الطبيب أحمد محمد الغانم عالج الكويتيين بالمجان - فرحان الفرحان - القبس
الطبيب أحمد محمد الغانم عالج الكويتيين بالمجان
أحمد محمد الغانم
الطبيب أحمد محمد الغانم الذي اشتهر بالعلاج الشعبي وعلاج الكسور " التجبير" مع الدكتور كالفرلي وزوجتة اليانور عام 1935م بالمستشفي الأمريكي .
إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
أشرف وقام بعلاج كثير من الكويتيين منذ القرن التاسع عشر حتى الثلث الأول من القرن العشرين، هذا الرجل، الذي ترك المال وراء ظهره، تفرغ لإسعاد الكثيرين. شاهدت المرحوم أحمد محمد الغانم مرة واحدة في حياتي، عندما ذهبت مع جدي سعد الصالح الفرحان صباحا، وكان جدي يقوم بترميم قصر خزعل، الذي اشتراه الغانم، وكان على مقربة من قصر دسمان والسفارة البريطانية، القنصلية البريطانية سابقا، هذا القصر او البيت الذي يعتبر أطلالا وأقول «حسافة عليه»،
كنت مع جدي سعد الذي جاء إلى أحمد الغانم وهو جالس في مدخل العمارة أو الديوان ليس ببعيد عن بيتهم آنف الذكر، كان لابسا العقال الشطفة ويتكلم بكل هدوء سائلا جدي سعد عن مدى التقدم في ترميم وتجديد هذا البيت الذي أوكل العمل فيه إليه.
كانت أسرة الغانم في القرن التاسع عشر، قبل ان تتعدد الألقاب وأسماء الآباء ويصبحون آل الغانم وآل الصقر وآل الشاهين وآل الزايد وآل الماجد وآل الجاسم وآل القضيبي وآل القطامي وآل الثنيان وآل الجبر وآل الخاسر، وهم في الاصل كانوا آل الزايد وتفرعت هذه الفروع فيما بعد.
كانت فروع من هذه الاسرة في البحرين، وهي مازالت تحتفظ باسمها القديم، آل الزايد، ومنهم الشاعر المشهور الذي وصفه الشيخ عبدالعزيز الرشيد في كتابه من ان أشهر نابغة في البحرين هو عبدالله الزايد.
شاء القدر أن يكون في منتصف القرن التاسع عشر فرعان من آل الزايد يناسبون آل الفرج وتكون جدة الفاضل جاسم القطامي من آل الفرج، ويقوم الفرع الثاني آل الغانم، ويأخذون شقيقتها لولوه التي هي والدة أحمد الغانم، محدثنا. من هنا يلاحظ القارئ الكريم انتشار اسم لولوه عند الصقر والشاهين والثنيان والقطامي بسبب هذه السيدة الفاضلة لولوه الفرج.
هذه السيدة الفاضلة، تركت بصمات أخلاقها وأدبها، وكأن سمات الأدب ليست مع عبدالله الفرج وخالد الفرج فحسب، بل انتقلت الى ابنتهم التي انتقلت إلى آل الغانم وشقيقتها التي تزوجها آل القطامي والثالثة تزوجها أحمد العريفان والرابعة تزوجها آل العبدالرزاق. أعود الى أحمد الغانم، الذي لم يشغله المال، وأتمنى أن يكون في الكويتيين أمثاله اليوم بحيث يتركون المال لأبنائهم ويتفرغون لعمل الخير والمال مع بعضهم البعض.
الكويت كان يعوزها العلاج، وبأي ثمن، والكويتيون لا يوجد عندهم أطباء من قبل، كل ما هنالك ان بعضا منهم كانوا يذهبون الى الهند وكل واحد يأتي مع «كم أصرار أو صرة» فيها بعض الأدوية، وانت وحسب شطارتك، كما كان الكويتيون يضعون مرضاهم على فرش أو وسائد في السوق الداخلي، وعندما يأتي ابناء البادية كان كل رجل أو سيدة منهم ينظر الى المريض ويصف له الدواء، وأنت وحظك «مرة تصيب ومرة تخيب»، لكن الغالب يصيب جراء التجارب والخبرة.
برز في منتصف القرن التاسع عشر المرحوم أحمد الغانم، وكان يعالج المرضى ليس بالكسور فقط بل بالمراهم وبعض الأدوية التي تأتي له من الهند، وأخذت التجارب تثمر حتى تفرغ لهذا العمل احتسابا لوجه الله تعالى.
الفاضل يوسف محمد صقر الجاسر الغانم افرد بحثا قيما عن هذا الحكيم أحمد الغانم يسرني ان انقله الىالقراء الكرام:
أحمد محمد الغانم (1860-1965)
هذا الرجل اشهر من نار على علم كما ذكرت العرب. فقد قدم لعائلته وشعبه ووطنه الكثير، فهو قائد بحري ورائد طبي ومبتكر وتاجر، ورغم ان الكتابة عن هذا الرجل تحتاج الى مجلد، الا اني سوف اقوم بتلخيصها بكلماتي القليلة، تاركا للأبناء تكملة جمع المعلومات والكتابة عنه كعلم وقائد يحتذى. لهذا الرجل عدة شخصيات منها شخصية النوخذة فهو من نواخذة الكويت المشهورين في القرن التاسع عشر، جاب سواحل الهند وشرقي افريقيا والخليج العربي، كانت لديه مهارات بحرية فذة من حيث قيادة السفن الشراعية، حيث سافر بسفينته المعروفة بــ«الدنجية» الى الهند وسواحل افريقيا وله العديد من القصص كنوخذة معروف. اما شخصية احمد الغانم المبتكر فقد طور صناعة السفن في الكويت وطعمها بأفكار حديثة حيث امر صناع السفن آنذاك ببناء سفينة شراعية ذات محرك ولها مؤخرة غير عادية كانت اكبر سفن الكويت واسماها «مشرف»، ونظرا لكبر حجمها فقد استغرق انزالها الى البحر اسبوعا كامل،ا بينما كانت المدة المعــهودة لإنزال السفن آنذاك يوما او يومين.
ولعل الكويتيين يتذكرون «بوم المهلب» وهو البوم الذي صنع لحساب التاجر ثنيان الغانم واخيه محمد عام 1937، والذي احرقه الغزاة العراقيون عام 1990. كان لأحمد الغانم رأي في صنعه حيث جاء اقتراحه بنوعية التصميم فكان من اسرع السفن واطولها عمرا.
اما شهرة هذه الرجل العارمة فقد كانت كطبيب يعالج الكسور بطريقة شعبية لكنها فعالة وناجحة، كان يقوم بهذا العمل من دون مقابل، كان الغانم ظاهرة نادرة، نوخذة وطبيبا وتاجرا وانسانا شهد له معاصروه بالكرم والتواضع وخفة الظل، حافظا للشعر، ويقال ان طبيب المستشفى الاميركي الدكتور ميلري آنذاك كان يستشيره في حالات عديدة فقد كان صديقا له.
وظل احمد الغانم قائدا نابغا في ذاكرة ابناء جيله يتناقلون حكاياته وذكراه جيلا بعد جيل، رحمه الله.
كان المرحوم احمد السعيدان لم يفوت الفرصة وهو يكتب في حرف «الغين» من ان يركز على عائلة الغانم ويضع في مقدمتهم المرحوم احمد الغانم.
هذا.. وقد كتب في الجزء الثالث الطبعة الثانيةوفي الصفحات التالية: 1065/1066 و1067 التالي:
الغانم
عائلة كويتية من الزايد، وهم من اقدم العائلات في الكويت.
احمد محمد الغانم
ولد سنة 1857، رجل فاضل كانت له عيادة خاصة يعالج فيها المرضى بالمجان.
عبداللطيف ثنيان الغانم
وزير الصحة في مارس 1962، وزير الأشغال العامة في ديسمبر 1964 (انظر ثنيان)
ثنيان الغانم
نوخذة سفر
محمد احمد الغانم
سكرتير النادي الأدبي 1924، عضو مجلس المعارف 30 يوليو 1936، سفير في وزارة الخارجية 22 ابريل 1963. سفير في لبنان 1963. وزير العدل 6 ديسمبر 1964 حتى 3 يناير 1965.
عبدالله يوسف الغانم
قنصل فخري لمملكة الدانمرك في الكويت 13 ابريل 1964، وزير الكهرباء والماء والغاز في 15 نوفمبر 1971.
يعقوب يوسف الغانم
مؤسس مسجد يعقوب الغانم 1235 هـ 1820م على ساحل البحر ـ شارع الخليج العربي، جدده وزاده الحاج احمد الخالد الخضير 1341هـ 1923ثم جددته الأوقاف 1372 هـ ـ 1951.
يوسف ابراهيم الغانم
خريج تجارة، عضو الهيئة التنظيمية في المجلس الأعلى لإدارة شؤون البلاد 1961 ـ 1962.
توفي في 2 يونيو 2009 .
جاسم الغانم
نوخذة كويتي
خليفة شاهين الغانم
عضو المجلس التشريعي
في ابريل 1921 توفي في 23 ديسمبر 1956.
صقر الغانم
قائد جيوش مبارك الصباح، اتهم بالتعاون مع اعدائه ففقأ الشيخ مبارك عينيه سنة 1911.
شاهين الغانم
من رجال الكويت، اطلق اسمه على احد الشوارع في الكويت.
غانم صقر الغانم
اول مدير للشرطة في الكويت 1938.
ابراهيم محمد الغانم
نوخذة سفر، توفي في 11 يناير 1940.
محمد ثنيان الغانم
انظر ثنيان.
علي محمد ثنيان الغانم
عضو مجلس الأمة 23 يناير 1971.
المرحوم الشيخ عبدالعزيز الرشيد في كتابه تاريخ الكويت يقول في الصفحات التالية: 329-330-331 التالي:
وهو يتحدث عن محمد الثنيان الغانم وابراهيم وشقيقه أحمد الغانم (محدثنا) ويصفهم بآل الزايد الذين ،تقريبا، انتهت هذه التسمية:
محمد الثنيان الغانم
هذا الكريم المفضال من آل زايد، العائلة الكبيرة المعروفة في الكويت، اشتهر بين صغير القوم والكبير بكرمه الحاتمي وسخائه الذي كان به كعلم في رأسه نار، فما يوجد مشروع خيري بحاجة الى المال إلا وتراه مع المتقدمين في سبيل معاضدته، ولا اصطحبه قوم في سفر إلا وقيدهم بربقة فضله وامتنانه. وهو ايضا من الآخذين بساعد العلم والأدب.
أذكر أنه شهد احد احتفالات مدرسة الأحمدية فتبرع لها بمائتي روبية عندما أعجبه ما رأى وشاهد النجاح وحسن النظام. أما تاريخ الكويت فإنه يشكره بملء فيه لما أولاه من عطفه وإحسانه.
أما في حيّ الوسط فأذكر بيت آل غانم ومنه اخوان فاضلان ابراهيم وأحمد وقد قام الأخير بعمل شريف لم يفز به أحد من أهل الكويت، ذلك وذلك لتصديه لمباشرة المرضى مجانا وإشغاله أوقاته النفيسة في معالجتهم. حتى غادر الناس يلهجون بذكره وبالثناء عليه. وكذلك بيت آل الجوعان، وقد هاجر منهم الى المدينة المنورة الفاضل عبد الوهاب آل جوعان وبيت آل الدويرج، وآل العنقري، والشاب الحر السيد زيد بن السيد محمد أحد أعضاء المكتبة الأهلية وبيت آل فريج ومنهم الشاعر المشهور عبدالله آل فرج، الذي طبع ديوانه المحتوي على كثير من شعره النبطي، صاحبنا الأديب الفاضل والشاعر الثائر خالد بن محمد آل فرج الذي نظمناه في سلك شعرائنا المجيدين.
هذا هو الشيخ عبدالعزيز الرشيد الذي يصف أحمد الغانم بأنه قام بعمل لم يفز به أحد من أهل الكويت، وذلك لتصديه لمباشرة المرضى مجانا وإشغاله أوقاته النفيسة في معالجتهم، هذا ما ذكره ابن الرشيد قبل ثمانين سنة عندما أخرج كتابه، ونقول ألا يستحق هذا الرجل أن يذكره الذاكر ون، ونردد رحمك الله يا أحمد بن محمد بن غانم بن عبدالله بن ابراهيم بن محمد بن غانم بن جبر بن علي بن غانم بن زايد، رحمة واسعة لما أسهمت في خدمة هذا الوطن ووسعت وأسعدت كثيرا من الكويتيين في وقت الشدة، سواء بالمال أو بالعلاج وإسعادهم بالشفاء من الله بعد أن بذلت الوسيلة، ونقول ليذكر الناس مع الذاكرين.
شجرة عائلته بالتسلسل
التعديل الأخير تم بواسطة عنك ; 03-07-2009 الساعة 11:46 PM.
سبب آخر: تحميل شجرة العائلة على الموقع