ومن بعد ما طفنا طواف وداعنا رحلنا لمغني المصطفى ومصلاه
فو الله لو أن الأسنة أشرعت وقامت حروب دونه ما تركناه
ولو أننا نسعى على الروس دونه ومن دونه جفن العيون فرشناه
لكان يسيراً في محبة أحمد وبالروح لو يشري الوصال شريناه
ولولاه ما اشتقنا العقيق ولا قبا ولولاه لم نهو المدينة لولاه
هو القصد إن غنت بنجد حداتنا وإلا فما نجد وسلع أردناه
وما مكة والخيف قل لي ولا منى وما عرفات قبل شرع أراناه
به شرفت تلك الأماكن كلها وربك قد خص الحبيب وأعطاه
لمسجده سرنا وشدت رحالنا وبين يديه شوقنا قد كشفناه
وصلنا إليه واتصلنا بقربه فلله ما أحلى وصولا وصلناه
وقفنا وسلمنا عليه وانه ليسمعنا من غير شك فديناه
ورد علينا بالسلام سلامنا وقد زادنا فوق الذي قد بدأناه
كذا كان خلق المصطفى وصفاته بذلك في الكتب الصحاح عرفناه
وكم قد نشرنا شوقنا لحبيبنا وكم من غليل في القلوب شفيناه
ومسجده فيه سجدنا لربنا فلله ما أعلى سجوداً سجدناه
بروضته قمنا فهاتيك جنة فيا فوز من فيها يصلي وبشراه
ولما بلغنا من زيارة أحمد منانا حمدنا ربنا وشكرناه
ومن بعد هذا صاح بالبين صائح وقال ارحلوا ياليتنا ما أطعناه
وقمنا نؤم المصطفى لوداعه ولا دمع إلا للوداع صببناه
فوا حسرتاه من وداع محمد وأواه من يوم التفرق أواه
فلا عيش يهنى مع فراق محمد أأفقد محبوبي وعيشي أهناه
دعوني أمت شوقا إليه وحرقة وخطوا على قبري بأني أهواه