ان الشباب الكويتي ومنذ ان تأسس الجيش انخرطوا فيه للدفاع عن وطنهم وشعبهم، وكان للكويتيين باع طويل في الدفاع عن وطنهم منذ ان تأسست الكويت، والحروب التي خاضها وشارك فيها الكويتيون دفاعا عن وطنهم خير شاهد على التفاني وتقديم الروح وبذل الجهد من أجل الوطن وبقائه، والشواهد كثيرة منذ معركة الرقة 1783م، مرورا بجميع المعارك التي تعرضت لها الكويت حيث لم يتخاذل الكويتيون عن المشاركة في حماية امن وطنهم. ومن المعلوم للجميع ان المؤسسة العسكرية الكويتية تضم عناصر طيبة وجيدة من ابناء الكويت افرادا وقيادة واكبر تجربة للجيش الكويتي هي الدفاع عن ارضها باستماتة عندما غزا الجيش الصدامي ارضنا الحبيبة، حيث وقف الجيش الكويتي بوجه المعتدي مع كثرة عدده الذي وصل الى نصف مليون جندي عراقي، لكن المفاجأة غير المتوقعة حالت دون ردعه في ذلك اليوم. وقد تأسس الجيش الكويتي اواخر الاربعينيات من القرن الماضي بعدد قليل من ابناء الكويت الذين كانوا اللبنة الاولى لجيش قوي يدافع عن وطنه. ضيفنا اليوم هو العقيد الركن فهد محمد الحقان احد افراد الجيش الكويتي بدأ حياته جنديا وتقاعد بدرجة عقيد ركن، شارك في كثير من المعارك دفاعا عن الكويت وعن الامة العربية، حيث شارك جيشنا على الجبهة المصرية بلواء وعلى الجبهة السورية بلواء دفاعا عن العرب والعروبة ويحدثنا العقيد الركن فهد الحقان عن تلك المشاركات العسكرية وخاصة قصة اخراج ياسر عرفات من الاردن بقيادة سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله طيب الله ثراه، لافتا الى انه كان دورا بارزا اتسم بالرجولة والمغامرة. قصص كثيرة يرويها لنا العقيد فهد الحقان عن الدراسة في انجلترا، والتخرج وأول دبابات دخلت الى الكويت. قصص وحكايات يتناولها ضيفنا لهذا الاسبوع العقيد الركن فهد محمد الحقان فإلى التفاصيل.
يقول العقيد الركن متقاعد فهد محمد الحقان، الذي تقاعد من الجيش الكويتي عام 1979 ولدت في حي المطبة بالشرق، وفي طفولتي لم استوعب ذلك الحي الجميل الذي امضى اجدادي وآبائي معظم حياتهم فيه، حيث انتقل الوالد إلى منطقة المرقاب بعدما اشترى بيتا كبيرا يتكون من ثلاثة احواش، بيت الخدم، الديوانية، بيت الخدمات.
واذكر من عائلات المرقاب عائلة النخيلان وعائلة الجويعد وعائلة الخليفة والطريجي والريش والتناك والتنيب والحشاش والحمد والحوطي والخبيزي والخزام والخنيني والدغيشم والدويسان والراشد وعائلة رشيد الغنام، والفهاد والرقم والعثمان والعويس والقريني والقضاع وبوحيميد واصدقائي بالمرقاب ابناء هذه العائلات التي ذكرتها اذكر منهم ابناء النخيلان والخليفة وابناء الريش ومحمد النخيلان من اقرب الاصدقاء.
وتحدث ضيفنا فهد الحقان عن تعليمه فقال: بدأت الدراسة والتعليم في مدرسة المرقاب وكان الناظر الاستاذ عبدالعزيز الدوسري، ومن المدرسين اذكر خالد المسعود الفهيد وعبدالعزيز الشاهين، ولكن الوالد رحمه الله نقلني الى المعهد الديني وكان يهدف من ذلك التعليم الى ان اكمل تعليمي في الازهر الشريف، واذكر انني امضيت ثلاث سنوات في المعهد الديني تقريبا من عام 1950، والشيخ علي البولاقي مدير المعهد ويوسف العمر وكيل المعهد ومجموعة من المدرسين ومن زملاء الدراسة الأخ والزميل فهد المسباح، وعبدالحميد السيد ومحمد التمار ويوسف يعقوب وراشد الفرحان وعبدالرحمن المحجم كانوا في الفصول المتقدمة علينا، حيث كنت في الدفعة الثالثة.
وكنت اذهب من المرقاب الى المعهد الديني أحيانا بسيارة واخرى مشيا، وكان المنهج صعبا جدا ومن المواد التي كنا ندرسها الصرف والدين واللغة العربية وألفية بن مالك التي تحتوي على الف بيت شعر وكان من الصعب على الطالب حفظها وقد حفظت منها الكثير.
وفي يوم من ايام نصف العام الدراسي وفي أثناء الامتحان طلب منا المدرس إلقاء مائتي بيت من ألفية ابن مالك ولكن كان من الصعب إلقاء ذلك العدد كاملا، فزعل احد شيوخ المعهد الديني واخرجني خارج الفصل.
الورشة الفنية
واكمل ضيفنا حديثه عن تلك الواقعة قائلا: وقفت انتظر لمدة ساعتين والاخ فهد المسباح كان يضحك فقلت: تضحك فقال: لقد طردت قبلك بساعتين ولست أول من يطرد ولكني خلال الساعتين ذهبت الى الورشة العسكرية وسجلت فيها موظفا مدنيا وطلب مني ان اذهب معه الى الورشة العسكرية، وهناك قابلت رجلا عسكريا مهما قال: ماذا تريدان من العمل فقلت: له عندي الرغبة وهواية اللاسلكي والمخابرات والتلفونات فقال نحن بحاجة لبعض الشباب ان يعملوا على البدالة، فقلت اريد ان اخدم وطني في اي مجال فتم تعييني وتسلمت العمل اولا بالتدريب على البدالة والتقيت ابراهيم العباد وهو مواطن كويتي، في هذه اللحظة لم ابلغ الوالد وهو لم يعرف لأنني كنت اعيش في بيت جدتي في منطقة الصالحية وخاصة بعد وفاة والدتي ولذا ذهبت للشاعر المرحوم يعقوب عبدالعزيز الرشيد وهو ابن خالتي وقلت له لقد تركت المدرسة والوالد لا يعرف فقال انت الآن عند جدتك واترك الموضوع علي، ولم يقصر حيث وقف معي وقفة كبيرة، فقد علمني مبادئ اللغة الانجليزية واللغة العربية، واستمررت بالعمل في الورشة العسكرية بجانب الإعلام حاليا، المرحوم يعقوب البصارة قال لنا نحن بحاجة للشباب للانخراط في العسكرية وعندي هذه الرغبة، وكان معي فهد المسباح ومحمد التمار وعبدالله الحميدي ويوسف يعقوب، تقريبا كان عددنا 10 كويتيين ومعنا عبدالمحسن الحقان.
المهم سجلنا يعقوب البصارة كعسكريين جنود وأشرف على تدريبنا مجموعة من العسكريين وبعد ذلك طلبوا من لديه الرغبة في العمل مخبر لاسلكي فالتحقت بتلك الدورة وأذكر محمد التمار وعبدالله الحميدي وبدأ التدريب وكان في الورشة سيارات جيب نركب عليها جهاز لاسلكي اسمه «جهاز 19» نقال، واستمررت بذلك الوضع حتى أنهيت التدريب، واذكر ان المرحوم يعقوب البصارة كان المسؤول عن الورشة العسكرية وكان يحاول ان يبني قوة عسكرية كويتية لأي طارئ أو حدث على الكويت، لذا شجعني على الدخول الى الجيش، وكانت دفعتي تقريبا 14 مواطنا.
استمررت في التدريب حتى أكملت المدة المحددة وبعد ذلك رفعت الى درجة وكيل عريف (خيط واحد على الكتف) وعينت مسؤولا على الفصيل وكنت لا ازال خائفا من الوالد ولم أصارحه بالعمل، واستمررت في السكن في بيت جدتي وانا عسكري بالورشة العسكرية.
العائلات في الصالحية
وأكمل العقيد الركن الحقان حديثه قائلا: بحكم سكني عند الجدة لفترة طويلة تعرفت على بعض العائلات التي كانت تسكن الصالحية واذكر منهم عائلة المنيس وعائلة اليتامى وعائلة الرشيد والهولي والنفيس والميلم والمدوه والمشعل والمشاري والمشعان والمضاحكة والمقهوي وأحمد الخميس والمخيزيم والفليج والغربللي والخترش والتمار، وغيرهم من العائلات الكويتية الكريمة.
ومن هذه العائلات تعرفت على أولادهم وبدأنا نشجعهم على الالتحاق بالورشة العسكرية وكنت اقول لهم الجيش حماية للوطن فضلا عن الراتب المميز.
واذكر اول راتب كان 150 روبية وبعدها 180 بهذه الكيفية والطريقة ولتحمسي للعمل العسكري كنت أدعو أبناء العائلات من سكان الصالحية للالتحاق بالجيش.
القنص والتميز في العمل
ويمضي فهد الحقان قائلا: تميزت في عملي ولذلك في يوم من الأيام المرحوم الشيخ عبدالله المبارك قائد الجيش والشرطة والأمين العام طلب من المسؤولين رجلا عسكريا يعمل على جهاز لاسلكي جديد فاختارني المرحوم يعقوب البصارة للعمل على ذلك الجهاز وكنت أول عسكري كويتي أعين على جهاز اللاسلكي الخاص بالشيخ عبدالله المبارك قائد الجيش الكويتي والشرطة والأمن العام، تسلمت العمل وفي يوم من الأيام ابلغني يعقوب البصارة ان الشيخ عبدالله المبارك سيذهب الى القنص واحضروا السيارات خاصة سيارة اللاسلكي وهي سيارة قيادة نوع (ال.سي.ڤي) وكانت مستوردة من انجلترا وفيها جميع الأجهزة اللاسلكية وعينت عليها ومعي 5 من العسكريين وبدأنا رحلة القنص، وأثناء السير بالبر دخلنا ارضا رملية وغرزت السيارة، ومر وقت حتى استطعنا إخراج السيارة من الرمل، وواصلنا السير حتى وصلنا الى المكان الذي نزل فيه الشيخ عبدالله المبارك والذي سبقنا اليه وبعدما عرف الشيخ عبدالله المبارك سبب تأخرنا وان السيارة غرزت بالرمل استدعى يعقوب البصارة الذي كان معنا في رحلة القنص وطلب منه تغيير السيارة بأخرى جديدة وبعد 6 أيام رجعنا الى الكويت ويعقوب البصارة سأل الضابط عبدالله الحماد ووجيه المدني عن سائق جيد لقيادة سيارة اللاسلكي فتم اختيار الأخ عبدالمحسن الحقان وهو سائق ذو خبرة وعسكري ـ وتم احضار سيارة اخرى ماركة فورد، وكان لونها احمر، ووضعوا فيها جميع المعدات اللاسلكية.
وبعد ذلك المرحوم الشيخ عبدالله المبارك قرر الخروج الى القنص لصيد الحباري والطيور والظبا والغزلان البرية، استعدينا ليوم الرحلة والسيارة اللاسلكي معنا ولأول مرة نجربها وكنا في أيام الربيع والزهور والنوير، وطلب منا يعقوب البصارة ألا نترك سيارة الشيخ عبدالله تغيب عن عيوننا والأخ عبدالمحسن الحقان سائق وانيت اللاسلكي عمل اللازم واكثر، ولم يبتعد عن سيارة الشيخ ودائما كان ملاحظا ومتابعا لها، وكان يحافظ على ألا يبعد عنها لمسافة اكثر من 10 أمتار، دخلنا الشعيب وخرجنا منه بينما غيرنا غرز بسيارته في الرمال.
وعندما توقف الشيخ عبدالله المبارك التفت الى الأخ عبدالمحسن وقال: نعم هذا السائق الجيد كان المفروض من زمان يعمل على السيارة فرد يعقوب البصارة وقال هذا ولد النوخذة محمد الحقان واذكر ان يعقوب البصارة بذلك الوقت كان برتبة مقدم في الجيش الكويتي.
وتم نصب الخيام وفي المساء طلبنا الشيخ عبدالله المبارك وأكرمنا بهدية لكل واحد منا، وفي تلك الفترة كنت مخابرا على السيارة ومسؤولا عنها.
قصر الضبيعية
واكمل ضيفنا فهد الحقان حديثه قائلا: في يوم من الايام وبعد الساعة الثانية ظهرا، حضر عندنا ضابط الخفر وقال استعدوا لأن الشيخ عبدالله المبارك عنده ضيوف وسيتوجه الى قصر الضبيعية، ومن المعروف عند الكويتيين انه كان رجلا كريما وشهما ذا خلق كبير، يحب الضيوف ويكرمهم ويحسن استقبالهم، وبعدما تلقيت الخبر دخلت على المقدم يعقوب البصارة وقلت له ان الطريق البري غير معبد ولا نستطيع الذهاب الى الضبيعية بهذه السرعة، اقترح ان تتصل بالطيار مصطفى صادق وكان يومئذ مدربا للطيارين الكويتيين، وبعد الاتصال ركبت السيارة الجيب وذهبت الى موقع الطائرة وكانت صغيرة، وصلت الى هناك وشاهدت ان اعمدة اللاسلكي قد سقطت والاتصال مقطوع فباشرت العمل ونصبت الاجهزة، والعمال بدأوا بالطبخ والاستعدادا وتوصيل الكهرباء، وعندما وصل الشيخ شاهد كل شيء امامه بالتمام والكمال، فاستدعى مسؤول القصر وقال من الذي اشرف على هذا العمل؟ فقال: وكيل عريف فهد محمد الحقان، ولولا هذا الرجل ما عندنا خبر.
استدعاني المرحوم الشيخ عبدالله المبارك فذهبت لمقابلته وكانت اول مرة اقابله وقدمت نفسي وكيل عريف فهد الحقان، فرد قائلا: بارك الله فيك الله يعافيك على مساعدتك لرجال القصر، واخرج من جيبه مبلغا من المال فترددت وكان من الموجودين المرحوم سليمان الموسى وقال خد ما اعطاك الشيخ لا احد يرد ما يعطيه، وتسلمت المبلغ وكان تقريبا مائتين وثمانين روبية.
قوة الحدود ودورة ضباط
ويمضي الحقان في ذكرياته قائلا: المرحوم الشيخ مبارك عبدالله الجابر نائب القائد العام كان يبحث عن شباب لارسالهم الى بريطانيا للدراسة في الكليات العسكرية وتم اختياري تقريبا مع عشرين شابا للسفر، وفي ذلك الوقت بدأت قوة الحدود تكبر ويزداد عددها ويشرف عليها بعض الضباط منهم ثامر الطواري وعيادة العقيدي وعبدالله الحماد، واشكرهم على جهودهم.
الشيخ مبارك عبدالله الجابر نائب القائد العام كان متخرجا من انجلترا من كلية سانت هرست بعد عودته قرر ان يختار الشباب الكويتي مثلما ذكرت وكنت واحدا من الذين تم اختيارهم وعبدالله فراج الغانم ومحمد منديل وعبدالله الحميدي ومحمد التمار ويوسف يعقوب وهاشم ياسين ومجموعة دخلنا دورة مكثفة في اللغة العربية والرياضيات بالورشة العسكرية وكان عندنا معسكرات خارجية مثل معسكر القشعانية ومعسكرات الحدود.
وكان خالد المسعود مسؤولا عن معسكر القشعانية، ومثلما اذكر انني عينت بذلك المركز قبل ان اصبح مرشحا وكان معي مجموعة من العسكريين وامضينا مدة شهرين او ثلاثة اشهر، وكنت مهتما بدراسة الرياضيات على اساس انني مهتم باللاسلكي، تم اختياري ونجح منا ستة مرشحين للسفر كنت من ضمنهم، وهم عبدالله فراج الغانم ومحمد منديل وعبدالله الحميدي ومحمد التمار وفهد الحقان وهاشم الياسين، وبعد النجاح حصلنا على درجة مرشح ضابط واخبرنا بعد وصول الموافقة من انجلترا سنرسلكم للدراسة هناك في المدرسة العسكرية، وانا مرشح ضابط تسلمت سرية اللاسلكي التي كانت جاهزة في ذلك الوقت بالورشة العسكرية، وكان يساعدني عبدالله الحميدي ومحمد التمار، واذكر ان عبدالله فراج الغانم كان متخصصا في اللاسلكي لكن عين في مكان آخر، وكنت اركز على اللاسلكي وحصلت الموافقة من انجلترا على قبول ثلاثة مرشحين عسكريين فقط.
البعثة الدراسية
واكمل فهد الحقان حديثه عن بعثته الى انجلترا قائلا: تم قبول ثلاثة مرشحين فقط بالبعثة وهم: عبدالله فراج الغانم ومحمد منديل وفهد الحقان، سافرنا بواسطة الطيران عبر البلاد العربية من الكويت الى بغداد التي بتنا فيها ليلة ومن بغداد الى سورية ايضا بتنا فيها ليلة ومن مطار دمشق سافرنا الى قبرص ونمنا فيها ليلة ومنها الى اليونان وكذلك نمنا فيها ليلة وسافرنا من اليونان الى ايطاليا ومنها سافرنا الى بلجيكا ونمنا ليلة واحدة ومنها الى انجلترا، واستغرقت الرحلة ستة ايام كانت رحلة متعبة جدا بسبب الهبوط والطيران من مطار لآخر، واذكر ان الطائرة كانت باردة جدا فاستخدمنا الاغطية.
اول نزولنا المطار الكبير وخروجنا الى الشارع الحقيقة تعجبنا مما شاهدناه، ثم استقبلنا مندوب المكتب الكويتي في لندن وذهبنا الى مدينة صغيرة اسمها بنر بواسطة القطار الذي يسير تحت الارض وذلك المنظر زاد من تعجبنا في تلك البلاد، وصلنا تلك المدينة ودخلنا على احدى العائلات البريطانية وكان موجودا عندهم السيد نوري الصالح وبعض الشباب العرب، نمنا عندهم ليلة وفي اليوم التالي حضر مستر جاكسون وهو اخو مديرة المكتب الكويتي في لندن قابلنا جاكسون وبدأنا الحديث معها، وخاصة عن الشباب الكويتي الذين كانو يدرسون في لندن مثل المرحوم الشيخ مبارك عبدالله الجابر، والشيخ صالح المحمد، وبعد الحديث معها، تناولنا وجبة الغداء، وبعد ذلك ذهبنا الى احد المحلات الكبرى واشترينا ملابس عسكرية وملابس مدنية وبعد العصر ذهبت الى محطة القطار مع الاخ محمد المنديل وتوجهنا الى مدينة اكستر.
وعبدالله فراج توجه الى مدينة ويست ان سوبرمير وصلت بعد المغرب المندوب اوصلني الى عائلته واخذ محمد المنديل الى قرية صغيرة تبعد تقريبا عشر دقائق بالسيارة الباص، وصار كل واحد منا عند عائلة لكي نتعلم اللغة الانجليزية والتحقت بمدرسة انترناشيونال سكول في اكستر والتقيت بالشباب الكويتي حامد محمد الغانم والفريق المتقاعد محافظ الفروانية حاليا عبدالحميد الحجي، وطارق ثنيان الغانم وعبدالله البحريني، العائلة تختلف عن العائلة الكويتية ومثلا الاكل يختلف وأخرج الى الخارج للبحث عن المطعم.
وقد وفقت بالعائلة التي سكنت معهم لان الاب كان مدرس لغة انجليزية ورياضيات فاستفدت منه استفادة كاملة وامضيت ستة شهور وبعد ذلك نقلت الى مدرسة اخرى بحسب رغبتي فدخلت مدرسة كستر منرد كولج وهي متخصصة في الرياضيات وكان معي بالمدرسة الاخ محمد المنديل.
اما عبدالله فراج فذهب الى مدرسة المرشحين واسمها موز اوفسر سكول، وذلك حسب الرغبة، وكان هدفي ان اذهب الى هندسة اللاسكلي، المهم وجدت اثنين من الكويتيين احمد العنجري وعبدالعزيز التويجري في نفس الكلية الله يرحمهما وبعد ثلاثة اشهر التحق محمد المنديل بمدرسة المرشحين وذهبت الى مدينة بورن والتحقت بمدرسة متخصصة في مجال الرياضيات ولمدة ثلاثة اسابيع وتعرفت على الطيارين الكويتيين الذين يدرسون في ساوث هنتل ومنهم الطيار مرزوق العجيل وصقر معرفي وبدر العتيقي وبدر الصايغ وكان عددهم اكثر من عشرة كذلك تعرفت على عبداللطيف الفارس.
وكان يدرس الاشعة في بورتنج وكنا نلتقي مع بعضنا البعض ونطبخ لانفسنا، انهيت الدراسة والتحقت بموز اوفسر سكول وهي مدرسة متخصصة للمرشحين الضباط، ولكن محمد المنديل سبقني بأسبوعين وتخرجت مع محمد وحصلت على نتيجة جيد جدا، وكان محمد المنديل متخصصا في المدفعية.
وعبدالله فراج التحق بمدرسة اللاسلكي في هايف وبعد ثلاثة شهور رجع الى الكويت وذلك عام 1957 استمررت بالدراسة الى نهاية عام 1957 طلبت من مستر جاكسون ان التحق بكلية اللاسلكي في شمال ويلز مدينة كولن بي ولمدة سنة واحدة تخصصت في اللاسلكي.
بعد الانتهاء من الدراسة انضممت لاحد الالوية الانجليزية في مدينة كالجستر ولمدة ثلاثة شهور والقائد الانجليزي برتبة عميد وشاركت في مناورات عدة مع اللواء الانجليزي وفي مناطق سيئة جدا وصعبة جدا المنطقة اسمها دات مور، وهي صحراء برية وخنادق عسكرية وامطار وبرد والاكل قليل.
دبابات سنشوريون
واكمل فهد الحقان حديثه قائلا: بعد الانتهاء من الدراسة حكومة الكويت تعاقدت مع الحكومة البريطانية على شراء دبابات سنشوريون للجيش الكويتي، وذلك بداية عام 1959 وصلني تلفون من احد المسؤولين وقال بعد المناورات عليك الالتحاق بمدينة كاتريك وهناك لك زملاء وتم ارسال كتيبة كويتية للتدريب على الدبابات الجديدة.
سنشوريون كانت من احدث الدبابات في ذلك الوقت وكان قائد الدبابات المرحوم سليمان العبدالجليل ومساعده ثامر الطواري وهذه أول دبابة وصلت الى الكويت ومن أحدث الدبابات في ذلك الوقت.
وبداية عام 1959 سافرت الى مدينة كاترك في شمال انجلترا وهي مدينة عسكرية فيها محل حلاق واحد ويبيعون أكلة فشن شبش، دخلت المعسكر وكان الأصدقاء علي المؤمن وخالد العيسى ومزيد الصانع وعبدالله العيسى أولئك الأربعة من الكويتيين يقومون بتدريب الشباب على الدبابات، مزيد الصانع متخصص لاسلكي انسحب وأخذت مكانه، وعلي المؤمن كان مسؤولا عن رماية الدبابات، وعبدالله العيسى مسؤولا عن أمار الدبابات، وخالد العيسى يدرب على قيادة الدبابة أما بالنسبة لعملي فكان التدريب على الاتصالات اللاسلكية وفنونها، استمررت بتدريب تلك الكتيبة شهادة لله وللتاريخ الشباب الكويتي أثبتوا جدارة في العمل والتدريب حتى الإنجليز تعجبوا من كفاءتهم وفي نهاية عام 1959 رجعت الى الكويت.
تدريب العسكريين
ومضى فهد الحقان في حديثه قائلا: نهاية عام 1959 رجعت الى الكويت وبدأت مرحلة جديدة من العمل العسكري فعينت في جناح تدريب اللاسلكي، مدرسة التدريب وكان عبدالله فراج الغانم سبقني بالتخرج، وباشرت العمل والتدريب وتسلمت مجموعة من العسكريين ودربتهم على التخابر والفنون اللاسلكية، عام 1961 حصلت على ترقية الى ملازم اول قبل إعلان استقلال الكويت بـ 3 أيام،
19/6/1961، يوم 24/6/1961 خرج علينا عبدالكريم قاسم يطالب بالكويت وفي هذه اللحظة الجيش الكويتي كان يتكون من لواءين واستنفر الجيش الكويتي وأول عسكري خرج الى الحدود الشيخ صالح المحمد نائب رئيس الأركان العامة وكنت مرافقا له ومعنا سيارة القيادة ذات الأجهزة اللاسلكية كان يوم غبار شديد الرمل يطير بالوجه، وصلنا الى الحدود واتخذنا مواقعنا حتى حضرت القوة الكويتية.
أصدقاء بريطانيون
اشتدت الأزمة والمرحوم الشيخ عبدالله السالم طلب من الحكومة البريطانية تطبيق الاتفاقية الأمنية بين البلدين لمساعدة الكويت، حضر الجيش البريطاني ومن حسن الصدف ان اللواء الذي تدربت فيه حضر الى الكويت ومعظم الضباط تعرفت عليهم، كذلك حضرت كتيبة انجليزية من (عدن) ومعهم دبابات سانشورن التي تدرب عليها أفراد الجيش الكويتي.
بعد فترة انسحب الجيش الانجليزي وحضرت الجيوش العربية من مصر والسعودية وغيرها من الدول وتمركزوا على الحدود الشمالية.
أقول ان الدور الرئيسي للجيش الكويتي الذي وقف بقوة على الحدود، واذكر اني خرجت يوما من الأيام مع الشيخ صالح المحمد نائب رئيس الأركان ومعنا 5 من العسكريين وطوال الليل لا يوجد معنا اكل سوى الماء وبعد ذلك وصلنا الأكل وكان عبارة عن معلبات كرتونية.
المشاركة في الحروب العربية
شارك الجيش الكويتي على الجبهة المصرية بثلث الجيش الكويتي وقد استشهد منهم عدد كبير.
ايضا الجيش الكويتي شارك على الجبهة السورية بلواء اليرموك بقيادة الفريق علي المؤمن ولواء الجهراء وهو الثلث الثاني من الجيش، وقد اختلط دم شهداء الكويت من العسكريين مع دم شهداء الجيشين المصري والسوري.
والكويت لم تبخل في يوم من الأيام أو تتأخر عن المشاركة العربية في الحرب والسلم.
لقد كان للشيخ صالح المحمد دور بارز في قيادة لواء اليرموك ومشاركته وحضوره على الجبهة المصرية، كما ان الجيش الكويتي الباسل شارك ودافع بكل قوة واقتدار على الجبهتين السورية والمصرية.
قال تعالى: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) صدق الله العظيم.
ثلثا الجيش الكويتي كانا متواجدين ومشاركين للاشقاء العرب من عام 1967 حتى عام 1973 وهو الجيش الوحيد في العالم.
الجيش الكويتي على الجبهة السورية أزعج الجيش الاسرائيلي بالمدفعية التي كان يملكها.
وتقاعدت عن الخدمة العسكرية عام 1979.