المرحوم سهيل حسن عبدالرحيم الزنكي (المكتبة الأهلية )
كانت المكتبة الأهلية من اهم ماسعد به المفكرون من ابناء البلاد ، فقد كان تنفيذ فكرتها حلما من الاحلام الجميلة التي تراود كل محب للقراءة وللأدب والثقافة بصورة عامة ويدلنا ويدلنا استمرارها على الرغم من العوائق التي جابهتها منذ البداية على مدى تعلق منشئيها وقرائها بها باعتيارها امرا لاغنى عنه .
من الملاحظ ان الرجال الذين دعوا الى فكرة المكتبة الاهلية ثم الى انشائها ومتابعة عملها ومجابهة الصعاب التي واكبت عملها ، كل هؤلاء كانوا من الاغنياء الذين يستطيعون الحصول على الكتب والمجلات بكل وسيلة وكان منهم من لديه مكتبة كبيرة جدا.
نعود الى بداية الحديث عن الرجال الذين قاموا بهذه المهمة الوطنية الثقافيه وهي انشاء المكتبة الاهليه وهي اول مكتبة عامه في البلاد ، لنؤكد مرة اخرى ان هؤلاء ليسوا في حاجه الى المكتبة لانهم يملكون من المال والصلات الداخلية والخارجية مايمكنهم من الحصول على مايريدون من كتب وصحف ، بل وجدنا اكثرهم يمتلك مكتبته الخاصة التي يتعهدها بإضافة كل جديد اليها ، ولكنهم قاموا بهذه المهمة خدمة لوطنهم ولأبناء وطنهم لأنهم عرفوا اهمية توافر الكتب والصحف بين ايدي الناس ورأو ان الأمم تتقدم بالعلم ، وان المكتبات من اهم روافد ذلك فحرصوا على القيام بهذه المهمة لايريدون جزاء ولا شكورا إلا أن يروا المكتبة وقد بدأت عملها وصارت منهلا عذبا يرتاده الظمآن الى المعرفة .
كان المرحوم سهيل حسن عبدالرحيم حسين الزنكي رحمه الله .. واحدا من اوائل الذين اخذوا على عاتقهم تلك المسؤلية ، ولا يخفى الدور الذي قام به المرحوم على كل من ارتاد المكتبة العامه في وقت وجوده فيها ، حيث قام بإمدادهم بكل مايحتاجون اليه من ارشاد وتوجيه وتحفيز على مواصلة الدراسة وتعلم كيفية البحث في المكتبات ، بل وتوفير الوفت والجهد على هؤلاء الباحثين من حيث درايته بكل ركن من اركان المكتبة ومن حيث كونه حلقة وصل بين الثقافة الخارجية والمجتمع الكويتي من خلال علاقاته المتشعبة مع كبار المثقفين ، ومن خلال حرصه على متابعة طلبة العلم الكويتيين خارج الكويت ، وقد اكد العديد من الشخصيات العامة هذا الدور ، ويحضرني منهمة الدكتور يعقوب يوسف الغنيم الذي ذكر في احدى مقالاته دور المرحوم سهيل الزنكي وفضله في تسهيل مهمات كل باحث علمي كويتي او عربي متى دخل الى اروقة المكتبة العامة .
وقد اشار المؤرخ فرحان الفرحان الى دور المرحوم سهيل الزنكي داخل المكتبة العامة ، حيث قال في اللقاء مع هذا الاسم وهذه الاسرة عندما كنت اذهب الى مكتبة الحكومة فرع واحد وكان يديرها سهيل الزنكي في منتصف القرن الماضي ذلك الرجل الذي لاينساه اي انسان يأتي الى المكتبة لما يتمتع به من اللطف والدماثة والأخلاق الرفيعة (وهو الذي يرحب بك بالإبتسامة قبل الكلام ) ، كان المرحوم سهيل حسن عبدالرحيم حسين الزنكي المكنى بالشيخ بو علي آنذاك ملتقى المثقفين والباحثين في تلك الحق الزمن .
رحم الله المرحوم سهيل الزنكي فكثيرا ما كنت اسمع اسمه على لسان والدي رحمه الله عليه عندما كان ياخذني معه للمكتبة المركزيه بالسبعينيات والتي بشارع المباركيه ليلتقي به وبالاديب عبدالرزاق البصير وعبدالله الحافظ واخرون
رحمهم الله جميعا
وياليت لو كانت لديك صور للمرحوم ان تنشرها وخصوصا اذا كانت من الصور التي اخذت بالمكتبه
المرحوم سهيل حسن عبدالرحيم الزنكي (المكتبة الأهلية )
.. ؟
العرض العادي
