محمد بن طاحوس أمير واره
أمير منطقة واره ..!
29 رمضان 1440ه
3-6-2019م
جديد تراثنا
قصة مسيرة حافلة رافقت صاحبها محمد بن طاحوس بن ناصر آل طاحوس، تستحق التوقف امامها بالتأمل والتدبر ..
انضم إلى مكتبة مركز المخطوطات والتراث والوثائق حديثاً كتاب اهداء من الاعلامي والباحث التراثي د .سعود عويض سعود الديحاني بعنوان "محمد بن طاحوس أمير منطقة واره" ليزيد المكتبة اثراء معلوماتي بكل ما يتعلق بأهل الكويت بادية وحاضرة.
ويلقي المؤلف د .الديحاني الضوء على ولادة محمد بن طاحوس بن ناصر آل طاحوس” رحمه الله ويشير إلى أنها ” في أوائل القرن العشرين وعلى وجه التحديد في سنة 1903 (من فخذ آل هتلان من قبيلة العجمان) إبان حكم الحاكم السابع الشيخ مبارك الصباح.
وأما عن مكان ولادته، فكانت في فريج الشيوخ في منطقة الوسط حيث يسكن غالبية أسرة الصباح آنذاك، وارتبط معهم بالأخوة في الرضاعة فقد ارضعته الفاضلة حصة ابراهيم الغانم حرم الشيخ احمد الجابر الصباح.
درس في الكتاتيب، و انتقلت اسرته إلى حي شرق في طفولته، ومن نوادر المعلومات ، ما يرويه المؤلف عن لقاء محمد بن طاحوس بالملك عبدالعزيز آل سعود وهو في سن العاشرة في بر مشرف ما دار بينهما من حوار، وهو مشهد لم يفارق خياله طول حياته، دونه المؤلف نقلاً عن ابنيه أحمد ومحمد يمكن قراءه تفاصيله في الكتاب .
تجدر الاشارة ان محمد بن طاحوس شارك في بناء سور الكويت الثالث الذي بني عام 1919 م الذي بناه الكويتيون عقب معركة ” حمض ”.
حفظ الأمن
ويمضي المؤلف سعود الديحاني في ذكر تفاصيل مهمة في حياة الطاحوس ” اكتسب منها المراس والخبرة والتجربة، ومنها ما اسند اليه من مهام كلفته بها قيادات البلاد ارتبطت بحفظ الأمن على حدود الكويت في حقبة الشيخ سالم المبارك الصباح (اقول انا فاعل خير انه قد يكون ذلك من المبالغه إذ ان المذكور كان يبلغ سن 17 - 18 عام آنذاك)، كما كان له دوره في حفظ أمن مدينة الكويت واستقرارها فترة تولي الشيخ صباح بن دعيج ”صباح السوق” باعتباره ممن تولي هذه المهمة ضمن القوة الأمنية المكلفة بها.
وسجل المؤلف مشاركة الطاحوس في معركة الجهراء عام 1920م ومشاركته ضمن القوة التي تولت حراسة بوابات السور ضمن تفاصيل يمكن الاطلاع عليها بتوسع اكبر في الكتاب. (ذات الملاحظه اعلاه)
الاكتشافات النفطية
ويمر المؤلف على تلك الحقبة الثرية والحبلى بالأحداث موثقاً الاكتشافات النفطية في الكويت وآثار اندلاع الحرب العالمية الثانية عليها وتوقفها، ثم خروج اول شحنة نفطية في 1946م، مدعمة بالصور الناطقة باسم الحدث مما يكسب الكتاب اهمية توثيقية مقرونة بالمتعة البصرية لحقب مضت .
الحفاظ على الممتلكات النفطية
ولم يكن محمد بن طاحوس بعيداً عن تلك الاحداث والتطورات التي أحاطت بالكويت، بل كان له دوره فيها، ويكشف المؤلف دور الطاحوس في حفظ الأستقرار الأمني لمتعلقات بئر برقان النفطي الضخم في ظروف صعبة وسط الصحراء، حيث عادت الشركة ”نفط الكويت” بعد انقطاع لتستأنف عملها ووجدت معداتها مصونة محفوظة بمبانيها .
تزكية بن طاحوس للعمال
وينقل د . الديحاني عن كتاب ”الأحمدي بين الماضي والحاضر” ما يدل على ثقة الشركة النفطية بالطاحوس قائلا: ”كان يتحتم على كل من يريد العمل مع الانكليز من أهل البادية أن يحصل على شهادة تزكية من ابن طاحوس وهو بدوره لا يمنحها إلا لمن تتوفر فيه صفات الأمانة والصدق”.
أمير واره
وفي توطئة الحديث عن تولية محمد بن طاحوس امارة وارة، قدم المؤلف شرحاً وافياً لجغرافية المنطقة وطبيعتها وسكانها، وازدياد النشاط فيها على مرور السنين، فجاء تعيين محمد بن طاحوس أميراً عليها عام 1939 م من قبل الشيخ عبدالله الأحمد (اخيه بالرضاعه من حصه ابراهيم الغانم) ليقوم بأعباء المنطقة التي تمثل تجمعا لأبار النفط، الدخل الاول والاساسي في البلاد وما يزال حتى اليوم .
اصلاحات وتعمير
ويواصل المؤلف ذكر الاصلاحات والإعمار التي ادخلها بن طاحوس في منطقة وارة أبان أمارته عليها بتفاصيل موسعة نذكر منها على سبيل المثال انشاء مسجد عُين له الملا عمر بن منصور إماماً له، كما عمد إلى إنشاء مدرسة في هذا المسجد متولياً التدريس فيها، وأنشأ أول سوق يقضي حوائج الاهالي، وأقام نقطة أمنية لبسط الامن ونشر الاستقرار في الاسواق والمنطقة .
لجان الجنسية
وبعد الغاء نظام الأمارة في المناطق، اسند إلى بن طاحوس العديد من المهام منها عضوية لجان الجنسية لتزكية المستحقين لها وفقا لقانون الجنسية الكويتية عام 1959م.
النسخ متوفرة
نسخ الكتاب متوفرة في مركز المخطوطات والتراث والوثائق للباحثين والراغبين في التوسع في البحث والاطلاع على المزيد من المعلومات.
"انتهى النقل"
|