أضحى التنائي بديلا من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتم وبنا فما ابتلت جوارحنا شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
يكاد حين تناجيكم ضمائرنا يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لفقدكم أيامنا فغدت سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
وجانب العيش طلق من تآلفنا ومورد اللهو صاف من تصافينا
وإذ هصرنا غصون البان دانية قطوفها فجنينا منه ما شينا
فليسق عهدكم عهد السرور فما كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
إن الزمان الذي لا زال يضحكنا أنسا بقربكم فاليوم يبكينا
غيظ العدى من تساقينا الهوى فدعوا بأن نغص فقال الدهر آمينا
فانحل ما كان معقودا بأنفسنا وانبت ما كان موصولا بأيدينا
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاء لكم رأيا ولم نتقلد غيره دينا
لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا إذ طالما غير النأي المحبينا
الله ما طلبت أهواؤنا بدلا منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا