حسدوا الفتى إذا لم ينالوا سعيه فالقوم أعداء له وخصوم
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى كما يصح به وأنت سقيم
شاور سواك إذا نابتك نائبة يوماً وإن كنت من أهل المشورات
فالعين تبصر منها ما نأى ودنا ولا ترى نفسها إلا بمرآة
باب ساهي الطرف والشوف يلح والدجى أن يمض جنح يأت جنح
فكان الشرق باب للدجى ماله غير هجوم الصبح فتح
يقدح النجم لعيني شرراً ولزند الشوق بالأحشاء قدح
لا تسل عن حال أرباب الهوى يا ابن ودى ما لهذا الحال شرح
كل عيش ينقضي ما لم يكن مع مليح ما لهذا العيش ملح
صد عني مذ رآني مفتتن وأطال الهجر لما أن فطن
كان مملوكي وأضحى مالكي أن هذا من أعاجيب الزمن
من لا يصير بقدر نفسه عارف هذاك ثور ما عليه قلادة
وبالناس من يكرم إلى جاء ضايف وإن ضيف يزحف كنه الولادة
من خلقته من ذاق زاده ضيفه ولو هو ذبابة ما وقع في زاده
وبالناس ضفر ما سمع فيه هوشه ولو حضرها كان شيل شداده
وبالناس من هو يفتخر في نفسه من غير فعل يفتخر بأجداده
وبالناس من هو يدعي بديانة متمسك بديانته وأوراده
عنده لراع الصاع موسى جيد واللي بلا صالح له المكراده
وبالناس من هو القوي بلسانه وإلا بنانه ما تهم ضداده
وبالناي من هو للنوائب يرتكي يبذي المضايق لو يقوت أولاده
وبالناس من يجمع حلال يدفنه بجمالته وتجارته وأكداده
ويفوز به غيره ويحمل وزره يوم الحساب إذا هلك ما فاده