في ذكرى وفاة العم راشد الهنيدي وهو علم من اعلام الكويت حمل على اكتافه عبء النهوض بقطاع المقاولات في الكويت.. فأسس مع والده وعمه واخوانه شركة الهنيدي للمقاولات العامة في العام 1938 وكان مقرها منطقة ملح قرب الاحمدي التي عملت بالقطاع النفطي ولم يغب عنه دور الشركات اليابانية في الخروج بالكويت الى رحاب العلم والتكنولوجيا فكان مؤسساً وشريكا لشركة شارب ومنتجاتها من الاجهزة الالكترونية في اوائل السبعينيات ومؤسساً لمؤسسة راشد الهنيدي للتجارة العامة التي عملت في القطاع التجاري للمواد الغذائية وقطاع المباني الجاهزة، نعم كلنا الى الفناء وكل نفس ذائقة الموت قال تعالى: {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} ولكن هناك رجالاً لا يمحوهم الموت تظل اعمالهم شاهداً يروي مآثرهم واخلاقهم الحميدة ووطنيتهم التي هي مضرب الامثال أذكرك يا عمنا راشد واذكر اخلاقك النبيلة وكريم خصالك الحميدة وسؤالك عن القاصي والداني وصدقات السر التي كانت نهرا متصلا تصل الى الفقراء المتعففين في بيوتهم وتحت جنح الظلام اذكرك واذكر ابتسامتك الدائمة وانت تسأل عن الصغير والكبير وتمد يد العون والمساعدة لكل محتاج فقير وانت تمسح دموع الارامل والمساكين وانت تحنو على اكتاف اليتامى وتمسح على رؤوسهم.
الموت يغيب عنا الاحباب ولكن ابدا لن ننساك ولن انسى جميل خصالك وعظيم مآثرك فإذا ذكرت طهارة اليد واللسان فأنت عنوانها واذا ذكر الكرم فأنت رائده… واذا ذكرت الوطنية فأنت معلمنا حب الوطن والتفاني من اجله، ابدا الموت لن يغيبك فأنت باقٍ ملء السمع والبصر واعمالك شاهدة على نقاء سريرتك وعظمة نفسك الابية التي ذابت حبا في الكويت واهل الكويت فلتسكن روحك الجنة مع الانبياء والصديقين والشهداء فقد اديت الامانة ورفعت رؤوسنا ذكراك العطرة التي شذاها يعطر على جنبات حياتنا من بعدك فالموت هو الحقيقة التي تنحني لها رقاب الجميع ولن ينال من ذكراك الباقية على مر السنين.
قال الشاعر:
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثوان
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثان
رحمك الله واسكنك فسيح جناته وألهمنا الله الصبر على رحيلك وعزاؤنا اعمالك الخالدة التي تتحدى السنين.
|