إظبية هي المنبع فهي الجدة ثم تبعها الأبناء ( الكاتبة -غنيمة الفهد )

[AHMAD]

-

القبس - غنيمة الفهد
05/01/2008

اعتمد القدماء الكويتيون في الماضي على الماشية من بقر وماعز وجمال واغنام، وذلك لتزودهم بالحليب اليومي ومشتقاته من زبدة ولبن، وجرثي (لبنة)، كما يجففونه حبات ليصنعوا منه اليقط الى جانب الغذاء اليومي لهم من حليب الماعز والاغنام (الصخلة).
وهناك مهمة يقوم بها 'الشاوي' وهي من المهن الكويتية العريقة، الا وهي رعي الغنم ويساعده الاهالي في ذلك حتى يتخلصوا من كثرة اغنامهم اولا لضيق منازلهم ثانيا، وحتى يتجنبوا الاوساخ ثالثا والتخفيف من مصاريف اطعامها رابعا.
اما الجاخور فهو الحوش المتسع يستقبل فيه الشاوي ويجمع الاغنام التي تأتيه من كل صوب وحدب من اهالي الفريج ولكل فريج شاو خاص به، بعدها يبدأ استعداد الشاوي لمغادرة الحي الى خارج السور، سور مدينة الكويت، وذلك بعد ان تم جمع الاغنام من كل بيت في الفريج.
ماذا يأخذ الشاوي معه؟ اهم شيء يحرص عليه الشاوي الحمار وذلك لنقل حاجاته التي يضعها داخل الخرج الذي هو عبارة عن كيس من الخيش لوضع الزاد وكذلك يضع مولد الماعز فيه اذا حدث ذلك، والزاد هو الطعام الذي يتغدى به الشاوي.
اما اجود الاغنام فهي العارضية، اي رقبتها عريضة والشامية من بلاد الشام.
اما الجصية، فهي نعجة وتعني البيضاء واجود الشياه العربية النجدية. واقلها شأنا الخكرية.
اما البربرية فهي من اقليم بربر في الصومال، تمتاز الماعز بالذكاء. الغريب انها تذهب الى بيتها بنفسها بعد السرح بها اي تعرف المنزل، والاغرب من ذلك انها تلحق بركب زميلاتها ان خرجت قبلها في المرعى حتى لو كان المرعى في آخر المكان تأتي بنفسها وتلحق بها، ترعى هذه الاغنام بمراعي الصحراء، (العارضية، الشامية، كيفان) اعشاب الربيع مثل العرفج والربلة، الحوذان، اصابع العروس، الخبيز، الحميض الثمام. وفي المنزل تأكل الباجيلا الذي يخلط مع الشعير، ثم الجت (البرسيم)، ويقال مدورجت، وتربط الماعز بالخية (خية) وهي عروة من الحبال تدفن بالارض ويربط بها الماعز، وكذلك ريقه، اما الرسن فهو زمام يحيط برأس الصخلة يصنع من الجلد، او الحبال، وكذلك الرزة ركيزة من الخشب تربط بها الماشية.
واكثر ما يخيف الماعز هي الذئاب التي تهاجم قطيع الاغنام، وهناك ايضا قطاع الطرق الذين يسرقون الاغنام. ومن اصعب الاشياء ايضا التي تواجه الشاوي ضياع صخلة نتيجة ولادتها المفاجئة حيث يبدأ البحث عنها حتى فترة المساء.
ونجد هنا ان عمر الماعز ما بين 7 و،12 والغريب انها قبل موتها تسقط اسنانها في بعض الاحيان، وهناك انواع شرسة، نطاحة. ويقال عنها انها قشرة، ترفس، تنفر، ترفض وتعفر عند حلبها لانها تريد الحليب لصغيرها. ومن الذين اشتهروا ايضا بالعمل في مهنة الشاوي شاوي بن سلامة، وشاوي عبيد في الصوابر، وشاوي مصلح في فريج عليوه، ومزيد ودحيلان زويد في دروازة العبد الرزاق، وخليف وراشد العازمي.
لقد مارس الكويتيون كل الاعمال الشريفة من اجل لقمة العيش والعمل الشريف، وسوف اتناول في كل مرة او مناسبة اعمال الكويتيين في السابق، حيث اعتمدوا على انفسهم في كل شيء، حسب البيئة آنذاك، وهناك مهن زالت مع زوال المؤثر لعدم الحاجة اليها بسبب ظهور النفط.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل سوء ومكروه.

النباتات التي تعيش عليها الماشية في المرعى
-1 هرم: وهي شجرة معمرة يبلغ ارتفاعها من 30-20سم ذات سيقان قائمة، واخرى تفترش الارض الاوراق لحمية / ملمسها ناعم ولونها اخضر فاتح.
-2 حميض: نبات عشبي طوله 20سم يوجد النبات في الاراضي الرملية. به ازهار مخضرة يميل الى اللون الوردي.
-3 الخبيز: نبات حولي عشبي طوله ما بين 30-10سم.
-4 الربلة: نبات عشبي - مختزل الساق يتواجد النبات في فبراير ومارس وابريل.

شاوي إظبية

هناك مسميات تراثية في الاعمال الخاصة بالبيئة البرية ذهبت ادراج الرياح بل وذابت مع الايام نذكر منها على سبيل المثال (الجوالة) والذي تحول مع الايام من هذا اللقب الى مسمى الشاوي وها انذا احاول ان انقل الى قرائي الاعزاء كل شيء كان في الماضي من حرفة، ومهنة، امتهن وعمل بها قدماء الكويت من اجل لقمة العيش الشريف.
لقد عانى القدماء من شظف ومشقة العيش ومع ذلك حفروا الارض والتراب بايديهم الطاهرة وبنوا وعمروا البلد من دون مساعدة احد، وعملوا في كل شيء، في البناء والرعي، والغوص، وصناعة السفن، وامتهنوا المهن المتعددة من المودي، جليب نخم، يا من يعين الضالة المحسن- القلاف، النجار، الحداد، والكثير الكثير من اعمال يدوية وما الى غير ذلك الى جانب السفر من اجل التجارة.
واليوم حديثنا عن الشاوي. شاوي الفريج الرعاة رعاة الغنم (او الجوالة) ويعتبر شاوي اظبية من اشهر الرعاة في حي جبلة، اذا لنتساءل من هي اظبية؟ ان مسمى اظبية يعود الى اسم امرأة وهي الجوالة التي تسرح بالغنم واول من بدأ بهذه المهنة في العائلة هي 'اظبية' لقد امتهنت اظبية رعي الاغنام (الجوالة) وكانت تجمع الغنم من هذا الفريج الخاص في حي جبلة وتسرح بالغنم بدءا من مجمع المثنى حاليا، حيث كان بر عبر حتى تصل الى العارضية- وكيفان، حيث المرعى الجيد للاغنام. وهنا نوضح ان مهنة الشاوي (الراعي) هي بالفعل كشركة مساهمة بين ابناء الحي الواحد والكل يضع الماعز او الغنم بين يدي الراعي، وكما يقال 'كل ومدة يديه'. اي من دون وضع اي شرط للمبلغ او نقود للراعي. هناك من يدفع والآخر لا يدفع، المهم الدفع حسب المقدرة.
الجوالة اظبية بنت عقاب جبر المطيري من قبيلة آل مطير من 'الملاعبة'.
وزوجها دخيل علي دخيل محسن الدوسري من المساعرة.
وانجبت اظبية من دخيل الابن حسين دخيل علي محسن اظبية.. ومن مميزات اظبية طول القامة (جثلة) حنطية اللون تضع اللثام وتتلثم ويسمى هذا النوع من اللثام لثومة تربط عباءتها بخصرها اثناء 'السرح' بالغنم ولقد استلم العمل بعدها ابنها حسين دخيل علي محسن (ابو علي) ثم ابنه علي الذي اشتهر في حي جبلة بشاوي اظبية.
تزوج علي اظبية من نورة محمد بن سودان العنزي، كان يسرح بالغنم ويساعده بعض من الصبيان، ويبدأ السرح من 7 صباحا حتى صلاة المغرب وعدد روؤس الاغنام (300 صخلة) ويعمل اظبية الى جانب مهنة الشاوي معالجا للامراض التي تصيب الاغنام من طاعون او كحة، بو رمح، الى جانب توليد الاغنام، وكان يجز ايضا صوف الغنم وتظريف او تقليم اظافرها بالسكين، اما الادوية التي يعالج بها الماشية فهي الصبرة والحلتية سنون المطبخ ضد الجرب وسنون وسخ الصفار ايضا يستخدمه كعلاج للامراض الجلدية والجرب، ثم عمل فيما بعد حمارا يحمل ويوزع المياه على البيوت، ولقد ساعده في كل المهن اخوه عبدالهادي الذي توارثها ابا عن جد وهي مهنة الشاوي. رحم الله موتانا. وهذه نماذج من اعمال اهل الديرة سابقا، ولنا جولات اخرى تخص اعمال اهل الكويت في الماضي.