البضاعة والتبضع والأسواق
عاش قدماء الكويتيين في سعادة وحبور وفرحة وبساطة بواسطة هذه الاسواق المتعددة، واغرب ما في الامر ان هذه الاسواق، ولكل سوق مسمى خاص به لا يمت بصلة الى الاسواق الاخرى.
النسوة لم تغفلهن الاسواق، بل كما يقول المثل الكويتي المرأة حاطة دوبها ودوب الرجل في عملية البيع والشراء، واستعملت خبرتها بإجادة الطبخ اولا، والزراعة ثانيا فابتاعت خبرتها في هذا المجال.
فتجلس المرأة هنا في سوق الخبابيز لتبيع الوجبة الغذائية التي يعشقها قدماء الكويتيين وما زالوا (الباجلا والنخي). وبجانبها ماعون ليضع الشاري (بيزة او بيزتين). يتناولها الزبون مع الخبزة، خبزة الخمير المفلنيل مع البصل الذي يشتريه، ويشتري من المرأة الثانية التي تبيع اللبن في جلاس من المعدن له عروة الى جانب الخضار من الفجل والبقل. وبهذا تغذى المواطن الكويتي بغذاء كامل ووجبة غذائية لها قيمتها الغذائية من حبوب وبقول وخضار ونشويات.
أما أظرف سوق فهو سوق المقاصيص في ساحة الحراج، بهذا السوق مختلف انواع العدد من ادوات مستخدمة سابقا في النجارة والحدادة والحرف الاخرى.
وسوق المقاصيص يعني سوق المفلسين وبه سلع مستعملة وقد تكون هناك ملابس قديمة، او اوان واثاث قديم، اجهزة كهربائية بسيطة قديمة. فهو (الحراج) وقد يستخدم المزاد في هذا السوق الظريف.
سكة الصوف: وتجلس هنا النسوة من اخواتنا البدويات نساء الصحراء بما جلبن معهن بضائع من الصوف المغزول، وهناك ايضا الصوف الخام والخيوط الصوفية تستخدم لصناعة البشوت وصناعة السدو.
السوق الابيض بني عام 1946
ويعود هذا السوق:
1 - السيد هاشم بهبهاني.
2 - محمد رفيع معرفي.
يباع في هذا السوق:
1 - الأقمشة الرجالية.
2 - الأقمشة النسائية.
سوق المفاتيح: يقع في السكة الواقعة بين الشارع الجديد وسوق واجف.
يجلس البائع في سوق المفاتيح يصف المفاتيح والتي معظمها قديم لعرضها للبيع. وهناك شخصية مهمة يطلق عليه بومسند وهو يصنع اي نوع من المفاتيح ثم حسن الصلبي، واجمل شيء فعله بومسند صناعة مفتاح البنك الوطني الذي فقد ولا يستطيع اي شخص صناعته.
اما سوق الدجاج مثل البط والاوز بمنطقة الدهلة، وسوق الدجاج يبيع الدجاجة هنا 1/2 روبية وروبية.
أما سوق الفحم، فيباع الفحم المعبأ في شلفان ويباع الى جانبه الاواني الفخارية (القراش)، المناقل والمناقيش والمحاقين الدوة المنقلة، والقدو النارجيلة.
---------------------------------
ما بين سوق واجف- وساحة الصفاة عبارة عن ازقة تجلس فيها النساء لبيع مختلف انواع البضائع.
وابرز ما تبيعه النساء في ذلك الحين الملابس النسائية (المخيطة) كالدراعة والثوب والنبخق والعباءة والدشاديش الجاهزة والقحافي والأحذية ومستلزمات النساء ومواد الزينة مثل السدر والحنة والكحل والديرم وادوات الخياطة كالابرة والمقاصة والخيوط وغيرها.
وهناك بعض من النسوة يبعن البيض والدجاج الحي والقمح والارز.
هذا بالنسبة لسوق واجف او سوق الحريم، اما ساحة الصفاة فتعتبر المتنفس التجاري البري الوحيد للكويت على مدى السنوات الطويلة الممتدة عبر تاريخها.
الصفاة في البداية ساحة تفد إليها القوافل التجارية القادمة من بادية الكويت وجنوب العراق والجزيرة العربية، وتجلب القوافل القادمة كل انواع منتجات البادية من السمن والاقط والجراد والفقع الصوف (اليله)، مخلفات الابل والماشية والعرفج والنباتات الصحراوية المختلفة من الوقود وعلف ايضا الماشية ويشتري مقابل ذلك الاقمشة والحبوب والتمر. وفي عام 1914 تم بناء مبنى بسيط للجمرك البري في وسط الصفاة لتحصيل الضرائب على الماشية وبعض المواد الاخرى.
وفي ساحة الصفاة نجد مبنى الأمن العام ومبنى البلدية القديم ومبنى الشرطة. ومنذ بداية الثلاثينات والعمران والمباني والمحلات تتكاثر في ساحة الصفاة وافتتح بها:
1- سيارات فورد (معرض للسيارات).
2- مبنى الشرطة.
3- معرض سيارات شفر.
4- محلات تجارية.
5- مقاه ومطاعم.
6- محلات تصليح السيارات.
7- سيارات الأجرة واللواري.
وفي منتصف الاربعينات
مبان مبنية من الجندل والعماريات والكثير من المعالم التجارية والاقتصادية والسياسية، ثم ايام الجمع لبيع الدواب والمواشي ثم أصبحت هذه الساحة مقرا لمعاقبة اللصوص والمجرمين منذ بداية عهد الشيخ المرحوم علي الخليفة الصباح ثم الشيخ عبد الله الأحمد ثم الشيخ عبد الله المبارك، وأصبحت مجلسا مهما لعدد من الشيوخ والوزراء يجلسون على كراسي كبيرة صنعت من الخشب تطل على الصفاة ويتجمع الناس لمشاهدة عقاب اللص وهو يتلقى عقابه، والفداوية تتناوب الجلد بالخيزران حتى لا يعود الى فعلته تلك ثم الصلابة وهي عبارة عن عمود على شكل صليب لصلب المجرمين من القتلة وايضا هذه الساحة لشاشة السينما، وفي ساحة الصفاة الاحتفالات والرقصات الشعبية في المناسبات الوطنية والعاب الاطفال في ايام العيدين عيد رمضان وعيد الاضحى المبارك، ناهيك عن العربات المزينة والحمير التي تغطي سيقانها الحناء، ان ساحة الصفاة كانت منتجع قدماء الكويتيين في السابق.
غنيمة الفهد - جريدة القبس - 24/4/2010
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
|