«عشرون عاماً كانت خدمتي في البلدية»
عبدالله الدويلة: والدي كان أحد نواخذة الكويت شهدت حياته البحرية «طبعة» تحطم فيها خشبه «سعيْدة» على ساحل الجليعة
الدويلة مبتسما لعدسة «الراي» (تصوير طارق عز الدين)
إعداد : سعود الديحاني
للحياة محطات وتجارب وقصص ومآثر يرسخ ما دون منها وحكي للآخرين ويتوارى ما اختزلت الذاكرة وظل حبيساً مع اصحابه، عبد الله الدويلة يصحبنا اليوم مع سجل ذكرياته ويروي لنا ما شاهده في قرية الفروانية يوم كانت ناشئة وهو طفل يسير في ساحاتها فشب ونشأ عن طوق وبين ظهرانيها ليس حديثنا معه عن الفروانية بل عن كثير من اللمحات التاريخية التي كان لأسرته جزء منها فحياة والده اخذت جانبا من لقائنا معه نحن في حديثنا اليوم نتجول بين ازهارها فنستنشق منها عبق ريحانها ونقطف اطيب ثمارها فلنترك له الحديث. درس والدي بالكتاتيب لكن وافق حين دراسته افتتاح مدرسة المباركية في 1911م ووالدي حين افتتحت كان عمره عاما لذا ادرك الدراسة بها، ولكنه ختم القرآن كاملا ودرس عند الملا مطر لكن كان من حظه ان جيله ادرك المدرسة المباركية.
البحر
أما حياته البحرية فلقد ركب مع ولد عمه علي الدويلة وبهبود والجيلهمي وأظنه ركب ايضا مع النوخذة شديد بن طاحوس لكنه عندما اشتد عوده وبعدما ركب مع هؤلاء النواخذة تنوخذ بنفسه ودخل البحر على سفينة جالبوت (عشار) اشتراها من اهل فيلكا وهو جلبوت مستعمل، والعشار يطلق على المستعمل والوشار يطلق على الجديد، وهذا المركب الذي طبع فيه والدي وكان اخي سيب معه وهو رحمه الله تنوخذ اكثر من ثلاث سنين.
الطبعة
والدي عندما اشترى خشبه الجلبوت جاء به وحده من فيلكا ومعروفة صعوبة البحر وأحواله لأن الاخشاب ذلك الوقت شراع ليست ماكينة وقت الضحى جاءتهم ضربة عليهم وأخذت نحو الصخور التي بالقرب من الجليعة وتحطم خشبه لكن لم يصب احد من بحريته بأذى... طبعة والدي كان يومها الجو والهواء تارسا وقد اصطدم (جلبوتهم) خشبهم بالصخور وكان اسمه «سعيدة» فتحطم وتبعثرت اغراضهم التي كانت في الجلبوت في البحر وسبح البحرية نحو الشاطئ، اما والدي فانتظر قليلا حتى يجمع ما يستطيع من حاجياتهم التي كانت طافحة على سطح البحر وقد وصل البحرية اما هو فقد انتظر وفعلا اخذ والدي يجمع ما استطاع ويسبح نحو الشاطئ اما البحرية فقد وجدوا بيت شعر محاذيا امامهم وهم يسيرون تجاه البر المحاذي للشاطئ واخبروهم عن النوخذة وابنه وراءهم على السيف وقد قام اهل بيت شعر وحملوا معهم جربة ماء وتمر واتوا اليهم واخذوهم إلى رفاقهم البحرية في بيت الشعر وقد قاموا بضيافتهم حيث قدموا لهم الاكل والشراب وقد استخبر عمي علي الدويلة بتلك الطبعة وجاءهم على سيارة لوري والذي اخبر عمي علي البحرية الغاصة الذين كانوا معهم حيث واصلوا مسيرهم إلى الكويت، حيث قالوا لعمي علي الدويلة «يا علي اخوك دويلة طبع وهو على ساحل الجليعة يجمع ما استطاع من حاجيات التي طفت على سطح البحر وعمي علي رغم انه كان مريضا الا انه آثر على نفسه الذهاب إلى والدي دويلة فهو صاحب فزعة ونخوة وطيبة لأبعد حدود ابو فهد رحمه الله اسكنه الله فسيح جناته حمل معه قوالب ثلج واصطحب معه خيرات الله من طعام وفاكهة واستأجر سيارة لوري وجاء حيث كان محل الوالد متلثما بغترته مقاوما ما كان به من مرض وحين اقبل على سيارة اللوري من مكانه ورأى اللوري مقبلا عليه والغبار والتراب يتطاير وراءه مقبلا اليه نهض والدي وكان يقول لعمي علي ويخاطبه يقول: عمي لأنه ابن عمه واكبر منه سنا تقديرا وتوقيرا له وقد اخذته العبرة فتساقطت الدموع من عينينه فقال له عمي علي الدويلة: ما بك يا دويلة، قال: مجيئك الي اذرف من عيني عبرات الدموع، وقال له ابشر بالخير يا ابو مبارك.
الهامة
يوم كان والدي غيصا ولا اذكر من كان معه من النواخذة نزل للهير فإذا سمكة كبيرة مفترسة مكث مكانه حيث امسك صخرة داخل القوع ولم يتحرك لأنه اذا تحرك سوف تنتبه السمكة حتى ذهبت بعيدا فحرك الحبل فأخرجه السيب الموكل به فأبلغ النوخذة بما حدث وقال يا نوخذة هامة هامة حيث خاف على زملائه البحرية.
لأن حوادث تعرض الغاصة لهجوم الجراجير كثيرة وكان ذاك الهيرقد انسه البحرية لما فيه من توافر المحار، ومن الصعوبة وجود مكان يتوافر فيه المحار بهذا الشكل الكبير مثل ذلك الهير لكن رغم ذلك غيروا مكانهم إلى هير آخر.
الإمامة
والدي تمرس بالعلم وكان احد تلاميذ المدرسة المباركية وحفظ القرآن في الكتاتيب ويوم عمل في الحكومة كان عمله يناسب شخصيته ودراسته وهذا العمل كان إماما في مسجد علي الدويلة الذي في منطقة الفروانية ولم يكن هو المسجد الوحيد الذي أم المصلين فيه كان معه مسجد آخر شهد امامته وصلاته بالناس وهو مسجد نابي الدويلة وهو بالفروانية ايضا.
الجهراء
يوم معركة الجهراء كان والدي صغير السن وتركه جدي عند عمه راشد ثم ذهب جدي مبارك وقاتل في تلك المعركة وكان من ضمن الذين استشهدوا في معركة الجهراء الشهيرة .
الطبع
كان طبع والدي الهدوء وطولة البال وتميز برزانة العقل ولزوم بيته والاعتناء بأحواله وعدم تضييع وقته في الديوانيات، وقد ادرك الحج على الابل وكذلك السيارات وكان صوته في قراءة القرآن و خطه جميلا رائعا.
الأصدقاء
كان من اصدقاء والدي الشيخ دعيج السلمان وجاسم السميط وابو خالد السداني و فهد الدويلة ومن التجار الذين كان يتعامل معهم ابن امبيلش عبد العزيز كان يموله في تجارته في المواد الغذائية وغيرهم .
أما زبائنه الذين يرتادون محله فهم من اهل الكويت من بادية وحاضرة.
المحل
عائلة الدويله اهل تجارة وقد كان والدي له محلا لبيع المواد الغذائية عيش وسكر وورق وما يباع من مواده تموينية.
وكان بجواره عدة دكاكين ايضا يبيعون مثل ما كان يبيع اذكر منهم ابن علبان والمدعج والدغيشم وابن جاسر وهو ايضا كان بائعا شاريا في السوق لا تقتصر تجارته على المكوث في المحل فكان يذهب الى الذين يجلبون البضائع ويشتري منهم، أما طريقته في المحل فهو يفتحه وقت الصباح وكان يغلقه وقت المساء، وكان سمحا في بيعه وشرائه، واذا اراد الزبون ان يدفع حاضرا كان له ذلك واذا اراد ان يؤجل كان له ذلك، وكان يقع الدكان في فريج بن عليوة مقابل مسجد هلال.
البطاقة
سنة البطاقة المشهورة في تاريخ الكويت والتي استحدثتها الحكومة وقت قيام الحرب العالمية الثانية والتي وزعت المواد التموينية من خلالها جعل والدي مسؤولا عنها لأنه صاحب امانة وعنده خبرة بالتعامل مع الناس في البيع والشراء وكان يتولى توزيعها في المنطقة التي يسكنها وهو فريج عليوه ومن حوله.
في بعض الاحيان يوم كان والدي في محله يزاول عمله في التجارة كان ينوب في الصلاة عن الشيخ عطية الاثري في مسجد هلال المطيري لذلك اطلق على المسجد مسجد الدويلة لأن والدي كان يصلي فيه إماما احيانا.
وهذا المسجد الذي أسسه سعران الدماج، وهلال المطيري كان رحمه الله قام بتوسيعه.
المدة
ظل والدي مدة طويلة يؤم المصلين في مساجد الدويلة ولم يترك ذلك حتى اقعده المرض، وقد تزوج في حياته مرتين وله من الأبناء ستة، ولم يرافقه في البحر الا ابنه مبارك أما البقية فلم يدركوا زمن البحر.
الوصية
كانت وصية الوالد حين وفاته ان كان له دين على احد فهو يبرئه من الذمة امام الله حيث قال الذي يأتي ولي عنده شيء فهو حلال له. وقال لوالدتي وكانت حاملاً بي في أشهرها الاخيرة ان جاء ولد فسميه عبدالله فقالت له أمي يا ابو مبارك (اخاف ما يعيش لنا عبدالله) حيث ان العائلة كل ما سمت عبدالله يتوفى فقال لها سميه عبدالله وذلك لايمانه بالله وحسن توكله ثم ولدتني امي وسميت عبدالله فكنت انا اول عبدالله في عائلة الدويلة من بعد جدي لامي عبدالله فبدأت العائلة تسمي عبدالله من بعدي.
الولادة
ولدت في مدينة الكويت قبل أن يخرجوا أهلي منها إلى منطقة الفروانية ومحل ولادتي كان فريج بن عليوه لكني وعيت ونشأت في الفروانية التي هي بالاول محل للتنزه للناس في وقت الربيع وأول من بنى بها عمي علي الدويلة، ثم اشترى عمي ووالدي فيها وكان ذلك على زمن الروبيات ولكن لا أذكر القيمة فسكناها وأذكر من جيراننا في ذلك الوقت جلعود القحطاني وابن شعيوان وابو عامر مجبل... وكان بيتنا مقابل الحفرة المشهورة باسم المطينة.
الفروانية
دراستي كانت في المدارس النظامية التي انشأتها ادارة المعارف والتي عرفت فيما بعد بوزارة التربية. وقد بدأت الدراسة سنة 1956 وكانت الدراسة في ذلك الوقت على فترتين وكانت المدرسة تقدم لطلابها الكتب الدراسية والوجبات الغذائية افطارا وغداءً والملابس المدرسية، وحتى الادوات المدرسية من اقلام وما يستخدم معها من ادوات اخرى... كان اهتماما بارزا وواضحا بالتعليم، وكان من زملائي اثناء الدراسة عبدالله الخرافي، ومحمد الحباب، ومطلق عباس مناور وسعد الراجحي وحمد البذال، وعيال الدويخ وعلي الدويلة... ولم يكن في الفروانية في ذلك الوقت من المساجد الا مسجد علي الدويلة وابن شيتان ونزال 1953، وبنى نابي الدويلة مسجدا الذي صار والدي فيه اماما وهو لا يزال موجودا ولكن اصبح مكتبة وهو على بنيانه والنخلة التي فيها لاتزال موجودة.
المراحل
المراحل الدراسية التي قضيتها في حياتي الدراسية كانت في الفروانية لانه مدرسة الفروانية التي هي اليوم، المنطقة التعليمية توالت عليها مراحل دراسية عدة فهي كانت ابتدائية ثم متوسطة ثم ثانوية ولكن الاول والثاني منها اول مدرسة في المنطقة الرابعة للبنات كانت في الفروانية حتى انني اذكر كان عليهم بخانق حين دراستهم.
وهي كانت في بدايتها عبارة عن حوطة ثم اخذوا من عمي علي الدويلة ارضا وبنوا فوقها مدرسة البنات الابتدائية، وكان طلاب جميع المناطق التي حولنا يأتون الينا وهي جليب الشيوخ والعضيلية وقد شيدت المدرسة عام 1954م.
العمل
بعد تركي للدراسة توجهت للعمل في ادارة البلدية وكان ذلك عام 1971م وكان التوظيف في البلدية في ذلك الوقت متوافرا وهناك توجه المواطنون للعمل في ادارة البلدية، وقبل ذلك عملت في وزارة الكهرباء عام 1970م في قسم التبريد ومكان عملي كان في منطقة الشويخ لكن عملي في البلدية بعد الكهرباء بعام وكنت في قسم الصحة الذي يتولى التفتيش على المواد الغذائية التي تباع في المحال وكان صميم عملنا يتركز على صلاحية تلك المواد التي تباع في المحال وكان صميم عملي يتركز على صلاحية تلك المواد التي تباع في المحال حيث كنا نتحقق من جودتها وخلوها من الفساد والتلف فكنا نعطي المخالفة لمن يجعل هذه المواد مكشوفة للهواء الطلق الذي يعرضها للحشرات الطائرة التي تضر بها... وكذلك المخابز والتي كانت تقلل وتغش في وزن الخبز وكنت اتبع مكتب حولي في تلك الفترة من عام 1971 إلى عام 1975، وبعد مدة انتقلت لشبرة الخضار في الفترة من 1975 إلى 1981، ثم انتقلت إلى منطقة الفروانية بعد ذلك انتقلت إلى منطقة خيطان ثم إلى منطقة الفردوس وبعدها عدت إلى الفروانية وظلت بها حتى تقاعدت عن العمل الحكومي في عام 1992 بعد خدمتي لمدة 20 عاما في العمل الحكومي، والحقيقة ان قسم الصحة حينما انخرطت في العمل فيه لاحظت الصرامة والشدة في تطبيق القوانين حيث كنا نقوم بجولات تفتيشية في الصباح الباكر في وقت الفجر نفاجئ بها المطاعم ونرى صلاحية الوجبات والمواد الغذائية والماد الداخلة في صناعة هذه الوجبات، ولا مجال هناك للواسطة والشفاعة تجاه ما نحرره من مخالفات لمن تجاوز نظم وقوانين الصحة لان هذه الامور متعلقة بصحة الناس وسلامتهم فلا مجال هناك للواسطة لان المواد الغذائية خصوصا في المطاعم اذا كانت غير صالحة يترتب عليها حوادث تسمم لمن يتناولها فاستحق منا هذا الامر الصرامة والشدة في تطبيق القوانين والمخالفات.
النجدي
وكان عندنا بالفروانية ايضا محمد النجدي بوعبدالله وهو امام مسجد الشيخ عبدالله وكان خطيب جمعة وتولى التدريس في مدرسة الفروانية وهو من الاشراف والمسجد الذي كان فيه هو مسجد بن شيتان والمادة التي كان يتولى تدريسها مادة الدين.
المطينة
المطينة هي الحفرة التي يؤخذ منها الطين حين بناء البيوت وتشييدها، اما الدوغة فهي عبارة عن غرفة كبيرة ليس لها سقف يحرق بها الجس (طوب) الذي يستخدم في البناء ومكانها اليوم مضخة خيطان وتقع في ابرق خيطان... اما الفروانية فحفرها ابن فروان المطيري وقد أدركت هذا الجليب كان بالقرب من المطينة وموقعه شرق شمال مسجد علي الدويلة وحوله غلبان كثيرة، وماؤها عذب (غدير) في الشتاء دافئ وفي الصيف بارد، وكان حولها احواض تسمى (جرو) وتنزل البادية عليها وتشرب منها الحلال.
اذكر من هذه الغلبان جليب ام نشمي وهي ام خالي وقد جعلته سبيلا لله واسمها فاطمة محسن الدماج وهي زوجة جدي سعد ولم ادركها وكانت الناس تزعب (تأخذ) الماء من ذلك الجليب وقد ادركت ذلك... وكانت الفروانية في تلك الايام ارض خير ورعي تنبت حولها الاعشاب والاشجار البرية وكنا نرى اهل الحلال حواليها... حتى فوق الاسطح كانت تنبت الاعشاب لان البيوت كانت من طين وكان من الطبيعي ان تنبت فوقها الحشائش... كنا وقت الربيع نلتقط الفقع في منطقة مشرف وكنت انا بنفسي التقطه عام 1957 ومشرف عندنا في ذلك الوقت هو ما بعد نادي خيطان كل هذا البر كان يطلق عليه اسم مشرف وهي منطقة تعتبر مناسبة للفقع حين ظهور موسمه، اما الذئاب فاذكر انه جاءنا ذئب ونحن في الفروانية وتسلق بيت حمد الخرافي عام 1953.
نشمي
اسم نشمي من الاسماء التي ليست دارجة عندنا وجدي سعد وعمي سيف كانا له مزرعة بالفاو وقد اشتروا من رجل يسكن الفاو اسمه نشمي بضاعة وقد اكرمهما حيث الزم عليهما بالعشاء واعجبهما كرمه فكان يسكب الدهن العداني على الارز وكذلك كان ذا بسطة في الجسم حيث حمل امامه ثورا على متنه ورفعه للسفينة ثم اوثق عليه الرباط ما ابهر ذلك الموقف جدي سعد فلقد رآه رجلا كريما من محياه وجمع بجانب الكرم القوة فقال جدي سعد اذا رزقني الله بولد سوف اطلق عليه اسم نشمي تيمناً باسم ذلك الرجل.
وفعلا رزقه الله بولد وام نشمي لم يكن لها زوج إلا جدي سعد وربت ابنها نشمي حتى صار عمره 20 عاما وحين الاستعداد لزواجه وتهيئة البيت اتى من عمله وقال لوالدته سوف انام وحين صلاة العصر ايقظيني للعودة إلى عمله وحين اتت لكي توقظه فإذا بالروح قد ذهبت لخالقها فما كان منها إلا انها قالت يا خلاف يا خلاف، فصبرت على فقدانها ولدها واحتسبت الاجر لله عز وجل ولم تجزع فما كان منها إلا هذه الكلمات يا خلاف يا خلاف اي ان الله هو الخليفة في الاهل والولد فكانت متدينة وصاحبة زكاة وامرأة متمسكة بدينها ولم تتزوج غير زوجها جدي والجليب كان سبيلا وكذلك كان يوجد جليب القطان من القلبان التي في الفروانية.
فلسطين
جدي مبارك كان متدينا ويرقى الاطفال بالقرآن الكريم وقد سافر والدي إلى فلسطين العام 1965 وزار مدينة القدس وصلى في المسجد الاقصى.
الزواج
تزوجت انا العام 1974 والذي عقد قراني هو الشيخ ابراهيم وهو معروف في جليب الشيوخ، ولدي خمسة اولاد توفي اصغرهم احمد اما اخوانه فهم عبدالرحمن وعبدالعزيز ودويلة ومحمد اما اخوتي فهم ستة: مبارك ونشمي وسعد ومحمد وعلي.
الحجة
العام 1961 هي اولى حجاتي وكانت مع عمي عبداللطيف رحمه الله عن طريق السيارات التي كانت تذهب عن طريق الطرق الصحراوية ولم تكن الطرق معبدة مثل هذه الايام كانت منطقة جربة هي منطقة الدخول إلى المملكة العربية السعودية والتصاريح توقع منها، حيث اننا نوقع من منطقة شدادية وندخل من جربة ومنها ننطلق نحو رماح ثم مارات ثم الحناكية بعدها نصل إلى المدينة ومنها إلى مكة وقد كانت الرحلة تستغرق 20 يوما والطرق كانت صحراوية حتى انني اذكر اننا كنا نقلل ضغط الهواء في عجلات السيارة حتى تستطيع تجاوز الصعوبات في تلك الطرق التي كنا نسلكها واهل الحملات في ذلك الوقت كان جميع العاملين فيها كويتيين حتى السائقين ومن الطريق في تلك الحجة ان العملة الكويتية كانت الروبية الهندية هذا عندما حجزنا وحين عودتنا وجدنا الدينار الكويتي قد بدأ يتداول بين الناس، وهذه الحجة كنا جميعنا اسرة والدي فيها اخواني ووالدي ووالدتي حيث كنا نستقل وانيتا خاصا فينا واذكر ان سائقنا اسمه سعد.
وقد احترقت الخيمة التي كنا فيها، وذلك بسبب أن موقد (كولة) النار كان يشتغل على جاز ولم يكن متوافرا في ذلك الوقت، وكنت صغيراً في السن وقد أشعلتها وكانت بجانب الخيمة وسمعت صوتاً خارج الخيمة حيث تشاجر بعض الحجاج السودانيين وعلا صوتهم، وأنا صغير في السن فخرجت من الخيمة لأرى ماذا حدث وقد نبهتني والدتي إلى إغلاق الموقد وأن آتي بابريق الشاي، فقلت لها إن شاء الله... أنا كنت قد زدت سرعة اشتعال الموقد لم أخفضه حين خروجي وكنت أظنه سينخفض إذا خرجت لأن لهيبه يعلو ثم ينخفض وبينما أنا أشاهد تلك المشاجرة التفت نحو الخيمة فإذا النار تشتعل من داخلها والحمد لله لم يكن في الخيمة أحد، وكان ابن اختي يجلس في الخيمة لا يخرج خوفا من أن يضيع لكن الحمد لله لما شبت النار في تلك الخيمة لم يكن بها أحد، وهذا من فضل الله.
الأبطح
كانت الحجيج في تلك السنوات الماضية تخيم في منطقة الأبطح وهي منطقة العدل ولم يكن بين المشاعر طرق معبدة حتى داخل مكة لم تكن طرق معبدة والمسعى بين الصفا والمروة كان على طرفيه أسواق ودكاكين والطواف كان أرضيته صخور ولم يكن متسعا كما هو اليوم والسيارات التي تنقل الحجيج كانت تأتي وتقف عند المسجد الحرام مباشرة والجبال الشاهقة حول الحرم شرفه الله وكان باديا العمار وخطة التوسعة في المسجد الحرام، وكانت حجتنا في فصل الصيف ومن الأمور التي تعارف عليها في السابق توديع الحجيج واستقبالهم.
أما الحجة التي عقبت تلك الحجة فكانت سنة 1967 ثم 1975 مع أمي وخالتي وكنا مع حمد الضويحي ثم بعدها حججت أكثر من حجة لله... أما حجة والدي فلأنه نشأ متدينا إذ لبى نداء الحج لله عز وجل وعمره 15 عاماً وقد حج مشياً على الأقدام، والحملة التي كان برفقتها حملة حمود الدويلة، أما حجته الثانية، وقد اشترى مطية، وبينما هو يسير مع الحجيج وهو على مطيته التي اشتراها، إذ رأى امرأة تسير مع الحجيج مشياً على قدميها فرأف بحالها حيث لم يلتفت لها من كان معه فأناخ مطيته فأركبها بدلاً منه، وأخذ يجر خطام المطية وهو على قدميه فلم يطلب منها النزول حتى وصلا إلى مكان المشاعر، كانت جادة البعارين التي تذهب للحجيج جعلت مكانا مخصصا للحجيج فرأى السندي والهندي والدراويش فمن أراد حج البيت يسلك هذا الطريق.
مبارك
جدي مبارك مات والده وهو في بطن أمه فسمي مبارك على اسمه وهو والد جدي تاجر خيل يأتي بها من نجد ويبيعها في الكويت، وبينما هو كذلك ذات مرة في إحدى سفراته مر على قلبان اللصافة فنزل في قاع أحد القلبان لكي يتزود بالماء فسقطت عليه من العلو صخرة حيث كانت القلبان تطوى بالصخور في الماضي فسقطت عليه الصخرة على رأسه فأودت بحياته، فأخرجه رفاقه ودفن بجوار تلك القلبان.
الذيب
نزل جدي مبارك لجليب الماء ذات يوم فتفاجأ بنزول ذيب عليه وهو في قاع ذلك الجليب، فوضع ظهره على جدار جليب الماء حيث جعله متكأ له، ويداه في عنق ذلك الذيب، والذيب كان يضربه بذيله وهو مبعد جسده عنه وظل يتعارك مع الذيب وقتا من الزمن كأنه يتعارك مع رجل من قوة ذلك الذيب ونشاطه ومواصلته العراك، حيث لم تخر قواه وبينما هما كذلك تعب جدي وخارت قوة يداه من التعب وطول وقت العراك فإذا بكلب كان بالعلو ينزل من الأعلى عليه ويتعارك مع الذيب بدلا منه وبعدها سحبه جدي من الأعلى من قاع ذلك الجليب وأكمل جدي مسيره وسفره، وإذا أمامه تل (صيهد) على سفحه صاحب غنم مع أغنامه فسأله جدي: هل هذا الكلب لك؟ فقال: نعم، حيث شم رائحة الذيب وذهب إليه وقضى عليه... وقام جدي واشترى خروفاً من صاحب الأغنام وذبحه ولم يكن صاحب الغنم يعرف لما كل هذا، وقال جدي لصاحب الأغنام: نصف هذا الخروف لي ولك، والنصف الآخر لذلك الكلب، ثم أخبره ماذا فعل ذلك الكلب، فقال صاحب الأغنام: لن آخذ منك شيئا لأنك جعلت ذلك عشاء لي وعشاء لكلب غنمي، فرد عليه جدي: أنا لم أخبرك إلا بعدما اشتريت الخروف وقمت بذبحه حتى لا ترفض الثمن... وجدي مبارك مذكور بالتاريخ أنه أحد شهداء معركة الجهراء الكويتية.
الحمله
جدي فهد راشد الدويله من مواليد 1772 ولد في فريج شرق واسس اقدم حملا ت للحج على الابل في عام 1800 ميلادي وتوارثها ابنائه من بعده .
سيف
كان عمي سيف حاجا وفي الليل إذ خرجت أمامه أنثى ذئب (ذيبة) كانت تريد أن تفترسه فإذا به يضع يديه في عنقها ويسل خنجره ويضعه في بطنها فسقطت ميتة .
ويعتبر سيف الدويله اكبر معمر في تاريخ الكويت .
عبدالله
والدي هو دويلة مبارك مبارك فهد راشد الدويلة... وجدي عبدالله كان تاجر خشب (سفن) وله مزرعة في الفاو حين وفاته قال ابنه عمي سيف لأخيه سعد: ماذا تريد؟ فرد جدي سعد، انت أخي الكبير فاختر انت، الأمر لك. فقال: لك الخشب (السفن)، وأنا لي المزرعة التي في الفاو... وقد جاء ذات يوم أناس يخرفون النخل (يقلمونه) في موسمه واستأذنوا من عمي سيف أن يبنوا أكواخا بجانب المزرعة وهم من نجد وقد أذن لهم عمي بذلك فأخذوا يمارسون مهنتهم حيث ينتقلون من مزرعة إلى أخرى وبينما هم كذلك سرقت أكواخهم التي يقيمون بها فجاؤوا إلى عمي سيف يشتكون ما حدث لهم وكان جالسا تحت العريش: «يا حاج سيف، لقد سرقنا وانكسر كوخنا الذي نحن فيه، فسألهم عمي سيف: من تعتقدون أنه فعل ذلك؟ قالوا: لا نعرفه، لكن نحن لم نأت هنا إلا للعمل فنحن فقراء ونطلب الرزق الحلال وأمرنا كما ترى، فنطلب من الله ثم منك المساعدة، ولم يكن عمي سيف مقيما في بلده، وبينما الوضع كذلك سمع عمي سيف بقدوم الشيخ مبارك الصباح وانه عند الشيخ خزعل على الشاطئ فأخذ مركبا صغيرا يطلق عليه (هوري) وذهب حيث مكان الشيخ مبارك فاستوقفه الحرس وقالوا: من انت؟ فقال: رجل كويتي. قالوا: من أنت؟ قال: سيف الدويلة، فسمع الشيخ مبارك هذا، وقال: دعوه يأتي، وألقى السلام على الشيخ مبارك الصباح وعلى الشيخ خزعل، وقال له يا أبوجابر: الفزعة، قال: خير إن شاء الله، قال عمي سيف: وقص عليه ما كان من أمر العمال الذين استنجدوا به، فقال الشيخ مبارك للشيخ خزعل: لا يضيع حلال أهل الكويت، فقال الشيخ خزعل: إن هذه الأرض ليست أرضي لأن الفاو كان تابعا للدولة العثمانية وحكم الشيخ خزعل على المحمرة لكن رغم ذلك أمر ابنه كاسب بأن يتولى هذه القضية وفعلا لم تمر ثلاثة أيام إلا أوتي بالسارقين... وقد ظلت هذه الأرض من عهد جدي عبدالله ولم تبع إلا عام 1957.
ما شكا منه ... الجار
قصيدة رثاء قالها عبدالله حسين الردعان في المرحوم باذن الله تعالى فهد حمود حمدان الدويلة، حيث كان رحمه الله يتمتع بصافي الود والقلب والتواصل الطيبة مع الجميع واخلاقه الرفيعة رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
يالله يا مقدّر على الناس الاقدار
يا مدّبر الدنيا على احسن تدابير
انك تحرّم وجه ابو احمد على النار
لعل منزاله جنانٍ مخاظير
وتنزل على قبره هماليل الامطار
وتبنت على قبره زهور ونواوير
عليك ياللي خاليه عقبه الدار
وجدي عليه مفطر القلب تفطير
جعل البقا بعياله اصغار واكبار
لعلهم مثله رجالٍ مناعير
عليك ياللي ما شكا منه الجار
مذكور يا بواحمد مع الناس بالخير
مسجد علي الدويلة في الفروانية تأسس سنة 1946
مسجد نابي الدويلة في الفروانية تأسس 1956
هوية الشيخ دويله في وزارة الاوقاف
شهادة وفاة سيف الدويلة عن عمر يناهز 140 عاما
من وثائق الغوص الخاصة بالنوخذة علي الدويلة
مع صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد
مع اخيه محمد الدويله
فيصل الدويلة وبدر الدويلة
مع الابناء والاحفاد
سنة 1960
.
.. و1965
النوخذة علي الدويلة
النوخذة سالم الدويلة
الوالد النوخذة الشيخ دويلة مبارك الدويلة
النوخذة الامام سيف الدويلة
الحاج عبداللطيف الدويلة
النوخذة فهد الدويلة
__________________
البحر يلطم دوم مايهدى
الله
يعين اهل السنابيك الصغيرة
التعديل الأخير تم بواسطة كويتى اصلي ; 19-05-2010 الساعة 10:27 AM.
سبب آخر: تنسيق