من الشعر
من قصيدة ليزيد بن معاوية:
نالت على يدها ما لم تنله يدي *** نقشا على معصم أوهت به جلدي
كأنه طرق نمل في أناملها *** أو روضة رصعتها السحب بالبرد
خافت على يدها من نبل مقلتها *** فألبست زندها درعا من الزرد
مدت مواشطها في كفها شركا *** تصيد قلبي بها من داخل الجسد
ونبل مقلتها من كل ناحية *** عن قوس حاجبها ترمى به كبدي
وعقرب الصدغ قد بانت زبانته *** وناعس الطرف يقظان على الرصد
إن كان في جلبار الخد من عجب *** فالصدر يطرح رمانا لمن يرد
وخصرها ناحل مثنى على كفل *** مرجرج قد حكى الأحزان في الخلد
أنسية لو رأتها الشمس ما طلعت *** من بعد رؤيتها يوما على أحد
سألتها الوصل قالت أنت تعرفنا *** من رام منا وصالا مات بالكمد
فكم لنا عاشق في الحب مات جوى *** من الغرام فلم يبدئ ولم يعد
فقلت أستغفر الرحمن من خطئي *** إن المحب قتيل الصبر والنكد
فخلَّفتني طريحا وهي قائلة *** أتنظرون فعال الظبي بالأسد
قالت لطيف خيال زارني ومضى *** بالله صفه ولا تنقص ولا تزد
فقال خلفته لو مات من ظمأ *** وقلت قف عن ورود الماء لم يرد
قالت صدقت الوفا في الحب شيمته *** يا برد ذاك الذي قالت على كبدي
واسترجعت سألت عني فقيل لها *** ما فيه من رمق دقت يدا بيد
فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت *** وردا وعضت على العناب بالبرد
فأنشدت بلسان الحال قائلة *** من غير كره و لا مطل ولا مدد
والله ما حزنت أخت لفقد أخ *** حزني عليه ولا أم على ولد
فأسرعت وأتت تجري على عجل *** فعند رؤيتها لم استطع جلدي
و أغمرتني بفضل من تعطفها *** فعادت الروح بعد الموت للجسد
هم يحسدوني على موتي فوا أسفا *** حتى على الموت لا أخلو من الحسد