تفسير
قال تعالى: {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات، لعنوا في الدنيا والآخرة، ولهم عذاب عظيم} فقوله تعالى يرمون، أي يقذفون، والمحصنات، العفيفات، ففي اللغة، يقال أحصن الرجل إذا تزوج، وأحصنت المرأة عفت. وكل امرأة عفيفة فهي محصنة، واللعن الطرد، والإبعاد من رحمة الله. ومعنى الآية الكريمة: إن الذي يرمي المرأة العفيفة بالزنا وهي غافلة فهو ملعون في الدنيا والآخرة، وله من الله العذاب العظيم، وهو اللعن. والعذاب لا يختص بقذف النساء بل يعم الرجال والنساء، وحكم القاذف شرعاً أن يجلد ثمانين جلدة.
وتأمل ما يجري بهذا الزمن في المجالس والأسواق من قذف النساء والرجال بلا دليل، بل لو رئي إنسان يمشي في الطريق وبقربه امرأة لرموه بها، وكم من عفيفة فتلت وراحت ضحية لهؤلاء الجهال، الذين لا يخشون الله ولا يتقونه، بل تراهم في مخاصماتهم وكلا الخصمين يرمي الآخر بالفاحشة بلا مبالاة ولا خوف من الله، وهذا كله من عدم إقامة الحدود على القاذفين فمنذ وجدنا لم نر ولم نسمع أن المحاكم أقامت الحد الشرعي في القذف.
بل القذف صار من باب العادات بين المتخالفين والمتخاصمين والحال أن القاذف لا تقبل له شهادة حتى يتوب من ذنبه.
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
|