قراءة البخاري لنازلة الوباء والأمراض والحريق
وقع الطاعون في أيام عمر فلم يعلم عن أحد من الصحابة أنه فعل شيئاً من قراءة الحديث ولا أمر به، وكذا في القرن الثاني، وفيه خيار التابعين وأتباعهم. وكذا في القرن الثالث والرابع. ولم ينقل عنهم قراءة الحديث لهذا الأمر، دائماً حدث ذلك سنة 749هـ. ويقول السيوطي: "أن الدعاء لرفع الطاعون والاجتماع له بدعة، ولم يرد في كتاب الله وسنة نبيه، ولا عن الأئمة المتبعين شيء من هذا أصلاً، وإذا كانت البركة في قراءة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وفيها هذا السر من رفع الوباء والأمراض. فلماذا لم يكن ذلك في موطأ مالك، وهو أعلى كعباً وأعرق نسباً وأغزر علماً، ولا يزال مذهبه حياً معمولاً به، والقائلون من أهل العلم بإثبات هذه المزية للبخاري لم يسندوها إلى دليل نقلي ولا عقلي، بل قرىء البخاري في وقعة التل لعرابي باشا فأذكر ومزق جيشه. وإن أردت التوسع في هذه المسألة فراجع قواعد الحديث للقاسمي ص250.
يقول الشعراني: "من قال: لو وجدت حديثاً في البخاري ومسلم، ولم يأخذ به إمامي الذي قلدته فلا أعمل بهذا الحديث، فهو جاهل بالشريعة وأول من تبرأ منه وكان الواجب عليه أن يقول أن إمامه لم يطلع على هذا الحديث أو اطلع عليه ولم يصح عنده". انتهى. وقد اتفقت الأئمة بأجمعهم أنه إذا صح الحديث فهو مذهبهم.
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
|