوثائق
********أسلفنا القول ـ ونحن بصدد تحليل نوعية الوثائق التي وظفها المؤرخون الخليجيون في كتاباتهم التاريخية ـ إنها تتنوع بين المراسلات والتقارير والمذكرات والبيانات ومحاضر الاجتماعات والنشرات الإخبارية وغيرها، مما جعل هذا الكم الوثائقي يتميز بالتنوع والثراء. ونعتقد أن هذا التنوع والغزارة في المجال الوثائقي جاء ثمرة للاستقصاء الدقيق للمؤرخين اللَّذَيْن اتخذناهما نموذجاً في هذا*البحث، إذ لم يألوا جهداً في استقصاء الوثائق الموجودة في الأرشيفات الخليجية والعالمية، خاصة الأرشيفات البريطانية والفرنسية والعثمانية. لذلك جاءت الدراستان حافلتين بفيض من الوثائق، حتى أن المؤرخ الإماراتي أحمد التدمري أورد في الملاحق وحدها سبعاً وعشرين وثيقة، ناهيك عن عشرات الوثائق التي تتناثر في مختلف صفحات كتابه. وعلى الرغم من أن دراسة المؤرخة الكويتية ميمونة الصباح تندرج في إطار بحث أعد للنشر في مجلة، مما يفترض صغر حجمه، فإنه مع ذلك يتضمن مجموعة هامة من الوثائق، إذ كانت لا تأتي بفكرة إلا وتدعمها بنص أو وثيقة. وإذا كنا لا نذهب إلى القول بأن قيمة العمل التاريخي تكمن في كمية الوثائق المستعملة فيه، بل في كيفيتها*وطريقة استنطاقها وتحليلها، فإن الدراستين الوثائقيتين جمعتا بين الميزتين معاً.
*
2**ـ**الدقة والأمانة العلمية
********فالمؤرخان معاً جعلا الوثيقة أو النص الفيصل الحاسم في كل حكم أصدراه. يتجلى ذلك في ذكر أرقام الوثائق والخزائن التي توجد فيها، مع تدقيق تواريخها حتى إن كتاب التدمري اعتبر*»سجلاً وثائقياً لقضية الجزر العربية«([49])؛ ولا غرو، فقد حرص المؤرخ الإماراتي على تتبع اللقاءات والاجتماعات التي كانت تعقدها الأطراف السياسية، وكان يحدد تواريخها بدقة بالسنة والشهر واليوم. كما سجل أحياناً نص الحوار الذي حدث بين المجتمعين أو المتفاوضين([50])، وحرص أيضاً على إبراز أقوال القادة والزعماء السياسيين بنصها الحرفي([51])، وكان يتتبع الجزئيات والتفاصيل، مع ضبط دقيق للتواريخ والأرقام والإحصائيات الجغرافية([52])، مما يعكس أمانته العلمية. والملاحظة ذاتها تنطبق على المؤرخة الكويتية ميمونة الصباح التي نلمس أمانتها العلمية من خلال تمييزها داخل الإحالات بين الوثائق التي اطلعت عليها مباشرة في عين المكان، وتلك التي أخذتها من مراجع أخرى، مع إثبات الأصل أو ترجمة الأصل.
*
3**ـ**عمق التحليل والأسلوب النقاشي الفعال
********ترتكز التجربة الخليجية في البحث التاريخي على مبدإ عدم الاقتصار على جمع الوثائق وعرضها بكيفية جافة، الأمر الذي يؤكده النموذجان المعتمدان. وحسبنا أن الدراسة الوثائقية التي قدمها أحمد التدمري تزخر بالتحليل ومقارعة الحجّة بالحجّة. فهو، على سبيل المثال، يأتي بالحجج الفارسية التي تزعم ملكية الجزر العربية كالصلة التي كانت بين فارس وإمارة لنجة، والخريطة البريطانية التي ترسم الجزر ضمن المجال الإيراني وغيرها من الحجج، لكنه يناقشها ويبين مواطن ضعفها وادعاءاتها المهلهلة، ويقارعها بالوثائق التي تثبت تناقضاتها([53])، بل يلجأ أحياناً إلى توظيف مذكرة للمقيم*السيـاسي البريطاني المقـدم بيسكو وتحويلها ـ من خلال ما تحملـه من تناقضات ـ*إلى حجة تثبت ملكية القواسم للجزر*([54]). ولم ينهج أسلوب التحليل السطحي الساذج، بل أدرك أهمية العامل الاقتصادي في تحريك الأطماع الفارسية في الجزر الثلاث، فأكد أن علاقة الفرس بإمارة لنجة العربية حركها الازدهار الذي عرفه ميناؤها. كما حلّل تدخل المقيم العام البريطاني في شؤون الإمارة بأنه كان يستهدف تدعيم التجارة البريطانية.
********ويتجسد عمق التحليل والطرح النقاشي لدى ميمونة الصباح في العديد من المواقع، نسوق منها على سبيل المثال تحديد أسباب هجرة آل خليفة من الكويت، وذلك عن طريق عرض مختلف الروايات وترجيح الرواية الأكثر ميلاً إلى الصحة. ومنها أيضاً تحليل تقارير الرحالة ومشاهداتهم وإبراز تناقضاتها كما فعلت عندما أبرزت التناقض الذي وقع فيه الرحالة نييبور (Niebur) عند ذكره تبعية الكويت لقبائل بني خالد ثم تراجعه الفجائي وتأكيده على تمسك الكويتيين باستقلالهم، مدعمة وجهة نظرها عن طريق مقارنة ما ذكره هذا الرحالة بما تذكره الروايات المحلية([55]). كما أنها كانت ترفض قبول بعض الروايات انطلاقاً من مقياس علمي واضح، خاصة الروايات التي»تجانب المنطق وتخرج عن سير الأحداث التاريخية«*حسب تعبيرها([56]).
********وتجلت براعة التحليل لدى هذه المؤرخة كذلك في سدِّ بعض الثغرات والفجوات التي اعترت التقارير الأجنبية. من ذلك مثلاً تقرير صادر عن مسؤولي شركة الهند الشرقية وحكومة بومباي، لا يشير إلى كون عتوب الزبارة قد شاركوا إخوانهم عتوب الكويت في الهجوم على المنامة بالبحرين، فاستطاعت بالاعتماد على تقارير رسمية تأكيد تلك المشاركة([57]).
********وفي الوقت ذاته أفلحت في إدراك العمق الاقتصادي الذي كانت تتشكل من خلاله العلاقات الكويتية مع القوى الأخرى. فعند معالجتها لعلاقة الكويت مع الوهابيين، لم تقف عند التحليل السطحي الذي يربط هجوم الوهابيين على الكويت انطلاقاً من اعتبار الدعوة الوهابية الكويت*»منطقة شرك«، بل تذهب في تحليلها الواعي إلى تفسير ذلك بكون الوهابيين فطنوا إلى الغنى الوفير في المدن العتبية، فحاولوا الاستيلاء على أموال أهلها([58]).
*
4**ـ**التأصيل التاريخي
********إن فهم كنه أي ظاهرة تاريخية يقتضي الرجوع إلى خلفيتها التاريخية التي تعتبر تمهيداً لها، ونعتقد أن هذا الوعي بضرورة التأصيل يشكل حضوراً قوياً في وعي المؤرخ الخليجي. ويمكن الاستدلال على ذلك بالنموذجين سالفي الذكر.
********فالمؤرخ أحمد جلال التدمري يخصص الباب الأول من كتابه لعرض الأحداث القديمة التي شهدتها منطقة الخليج بدءاً بغزو الإسكندر المقدوني الذي وصلت جحافل جيوشه إلى شمال الخليج العربي، ليعرض بعد ذلك للتنافس الفارسي الروماني على المنطقة وتراجعه بفضل المدّ الإسلامي، ليصل إلى الأطماع الأوروبية والبرتغالية، ثم التحرشات البريطانية ومقاومة القواسم، إلى أن تمكنت بريطانيا بعد ضعف هؤلاء من فرض حمايتها على الجزر العربية الثلاث([59]). كما تتبع أصول سكان الخليج، مبيناً أن أقدم المستوطنين في الخليج العربي هم العرب، خاصة الكنعانيّين وقبائل قضاعة وربيعة وإياد والأزد، وكلها هجرات*»تشكل أصول الحضارة العربية والسامية التي تنتمي إليها الأمة العربية اليوم«([60]).
********وبالمثل، لم ترصد ميمونة الصباح العلاقات الكويتية الخارجية بمعزل عن تأصيل تاريخي مع الدول والقبائل التي تعاملت معها الكويت؛ ولا غرو، فقد عرضت في إطار علاقة الأخيرة مع بني كعب إلى أصول قبائل بني كعب ونسبهم، وتتبعت هجراتهم واستقرارهم، حتى تصل بالقارئ إلى آخر محطة تبدأ فيها خيوط علاقاتها بالكويت([61]). وكذلك فعلت مع قبائل بوشهر من عرب المطرايش العمانيين([62])؛ وتعمقت أيضاً في تأصيل الجذور المشتركة بين الكويت والبحرين، فلم تترك فرصة الوثائق تضيع عليها باستنادها إلى رسالة مؤرخة بتاريخ 4 ذي الحجة 1374.
*
5**ـ**المنهج النقدي وتصحيح التأويلات التاريخية الخاطئة
********في أكثر من موقع، نجد الروح النقدية تسود على الرغم من طغيان الجانب السردي في النموذجين موضوع الدراسة. ولا غرو، فإن منطلقات عمل ميمونة الصباح تنبعث أصلاً من نقد مقولة تبعية الكويت وعدم استقلالية قرارها خلال القرن 18. لذلك نجدها في أكثر من مناسبة تتبنى هذا الموقف النقدي، موجهة سهام نقدها إلى شهادات الرحالة الأوروبيين الذين أصدروا أحكاماً مغلوطة حول الكويت انطلاقاً من مقاييس مجتمعاتهم الأوروبية، منتقدة انطباعاتهم السلبية عن الكويتيين، لأنهم لم يكونوا مطلعين على أحوالهم بسبب عدم وجود مؤلفات مكتوبة بلغاتهم حتى يفهموا الوضع جيداً([63]).
********كما انتقدت لوريمر(Lorimer) الذي زعم، بناء على تأويل خاطئ، أن شيخ الكويت كان يدين بالولاء لرئيس الوكالة التجارية الهولندية البارون كنبهاوزن (Kniphausen) بناء على ما قام به الشيخ من تسهيل مرور الدكتور إيفز ورفاقه عبر حلب إلى الكويت بعد مفاوضات أجراها البارون مع الشيخ. وقد ارتكزت في تخطئتها لقراءة لوريمر المؤولة على أن العبارة الواردة في تقرير الدكتور إيفز بأن الشيخ*»كان واقعاً تحت تأثير البارون«*لا تعني تبعيته له، لتصحح تأويله الخاطئ بخلاصة مفادها أن العلاقات بينهما*»كانت قائمة على قدم المساواة«([64]).
********وعلى نفس النهج يمضي أحمد التدمري بروح نقدية تروم تصحيح المزاعم الاستعمارية، إذ نجده في أحد المواضع من كتابه يعلق على قول السفير البريطاني بأن جزيرتي طنب الكبرى والصغرى لا تستدعيان وجود خلاف لعدم وجود مصالح أو سكان أو حاميات عسكرية بقوله:*»يبدو أنه لم يكن على دراية بواقع الجزر وأهميتها، وبوجود سكان ومزارع وإدارات للخدمات ومركز الشرطة«([65]).
*
6**ـ**القراءة الواعية للتاريخ
********تتجلى هذه القراءة في وقوف المؤرخين الخليجيين على أبعاد الوثيقة والظروف المحيطة بها، كما تتجلى في نظرتهما الشمولية لأحداث التاريخ التي تتشكل من صراع القوى الاستعمارية لتحديد خارطتها السياسية على حساب الدول الضعيفة. ولا غرو، فقد أبان أحمد جلال التدمري في أكثر من صفحة من صفحات كتابه عن وعيه وإدراكه لدور الاستعمار البرتغالي والهولندي والبريطاني في إضعاف القوى العربية بالجزر الثلاث، وتسهيل مهمة الإيرانيين في الادعاء بملكيتهم لها([66]). ولم يغب عنه البعد الاستراتيجي لهذه الجزر في صراع القوى العالمية الكبرى وأهمية الخليج بما هي سوق تجارية استهلاكية إلى جانب ما تختزنه من ثروات نفطية([67]). ويتجلى حضور وعيه كذلك في فضح الصيغ التآمرية التي تم حبكها بين بريطانيا وإيران([68])، والمساومات الخسيسة التي قام بها الجانبان لإقناع حكومة رأس الخيمة ببيع جزيرة طنب لإيران([69]). وانطلاقاً من الرسائل المتبادلة بين وزيري خارجية الحكومة البريطانية والإيرانية، يفطن المؤلف إلى وجود اتفاق بينهما لضرب مصالح الإمارات العربية التي تناقض توجهات بريطانيا الراغبة في خدمة مصالحها السياسية بالدرجة الأولى([70]).
********وبالمثل، كانت القراءة الواعية للوثيقة ضمن الإطار التاريخي العام حاضرة لدى المؤرخة الكويتية ميمونة الصباح. فقد أدركت منذ مطلع دراستها خطورة الاعتماد على الوثيقة الأجنبية ونقل المعلومات منها دون روية ولا تمحيص، نظراً لما يشوبها من نفحات استعمارية تعمل على تلغيم الحقل التاريخي. وقد بدا ذلك واضحاً في تحليلها للعلاقات الكويتية البحرينية وتصديها للأحكام التي تنطق بها بعض الوثائق، أو من خلال ما روج له الرحالة الأوروبيّون. كما ظهرت قراءتها الواعية أثناء معالجتها لعلاقة الكويت مع مختلف القوى، كل واحدة على حدة، حتى تتعرف خصوصية كل واحدة منها انطلاقاً من الإطار العام الذي يؤطرها.
*******
********يضاف إلى الخصائص التي ذكرناها ميزاتٌ نعتقد أنها زادت من ثراء النموذجين الوثائقيين اللّذين تم اعتمادهما في هذا البحث، وهي الاهتمام بالتحديد الجغرافي الدقيق، علماً بأن المدارس التاريخية الحديثة تقوم على أساس تحليل الحدث التاريخي في علاقته بالمشهد الجغرافي والاستعمال المكثف للخرائط أو ما تسميه الدراسات*الأوروبية بـ»الكارطوغرافيا«.وهذه أيضاً سمة تتسم بها دراسة أحمد التدمري الذي دعم آراءه واستنتاجاته وتوضيحاته بالعديد من الخرائط للجزر الإماراتية الثلاث ولمنطقة الخليج([71]). كما أن ميمونة الصباح كلما تطرقت لجهة أو دولة بغية دراسة علاقتها بالكويت، قامت بتحديد مجالها الجغرافي تحديداً دقيقاً كما فعلت عند تناولها قبائل بني خالد ومشيخة بندريق([72]).
********يضاف إلى ذلك اللغة العربية السليمة التي صيغت بها الدراستان، إذ يلاحظ كلمتفحص أنها لغة تاريخية تتميز بالبساطة والقوة في نفس الوقت، وتتجاذبها صيغ اللغة المعاصرة ولغة الحقبة المدروسة بنوع من التوازن، بعيداً عن اللغة الانفعالية أو المصطلحات المؤدلجة التي يستعملها بعض المؤرخين.
********من حصاد القراءات السابقة المبنية على محك الفحص والرؤية النقدية لنموذجين من الكتابات التاريخية الخليجية، يتضح أن معالم مدرسة تاريخية خليجية بدأت في التشكل مع طلائع الجيل الحديث الذي جعل البحث الوثائقي حجر الزاوية في كل إنتاج تاريخي. وتتميز تلك المدرسة بالتوظيف المكثف للوثيقة، والاستقصاء الدقيق وعمق التحليل، وتبني المنهج النقدي، وتصحيح الأحكام المغلوطة والتأويلات التاريخية الفجة، فضلاً عن القراءة الواعية للوثيقة في بعديها الظاهري والباطني وفق رؤية شمولية، مما يعطي آفاقاً واسعة لحفظ تاريخ الخليج وصيانته، وتنقيته من الشوائب التي علقت به، والتخريجات الخاطئة التي تبنتها الكتابات الاستعمارية.
*

*

([1])******النقد التاريخي، ترجمة عبد الرحمن بدوي، طبعة الكويت، د. ت، ص. 118.
([2])******عبد الرحمن عبد الله الشيخ،*مدخل إلى علم التاريخ، جامعة الملك سعود، د. ت، ص. 26.
([3])******مثل الأرشيف القومي الأمريكي ودار الوثائق البريطانية، والأرشيف القومي الفرنسي، والدفتر خانة المصري وغيرها. انظر التفاصيل في*المرجع*السابق، صص. 57 ـ 60.
([4])******أذكر على سبيل المثال موقع مكتبة الكونغرس وأرشيفها الوثائقي في الموقع:*www.loc.gov.*؛ ومكتبة كندا الوطنية وأرشيفها في مونريال في الموقع:*www bib.umontreal.ca.
([5])******انظر كتاب الصحافة الكويتية:*دراسات تاريخية توثيقية، مؤسسة الصباح، الكويت، 1975؛ حسن محمد أحمد،*الوثائق التاريخية، مصر الجديدة، القاهرة، 1954.
([6])******من منشورات حكومة رأس الخيمة، 1995.
([7])******نشر في*المؤرخ العربي، عدد 34، السنة الثالثة عشرة، 1409 هـ/ 1988 م، صص. 68 ـ 105.
([8])*****انظر تقديم صاحب السمو الشيخ خالد بن صقر القاسمي لكتاب "الجزر العربية الثلاث"، ص. 10.
([9])*****الجزر العربية الثلاث،*المرجع*السابق، ص. 13.
([10])*****علاقات الكويت الخارجية،*المرجع*السابق، ص. 68.
([11])*****المرجع*نفسه، ص. 86.
([12])*****أحمد جلال التدمري،*المرجع*السابق، ص. 235 وما بعدها.
([13])******علاقات الكويت،*المرجع*السابق، ص. 90.
([14])******المرجع*نفسه، ص. 68.
([15])******المرجع*نفسه.
([16])******أحمد التدمري،*المرجع*السابق، صص. 39 ـ 40.
([17])******اقتبس نصر الرسالة من:*Political Agency, Bahrain, n: CR 231 13, Nov, 1948.
([18])******انظر نص الرسالة ضمن ملاحق الكتاب، ص. 410.
([19])******المرجع*نفسه، ص. 431.
([20])******المرجع*نفسه، ص. 432.
([21])******المرجع*نفسه، ص. 434.
([22])*****المرجع*نفسه، ص. 226.
([23])*****اعتمادً على:**F037/13009-Political Resident to Governement of India, 27 sep 1887.
([24])*****الجزر العربية الثلاث،*المرجع*السابق، صص. 96**ـ 102.
([25])*****المرجع*نفسه، ص. 100.
([26])*****المرجع*نفسه، ص. 175.
([27])*****المرجع*نفسه، ص. 175.
([28])*****المرجع*نفسه، ص. 333.
([29])*****المرجع*نفسه، ص. 63.
([30])*****من بينها: الوثيقة رقم 161*S/PU*مؤرخة في 9/ 2/ 1971؛ الوثيقة رقم 10740*S/PU*مؤرخة في 18/ 7/ 1974؛ الوثيقة رقم 2015*S/PU*مؤرخة في 15/ 10/ 1972.

([31])*****المرجع*نفسه، صص. 266 ـ 267.
([32])*****المرجع*نفسه، ص. 323.
([33])*****المرجع*نفسه، ص. 34.
([34])*****المرجع*نفسه، ص. 35.
([35])*****انظر على سبيل المثال:*المرجع*نفسه، صص. 130 ـ 155.
([36])*****عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ بالجامعة الكويتية، أنجزت أطروحتها تحت عنوان: "العلاقات البريطانية ـ الكويتية في القرن 1922 ـ 1961".
([37])*****عبد الرحمن عبد الله الشيخ،*المرجع*السابق، ص. 26.
([38])*****علاقات الكويت،*المرجع*السابق، ص. 81.
([39])*****المرجع*نفسه، ص. 77.
([40])*****المرجع*نفسه، ص. 79.
([41])*****الرسالتان مستخرجتـان من:*Factory Record,*Persia and Persian Gulf, 18, serial n: 1532, 17 et 30, Ap, 1780.
([42])*****علاقات الكويت،*المرجع*السابق، ص. 88.
([43])*****المرجع*نفسه، ص. 69.
([44])*****وردت ترجمة هذا التقرير في مجلة*الوثيقة التاريخية البحرينية، عدد 3، سنة 1983.
([45])****اعتماداً على جاين بيرين،*اكتشاف جزيرة العرب،*خمسة قرون من المغامرة والعلم، ترجمة**قدور قلعجي، بيروت، 1963، ص. 165؛ وكذلك:*Bukingham James Silk,*Travel in Assiriya, London, 1830, p. 370.
([46])*****انظر معالجتها لهذه المسألة في:*علاقات الكويت،*المرجع*السابق، ص. 77.
([47])*****التصريح مأخوذ من كتاب:*Whigham,*The Persian Problem, New York, 1903, pp. 101-103.
([48])*****راجع: ميمونة الصباح،*المرجع*السابق، ص. 93 وهامش 126.
([49])*****انظر تقديم صاحب السمو الشيخ خالد بن صقر القاسمي لكتاب*الجزر العربية الثلاث،*المرجع*السابق، ص. 10.
([50])*****راجع هامش 34 من هذا البحث.
([51])*****انظر على سبيل المثال ذكره لتصريح القائد البريطاني أرنولد ويلسون حول كثرة عدد القتلى الذين دحرتهم مقاومة القواسم. (الجزر العربية الثلاث،*المرجع*السابق، ص. 52).
([52])*****انظر*المرجع*نفسه، ص. 31، صص. 67 ـ 68، حيث يذكر مختلف الأرقام حول مساحة الخليج العربي والجزر الإماراتية.
([53])*****المرجع*نفسه، ص. 77. ويرد كذلك على*مقولة*»الأممية الإسلامية«*التي*ترفع شعارها إيران بأن هذه الأممية لا تسمح باغتصاب أرض سلم لمسلم (انظر ص. 87).
([54])*****المرجع*نفسه، ص. 104.
([55])*****ميمونة الصباح،*المرجع*السابق، ص. 72.
([56])*****المرجع*نفسه، ص. 92.
([57])*****المرجع*نفسه، ص. 95.
([58])*****المرجع*نفسه، ص. 98. وانظر أيضاً عن السبب الاقتصادي في هجوم العتوب على البحرين، ص. 94.
([59])*****أحمد التدمري،*المرجع*السابق، صص. 19 ـ 39.
([60])*****المرجع*نفسه، ص. 34.
([61])*****علاقات الكويت،*المرجع*السابق، صص. 84 ـ 87.
([62])****المرجع*نفسه، ص. 5. وقد اقتبستها من كتاب: "من تاريخ الكويت".
([63])****المرجع*نفسه، ص. 71.
([64])*****المرجع*نفسه، ص. 75.
([65])*****الجزر العربية الثلاث. انظر الهامش الوارد في الصفحة 253.
([66])*****المرجع*نفسه، ص. 77.
([67])*****المرجع*نفسه، صص. 28 ـ 61، فقرات 3 ـ 4، 5.
([68])*****المرجع*نفسه، ص. 97.
([69])*****المرجع*نفسه، ص. 99.
([70])*****المرجع*نفسه، ص. 103.
([71])*****عن الخرائط التي أوردها**المؤرخ الإماراتي، انظر*المرجع*السابق، صص. 282 ـ 435.
([72])*****انظر:*علاقات الكويت،*المرجع*السابق، صص. 71ـ 86
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

ادبنامه لوطرقت الارض شرقا او جنوبا في تهامه لن تجد للاسم ذما يفرض الاسم احترامه غايتي ان ابقى دوما في جبين العز شامه
الآرض تحيا اذا ما عاش عالمها متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيى أذا ما الغيث حل بها وأن أبى حل بها التلف
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 05-03-2012, 04:09 PM
الصورة الرمزية ناجى السنباطى
ناجى السنباطى ناجى السنباطى غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 3
افتراضي ممتاز التوثيق

ممتاز التوثيق فشكرا للذين يجهدون انفسهم فى البحث فى المراجع الاجنبية والعربية فهم يقدمون إضافة حقيقية لبلدهم
__________________
ناجى عبد السلام السنباطى
رئيس تحرير مجلة صوت السرو المطبوعة والإلكترونية
مؤسس إتحاد صحفى الإنترنت ورئيس الإتحاد
عضو ( مجلس إدارة ) الهيئة الإدارية لإتحاد المدونين العرب
وعضو اللجنة الإعلامية للإتحاد
صحفى بمجلة عالم الفن الكويتية عام 1979/1981
مراسل لمجلة السينما والناس المصرية بالكويت عام 1982
عضو هيئة خريجى الصحافة من جامعة القاهرة
عضو الجهاز المركزى للمحاسبات بمصر والكويت سابقا
كاتب صحفى بجريدة صوت الشعب الدمياطية
رئيس شرف مركز شباب مدينة السرو
عضو الهيئة التأسيسية لنادى السرو الرياضى

مدينة السرو/دمياط/مصر
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 06-03-2012, 09:50 AM
الثنيان الثنيان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 75
افتراضي

كلام جميل نابع من دراسات معتنى بها بدقة شديدة، وتحتاج مننا الى قراءة بإمعان لإستيعابها، وشكرا لإنعاش الموضوع
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ساعات الكويت القديمه تقى المعلومات العامة 0 06-04-2011 11:54 PM
فيلم عن اسواق الكويت القديمه كويتى مخضرم مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 8 19-11-2010 08:36 AM
اقتراح : مقابر الكويت القديمه alsallal الصندوق 2 19-10-2009 08:18 PM
صوره تاريخيه وتعليق عليها ولدالشامي القسم العام 7 06-10-2009 02:53 PM


الساعة الآن 04:00 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت