آخر نوخذة كويتي عمل على ظهر ابوام السفر الشراعية في عام 1958
النوخذة عيسى بشارة: استمريت نوخذة على السفن حتى قال لي البحر مع السلامة
عرفت الكويت بكونها ميناء بحري كبير في مياه الخليج العربي لموقعها الجغرافي المميز الذي يطل على رأس الخليج وتعد محطة تجارية هامة لنقل البضائع والسلع الى الشام والى نجد ومختلف الاقطار العربية الاخرى، وكان هناك رجال عملوا بجد واجتهاد في هذا المجال لتبلغ الكويت هذا المستوى الرائد، وتميزوا في اعمالهم وركوبهم امواج البحار والمحيطات للتجارة.ومن هؤلاء الرجال الاشداء العم الفاضل عيسى يعقوب بشارة الذي يعد آخر نوخذة كويتي مارس التنوخذ على السفن الشراعية الكويتية التي تسافر الى البنادر والموانئ الهندية او ما يعرف بـ السفار، وهو شخصية وقورة ومعروفة، كان لصفحة نسايم السور هذا اللقاء الممتع مع النوخذة المشهور عيسى بشارة ليصحبنا عبر ذكرياته الى الماضي الجميل من وطننا العزيز.
في البداية يحدثنا العم عيسى بشارة عن ولادته بقوله: ولدت في بيت الوالد الواقع بفريج غنيم في عام 1919م اي قبل معركة الجهراء بسنة واحدة، ودرست في مدرسة الملا عبدالعزيز قاسم حمادة قاضي الكويت الاسبق واستمريت بالدراسة لديه عدة سنوات وكان يساعده في مدرسته الشيخ احمد عطية الاثري والملا محمد صالح الشيخ احمد الفارسي، ثم اكملت دراستي في المدرسة المباركية وبقيت فيها لمدة سنة ونصف واتذكر من مدرسينا فيها سيد عمر عاصم والاستاذ عبدالرحمن الدعيج وملا سالم، ودرست ايضا في المدرسة الاحمدية فترة قصيرة وكان مديرها انذاك الاستاذ عبدالملك الصالح رحمه الله. وكانت المدرسة المباركية والاحمدية اكثر نظاما من مدرسة ملا حمادة، والدوام في مدرسة حمادة على فترتين حيث نذهب في الصباح الى الدراسة ثم نعود الظهر الى بيوتنا ونرجع مرة اخرى الى المدرسة في فترة العصر لنستكمل دراستنا.
وتعلمت خلال دراستي اللغة العربية كتابة وقراءة وحفظت آيات من القرآن الكريم.
ولم اكمل دراستي بسبب عدم اكمالي لدراستي في المدرسة الاحمدية لركوبي السفن الشراعية التي تسافر الى الهند وافريقيا مع والدي.
السفر الشراعي
ويقول النوخذة عيسى بشارة عن بداياته مع السفر الشراعي بقوله :
عائلتي عرف منها عدد رجال نواخذة ومنهم جدي النوخذة معيوف بن حسين بشارة كان ربانا على بوم اسمه سهيل اثناء الحرب العالمية الاولى ووالدي النوخذة يعقوب بشارة وعمي النوخذة احمد بشارة والنوخذة عبدالعزيز خالد بشارة.
وانا بديت ركوب البحر مع الوالد رحمه الله في عام 1929م وكان نوخذة على سفينة يمتلكها اسمها سهيل، وركبت معه موسم 1930 في سفينته الشراعية ايضاً، وفي عام 1931 باع الوالد سفينته فلم ادخل البحر، وفي السنة التي يليها ركب الوالد نوخذة على بوم اسمه العثماني وركبت معه في هذه السنة والسنة اللي بعدها حيث تعلمت منه الملاحة البحرية وفنونها ومقايسها ومعرفةالنجوم ثم ركب الوالد نوخذة على بوم اسمه تيسير وسافرت معه لعدة مواسم، حتى عام 1935 حيث ركبت معلم اي مساعد للنوخذة في بوم اسمه سردال ملك التاجر احمد الخرافي ونوخذاه هو المرحوم حسن الربيعة، وفي سفرة 1936 ركبت مع النوخذة عبدالله العثمان وكنت معلما وكان معنا عيسى العثمان وهو اصغر مني وكان اول مرة يركب مع سفن السفر الشراعي وقمت بتعليمه فنون البحر وحساباته واتقنها بابداع وركبت معه السنة اللي وراها ايضاً كمعلم واثناء عودتنا الى الكويت بعد انتهاء الموسم، كان المرحوم احمد الخرافي قد بنى في هذه السنة بوما كبيرا اطلق عليه اسم الناصر وحمولته كبيرة تقدر بأربعة ألاف وخمسمئة منّ وتم الانتهاء من تجهيزه بعد بدء موسم السفر الشراعي بفترة قصيرة وأراد الخرافي السفر به ولم يكن هناك نواخذه بالكويت فجاء الى جدي النوخذة معيوف بشارة وطلب منه ان يتنوخذ عليه الا ان جدي رفض لأنه ترك التنوخذ لكبر سنه وألح عليه الخرافي وقال له «لكي يتبارك المحمل» فضحك جدي ووافق على طلبه وعاد الى البحر بعد ان تركه وسافر في البوم الناصر.
وبعد عودته من الهند عند انتهاء الموسم كان معه التاجر براك العجيل الذي كان لديه بضاعة في البوم يريد توصيل بعضها إلى البصرة فقلت لهم انا سأركب مكان جدي كنوخذة على بوم الناصر ووافق الخرافي وجدي وتوكلت على الله وسافرت إلى البصرة كنوخذة وعدت بامان الله وبعدها كسبت ثقة أهل البحر وكان عمري أقل من عشرين سنة.
وفي العام الذي يليه «1938م» عرض علي التاجر أحمد الخرافي رحمه الله التنوخذ علي بوم المسمى سردال الذي ركبت فيه كمعلم مع النوخذة حسن الربيعة الذي ترك ركوب البحر وكان الاسم الرسمي لهذا البوم في الوثائق الرسمية هو موافق وتوفقت بفضل من الله في السفر إلى سواحل الهند وكراتشي وحمل البضائع والعودة سالما إلى الوطن واتذكر ان البحارة الذين ركبوا معي السفينة يحترمون النوخذة مهما كان عمره وفي عام 1939م سافرت ايضا على نفس اليوم واستمريت حتى عام 1941 حيث ركبت نوخذة على يوم ملك التاجر يوسف المرزوق لمدة سنة واحدة.
وفي عام 1942 سافرت على بوم اسمه نايف ملك التاجر محمد ثنيان الغانم، ثم تنوخذت على البوم المشهور «فتح الخير» الذي يمتلكه محمد الغانم وذلك في عام 1946م واستمريت في قيادة هذه السفينة عدة سنوات وكانت آخر سفرية في فتح الخير عام 1951م والتي عدنا للكويت في 9 يونيو من عام 1952م.
واتذكر انني اشتريت بوما من شركة ماء الكويت واطلقت عليه اسم أنور وحمولته تبلغ 1600 من التمر وتنوخذت عليه عدة اعوام وسافرت فيه اسفارا كثيرة وكانت آخر سفرية في سبتمبر 1957 والتي انتهت في يونيو 1958م ومعي 16 نفر من البحار وكلهم من أهل عمان وكان المجدمي هو عبدالله محمد من أهل عمان ايضاً وكنت آخر نوخذة على ابوام السفر الشراعي حيث ان أهل الكويت تركوا ركوب البحر واشتغلوا بالوظائف الجديدة بالادارات الحكومية، وانا استمريت النوخذة الكويتي الوحيد الذي يسافر على ابوام شراعية إلى الهند لجلب البضائع حتى عام 1958م.
ويكمل العم عيسى بشارة ذكرياته ضاحكا «انا بقيت فيه حتى قال لي روح مع السلامة».
علم فريد وتجربة ثرية
ويستكمل العم بشارة حديثه الشيق عن تجربة الاجداد في الاسفار البحرية فيقول: السفر الشراعي يبدأ في 10 أو 15 من شهر سبتمبر من كل عام وتبحر الابوام من الكويت إلى البصرة لتحميل التمور لان رخصة التمر في العراق تطلع في 24/9 وهو التمر من نوع الزهدي الذي عليه طلب في مدن السواحل الهندية، اما التمر السعمران تبدأ رخصته في العراق في 24 اغسطس ويسمحون بعد هذا التاريخ بتصديره وهو أرخص من التمر الزهدي ولا يباع إلا في اليمن لأن عليه طلبا هناك ونحن نحمل التمر الزهدي ونطلع في أول أكتوبر بعد تحميل السفن الشراعية بالتمور ونبحر إلى السواحل الهندية أو السواحل الإفريقية ونرجع إلى الكويت في آخر يونيو أو مطلع يوليو من العام الذي يليه وتكون سفرتنا حوالي تسعة أشهر ونجلب معنا البضائع والمواد الغذائية والأخشاب من هناك بعد بيع التمور.
وأنا قمت بتحميل خيول عربية وشحنها بواسطة الأبوام إلى الموانئ الهندية، واذكر بأن البضائع التي كنا نجلبها من أسفارنا من الهند تغيرت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لتطور الصناعات وتغير الأذواق.
الكويتيون نواخذة بالوراثة
وعن سبب تميز اهل الكويت بركوب البحر والسفر الشراعي يقول العم بشارة:
الكويت أنشئت على البحر كميناء هام على الخليج العربي وهو امتداد تاريخي من ابائنا واجدادنا الذين عملوا على ركوب السفن الشراعية والسفر بواسطتها الى بلدان بعيدة بقصد ممارسة التجارة وقد ابدعوا واصبحت هذه من المهن الرئيسية لاهل الكويت ومصدر رزقهم فكانوا يتبادلون الخبرات والتجارب وكل واحد يعلم الثاني فنون البحر ولم تكن هناك مدارس لتعليمهم الربابنة والتنوخذ انما تعلموها بواسطة الاجتهاد والممارسة وكانوا مميزين منذ ان تأسست الكويت وحتى تركهم لركوب السفن الشراعيه قبل نصف قرن واكتسب الربانبة الكويتيين الخبرة وتميزوا وشهد لهم الخليجون والانجليز كذلك حيث قاموا باختبار أربعة نواخذة كويتين في علوم البحر وهم حسين عبدالرحمن العسوسي وعبدالوهاب عيسي القطامي ومحمد العصفور واحمد الخشتي واجرت قيادة السفينة الحربية البريطانية «شورهام» عليهم اختبارات واسئلة حول الملاحة البحرية ونجحوا بتميز وحصلوا على شهادة تفوق في الملاحة البحرية من الاسطول البريطاني وذلك في عام 1938م.
واتذكر اننا اذا تناقشنا مع الربانبة الانكليز كانوا بعد انتهاء النقاش يرفعون لنا القبعة تحية واحتراماً لعلمنا وخبرتنا الواسعة في هذا المجال.
حوادث بحرية
ويتذكر النوخذة عيسى بشارة بعض الحوادث البحرية فيقول ركوب السفن الشراعية كان محفوفاً بالمخاطر والاهوال وقد تعرض بعض النواخذة الكويتيين لحوادث اثناء الحرب العالمية الثانية كحادثة غرق احدى السفن الكويتية لضربها من قبل غواصة حربية في بحر العرب.
واتذكر حادثة اثناء الحرب حصلت لي وهي بعد ابحارنا من البصرة وفي الطريق الى كراتشي، كانت البواخر البريطانية تتجمع عند جزيرة الغنم الواقعة عند ام سندم بالقرب من مضيق هرمز ويكون عددها حوالي عشرين باخرة أو ثماني عشرة ثم تبحر الى الهند كقافلة وتعود ايضا كقافلة ويتقدمهم طراد عسكري بريطاني ويتبعهم طراد اخر عسكري وهذه القافلة تذهب في الصباح وتوجد ايضا قافلة اخرى في المساء، وحدث اثناء ابحارنا الى الهند وكنا في منتصف الليل ان شاهدت اشارة كنجم في السماء كطلق ناري وكانت هذه اشارة يطلقها الطراد البريطاني تحذيرا لنا يطلب منا الابتعاد عن طريق قافلة البواخر الانكليزية ولكننا في مسارنا لم نبتعد وجاء الينا الطراد العسكري مسرعاً واقترب من سفينتنا الشراعية وكان مع الانكليز مترجم عراقي وصاح قائلاً «يايبه ليش ماتوخرون عن الطريق» فرديت عليه «نحن سفن ذات شراع لانستطيع ان نبتعد عن الطريق» فتركنا لحالنا واكملنا مسيرتنا في البحر.
واتذكر حادثة في بداية تنوخذي عن العواصف البحرية حيث بعد عبورنا لمضيق هرمز وفي طريقنا الى كراتشي تعرضنا لهواء شديد اسمه الدباوي حيث كانت الرياح تدفعنا الى رأس من اليابسة للاصطدام به فأمرت برمي بعض الحمولة من التمر في البحر لتخفيف وزن السفينة وبفضل من الله سلمنا من العاصفة.
اصدقاء قدامى
ويضيف العم بشارة:
انا لي اصدقاء ومعارف اثناء اسفاري الى السواحل الهندية أو السواحل الافريقية ومنهم من أهل القرى أو المدن التي كنا نزورها أو من الكويتيين التجار المقيمين هناك ففي كراتشي اتذكر المرحوم محمد المرزوق والمرحوم عبدالرحمن الشاهين والمرحوم سعود الفليج والمرحوم محمد الداود اما في بومي اتذكر أولاد حسين بن عيسى القناعي وخالد بن خميس واخرين راحت ايامهم الجميلة.
تغيير نواخذة السفن
ويجيب النوخذة عيسى بشارة عن استفسار حول سبب تغيير النوخذة للسفينة الشراعية التي تنوخذ عليها فيقول.
توجد عدة عوامل منها ان مالك السفينة قد يبيع سفينته وبالتالي المالك الجديد غير ملزم بركوب النوخذة القديم معه، وقد يصبح ان المالك لم يناسبه النوخذة الذي تنوخذ على محملة في السفرة بالعام الماضي وقد يكون ان النوخذة احس ان المالك لم يقدره في جهده وغيرها من الاسباب التي قد تدعو الى تغير النواخذة بعد كل موسم سفر وقليل من النواخذة الذين يستمرون على ركوب سفينة واحدة طوال مشواره مع السفر الشراعي.
الطباعة باللغة الأنكليزية
ويضيف النوخذة القدير عيسى بشارة بعض ذكرياته بقوله: تعلمت اللغة الانكليزية عند معلم اسمه اسرائيل في بيت الربان في فريج غنيم وبيت الربان اشبه بالكنيسة وكان اسرائيل يعلمنا اللغة الانكليزية ومفرادتها وقواعدها وتكون الدراسة بعد المغرب، وكذلك درست اللغة الانكليزية عند مدرسة ملا ميرزا في براحة مبارك، وبقيت عنده فترة وذلك بعد عودتي من اسفاري وخلال تواجدي بالكويت، وكنت اهدف من تعلمي اللغة الانكليزية هو القدرة على مخاطبة من يتكلمون اللغة الانكليزية اثناء اسفاري، وحتى اتمكن من قراءة كتب البحر المكتوبة باللغة الانكليزية.
وتعلمت كذلك الطباعة على الالة الطابعة باللغة الانكليزية وكنت اخذ الكتلوج واتعلم الطباعة وكانت هواية فقط عندي ولا استخدم ما اطبعه في مراسلاتي انما للتسلية وكنت ماهراً بحيث استطيع طباعة مئة كلمة في ثلاث دقائق وهو رقم جيد جداً وامارس الطباعة على ظهر السفينة الشراعية اذا كان الهواء زين والبحر هادي واستخرج آلة الطباعة على ظهر البوم اقوم بطباعة الكلمات باللغة الانكليزية واقضي وقت فراغي في تعلم الطباعة حتى اتقنتها مع مضي الوقت، وكنت اطبع من الكاتلوج بعض العبارات ثم أرمي الاوراق في البحر اثناء ابحارنا ، ورداً على استفسار مني حول ما اذا احتفط ببعض الاوراق التي قام بطباعتها اجاب العم عيسى: لا لم احتفط بها فقد كنت ارميها ونحن لم نحتفظ بالاوراق التي هي اهم منها حتى نحتفظ باوراق التسلية.
دور بارز للنواخذة الكويتيين
ويستكمل حديثه بان موانئ الخليج العربي كلها تعتمد على السفن الكويتية حيث لايوجد نواخذة غير كويتيين يبحرون الى السواحل الهندية سوى نوخذين أو ثلاثة فقط فمثلاً القطيف كانوا اهل غوص على اللؤلؤ وكذلك البحرين وقطر وغيرها فالنواخدة الكويتيون يمولون أهل الخليج لكهم وجاءت اهميتهم اثناء الحرب العالمية الثانية فلو لا الله ثم النواخذة الكويتيين لاصبح في الخليج مجاعة كبيرة.
وعن سؤال حول ما اذا عمل بمهنة الغوص على اللؤلؤ اجاب العم بشارة بانه لم يمتهن هذه المهنة العريقة ولم يدخل مع سفن العاملة بالغوص على اللؤلؤ ولم يصبح نوخذة على محاملها البحرية خلال حياته.
حنين الى الماضي
ويستكمل النوخذة عيسى بشارة حديثه الشيق بعد تركه مهنة التنوخذ على السفن الشراعية بقوله:
بعد أن تركت ركوب البحر قمت بفتح عمارة محل لبيع الاخشاب وذلك في عام 1959 وكان موقع المحل بالقرب من قصر السيف ثم غيرت مكان محلي واستأجرت من المرحوم يوسف بن حي دكانا وموقعه بالقرب من ديوانية ناصر بن عيسى على البحر وبقيت لمدة سنة واحده ثم نقلنا نشاطنا التجاري الى الشويخ واستمريت بالتجارة سنوات عدة وكان الطلب على بضاعتنا كبيرا لان الكويت في مرحلة اعمار وبناء بعد استقلالها وكنا نتعامل مع مايعرف بالشركات الخمس.
ويضيف العم بشارة قائلاً:
اذا ضاق صدري ومليت من العمل تركت المحل واركب سيارتي واتوجه الى ساحل ثانوية الشويخ واجلس اقابل البحر حتى اوسع صدري وارتاح، لانني احن واشتاق الى ايام ركوبي السفن الشراعية والابحار وسط امواج البحار والمحيطات. واتذكر انه بعد تركي الاسفار بسنوات اشتقت الى السواحل التي كنت ابحر اليها مع بحارتي فقررت السفر الى بومباي ولكن هذه المرة ليست بواسطة الابوام والسفن الشراعية انما بواسطة الطائرة والمطارات وزرتها مرة اخرى ايضاً بواسطة الطائرة وهاتان السفرتان كانتا للسياحة وتذكر الماضي الذي احن اليه واتذكر الايام الجميلة التي راحت وقمت باستئجار سيارة وقمت بجولة الى بعض القرى الساحلية المجاورة هناك. والآن بعد مضي خمس سنوات على تركي ركوب البحر مايطوف اسبوع الا واذهب الى البحر وأتأمله واجلس واطالع السفن والقوارب والناس واتذكر الماضي الجميل الذي مازلت اشتاق إليه.