25-01-2012, 03:37 AM
|
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
|
|
لما ولي الحكم المرحوم أحمد الجابر، طلب مني إصلاح المدرسة المباركية وكانت إذ ذاك يعلم فيها تجويد القرآن ومبادئ القراءة والكتابة والحساب والفقه. فوافقته على ما أراد بشرط أن لا يتدخل أعضاء المدرسة في منهج التعليم لأني تحملت معهم المشاق حينما كنت ناظرا عليها فقال لي تذاكر معهم بالذي تريد من منهج التعليم فعرضت عليهم إدخال العلوم العصرية، واللغة الإنكليزية فلم يوافقوا فكرهت إعادة الشقاق بيني وبينهم، ولهذا أعرضت عن المباركية وتذاكرت مع بعض وجهاء الجماعة في محل السيد خلف النقيب فأشار علينا المرحوم عبد العزيز الرشيد بأن ندع المباركية على ما هي عليه ونشرع في تأسيس مدرسة تجري على ما نريده فاستحسن الحاضرون ما أشار به ثم تقدم المرحوم حمد الصقر وتبرع بألف روبية سنوياً، وتبرع الباقون كل واحد منهم بـ 250 روبية وهم أحمد الحميضي ومرزوق الداود وأحمد الفهد ومشعان الخضير والسيد عبد الرحمن النقيب وأنا. ثم أخبرنا حاكم الكويت فتبرع بـ 2000 روبية سنوياً.
ثم قام بطلب الإعانة مشكور المساعي في الإعانات الخيرية في الكويت وهو سلطان بن إبراهيم الكليب فاجتمع لدينا ما يقارب 13 ألف روبية سنوياً وهذا المبلغ في ذلك الوقت لا يستهان به لأن أعلى مدرس صار عندنا يأخذ راتبا مائة روبية فقط ثم طلبنا من المرحوم أحمد الفهد آل خالد بيت الجمعية الخيرية الذي أوقفه أخوة المرحوم فرحان فسمح لنا في بناء مدرسة من ساحل البحر أمام الجمعية الخيرية فسمح بذلك ثم شرعت في بناء الأحمدية فبلغ مجموع ما صرف في البناء مع تصليح الجمعية 7500 وفتحت المدرسة سنة 1340هـ فصار مدير التعليم بها المرحوم عبد الملك المبيض ويساعده الأستاذ عبد العزيز الرشيد في العربية وعلم الدين وتبرعت بالنظارة عليها وجمع المساعدات السنوية من أهل الفضل ودفع رواتب المعلمين ثم تبرع بعد حين العلامة حافظ وهبة بالتعليم بها مجانا وجمعت المدرسة في منهاجها العلوم العصرية والدينية واللغة الإنكليزية وسارت سيراً حثيثاً بنشاط حتى صار أول الامتحان في محل المرحوم السيد خلف النقيب لسعته وحضر حاكم الكويت ووجهاء البلد فشاهدوا ما أبهرهم من النجاح وأحسن الأمير بالجائزة على السابق من التلامذة واستمرت المدرسة على هذا السير الحسن وكان لزاماً على المحسنين لما رأوا النجاح أن يزيدوا في إحسانهم لتتسع دائرة التعليم ولكن مع الأسف أخذوا يتسللون عن الإعانة واحدا بعد واحد حتى لم يكن بيدي سوى إعانة الأمير، فاضطررت أن أقتصد وأضيق دائرة الدروس حتى يبعث الله لها من يأخذ بيدها ومضت على هذه الحال سنين ولسان حالها يقول يقول الشاعر:
كنت أمشي على اثنتين قويا صرت أمشي على ثلاث ضعيفا ولكن ألطاف المولى خفية فما دخلت سنة 1356هـ حتى بعث الله للمعارف عموماً لجنة من تجار الكويت الغيورين فاجتمعوا وفرضوا على أنفسهم في جميع ما يرد الكويت من أموال التجارة في الماية نصفاً للمعارف، وطلبوا مني أتولى إدارة التعليم فوافقتهم عليها بشرط أن لا يتدخل الأعضاء في منهج التعليم وأن يكون عبد الملك أمين الصندوق وهو المسئول عن إدارة التعليم حتى ندرك مديراً للتعليم لأني مشتغل بالتجارة وليس في إمكاني أن أتجرد للمعارف ولما سارت المعارف في مبدأ سيرها تبين أن الدخل لا يسد العوز فزاد الأمير الحالي عبد الله السالم في الماية نصفا على ما تقدم ثم فتح الله على الكويت باب النفط فقامت الحكومة بواجبها بالإنفاق الجزل فوسعت إدارة المعارف حتى بلغت أوج الكمال ونسأل الله لها الحفظ والاستمرار فيما يعود نفعه على الوطن وأهله.
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
|