دارُ الـهـوى
شعر : ندى الرفاعي
(البحر الكامل)
أ كويتُ يا نبضَ الهوى الْمتسامِي
طافت عليكِ أطايبُ الأنسامِ
هي فرحةٌ فاستبشري بقدومِها
هي بسمةُ النفحاتِ والأيامِ
هي نعمةُ الرحمنِ جلَ عطـاؤه
في موكبِ الأزمانِ والأعوامِ
برمالك الْغَرّاءِ قد وُلِدَ الإبـا
يا حرّةَ الآفـاقِ والأقـوامِ
وبأرضك الْمِعطاءِ خيرُ منازلٍ
بربوعِها قد أزهرت أحلامي
يا دارةَ الحُسنِ البديعِ ودوحِهِ
يا جارةً للمجدِ والأعـلامِ
يا موطناً للحُبِّ والحقِ ارتقى
يا موطِـئاً لأكارمِ الأقـدامِ
عجز البيانُ بشعرِه وبُحـوره
أن يوصِلَ الْخفقاتِ بالأقلامِ
فلأنتِ أغلى من حُشاشةِ نابضٍ
لن يسعفَ الأشواقَ كلُّ كلامِ
دنيا السعادةِ تزدهي ألوانُـها
ومُنايَ أنتِ بيقْظتي ومنامي
كم عاش في أرجاكِ كلُ مُخضرمٍ
خَبَرَ الْحياةَ ببحركِ الْمُترامي
ولأجلِ صَوْنِ ثَراكِ من غدرِ العِدا
من أجلِ قدرِ فَخَارِك المتنامي
ضحّى رجالٌ من بنيكِ أجاودٌ
وفَـَداكِ كلُ مرابطٍ مِقـدامِ
وقفاتُك السمحاءُ أزهقت الدُجى
بِجلائِها في حُلْكةِ الأوهـامِ
تاريخُك الْمختومِ قد رسم السَنا
بِـدرايـةٍ وثقافـةٍ ومقـامِ
خطواتُك الْمُثلى على دربِ الهُدى
تَمضي بعـونِ ثَباتِـها لأمامِ
لَجأ الغريبُ ليحتـمي وليرتوي
فمنحتـِه عـَوناً وطِيبَ مقامِ
تبقـينَ رمـزَ معـزةٍ ومبـرّةٍ
مهما أُصِبتِ بِجـارحِ الآلامِ
يا ربَنـا بـارِكْ لنا في دارِنـا
بعنايـةٍ يا حافظَ الإسـلامِ
صلّى على الهادي البشيرِ مليكُهُ
وعلى رسول الخيرِ ألفُ سلامِ
الصادقِ الْمصْدُوقِ ذو القولِ النقي
هو رحمةٌ نزلت ومسكُ خِتامِ