في تاريخ الكويت الحديث الذي يمتد الى اربعة قرون هناك سيدات برزن في مجالات عدة سواء في الطب والعلاج او القراءة على المرضى او التدريس او الرعاية الاجتماعية لكن هناك سيدات برزن في مجالات اخرى مثل موضى العبيدي التي قدمت ولدها فداء للوطن وهنا نسجل تاريخ هذه السيدة على حلقات ونعيش في اجواء تلك الفترة التي عاشتها من عمرها المديد وأقول هنا: ان من ابرز من ظهر من النساء في منتصف القرن التاسع عشر، السيدة موضي العبيدي ولقد خلدها التاريخ لأنها سجلت جزءا من حياتها شعرا حفظ في الصدور حتى وصل الينا بفضل من قيده، وكانت قد بزت غيرها من النساء اللاتي ضقن ذرعا من شظف العيش في تلك الفترة لهذا كانت تنفس عن نفسها بهذا الشعر الذي دخل في التاريخ. وها انذا احكي قصة حياة هذه السيدة الفاضلة وأبدأ بمن سجل حياتها وقدمها الينا لنتعرف على حياتها ونمط العيش في تلك الفترة من الزمن. وانا هنا سأذكر المراجع والكتب لاختلاف الكتابات والقصائد التي رويت عن بعضها البعض وعدم تطابقها. اولا: اول من تحدث عن هذه السيدة وسجله المرحوم الشيخ عبد العزيز رشيد الرشيد في كتابه تاريخ الكويت وهو يتحدث عن معركة الصريف، حيث ذكر في كتابه المطبوع سنة (1926 م) ويعتبر عبد العزيز الرشيد أقرب من كتب عن حياة موضي العبيدي حيث كتب في سنة (1926) وذلك بعد وفاتها بخمس سنين. وقد ذكر في الطبعة الثانية صفحة (164) وصفحة (165) عن معركة الصريف، وهنا نبثها كما هي حتى نبين قيمة هذه اللوعة من القصيدة المرفقة وكيف ان ولدها محمد قد لاقى حتفه حاله حال الكو يتيين الذي ذبحوا هناك، والسبب انهم ذهبوا ولم يعدوا او يدربوا على فنون الحرب والقتال، وكان كل عملهم بالبحر، لكن لنترك الشيخ عبد العزيز الرشيد يتحدث عن هذه المعركة الفاجعة.
ندب الكويتيون قتلاء الصريف
كان الكويتيون في مدينتهم ينتظرون حقيقة تلك الحادث بفارغ الصبر. ينتظرونها وهم على احر من الجمر. وقد ساورتهم الهواجس والمخاوف وبينما هم كذلك واذا بـ (اقرينس) احد خدام مبارك قد ولج المدينة متنكرا يتعثر باذيال الذلة والانخذال. فاطار النبأ المفجع بينهم ورمى جموعهم بتلك القنابل المزعجة. فترك الكويت اذ ذاك كالسفينة التي تتقاذفها الأمواج. تركها وقد ارتفع عويلها الى عنان السماء. وغادر دموعها الحمر تجري كالسحاب المنهمر. تركها تندب قتلاها ندب الثكالى. وقد عم الغم البيوت. وشمل الأسى الأفراد والجموع. فلا بيت الا وفيه عويل. ولا قلب الا وقد اضطرمت فيه النيران. فهذا يبكي على الفه الصدوق، وتلك تنوح على ابنها البار وذلك يتفج على قريبه الحميم. والكل في المصاب مشتركون ونظموا القصائد النبطية في تلك الحادثة. سنذكر نماذج منها في باب الأدب. وفي صفحة (434) في باب الأدب يضع نموذجا من شعر هذه الشاعرة العتيدة: امرأة من بيت ال العبيدي ترثي ابنها القتيل في وقعة الصريف بين ابن الرشيد والكويتيين قلت آه من علم لفا به اقرينيس يا ليت منه ميتا ما درى به علم لفا به مرس القلب تمريس والنار عجت في الضمير التهابه واليوم له عن جفن عيني مراريس والحنظل المذيوق زاده شرابه على الله اللي كفى على ضمر العيس واليوم ما ادري اي خب لفا به نصيت بيته قلت يا اقرينس وين الحبيب وقال ما علمنا به اخفى مع البيرق الحرب السناعيس وان تسأليه والي المحدير جابه رديت من كثر ابكا والهواجيس دمعي كما وبل نشا من سحابه يالله يا فكاك حب المحابيس انك تفك محمدا من صوابه ابجاه محمد ويعقوب وادريس عسى طلبتي عند ربي مجابه واعداد ما هبت هبوب النسانيس على النبي صليت هو والصحابة
لم تكن معركه الصريف او حرب الصريف هي التي حركت قريحة هذه السيدة المفجوعة لكن من قبل كان لها بعض من الأشعار سنتحدث عنها في حينها وسنلقي الضوء على من تحدث عن هذه السيدة غير عبد العزيز الرشيد في حديث لاحق.
ما ورد ذكره باللون الأحمر يأخذ فيه على كاتبه فقرينيس الكعمي هو أحد الأبطال الذين شاركوا في معركة الصريف ويشهد لهم بالشجاعة وهو من قبيلة عزيزة على نفوسنا وهي قبيلة الرشايدة حتى لأن موضي العبيد لم تهجه في القصيدة ؟ وانهزم الشيخ مبارك ومعه أكبر القبائل وما قرينيس إلا عود في حزمة فوصفه بهذه الصفة فيه إساءة أدب له رحمه الله ولعشيرته فأرجوا التنبيه على هذا الخطأ الفادح وعدم ذكره إلا مقرونا بالرد عليه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد التواصل معك ياأخ عبدالعزيز محمد سعود محمد مبارك عبدالله عبدالعزيز العبيدي الموضوع مهم جدا ،، أرجو الرد أخي الكريم .
لو تكرمت ماهو نسب اسرة العزام..؟ والى اي قبيلة تنتمي ؟ وماهي منازلها؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعذرني ياخوي القرين على انقطاعي ولكن بالنسبة لسؤالك اذا كنت تقصد العزام الذين انتقلوا من اشيقر الى القصيم فهم من المشارفة من الوهبة من بني تميم
موضي العبيدي شاعرة الكويت التي عاشت في النصف الثاني من القرن الماضي والنصف الاول من القرن الحالي في زمن الشيخ مبارك الكبير وحياة هذه الشاعره في حزن وبؤس دائم بسبب فقدانها لأبنيها، أحدهم أخذه البحر منها والثاني تكفلت به الصحراء.ابنها الأكبر عبدالعزيز فقد في رحلة الغوص حين غرق في قاع البحر أثناء بحثه عن اللؤلؤ ويوم رجوع السفن للكويت كانت تنتظر على الشاطئ حالها كحال كل اهالي الكويت لاستقبال البحارة تنتظر ابنها ولم يطل الانتظار فقد رأت النوخذة يوسف الفهد وعندما جاءت تسأله حتى بادرها أحد البحارة بالخبر المحزن وقالت ترثي ابنها بهذه الأبيات:
يابو سعد عزي لمن ضاعت أرياه
قلبه حزين ودمع عينـه يهلـي
يسهر طوال الليل والنوم ماجـاه
في مرقـده كنـه بنـاره يملـي
على وليف عذب الحـال فرقـاه
الطيـب اللـي للرفاقـه يهلـي
مدري درادير أزرق المـوج ودّاه
والا كلاه الحـوت ياكبـر غلـي
ياليتنـي دميـت بالهيـر ويـاه
موج البحر فوقي وفوقـه يزلـي
الله يسود وجه يوسف وجـزواه
ماذكر دمعي وسط حوشه يهلـي
جتني هدومه بعد عينه مطـواه
لاوفق الله محمـل جابهـن لـي
ليته ورا سيلان والهنـد مربـاه
وأرجي يجيبه لي شراع معلـي
وبعد مرور خمس سنوات على فقدان ابنها الاول كان ابنها الثاني مع الشيخ مبارك في حرب الصريف ضد بن رشيد وكانت تنتظر رجوع الابن لكن قرينيس الرشيدى احد رجال الشيخ مبارك كان اول العائدين ونقل لها خبر ان الابن اصيب بالمعركة وربما قتل واشتعلت النار بقلبها مرة ثانية ورثته بهذه القصيدة:
قلت آه من علم ٍ لفا به قرينيـس
ياليت منهـو ميـت مـا درابـه
علم لفا به مرس القلـب تمريـس
والنار عجت في الضمير التهابـه
والنوم له عن موق عيني حراريس
والحنظل الممـزوج زاد بشرابـه
علي الذي قفا علي ضمر العيـس
واليوم ما أدري وين حد لفـا بـه